يا شيعة العراق انتبهوا فإن ايران غادرة بكم لا محال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الخيانة بالحليف صفة من صفات نظام ولاية الفقيه منذ النشأة فهو من خان شركائه بالثورة الإيرانية من احزاب سياسية ومراجع دين وغيرهم. كما سبق له أن ضحى بالكثير من الحركات و الشخصيات التي تحالف معها تحت يافطات وعناوين إسلامية ثورية ودفع بها للقيام بعمليات بعضها إرهابية لتحقيق مصالحه السياسية و لما قضى منها وطرا باعها بأرخص الأثمان. والشاهد على ذلك ما حل بما كان يعرف "بحزب الله الحجاز" حيث تم بيعه و زعيمه "هاشم الشخص" للحكومة السعودية التي سجنته خمسة سنوات ثم أفرج عنه بمكرمة ملكية. وكان تسليم هاشم الشخص تم مقابل السكوت عن عملية تفجير الخبر عام 1996 م والتي اتهم بتنفيذها عناصر من الحزب المذكور كانت تعمل تحت إمرة مسؤول كبير في استخبارات الحرس الثوري الإيراني يدعى "احمد شريفي". أما ما كان يعرف بحزب الله الكويت فقد تم طرد زعيمه "الشيخ عباس بن نخي" إلى سوريا وأغلق مكتبه في مدينة قم وذلك مقابل سكوت الحكومة الكويتية عن المطالبة بستة من عملاء استخبارات الحرس الثوري الذين كان محكوم عليهم بالإعدام لاشتراكهم في محاولة اغتيال أمير الكويت في 25/5/1985م وقد فروا من السجن المركزي عند غزو القوات العراقية للكويت عام1990 ثم عادوا إلى طهران بمساعدة السفارة الإيرانية التي لجئوا إليها بعد هربهم من السجن وكان هؤلاء العملاء وهم من مجموعة عراقية كانت تعمل مع الحرس الثوري الإيراني ويتزعمها شخصا عراقي يعرف باسم ( أبو حيدر الخرمشهري) وهو من أهالي البصرة واسمه الحقيقي "محمد جواد الاسدي" وعندما طالبت الحكومة الكويتية ايران بتسليمها السجناء الهاربين عرضت ايران ما يسمى "حزب الله الكويت" آنذاك على بساط المفاوضات وقبلت الكويت أن تتنازل عن مطالبتها بالجنات الهاربين مقابل تفكيك ايران للحزب المذكور. وهكذا ضحي "بالشيخ عباس بن نخي" وحزبه الذي قام بارتكاب تفجيرات مكة المكرمة في موسم الحج في الثمانينيات وألقت السلطات السعودية القبض على المجرمين آنذاك وتم إعدام أكثر من عشرة أشخاص منهم و جميعهم كويتيون ينتمون للحزب المذكور.
ولم تكن أحوال الحركات الخليجية الأخرى التي تم إنشاؤها إيرانيا بأفضل حال من مثيلاتها السعودية والكويتية فهي الأخرى بيعت في سوق النخاسين كما تباع الجواري والأيامى, ولم يختصر هذا الغدر الإيراني على الحركات التي مر ذكرها وحسب وإنما شمل ذلك العديد من الحركات العربية والإسلامية الأخرى التي كانت مرتبطة بإيران أو أنشأت بقرار أيراني، ومن جملتها حركة "نهضة الفقه الجعفري" الباكستانية التي كان يقودها "السيد ساجد نقوي" وهي في واقعها مليشيا مسلحة أكثر منها حركة ثقافية دينية كما يستوحى من اسمها وقد صنعتها ايران مقابل الحركات السلفية الباكستانية مثل جيش الصحابة وغيرها, وقد خاضت ايران حرب تصفية حسابات مع بعض خصومها العرب على الأراضي الباكستانية من خلال تلك الحركة ولكن لما تصالحت مع هؤلاء الخصوم أوقفت دعمها "لحركة الفقه الجعفري" وجعلتها عرضة للمذابح على أيدي المتطرفين من الباكستانيين الذين لم ينسوا ثاراتهم التي عندها حيث سبق تورطها بارتكاب العديد من الجرائم بحق المواطنين الباكستانيين الأبرياء إرضاء لإيران. هذا ما يتعلق بالتنظيمات السياسية أما ما يتعلق بالأشخاص فهذا الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني الذي صرح علانية ومن على تلفزيون ألام بي سي ان النظام الإيراني خططت لقتله وهو حليفه الأقوى آنذاك. و المثال الأخر هو السيد محمد حسين فضل الله الذي كان يسمى الأب الروحي لحزب الله اللبناني ومرشد المقاومة ولكن بين ليلة وضحاها اصبح مغضوب وصار يتهم بالكفر والرجعة عن خط أهل البيت لمجرد انه أعلن مرجعية الدينية فاعتبر ذلك تحدي مرجعية علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية . كما لا تنسوا كيف باعت المخابرات الإيرانية زعيم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد فتحي الشقاقي للموساد الإسرائيلي لمجرد انه أراد يخرج من الهيمنة الإيرانية ويستقل بقراره .
كما أن محاولة أعادت العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع مصر أيام رئاسة خاتمي لم تخلو من قرابين قدمتهم ايران في سبيل تحقيق ذلك , حيث وكما يعلم الجميع ان ايران كانت البادية بقطع هذه العلاقات بحجة إبرام مصر اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني , ولهذا قامت بتسليم العديد من الإسلاميين المصريين الذين كانوا لاجئين لديها للمخابرات المصرية كما إنها طردت العشرات منهم إلى خارج ايران مما تسبب بإلقاء القبض على بعضهم في مطارات الدول أوروبية وغيرها وتم تسليمهم فيما بعد إلى مصر وكان آخر ما ضحي به في هذا الإطار هو " خالد اسطنبولي" قاتل الرئيس المصري أنور السادات الذي أطلق اسمه على الشارع الذي تقع فيه السفارة المصرية في طهران وكانت ايران تدغدغ من خلاله مشاعر بعض الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي ولكن لما أصبح التخلي عن هذا الاسم ثمنا للمصالحة مع مصر قدمته ايران فداء لمصالحها السياسية. وقد حاولت في بادئ الأمر ولكي تخفف من صدمة المولين لها أن تستبدله باسم رمز الطفولة المذبوحة في فلسطين " الشهيد محمد الدرة " إلا أنها وجدت في ذلك إثارة لغضب الكيان الصهيوني وأمريكا ولهذا تخلت عن هذه الخطوة واستبدلتها باسم أخر " الانتفاضة ".
ولوا أردنا أن نعدد قائمة الحركات التي تعرضت لعملية الغدر الإيراني فإنها لا تنتهي بحركة أنصار الإسلام الكردية وحزب الله التركي والكردي العراقي والفلسطيني وغيرها من الجماعات التي آوتها في السابق وقدمت لهم الدعم المادي و اللوجيستي ولكنها في النهاية غدرت بها و باعتها بأرخص الأثمان لأمريكا وغيرها من الدول التي أصبحت ترتبط معها بمصالح سياسية ومعاهدات أمنية سرية .
ولكن رغم كل هذا الغدر التي مارسته ايران مع الحركات الإسلامية إلا إنه ما زال هناك الكثير ممن تغطي أعينهم وبصائرهم عصّابة المصالح الشخصية والطائفية يعملون على تبرير السياسية الإيرانية الغادرة وكأنهم خلقوا من اجل أن يكونوا أبواق دعائية للنظام الإيراني لا لكي يحققوا الأهداف التي يعلنونها في بياناتهم السياسية والتي يتباكون فيها على الإسلام والتشيع ومصالح شعوبهم.
ولهذا فان نصحيتنا لأهلنا شيعة العراق الذين ما زال الكثير منهم يراهن على الدعم الإيراني ويعتقد ان ايران سوف تبقى إلى الأبد عمقهم الاستراتيجي نذكرهم ان النظام الإيراني يتعامل مع الآخرين بعقلية التاجر الذي يعمل دائما وفقا لمنطق العرض والطلب ولا يهمه إذا ما باع العراق وشيعته و مقدساته بإبخس الأثمان من اجل الحفاظ على مصالحه القومية قبل غيرها ولكم يا شيعة العراق ان تسألوا الدكتور أحمد الجلبي الذي هو أول ضحايا النظام الإيراني في عملية بيع الشيعة التي وضعت مؤخرا على بساط البارز الذي دار بين سفير أمريكا في العراق خليل زلماي زاده و آقا علي محمدي الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الإيراني ومسؤول الملف العراقي لدى القيادة الإيرانية .سئلوا الجلبي كيف ضحت به ايران كمقدمة لقرابين أخرى سوف تضحي بهم لاحقا. والعاقل من أتعض بغيره.
كاتب المقال رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي