فيدرالية للشيعة ام ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"يكاد المريب أن يقول خذوني"
وأخيراً وليس آخراً كُشف النقاب عن نوايا بعض القوى الاسلامية الشيعية من خلال الخطاب المتعصب الذي القاه عبد العزيز الحكيم واختفت كل الوعود والتصريحات الرنانة بخصوص العراق الفيدرالي الديمقراطي التعددي الموحد وحقوق الكرد والقوميات الاخرى لا بل حتى الاوليات ان العرب اكثريتهم في العراق ينتمون للدين الاسلامي وبهذه الطريقة شق وحدتهم وارتفع صوته الطائفي واضحاً "ومن فمك ادينك" ولم يختلف عنه بشيء رئيس منظمة بدر هادي العامري التي شُكّلت في ايران أبان الحكم الشمولي وبدعم مالي ومعنوي ايراني، هذه المنظمة ذات الطابع العسكري التي عادت بعد سقوط النظام الشمولي واحتلال العراق لتلعب درورأ تخريباً بغطاء انجاح العملية السياسية واصبحت اداة قهرية ضاربة في مناطقها حيث احتلت المكان نفسه الذي كانت تحتله سابقاً الاجهزة الامنية القمعية في عهد صدام حسين لا بل تجاوزت حدودها الى مناطق اخرى حيث كانت اداة للاغتيالات وهي متهمة وبكل صراحة باغتيال ضباط الطيران السابقين وبتوجيه من المخابرات الايرانية على الرغم من انكارها هذا الشيء، وحتى هناك اصابع اتهام لها انها وراء اغتيال بعض الرموز الدينية في الجوامع الاخرى التي لا تدين لها ولا لحزبها بالطاعة والتأييد مما يزيد في اشتعال الفتنة الطائفية ليتسنى تنفيذ مشروعهم الكبير الذي كتبنا عنه عدة مقالات ولكن دون ان يسمع احد أو يجيب الا القلة القليلة من الأخيار العراقيين والعرب وغيرهم، وهو تقسيم العراق الى دويلات طائفية يختص بها الجنوب والبعض من مدن الوسط بتبعية ايرانية وهو حلم لحكام ايران السابقين وكذلك الحكام الايرانيين الحاليين وما يزيد تأكيدنا الاسلحة الايرانية التي وضعت الاجهزة العراقية الامنية اليد عليها قبل ايام وهي مرسلة للعراق ..
التصريحات التي ادلى بها عبد العزيز الحكيم متسرعاً وحسب قوله قبل فوات الآوان ولا نعرف اي آوان يقصد!.. تدل على مدى التفكير الضيق الهامشي الذي يركبه بعض قوى الائتلاف العراقي الموحد على الرغم وحسب ما اشير ان هذا الائتلاف يحتوى على مجاميع سنية ومن هذا المنطلق فان الدعوة لاقامة فيدرالية طائفية شيعية تابعة لايران ستثير فزع الحلفاء قبل الاعداء، وقد برر عبد العزيز الحكيم طلبه بالخوف على الشيعة من الاضطهاد القادم وبخاصة اذا جاء طاغية اودكتاتور للحكم وكأنه نسى انه من الممكن ان يأتي طاغية او دكتاتور من الشيعة ايضاً فقد كان ناظم اكزار شيعياً وحمزة الزبيدي شعياً والشاه ورجال السافاك شيعة أيضاً، لأن الدكتاتورية ليس مخصصة في دين او ايديولوجية او طائفة او مذهب فهي فلسفة متكاملة من حيث مظهرها وجوهرها في تحقيق اهدافها بواسطة العنف والاضطهاد والارهاب فاذن الحجة تنقلب عليه " ويكاد المريب ان يقول خذوني" لأنها حجة لا تستند على واقعية موضوعية ما دام يقول هو وغيره انهم الاكثرية في العراق وبهذا يبطل كل ما يقال في هذه الموضوعة، اما هادي العامري رئيس مليشيات منظمة بدر الذي اصبح مشهوراً بتصريحاته العدائية والآمر الناهي فهو الآخر يركب حصان طروادة حيث اخذ يحرض علناً بعدما كان في السر باتجاه تقسيم العراق الى دول طائفية متناحرة وتبعية للدول خارجية ويخص ايران بهذا الطلب حيث يقول حول اقامة دولة شيعية بحجة الفدرالية " ماذا انابنا من الحكومة المركزية سوى الموت " وكأنه يقول ان الباقين من الشعب العراقي بمختلف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم ومشاربهم الحزبية كانوا سعداء مترفين في ظل الحكومات المركزية المتعاقبة على الحكم وهم كانوا اكثر رخاءً وسعادة ورضى في زمن الطاغية صدام حسين وحزبه البعثفاشي وينقلب السحر على الساحر مرة اخرى وكأن هذا الرجل اما انه يعيش في المريخ أو الزهرة وقد جاء الى الارض حديثاً او ان الشعب العراقي الا منظمة بدر وحزبها السياسيي قد نقل من المريخ او الزهرة وهو لا يفقه ما وراء الجدران المبنية بقشرة البصل ولهذا يحاول ان يخلق وعياً مشوهاً لدى الجماهير التي جاءت بهم كأكثرية وهو لا يؤمن على ما يبدو ان هذه الجماهير وبعدما اعلن السيد السيستاني حسب الاخبار التي تناقلتها ايلاف ووسائل الاعلام في خطوة ايجابية من تصحيح الخطأ الذي ارتكبته المرجعية بالتكليف الشرعي لقائمتهم واعتبرت انها غير منحازة لأي جهة حزبية وسياسية وانها تؤيد الارادة الشعبية في الاختيار. وهذا يعني ان ان هذه الجماهير نفسها قد لا تصوت لا لهو ولا لصحبه لأن احد الاغطية الدينية من المرجعية رفعت عنهم ..
وباعتقادنا ان هذه التصريحات والمواقف العلنية التي ظهرت مؤخرً ما هي الا ردة فعل وعودة مبطنة لدكتاتورية غير ديمقراطية اتجاه مطالب الكرد في اقامة الفيدرالية الجغرافية وليس القومية او الطائفية وهو حق معروف ناضلت من اجله كل القوى الكردية والعربية الوطنية الديمقراطية منذ اواسط القرن الماضي حيث لا كان هناك في الوجود لا منظمة بدر ولا هادي العامري ولا حزبها الديني السياسي، كما قدم الشعب الكردي التضحيات الجسيمة لكي يحصل على بعض الحق من حقوقه الطبيعية كشعب يريد بصراعه وقيام الفيدرالية وحدة العراق واحترام مواطنيه وعدم اعتبار غير العرب من الدرجة الثانية وهو حق مشروع كفلته جميع المواثيق الدولية والاعراف الانسانية..
وعلى ما يبدو ايضاً الدعوة التي اثيرت في وضع " الفارسية " كقومية بجانب القوميات الاخرى في الدستور تعني الكرد الفيلين العراقيين وكأن المؤامرة تشق الثوب ليظهر باقي الجسد عارياً كما هو حال المخطط الذي يعملون من أجل انجاحه بأن الكرد الفيلين فرس من ايران وليس بالكرد العراقيين وبهذا فمن حق ايران ان تتدخل لحمايتهم وتطالب بدور لها في العملية السياسية او الحكم في العراق او ببعض الاراضي العراقية ، مثلما الحال بمطالب تركيا المستمرة بحماية المواطنين العراقيين من الاخوة التركمان ومن حقها التدخل عسكرياً من اجل ذلك وهو هدف مشبوه كشفته اكثرية التنظيمات العراقية التركمانية مؤكدة انها عراقية وليست تابعة لتركيا او غيرها، وفي هذه الحالة يدفعون بقية الشعب العراقي الى الاعتقاد بان هؤلاء المواطنين الكرد الفيلين والتركمان العراقيين ليسوا موالين للعراق بل موالين لايران وتركيا.
والظاهر ايضاً ليس الى هذا الحد يسير المخطط الطائفي البغيض بل الى ابعد من هذه الحدود حيث يحاول عبد العزيز الحكيم وهادي العامري ومن يتحالف معهم ان يزرعوا الفرقة والفتنة بين ابناء القومية الواحدة وهم العرب ففي طلبهم المقصود دلالة مادية على انهم غير معنين بالعرب غير الشيعة فهم يختلفون عنهم على الرغم من القواسم القومية المشتركة وعلى الرغم من وجود عشائر مقسمة بين السنة والشيعة.. وعلى الرغم من نداءاتهم حول الدين الاسلامي الذي يجب ان يوحد جميع المسلمين لا ان يفرقهم صراع طائفي وهم من خلف شعارات طوبائية يستغلون اسم الاسلام هدفهم الحقيقي المكاسب السياسية النفعية وبهذا يقطعون الطريق لتكوين وحدة عراقية صلبة تكون اساساً لبناء المستقبل الجديد الخالي من الهيمنة والدكتاتورية والمريد لحقوق الانسان والمواطنة لجميع العراقيين بدون استثناءات من اي نوع كان.
ومع كل ما ذكر ونشر او كتب بخصوص الفيدرالية ان كانت لكردستان العراق او المناطق الاخرى فنحن لسنا بالضد منها اذا اعتمدت على اصوات الاكثرية من الشعب العراقي وبشرط ان تكون ارادتها حرة وعلى اساس ديمقراطي سليم لا ديمقراطي مثلوم وموجه بالضغط والقوة، لا تتحكم فيها اية مؤسسة او فئة دينية او سياسية او حزبية ولا يفرض عليها وعلى ارادتها بالقوة ما لا تقتنع به وعند ذلك سيكون الطلب حقوقياً قانونياً بالاكثرية لكن ليس على اساس الطائفية والقومية لأن المناطق جميعها في العراق تسكنها فسيسفساء شعبية مختلفة الالوان والاحجام فالكرد يعيشون من زاخو الى الفاو والشيعة من الفاو وحتي الشمال والسنة كذلك والتركمان والكلدواشورين وغيرهم من الطوائف والاديان الاخرى وكانوا على امتداد العصور يعيشون بكل تآخي وسلام اجتماعي بينهم، وعليه يجب ان تكون الفيدرالية ديمقراطية تعددية يخضع الجميع للقانون والدستور الذي يقر من اغلبية الشعب العراقي ومؤسساته التشريعية والقضائية والتنفيذية.. لكن ان تكون الفيدرالية بسبب الخوف من الدكتاتورية والارهاب في المستقبل وحجج اخرى من خلفها هدف غير عراقي فذلك باطل الاباطيل.