ثقافات

اللقاء الاول حول المسرح العربي المعاصر في باريس

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

باريس من هدى ابراهيم:احتضن مسرح المدينة الجامعية الدولية في باريس يومي الجمعة والسبت "اللقاء الاول حول المسرح العربي المعاصر والابداع" بدعوة من جمعية سيوة الفرنسية التي تديرها التونسية ياقوتة بلقاسم.واراد القيمون على جمعية سيوة، التي سميت كذلك تيمنا بواحات سيوة المصرية، لهذا اللقاء ان يكون واحة حقيقية للفكر الحر والابداع. وقالت بلقاسم ان الدافع الى تنظيم هذا اللقاء هو "مد الجسور وربط ما يجري هناك (في البلدان العربية) بما يجري هنا على الساحة الفرنسية والتعريف بما يقدم على الخشبة".واضافت ان الجمعية تهدف من خلال تنظيمها لهكذا لقاءات تسليط الضوء على اسئلة كبيرة مثل ماهية المسرح ووجوده وطبيعة العروض الفنية المعاصرة في العالم العربي. ويعتبر منظمو اللقاء ان "الابداع الفني يظل اسمى تعبير عن الحرية وهو يشكل في العالم العربي حدثا غير متوقع يفكك في كل مرة وبشكل مختلف بنيان الفكر التقليدي". وافتتح اللقاء مساء الجمعة بعرض شريط وثائقي عن "ايام عمان المسرحية" اخرجته بلقاسم واريد له على ان يكون "نقطة بداية لاعطاء الكلمة للمسرحيين كي يعبروا عبر شهاداتهم عن نظرتهم للعالم العربي على المستوى الفني والثقافي والسياسي." ويتضمن الشريط مقاطع من عدد من المسرحيات وشهادات لمخرجين وفنانين ونقاد ويبين بوضوح المصاعب والتحديات التي يخوضها العاملون في الفرق المستقلة يوميا. وتضمن برنامج اللقاء تقديم عروض مسرحية ولوحات راقصة وصور وحوارات حول الابداع.
وفي اطار هذا البرنامج قدم مساء الجمعة العرض المسرحي "تناذر جوي" الذي وضع نصه الفرنسي كريستوف مارتان وقدم بقراءتين اخراجيتين مختلفتين لكل من الجزائري خير الدين العرجم والفرنسي ديدييه رويز بينما ادى الدور بالعربية والفرنسية طارق بو عرارة. وسبق لهذا العمل ان قدم في الجزائر في 12 نيسان/ابريل الماضي.
واعقب العرض المسرحي حوار وشهادات لمخرجين ومصممي لوحات راقصة تناوبوا على الكلام عن تجربتهم الفنية وعرضوا لوجهات نظرهم المختلفة حول اشكاليات الابداع الفني في العالم العربي المعاصر والصعوبات والمشاكل التي يواجهها الفنانون العرب في مجال الابداع على الخشبة. وشارك في الجلسة مصممتا اللوحات الراقصة المغربية هند بن علي والتونسية ايمان السماوي والمخرجان الجزائري خير الدين العرجم والاردني احمد المغربي والمخرج والممثل العراقي هيثم عبد الرزاق.في كلمتها عرضت بن علي للصعوبة التي واجهتها في غياب المؤسسات الفنية المختصة معتبرة ان المشكلة الاكبر "ليست مشكلة المال والانتاج وانعدام المؤسسات الراعية وانما مشكلة العقلية المجتمعية".
واوضحت انها جمدت انتاجها الابداعي في الوقت الراهن للانصراف الى تدريب الشباب في الاحياء الشعبية وفي المدارس بهدف خلق جمهور يقبل لاحقا على الرقص والكوريغرافيا. من ناحيتها قالت السماوي التي تضمن برنامج اللقاء السبت تقديم عرض راقص لها بعنوان "رنة"، انها "محظوظة" كونها عملت مع المسرحيين في تونس.
واثارت السماوي قضية منع الاعمال المسرحية في تونس من قبل لجنة الرقابة احيانا بسبب كلمة، معتبرة ان "لا رقابة على الرقص لانه ببساطة غير معترف به من قبل المؤسسات."
اما المخرج الجزائري خير الدين العرجم فاشار الى الصعوبات التي يواجهها الفنان العربي لدى عرض عمله في الغرب. وقال "انا آتي دوريا الى فرنسا لتقديم عروضي لكن حتى هنا نصادف الكثير من الكلام والقليل من الافعال".وطلب العرجم من القيمين على الفن مواكبة الفنان معنويا وتقنيا وترك حرية الابداع الفني له معتبرا ان جميع الفنانين المشاركين في اللقاء "يشبهون بعضهم كونهم يتدبرون امورهم بانفسهم".
من جهته تحدث الفنان الاردني احمد المغربي عضو فرقة "فوانيس" عن تجربته في هذه الفرقة المستقلة التي تأسست عام 1992 بمجهود خاص وشرح كيف ان جميع اعضاء الفرقة ينتجون اعمالهم بانفسهم ولا يتقاضون اجرا على عملهم، مشيرا الى ان الفرقة التي باتت تضم ثلاثة اجيال ساهمت في اقامة مهرجان "ايام عمان المسرحية" المستقل وانها "لا زالت تبحث عن آليات للاستمرار ومصادر تمويل لأن العمل المسرحي يشكل مصدر رزق لاعضائها". ولم يوافق على هذا الرأي المخرج العراقي القادم من بغداد هيثم عبد الرزاق حيث اعتبر ان الفن والابداع هما حالة استثنائية وليسا وظيفة، مشيرا الى ان "مشكلة المسرح في العالم العربي ليست فنية وانما هي مع النظام الاجتماعي القائم".
وقال "الحروب علمتنا كيف نصنع من التراجيديا كوميديا"، مشيرا الى ان ما يعاني منه المسرح العراقي اليوم هو "هذا الانتقال المفاجئ من زمن الصمت التام خلال 40 عاما بسبب النظام السابق الى زمن العشوائية التامة". وقدم عبد الرزاق السبت عرضا مسرحيا هو عبارة عن مقاطع من نص "هاملت بلا هاملت" الذي وضعه خزعل الماجدي مع ممثلين شبان عراقيين.
وقدم النص عينه بالفرنسية ممثلون فرنسيون تحت ادارة المخرج الفرنسي ميشيل سيردا في رؤية اخراجية مختلفة.وتضمن برنامج السبت جلسات نقاش حول "الابداع كفضاء للحرية" وحرية تنقل الفنانين بين الشمال والجنوب تسهيلا للتبادل الثقافي. وتعذر على عدد من المدعوين من لبنان وليبيا ومصر المشاركة في اللقاء بسبب تأخر حصولهم على تاشيرة الدخول الى فرنسا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف