سؤال الهويّة اليهوديّة والأغيار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هل الكراهية عقيدة توحيديّة؟ (2)
ليس من السّهل وضع تعريف قاطع لمصطلح الهويّة، إذ أنّ المصطلح يتّسع إلى ما لا نهاية من المركّبات الّتي قد يتّخذها الأفراد بانين حولها مجتمعًا ذا خصوصيّات وأهواء مشتركة. والمصطلح في نهاية المطاف يعني تلك القواسم المشتركة الّتي تجعل من الأفراد، على اختلاف مزاياهم العقليّة والنّفسيّة، جسمًا واحدًا يعملُ في الطّبيعة كما لو كان فصيلاً من مجتمع المخلوقات في الطّبيعة. غير أنّ الأمر الحاسم في مسألة الهويّة يأتي من باب السّلب لا من باب الإيجاب. بمعنى أنّه وخلافًا لما قد يُقال من أنّ الهويّة تنبع من أهواء مجموع من البشر، أي من باب الإيجاب، إلاّ أنّ الأمر المركزي الّذي يُحدّد الهويّة على ما هي عليه من تكافل وتداخل حضاري يأتي من باب السّلب بالذّات. بكلمات أخرى، الإنمياز الّذي يفرضه عليك مجموع آخر، من خلال رفضه القبول بك جزءًا من مجموعه. هكذا يحدث في الطّبيعة بين فصائل الحيوان، وهو الأمر ذاته لدى فصائل الإنسان، لا فرق.
***
قبل عدّة شهور خصّصت إحدى أهمّ الدّوريّات العبريّة، وهي مجلّة "ألپاييم" (أي: ألفان بالعربيّة)، عددًا خاصًّا منها أفردته كلّه إلى جدل حول مقاربة جديدة يعرضها الكاتب والرّوائي الإسرائيلي أ. ب. يهوشواع، بشأن جذور اللاّساميّة والعداء لليهود. لقد افتتحت المجلّة صفحاتها العشرين الأولى بمقالة الكاتب والرّوائي الإسرائيلي يهوشواع، ثمّ فتحت صفحاتها الأخرى لسيل من التّعقيبات بأقلام رجال فكر من مجالات مختلفة تتطرّق، ومن منظورات مختلفة، إلى هذه النّظرة الّتي يعرضها الكاتب. لقد أثارت مقالة الكاتب يهوشواع نقاشًا حادًّا في الأوساط الثّقافيّة الإسرائيليّة، إذ قد يُشتمّ منها، كما فُهمتْ أقواله بصورة خاطئة طبعًا، نوعًا من التّفهُّم لكراهية الشّعوب الأخرى لليهود.
***
يعزو الكاتب هذه الكراهيّة تجاه اليهود على مرّ التّاريخ، قديمًا وحديثًا، إلى انعدام الحدود الّتي تطبع الهويّة اليهوديّة. كما يخلص إلى أنّ المركّبات الأساسيّة للقوميّة، أي الأرض واللّغة والإطار الواقعي والحقيقي للحياة المشتركة، قائمة فعلاً وعلى أرض الواقع الآن في إسرائيل، على الرّغم من مرور وقت قصير نسبيًّا على هذه التّجربة الإسرائيليّة. لكنّه يرى، أنّه ورغم ذلك، فإنّ إسرائيل لا زالت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بيهود الشّتات، وهذا الارتباط بالذّات، كما يرى يهوشواع؛ هو ما يجعل هذه الهويّة إشكاليّة. ثمّ يخلص في النّهاية إلى النّتيجة الّتي مفادها أنّ الحلّ لهذه الإشكاليّة يكمن في إصلاح هذا الخلل البنيويّ في الهويّة اليهوديّة. إنّه يدعو إلى وضع حدود فاصلة بين اليهوديّة كمعتقد ديني وبين اليهوديّة كقوميّة تعيش في الزّمان والمكان التّاريخيّين، أي في الكيان القومي الّذي هو دولة إسرائيل الآن.
***
يذهب الكاتب يهوشواع بعيدًا في مقاربته، ويعود إلى جذور هذه الكراهيّة منذ الفترة الّتي سبقت الميلاد. يقوم الكاتب بتحليل أحد النّصوص الفقاريّة والمؤسِّسَة في الثّقافة اليهوديّة، وهو نصّ ينسبه الباحثون إلى الفترة الممتدّة ما بين القرن الرّابع حتّى القرن الثّاني قبل الميلاد. إنّه نصّ مركزيّ في الحضارة اليهوديّة، لدرجة أنّه قد تمّ شمله ضمن الكتب الّتي يتألّف منها العهد القديم. يقتبس يهوشواع الفقرة التّالية من سفر إستير بانيًا عليها مقاربته: "فقال هامان للملك أحشويروش: ثَمَّ شعبٌ مُشتَّتٌ ومُفَرَّقٌ بين الشّعوب في كلّ بقاع مملكتك، وأديانُهم تختلفُ عن كُلّ شعبٍ، ولا يدينون بأديان الملك، فلا يليق بالملك أن يتركهم على حالهم. فإذا رَأَى الملكُ الصّوابَ، فليكتبْ أنْ يُبيدَهم، وسأَزِنُ عشرةَ آلافٍ من سبائك الفضّة من لَدُن الصُّنّاع وَسَآتي بها إلى بيت مال الملك. فنزع الملك خاتمه من يده وَقَدّمه لهامان بن همداتا الأجاجي عدوّ اليهود اللّدود". (سفر إستير، الإصحاح الثّالث).
***
الأساطير في التّراث البشري ليست تاريخًا يمكن الأخذ بما ترويه، إنّما هي المرآة الّتي تنعكس فيها عقائد وهموم وذهنيّات الشّعوب الّتي تتناقلها شفاهًا أو كتابة على مرّ العصور. والأسطورة هي مخلوق حيّ نابضٌ قد ينقص منها شيء أو قد تنضاف إليها أشياء بمرور الزّمن. وبوصفها كذلك فهي حافظٌ للذهنيّة البشريّة الّتي تنمو فيها هذه الأساطير. من هنا، فإنّ حقيقة تشتُّت اليهود وتفرُّقهم بين شعوب العالم من جهة، واختلاف دياناتهم عن سائر الأديان، كما تروي هذه الأسطورة اليهوديّة، بالإضافة إلى تلك الرؤيا المركزيّة في اليهوديّة والّتي لا تفصل بين الدّين والقوميّة اليهوديّة، هي ما يجعل، في نظر الكاتب يهوشواع، إمكانيّة كراهية اليهود قائمة بالقوّة، والّتي تخرج بين حقبة وأخرى إلى الفعل. أي أنّ يهوشواع يرى في هذه الإشكاليّة البنيويّة للهويّة اليهوديّة مصدرًا جوهريًّا لكراهية الآخرين لليهود. يقوم الكاتب يهوشواع بطرح تساؤلاته هذه من أجل الوصول إلى حلّ جذريّ لهذه الإشكاليّة العضويّة. وهو حلّ، يمكن الوصول إليه كما يراه يهوشواع، من خلال إصلاح هذا الخلل البنيوي في الهويّة اليهوديّة.
***
ربّما أغفل يهوشواع، عن قصد أو عن غير قصد، عنصرًا آخر قد يكون مركزيًّا هو الآخر في هذه الكراهية الّتي يتحدّث عنها. وهذا الأمر يتمثّل في الطّبيعة الانعزاليّة عن سائر الأقوام والّتي وسمت اليهوديّة منذ نشأتها، ببناء عهد بينها وبين الله، هذا الإله الذي توحّدت فيه سائر الآلهة الوثنيّة، وتأسيس أيديولوجيّة دينيّة تدّعي بأنّ هذا الإله قد اصطفاها عن سائر الدّيانات واصطفى اتباعها عن سائر البشر. من هذا المنطلق فإنّ كلّ من يصل إلى مبدأ الوحدانيّة الدّينيّة فإنّه يجد نفسه في صدام مع هذه الأيديولوجيّة. ولكي نفهم هذا الفصل والتّفريق بين بني البشر يكفي أن نورد المثال التّالي كما يرد في موقع بالعبريّة على الإنترنت مخصّص للبحث في أسس القبالاه والحسيدوت: "الفرق بين اليهودي وغير اليهودي، هو أنّ اليهودي رحيم بطبعه، ويصنع المعروف ليس لأجل مصلحة شخصيّة، وإنّما من أجل العطاء، لأنّ نفسه الإلهيّة تعمل دائمًا من أجل صنع المعروف الصّرف. مقابل ذلك، تقول الچماراه عن الغوييم: كلّ ما يصنعون فهم يصنعونه من أجل مصلحة شخصيّة". ومعنى ذلك أنّ ثمّة فصلٌ وجوديّ مُؤسِّسٌ يستند إلى رؤيا التّوحيد اليهوديّة. تتعزّز هذه النّزعة على خلفيّة كون اليهوديّة ديانة ليست تبشيريّة، أي أنّها لا تدعو الأغيار إلى اعتناقها.
من هنا، وعلى سبيل المثال، في العام ٣٨ للميلاد، أي قبل ألفي عام، عندما نشبت أعمال شغب ضدّ اليهود في الاسكندريّة، خرج على إثرها وفد مصري ترأسه أبيون إلى الإمبراطور الرّوماني كاليچولا حاملاً إليه شكوى مفادها أنّ اليهود يكرهون البشريّة. لقد وصل إلى هذه القناعة بسبب كون اليهود قد عزلوا أنفسهم عمّا حولهم من النّاس. وسرعان ما انضمّت الكنيسة المسيحيّة لاحقًا إلى دعم هذه الدّعاوى ضدّ اليهود. لن نبحث الآن في جذور هذه الانعزاليّة، إلاّ أنّها ظلّت سمةً لها على مرّ العصور.
***
في العام ١٨٩٨، وفي أوديسا، كتب إحاد هعام في مجلّة "هشيلواح" الّتي رأس تحريرها: "يمكنُ القول دون أيّ مُغالاة إنّه أكثر ممّا حافظ بنو إسرائيل على السّبت، فقد حافظ السّبتُ على بني إسرائيل". وهذه المقولة شائعة إلى الآن على ألسنة الكثير من المتديّنين اليهود. هذه المقولة تستمدّ معانيها وشرعيّتها من أقوال حكماء وأحبار اليهود، كما ذكروا في أقوالهم: "كُلّ مَنْ يُقيمُ فرائضَ السّبت، كَمَنْ يُقيمُ فرائضَ التّوراة كُلّها. وُكلّ مَنْ يخرق فرائضَ السّبت، كمن يكفر بفرائض التّوراة كلّها". إنّهم يعبّرون بهذه المقولة عن جوهر اليهوديّة لأنّ الحفاظ على قدسيّة السّبت هي الوصيّة الرّابعة من الوصايا العشر كما وردت في التّوراة. بل قد يصل الأمر إلى أبعد من ذلك كما ذكر موسى بن ميمون، الشّهير بالرّمبام، في حديثه عن السّبت: "السّبت وعبادة الأوثان كلاهما في كفّة وسائر فرائض التّوراة في كفّة أخرى، وهذا ما يميّز العلاقة بين اللّه تبارك وتقدّس وبيننا. لذلك وإلى الأبد، فكلّ من لا يُقيم سائر الفرائض فهو في عداد عُصاةِ بني إسرائيل، لكنّ مَنْ يخرق حدود السّبت علانيةً، فحاله كحال من يعبدُ الأوثان، وكلاهما في عداد الغوييم"، - أي الأغيار، أو سائر الأمم الّتي لا تدين باليهوديّة- (رمبام: "هلخوت شبات" - أحكام السبت).
