ثقافات

مسرحية فلسطينية تفتح نقاشا عن العنف المدرسي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بير زيت (الضفة الغربية): فتحت المسرحية الفلسطينية (شؤون الاستاذ ابو شاكر) نقاشا واسعا حول العنف في المدارس بمختلف اشكاله الجسدية واللفظية بين الطلبة والمدرسين في محاولة لتغيير هذا الواقع ضمن فعاليات موسم مسرح المضطهدين الدولي. ويختصر خمسة ممثلين قام اثنان منهما بأكثر من دور لتقديم شخصيات مدير المدرسة ومدرس ومرشد اجتماعي وثلاثة طلبة ووالد أحدهم ما تشهده المدارس الفلسطينية من عنف من المدرسين تجاه الطبة وبين الطبة انفسهم اضافة الى استخدام الهواتف المحمولة في الصف المدرسي.
وقال ادوارد معلم الممثل والمخرج المسرحي الفلسطيني الذي ادى دور الاستاذ فؤاد مدير المدرسة في المسرحية التي عرضت يوم الخميس في قاعة كمال ناصر في جامعة بير زيت بالضفة الغربية المحتلة لرويترز "ما عرضناه اليوم يمثل جزءا من واقع العنف في مدارسنا وهو في مدارس الذكور جسديا وفي مدارس الاناث لفظيا." واضاف "في السنوات الاخيرة ازدادت ظاهرة العنف في المدارس كنتيجة للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد في الوطن وفي هذه المدرسة التي نعرضها في مسرحيتنا العنف باشكاله المختلفة الجسدية والنفسية ضد الطلبة وبينهم."
ويعود تاريخ هذه المسرحية التي اخرجتها البرازيلية باربرا سانتوس مساعدة اوجوستو باول مؤسس مسرح المضطهدين الى حين كانت تدرب اعضاء مسرح عشتار الفلسطيني على أسلوب مسرح المضطهدين. وعرضت هذه المسرحية عشرات المرات في المدارس الفلسطينية والاردنية. وقال معلم "كانت هذه المسرحية البداية لمسرح المضطهدين في الاراضي الفلسطينية وتم انتاجها بعد دراسة مستفيضة للعنف في المدارس في محاولة لفتح نقاش واسع حول هذه الظاهرة." وأضاف "لقد نجحنا في فتح هذا النقاش الذي كان في بعض المرات حادا بين الطلبة والمدرسين حول اسباب العنف وطرق معالجتها." ولا تخلو المسرحية من المشاهد المضحكة التي يؤديها الممثلون بطريقة كوميدية اضافة الى حركات السيرك التي اداها الممثل الفلسطيني شادي زمرد الذي قام بدور المرشد الاجتماعي الباحث عن التغيير في هذه المدرسة ودور الطالب المشاكس منذر. وقال زمرد "ما يساعدني على اداء حركات السيرك أنني مدير مدرسة (سيرك فلسطين) التي أسستها عام 2004 ."
وأضاف "اننا لا نحاول ايجاد الحلول للمشاكل التي نعرضها سواء ما يتعلق باستخدام المدرسين للعصا ومعاقبة الطلبة نفسيا من خلال استخدام الالفاظ القاسية والخارجة عن حدود اللباقة اضافة الى العنف الجسدي بين الطلبة انفسهم بل نعمل على فتح نقاش على هذه المواضيع التي لها اثار سلبية على حياة ومستقبل الاجيال والتي لا يلتفت اليها المجتمع."
وبدا عدد من الحلول التي قدمها طلبة جامعة بير زيت من قبل الشبان تعالج العنف بالعنف بينما حاولت طالبة تغيير هذا الواقع من خلال اقناع المدرس الذي لا تفارقه عصاه بأن يستخدم مع الطلبة اسلوب الحوار والمحبة والذي سيكون له تأثير أكثر من العصا التي يحملها. وقال جمال الشيخ العامل في الجامعة بعد مشاهدته العرض "كل ما عرض هو من الواقع لقد حدث ذلك المشهد المتعلق بضرب الاستاذ للطالب الذي احضر والده مع ابني وتم حل الاشكالية بالتفاهم. هذه المسرحية جدية وان كان بعض الطلبة ينظرون اليها للضحك. انها تحاول تغيير واقع صعب في مدارسنا."
وبالرغم من اقرار وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لقانون يمنع الضرب في المدارس الا ان العنف يتواصل في المدارس الفلسطينية سواء من المدرسين ضد الطلبة او بين الطلبة انفسهم. وقال الممثل والمخرج الفلسطيني الذي قام بدور طالب شخصيته ضعيفة بين زملائه ان المدرسين كانوا يستخدمون العصي حتى اثناء عرض المسرحية لاجبار الطلبة على الهدوء وهذا ما نحاول تغييره.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف