ايران في استراتيحية الكرملين الجديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في ظل الاصطفاف الدولي الجديد وسعى روسيا الحثيث من اجل استعادة مواقعها المفقودة في العالم، وتاكيد ذاتها كقوة كبرى في العالم تاخذ بنظر الاعتبار، والقبض على اوراق سياسية مؤثر في اللعبة السياسية الكبرى على الساحة الدولية، باتت موسكو تقيم علاقات تصفها يالشراكة الاستراتيجية مع طيف واسع من الدول لادخال مفهوم نظام دولي متعدد القطبية الى حيز الوجود. ولفت انتباه المحللين داب روسيا اقامة محور روسيا ـ الصين ـ الهند. ولم تسقط روسيا في اطار استراتيجيتها هذه من حسابها الدول العربية والاسلامية، ولذلك فانها اعتمدت سفيرها في القاهرة ليكون مندوبا مفوضا لروسيا لدى الجامعة العربية، واصبحت عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الاسلامي.
وضمن هذا السياق فان روسيا الطامحة للخروج الى الساحة الدولية بقوة دولة كبرى و قطب له مكانته واعتباره والاخذ بمصالح بالحسبان، تحاول اللعب على الورقة الايرانية والاستفادة منها، لاسيما وان ايران جارة ولها تفوذ في دول اسيا الوسطى والعالم الاسلامي، وتشير الدلائل الى ان روسيا صاغت نظريتها في قيام علاقات شراكة إستراتيجية مع طهران، وانها بصدد مواصلة تعميق هذه العلاقات متجاهلة الانتقادات الاميركية وغيرها من مغبة هذا التعاون. وتدرك موسكو ان ايران مستهدفة من قبل امريكا، وان استعادة واشنطن لها سيكون يمثابة قاصمة للمصالح الروسية في المنطقة برمتها. وتقيم موسكو علاقات شراكىاستراتيجية مع ايران على اساس انها ستكون صمام الامان لها والاضطلاع بتخفيف الضغط الدولي على طهران في الساحة الدولية لكسب ثقة القيادة الايراتية، وتتعهد روسيا ايضا بالقيام بمهمات تفييش غير رسمية لمتابعة وباهتمام ودقة ما يجري في إطار البرنامج النووي الإيراني. وتعرب موسكو عن القناعة بامكانية تاديتهاهذه المهمة بشكل أفضل مما تؤديها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو الاتحاد الأوروبي، وكذلك المخابرات المركزية ووزارتا الدفاع والخارجية الأمريكية مجتمعة. من اجل تفريغ محتوى الدعاوى الاميركية بشان مخاطر البرنامج النووي الايراتي.
وشهدت الفترة الاخيرة اتساع الهوة بين موقف موسكو والغرب من العلاقات الروسية الإيرانية بعد الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية على الإرهاب الدولي، وإدراج إيران في قائمة ما يسمى بمحور الشر. اضافة لذلك فإن المصالح الوطنية لروسيا على خلفية التعاون الروسي الإيراني لا تشمل المجال الاقتصادي فحسب بل المجال الأمني. كما يمس هذا الأمر في آخر المطاف مكانة روسيا على الساحة الدولية، ولهذا فإن من غير المحتمل أن تقوم موسكو بوقف التعاون مع طهران في حال ما تلقت عروضا مغرية من واشنطن في مجال التعاون الدولي. ويجب أن لا ننسى أن الرئيس فلاديمير بوتين استطاع أن يثبت بأنه سياسي براجماتي. وثمة توقعات بان السياسة الخارجية الاميركية ستدفع الى تكوين تحالفات جيو استراتيجية جديدة في العالم، سيكون المثلث الجديد المكّون من: الصين، وايران وروسيا.
واكتسبت العلاقات التي بدأت بين موسكو وطهران في المجال العسكري التقني مع مرور الوقت طابع الثقة لتشمل فيما بعد المجالات الأخرى، بما فيها الطاقة، والنقل، وبناء المكائن والآلات، والتجارة. وقد تجاوزت العلاقات بين الجانبين الفترة الحرجة التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي حيث لم تنتهج إيران سياسة رامية إلى تشويه سمعة موسكو في منطقة الاتحاد السوفيتي السابق من خلال دعم الراديكاليين الإسلاميين. كما وقفت إيران موقفا متحفظا من النزاع في الشيشان. وتجدر الإشارة إلى أن روسيا واجهت ضغوط الغرب، وخاصة الولايات المتحدة في النصف الثاني من التسعينات، وواصلت توسيع تعاونها مع إيران
وقعت إيران وروسيا في 27 فبراير من العام الجاري على اتفاق حول اعادة الوقود النووى المستنفد من محطة الطاقة النووية الإيرانية إلى روسيا. على اتفاق حول اعادة الوقود النووى المستنفد من محطة الطاقة النووية الإيرانية إلى روسيا.
ووافقت روسيا على تقديم الوقود اللازم لتشغيل المحطة لكنها تريد اعادة الوقود المستنفد لمنع اى احتمال لقيام ايران باستخراج البلوتونيوم منه لاستخدامه في تصنيع قنبلة ذرية.
ووافقت إيران على اعادة الوقود المستنفد لكن الجانبين اختلفا بشأن من يجب ان يسدد نفقات اعادته.
. تعد محطة بوشهر اول محطة للطاقة النووية فى إيران وقد أقيمت بمساعدة روسية على جزيرة فى الخليج تابعة لمقاطعة بوشهر جنوبى إيران. وتتهم الولايات المتحدة إيران بتطوير أسلحة نووية سرا ومارست ضغوطا على موسكو لحملها على التخلى عن مشروع بوشهر. ومن أجل منع إيران من تصنيع أسلحة من الوقود النووى المستنفد اشترطت روسيا توقيع الجانبين على اتفاق يضمن اعادة جميع الوقود المستنفد إلى روسيا. وفي بداية الأمر رفضت إيران التوقيع على الاتفاق المطلوب لكنها خففت موقفها بعد ذلك. إلا ان الاخفاقات المتكررة في التوصل إلى اتفاق كهذا ارجأت تشغيل محطة بوشهر النووية وقالت إيران ان المحطة ستبدأ العمل اعتبارا من اكتوبر عام 2006 أي بعد عام من الموعد الذى كان مقررا.
وتقول موسكو انها سوف لن تقف موقف اللامبالي في حالة أن إيران استطاعت أن تقترب من تصنيع عبوة نووية، وبالتالي من تجهيز صواريخها بعيدة المدى بها (يرى الخبراء أن مدى الصواريخ الإيرانية يصل إلى أراضي روسيا الاتحادية)، او تميزت سياسة الخارجية إلايرانية بعدوانية شديدة، اوتوافق الموقف الرسمي لطهران مع رغبات الإرهابيين الدوليين،.
وكانت وسائل الاعلام الدولية قد القت الاضواء في الفترة الأخيرة على إيران، التي تثير السياسة الحاسمة لقيادة الجمهورية الإسلامية والهادفة إلى تطوير وتعزيز نشاطها في مجال استخدام الطاقة الذرية، استياءا واضحا لدى بلدان الغرب المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. ومن أجل إدراك كيفية تطور الأحداث في هذا الاتجاه لا بد من أخذ موقف روسيا بعين الاعتبار، خاصة وأنها أصبحت في العقد الأخير شريكا إستراتيجيا لإيران، وتستطيع لعب دور رئيسي في إنهاء الجدل الدائر حول البرنامج النووي لطهران.
وتجدر الاشارة الى ان واشنطن نجحت ذات مرة في يونيو 1995 على جر موسكو للتوقيع اتفاق ينص على أن لا تبيع روسيا لإيران إلا عددا محدودا جدا من الأسلحة وإلى أواخر التسعينات فقط، ولكن لم يتم الالتزام بهذا الاتفاق حتى النهاية. فقد انسحبت روسيا في عهد الرئيس بوتين في عام 2000 من هذه الاتفاقية لتثبت أنه ليس للولايات المتحدة وحدها الحق في الخروج من الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها. كما أكدت روسيا بهذه الخطوة توجهها نحو تحقيق مصالحها الوطنية.