أي أنّ مصطلح السّبت في مقولة إحاد هعام أعلاه، وكما ينظر إليه موسى بن ميمون، هو مصطلح يشمل ذلك العهد "المكتوب" بين اللّه وبين اليهود، أو هو يشمل في الحقيقة كلّ تلك العقائد الدّينيّة الّتي جعلت اليهود منعزلين عن سائر الأمم الّتي وجدوا أنفسهم بين ظهرانيها بعد تشتُّتهم على مرّ القرون. ومن هنا جاء أيضًا الإيمان بمقولة "شعب اللّه المختار" الّذي يختلف عن سائر الأمم، أي الغوييم بحسب التّعبير التوراتي. وهؤلاء الغوييم - أي غير اليهود - هم الّذين يتمّ التّضرُّع إلى اللّه بأن يُنزل بهم النّازلة، حسبما ورد في سفر إرمياء: "أسكب غضبك على الأمم - الغوييم -الّتي لم تعرفك، وعلى العشائر الّتي لم تدعُ باسمك"، وهي الآية الّتي تتكرّر كلّ عام في دعوات وطقوس عيد الفصح.
***
وكما هي الحال في العقائد التّوحيديّة بعامّة، فهنالك فصل تام في اليهوديّة بين اليهود والآخرين، أي سائر الأمم - الغرييم - من ناحية دينيّة. فمن المنظور الشّرعي هنالك فقط سبعة فرائض مفروضة على الغوييم، أو أبناء نوح بعد الطّوفان، بينما الفرائض المُلزمة لليهود، والّتي نزلت مع التّوراة على موسى في سيناء، تصل إلى ستّمائة وثلاث عشرة فريضة. ولذلك فثواب اليهودي على هذه الفرائض لا يُضاهَى مقارنة بثواب الأغيار الّذين يُقيمون سبع فرائض فقط. ليس هذا فحسب، بل إنّ ثمّة فرق بين روح اليهودي وروح من ينتمي إلى سائر الأمم الّتي هي أقرب إلى روح الحيوان منها إلى روح اليهودي، كما أورد الرّاب كوك، وهو الأب الرّوحي لحركة الصّهيونيّة الدّينيّة المتمثّلة في حركة "غوش إيمونيم" الاستيطانيّة.
***
ومن منطلق الـ"قبالاه"، وهي، وبخصوص من يرث الأرض (أي: أرض إسرائيل) فإنّ الحال الّتي يكون فيها من ينتمي إلى الغوييم ويُسيطر على الأرض هي حال بمثابة سحر. تتوصّل القبالاه إلى ذلك من خلال حساب الجُمَّل (أي حساب الأعداد مقابل الحروف)، على النّحو التّالي: لقد وردت عبارة "لُو تِحْيِه" (أي: لا تَحَيْى) مرّتين في التّوراة: مرّة في سفر الخروج: "ساحرةٌ لا تَحْيَى" (ترد في التّرجمة العربيّة بهذه الصّيغة "لا تَدَعْ ساحرةً تعيشُ"، سفر الخروج ٢٢: ١٨)، ومرّة في سفر التّثنية" "لا تَحْيَى كُل نَسَمَة" (ترد في التّرجمة العربيّة بهذه الصّيغة: لا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَة"، سفر التّثنية ٢٠: ١٦). من هنا فإنّ كلّ من يقطن ويحكم في الأرض (أي: أرض إسرائيل) هو بمثابة ساحر. بموجب حساب الجُمّل فإنّ حساب الآيتين في التّوراة هو أنّ كلّ آية تساوي ٨٩٩. الكلمة "ساحرة" تساوي" "كُلّ نسمة"، وهو ممّا يدلّ على أنّ كُلّ نَسَمَة، أي روح، لمن ينتمي إلى الأغيار ويقطن أو يسيطر عى الأرض، فإنّ هذه الحال هي بمثابة سحر"، (عن موقع الإنترنت بالعبريّة: البعد الدّاخلي، باب لحكمة القبالاه والحسيدوت).
