وكأن في اسماعهم وقرا..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في فضائية عراقية كان يتحدث صحفي نقابي عن مراجعاته العديدة للمسؤولين منذ عهد بريمر حتى الان دون ان يصغي احد الى مطالب الصحفيين العراقيين وشكاواهم ولم يجد كلمة تعبر عن صدودهم سوى القول بأنهم قد اوصدوا اذانهم بطبقات كثيفة من القير العراقي.
هل يقرأ هؤلاء شيئا..؟ ام انهم يمقتون القراءة كي لا يعكروا مزاجهم ام ان مكاتبهم لا ( ترفع ) اليهم ما يقلقهم ويتعبهم مثل السلاطين الذين لا يسمعون من ندمانهم سوى الطرائف والحكايات.
واذا كانوا محقين في ذلك فلماذا اتعبنا انفسنا بقراءة كل ما يستفز الوعي ويبعث على القلق ويثير جمر الاسئلة الكبيرة؟
انهم لا يقراون ما يكتب هنا او هناك، البعض لم يكن يمتلك متسعا من الوقت ليقضيه في هذه الحماقات طالما ان ولعه بالكسب الحرام كان اقوى من اي انتماء وهم ومسؤولية.
المشكلة لا تتلخص في عدم حلها بل بعدم ذكرها او الاجابة عليها، انك تستطيع ان تهز الاطرش وتوميء اليه حتى ينتبه الى اشاراتك على الاقل اما هؤلاء فهم غير ذلك.. انهم عاجزون حتى عن سماع الرصاص.
حين غادر بريمر انبرى اكثر من مسؤول عراقي علانية ليشكو من جبروته ودكتاتوريته وشبهه البعض بصدام حسين وقال الحكماء : لماذا كنا نلوم مجلس الحكم اذا كان الامر كذلك. الم يكن من الانسب ان يقول المسؤولون العراقيون في عهد بريمر ما قالوه بعد استبداله، اذن لعذر بعض الناس عجز مجلس الحكم عن توفير المستلزمات الاولية للمواطنين ولتعاطف معه البعض الاخر.
جاءت حكومة معينة بعده ولم يحصل شيء سوى اخبار الفساد الذي لم يحاكم بعد اسوة بصدام حسين وسمعنا بعد حل الحكومة اعذارا صرح بها علاوي ليقول انه لم يعين احدا من حكومته ولم تكن له سلطة على اعضاء حكومته دون ان يلقي اللوم على اية جهة ودون ان يشرح لنا لماذا قبل بهذا المنصب الذي تقل صلاحياته عن صلاحيات مدير عام في بلد ذي سيادة.
هل كان علاوي الطبيب يشكو من ضعف في السمع ايضا؟
هل كان بوسع علاوي ان يقول للناس في فترة ولايته : رويدا.. اننا نناضل من اجل ان يكون لنا دور في حكم بلدنا واننا لا نملك ارادتنا الكاملة.. اعتقد ان الكثير من العراقيين كان يمكن ان يصغي بانتباه شديد الى كلمات واقعية وان يثق بمن يتحدث بصدق. لكنه لم يكن يستطيع قول ذلك كي لا يخسر منصبه ولكنه خسره في النهاية.
كانت الحكومة السابقة تبرر كل اخفاقاتها بالعامل الامني ذلك العامل الذي لم يمنع اللصوص الكبار من نهب العراق ومنعهم من حل ابسط مشاكل المواطنين.. من الطبيعي ان يعيق العامل الامني مشاريع عدة ولكنه لا يستطيع اعاقة اصدار قرارات او الغاء قرارات.
هل تكون المحاصصة هي السبب في الغاء حصة العراقيين الذين يقعون خارج مربعاتها وهي الفايروس الذي يصيب السمع فيحدث الصمم؟
ام انها عادة الحاكم الذي يفقد ذاكرته وينصرف الى امور اخرى اهم من شؤون الشعب بكثير؟
ام انها العجز التام بسبب السيادة المنقوصة؟
هذه المرة يجب طرح الاسئلة امام الحكومة الجديدة.