قضية القراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هنالك الكثيرون: مستاؤون مني. وهذا وإن كان محبطا إلا أنه دليل على أن ما أثيره يلقى هذا الجدل حوله بكثرة. لن أقول عمنهم غير مستاءين مني، أو الذين يبلغ بهم نبلهم حدّ التضامن الشخصي النبيل وأسارع لأذكر إسم الزميلة (مها الحجيلان) باعتزاز، وبامتنان عميق للمثقفة والكاتبة ذات الشكل الخاص والحميمي وبأكثر من هذا. لكن المستاءين مني، اتضح لي فيما بعد أنهم (مستاؤون) لا: مني فحسب. إنهم فئة المستاءين وأعضاء حزب الماضي المهورين بالبكاء. لا أقول كلهم. إن بعض المستاءين لا يكتفي بأن يغير بنقرة (فأرة) الى موضوع أهم وأجدى. بل يكلف نفسه ما لا تطيق. فيكتب لي في نافذة التعليقات كلاما لا تعرف رأسه من رجليه. وينهيه معظمهم بشتائم روعي فيها عدم إعلان الكراهية ! كرمى لكوفي عنان، أحدهم يسمي نفسه بأبي فلان. لا اعرف ان كان يقرأني حقا؟ أو أنه من هواة القراءة والكتابة المتأخرين جدا فعباراته تتأرجح بين وصفي بالسكير ووصفي بالحداثي الحقود وغيرها. ولا أرد عليه. أنا لا أحاور الأشباح بل أتفاوض مع الناس الذين يظهرون للناس. الذي يخطىء في جمع من الناس لا يمكنه الإستمرار في خطأه لأن ثمة من سيطلب منه الصمت. واحد الاسلامويين يقرا "إيلاف" ليسقطني. وبالطبع لم أتح له الفرصة! كان عليه أن يعلم أن الكتابة حرفتي ومهنتي ومن الصعب أن تخرج من مجلس نميمة وغيبة لكي تكتب لي ما كنت تتقول مثله. أنا لن ألجأ لوزارة الإعلام. هذه لديها هموم أراهن أنها لن تنجلي قبل حلول العام 2010 م باعتبار ما سيكون. فالشكوى لغير الله مذلة. وثانيا أذكركم بأني لا أكتب لإرضاءكم والطبطبة عليكم حين تمنون بخسارة ما. بالعكس أنا (بائع) القلق.
من ليس (قلقا) هذه الحقبة من الزمن لا يمكننا الجزم بانه عاش حياته سويا.
ولذا فإنه عليكم أن تتساءلوا عما خلف الكتابة. أن تشموا رائحة طازجة تثير سؤالا من قبيل (رائحة أي شيء هذه ؟). لا يحترق احد جرّاء أفكاري. إنه يحترق لأنه قلبه تفحم ودماغه صار جمرات تحت الرماد.
هل تظنون أنني أكتب سيرتي الذاتية ؟! كلا. ومع أنه من حقوقكم أن تعترضوا على كاتب استغل زاويته للحديث عن نفسه. إلا أنني أملك (دفوعات) قوية. ربما أضطر لكشفها. والقلق هو الذي يؤدي الى الطريق الذي أسمته (كونداليزا رايس) وزير الخارجية الإمريكية (الفوضى الخلاقة)!
حقا انها عبارة مفحمة. الركود والكسل والإمتلاء (باليقينات)، لا تنتج ما يعوّل عليه. لا في السلع ولا في الثقافات، ولا في العلاقات الدولية. ولنرَ للعلاقات الدولية من منظور أننا ربما اخترناها (منفى) للبطالة اللذيذ. الشعراء العرب كلهم عاشوا منافيهم من درجة 5 نجوم الى غرفة 1م في 50-1 م مربع.
كلهم الآن مرتاحون بسبب ان العالم شغل بحروب تشيه حروب العصور الوسطى . ولكن الحراك وهو ما تقصده (رايس) هو الذي يفرز الأشخاص والأفكار الذين يمتلكون قدرة الخلق. والإبداع.
هذا ليس موضوعا جيدا. لا أتمنى مطالبتي بالإنتصار في كل مباراة. فهذا يزيد حساسية موقفي تجاه الجماهير التي تردد مع فرقة (شويخ من أرض مكناس) كلاما مقذعا بشأني. ولكن الا اطمع في أن تقوموا بتشجيعي؟!
يا ليت!