ومن وجهة نظر السّلفيّين اليهود: يستطيع الأغيار أن يدّعوا الملكيّة على أيّ مكان في العالم، ما عدا أرض إسرائيل، إذ أنّ هذه الأرض هي ملك اللّه، وهو يمنحها لشعب إسرائيل. ومن هذا المنطلق، كيف ستكون حال الأغيار الّذين يرغبون في البقاء في هذه البلاد، بعد أن يأتي الخلاص (مجيء المسيح المنتظر)؟ هنالك ثلاث إمكانيّات مفتوحة أمامهم: القبول بالسّلطة اليهوديّة السّلفيّة على البلاد، أو النّزوح عن البلاد، أو الحرب. وذلك طبعًا بالاستنناد إلى التّلمود الأورشليمي، كما روي عن يهوشواع قبل دخول أرض إسرائيل: (عن موقع السّنهدرين - بالعبريّة). وإذ تقع الحرب فإن مصير العدوّ واضح، كما ذكر في التّوراة: "ألحقُ أعدائي فأهلكهم، ولا أرجع حتّى أفنيهم." (صموئيل الثاني، إصحاح ٢٢، ٣٨)
***
ليس هذا فحسب، بل ثمّة فصل بين اليهود والأغيار من ناحية الفوز بنصيب في الدّار الآخرة. صحيح أنّ إسرائيل الحاليّة ليست دولة شرعيّة يهوديّة، إلاّ أنّه وفي حال قيام سلطة يهوديّة مستندة إلى الشّرع اليهودي في البلاد مع قيام العدل الإلهي بقدوم المسيح المنتظر، فإنّ حال غير اليهود تحت هذه السّلطة ستكون أشبه بحال أهل ذمّة منهم إلى أيّ شيء آخر. حيث يستند السّلفيّون اليهود في ذلك إلى التّوراة والتّفاسير اللاّحقة. فعلى سبيل المثال، كلّ من يندرج تحت مصطلح "چر توشاڤ"، أي الغريب الّذي يسكن أرض إسرائيل التّوراتيّة، وقبل على نفسه إقامة السّبع الفرائض المُلزمة لأبناء نوح، يُسمح له البقاء في البلاد. بينما الغريب الّذي لا يندرج ضمن هذا التّعريف، يُحظَر عليه الإقامة في البلاد لأنّه بمثابة عدوّ تدعو التّوراة إلى إبادته، استنادًا إلى ما ورد في التّوراة. وحسب الرّمبام: "چر توشاف"، له نصيب في الدّار الآخرة، بينما كلّ من لا تنطبق عليه هذه المواصفات، أي سائر الأمم من عبدة الأوثان وغيرهم، فلا نصيب لهم في الدّار الآخرة. (رمبام: هلخوت ملآخيم ). أمّا نظرة الرمبام إلى المسلمين، على سبيل المثال، فهي نظرة إيجابيّة، إذ يقول: "هؤلاء الإسماعيليّون ليسوا من عبدة الأوثان أبدًا، إذ أنّ عبادة الأوثان قد قُطعتْ من ألسنهم ومن قلوبهم، وهم يوحّدون اللّه تعالى توحيدًا لائقًا، توحيدًا لا شائبة فيه" (عن موقع: أسس القبالاه). في حين أنّ النّظرة إلى التثليث المسيحي هي نظرة على أنّه شرك، كما ينظر إليه الإسلام.
***
خلاصة القول، ينقسم العالم في العقيدة اليهوديّة إلى دارين: دار اليهوديّة ودار الأغيار - الغوييم. صحيح أنّ دار الأغيار هذه ليست دار حرب، كما يُعرّفها الإسلام، ولا توجد دعوة للمؤمن اليهودي بأن يفرض اليهوديّة عنوة على البشر من غير اليهود كما يؤمن غيرهم، وإنّما الدّعوة هذه، وكما يظهر من النّصوص متروكة للإله "ليسكب عليهم غضبه" وليفعل بهم ما يشاء ومتى يشاء. غير أنّ هذه الدّار تبقى، على كلّ حال، دارًا أخرى، دار الأغيار، الّتي هي أقرب إلى كونها دار حضيض وأقلّ تقرُّبًا للإله من أيّ شيء آخر.
اقرأ: