كتَّاب إيلاف

جامعة الدول العربية في عامها الستين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


Happy birthday

تحتفل جامعة الدول العربية هذه الأيام بعيد ميلادها الستين، وسوف تقام بهذه المناسبة السعيدة العديد من النشاطات والفعاليات، منها حفلة غنائية في دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية. وقد عقد الأمين العام للجامعة عمرو موسى مؤتمرا صحفيا يوم الخامس والعشرين من ديسمبر لعام 2005 إستعرض فيه إنجازات الجامعة في العام المذكور، وكان ينبغي أن يركز ويرصد حصاد الجامعة في الستين عاما، عمرها المديد، لذلك وجدت أنه من الواجب القومي والإلتزام بثوابت الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، أن أقوم بهذه المهمة، كي تعرف الشعوب العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر (طبعا الخليج العربي وليس كما يسميه الفرس الخليج الفارسي)، حجم هذه الإنجازات الثورية العظيمة التي تجعلهم يرفعون الرؤوس عالية فخرا بجامعتهم التي تشكل هي وأنظمتها العربية المنضوية تحت لواءها، شوكة في حلق الصهيونية والإمبريالية، وتقض مضاجعهم ليل نهاردون أن يهنأوا بلحظة راحة أو سبات...ولضيق الوقت سأكتفي برصد الإنجازات المميزة التي لم يتمكن أي تجمع دولي من تحقيقها وعلى رأسها منظمة الوحدة الأوربية:

أولا: تمكنت الجامعة منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما من إنجاز السوق العربية المشتركة، ويشهد على ذلك التدفق الحر السريع للبضائع العربية بدون أية ضرائب أو جمارك أو قيود، وبالتالي فالسوق العربية مفتوحة للمنافسة الحرة بما فيها البضائع الإسرائيلية، لكون دولة إسرائيل جارة والتقاليد العربية توصي بالجار السابع، لذلك تم قبول جزر القمر عضوا في الجامعة رغم أنها الجار السبعين، والسبب أنه تم نسيان الصفر عند تقديم طلبها عام 1993 فاعتبرت الجار السابع، وعندما أكتشف الخطأ تم التغاضي عنه، تمشيا أيضا مع التقاليد العربية القائلة (المسامح كريم)، وهل هناك من يجاري أنظمتنا العربية في (مسامحتها) خاصة فيما يتعلق بالفساد والنهب والطغيان وبناء السجون وصولا لشعار (سجن لكل ألف مواطن).

ثانيا: تحقق التنقل الحر للمواطنين العرب بدون تأشيرة دخول أو فيزا داخل إثنتين وعشرين دولة عربية أعضاء الجامعة، فيستطيع أي مواطن عربي أن يسافر ويتنقل في اليوم الواحد بين ما يشاء من هذه الدول، بما فيها دول الخليج العربي لا الفارسي، فقد أدركت أنظمتنا الوطنية الثورية أن تأشيرة الدخول المطلوبة مسبقا من مخلفات الإستعمار الذي يريد أن يزرع بيننا سياسة (فرق تسد). وهذا التنقل الحر بدون تأشيرة دخول يشمل كذلك الأشقاء اللاجئين الفلسطينيين أيا كانت وثيقة السفر التي يحملونها: مصرية أم سورية أم لبنانية أم عراقية أم جزرقمرية. وخلفية ذلك أن أنظمتنا الوطنية ذات البعد القومي العميق والإستراتيجي، أدركت أنه لابد من الوقوف مع أصحاب القضية المقدسة ومساعدتهم في التحرك من أجل تحصيل لقمة عيش أسرهم كي يتمكنوا من الصمود أمام الإحتلال الإسرائيلي الغاشم.

ثالثا: إن حرية التنقل والسفر بدون تأشيرة دخول للمواطنين العرب، تشمل أيضا حق الإقامة والعمل والتملك، ويشمل ذلك اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أيضا، رغم السهو غير المقصود في التعامل السيء معهم منذ عام 1948 حيث ممنوع عليهم العمل في سبعين وظيفة وممنوع إدخال الإسمنت لمخيماتهم لإصلاح ما تشقق من سقوفها، ورغم أنه سهو غير مقصود من الحكومات اللبنانية المتتالية، إلا أنه يخدم حق العودة ورفض التوطين!!.

رابعا: تم القضاء على الأمية في داخل كافة أقطار الجامعة العربية، بدليل أن تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2004، الذي أعده الخبراء العرب أثبت أن نسبة الأمية في الوطن الموصوف (العربي) لا تتعدى ستين بالمائة، والفارق بسيط للغاية بين هذه الأقطار والدول الإسكندينافية حيث نسبة الأمية صفر، وتستطيع الأقطار العربية بتنسيق من جامعتها العملاقة القضاء على نسبة الأمية هذه فيما لا يزيد على خمسين سنة ضوئية!!!.

خامسا: لابد من الوقوف بإجلال وإحترام أمام حرية تنقل الكتاب العربي، إذ يمكن أن يسأل المواطن العربي في أي مطار عن أية سلعة يحملها ما عدا الكتاب، وذلك بسبب إيمان أنظمتنا الوطنية بقوله تعالى (إقرأ...)، وتستطيع أي دار نشر عربية أن تشحن ما تريد من منشوراتها لأي قطر عربي بما فيها جزر القمر بدون أية عوائق، والدليل على ذلك معارض الكتاب العربية، إذ لا تتعدى الكتب الممنوعة في أي معرض عربي أكثر من خمسين عنوانا!!.

سادسا: فقد تمكنت جامعة الدول العربية بفضل أنظمتها الديمقراطية وروسائها المنتخبين بنتائج لا تقل عن خمسة تسعات، أن تعلن تشكيل البرلمان العربي وذلك قبل أيام قليلة، ليكون خاتمة الأفراح في الذكرى الستين لعيد ميلاد جامعتنا العملاقة الرائدة، وذلك من ثمانية وثمانين عضوا بواقع أربعة أعضاء لكل قطر مهما بلغ تعداد سكانه، وهذا أكبر دليل دامغ على روح الإخوة والتسامح التي يزرعها حكامنا العرب في نفوس مواطنينهم الثلاثمائة مليون وزيادة.
إزاء هذه الإنجازات العظيمة العملاقة الرائدة لجامعة الدول العربية، من حق الشعوب العربية كافة، بل من واجبها القومي أن تخرج للشوارع في مظاهرات مليونية، لتهنىء الحكام والرؤساء العرب بهذه الإنجازات التي ما كانت ستتحقق لو تفانيهم وحرصهم على بذل الرخيص لخدمة شعوبهم عبر جامعتهم، أما الغالي فيذهب لحساباتهم السرية اللهم لا حسد!!. وعبر هذه المظاهرات المليونية يحتم الواجب القومي أن نغني لجامعة الأنظمة العربية وبصوت واحد وبكل اللغات، بما فيها (السيكومورو) لغة أشقائنا في جزر القمر:
Happy Birthday to You

وبعد الراحة من عناء المظاهرات والغناء، على الملايين العربية أن تفكر عميقا و تقرر: هل تدعو للجامعة بالعمر المديد أم تطلب إحالتها للتقاعد، خاصة أن العديد من أقطارها سن التقاعد فيها هوالستين، وأغلبها يطبق ما يسمى التقاعد المبكر عندما لا تكون هناك حاجة للموظف...فهل هناك حاجة عربية لهذه الجامعة ؟ أم يكفينا إنجازاتها العملاقة التي ذكرت بعضها فقط!!. والله من وراء القصد!!.
ahmad64@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف