كتَّاب إيلاف

هل يملك المسلمون هوية ما..؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اقصد بالهوية هنا صفات عامة في الشخصية، يمكن من خلالها تحديد ما يكون الانسان.
ما دفعني الى طرح السؤال هو حديث مع بعض الاصدقاء. قال احدهم انه مسلم ولا مسلم!
ملسم في بطاقة التعريف الشخصية التي يحملها. وغير مسلم في كثير من قناعاته، وبالتالي تصرفاته.
فاذا ما فسرت هذا الكلام، ثم طبقته على الواقع، ستجد ان ثلاثة ارباع المسلمين هم مسلمون في البطاقة الشخصية فقط. اما من حيث الفعل والتصرف، فلا تعلم لأي عقيدة ينتمون.
خذ مثلا ما يحدث في العراق.
هناك من يدعو الى قتال الاميركيين ويبرر الاغتيالات والتفجيرات.
وهناك من هو ضد هذه العمليات من منطلق حتمية التعاون مع القوات الاميركية (الصديقة)!
بين الفريق الاول والثاني تسقط الهوية الاسلامية، في تحديد من يكون المحتل وفق مفهوم الاسلام، ومن يكون الصديق.
خذ مثلا آخر: القاعدة وعدائها للغرب.
هناك فئة من المسلمين يدعمون توجه القاعدة ولو لم يعلنوا ذلك صراحة.
وهناك فئة اخرى ايضا ضد مبادئ القاعدة لا ضد دعوتها الى حكومة اسلامية.
وهناك فئة ثالثة هي ضد القاعد جملة وتفصيلا.
حسنا.. ايهم الاسلامي بين هذه الفئات؟
المسلمون حتى اللحظة يختلفون على مبادئ تتعلق بالأمور الحياتية اليومية. ناهيك عن انقسامهم تجاه الامور السياسية او العسكرية الكبرى.
هناك دول اسلامية تبالغ في تطرفها الديني، حتي يصبح المحرم فيها اكثر من المحلل.
وهناك دول اسلامية اكثر اعتدالا، يصل المحلل فيها اكثر من المحرم.
فمن هي الدولة الاسلامية بينهما؟
العلماء المسلمون انفسهم ينقسمون تجاه امور تكاد تكون محسومة في وجهة نظر كل فريق. من ذلك مسألة كشف المرأة لوجهها.
فبقدر ما هناك من يؤكد على التحريم، بقدر ما يوجد من ينفيه.
اذا اي الفئتين هي المسلمة، او الاقرب لروح الاسلام؟
لست اتكلم عن الاختلاف في اجتهادات العلماء تجاه ما هو ضبابي في احكام الشريعة. انا اتكلم عن اشياء تكاد تكون واضحة، لكنها ما تزال حتى اللحظة مدار خلاف.
من هنا نعود الى نقطة البدء:
هناك مسلم يؤدي الفروض لكنه لا يتصرف كمسلم في معاملاته اليومة.
وهناك مسلم لا يؤدي فرضا واحدا لكنه يتصرف كمسلم مع الآخرين.
من هو المسلم بينهما؟
هذا ما قصدته بضياع الهوية الاسلامية.
ليست هي مسألة مسلم عاص ومسلم فاضل. هي مسألة هوية اسلامية غير محددة المعالم.
على هذا الاساس، فلو طلب منا تعريف من يكون المسلم، سنجد ان صفاته لا تنطبق اليوم على معظم المسلمين.
اعتقد ان الهوية الاسلامية كانت اكثر وضوحا في الماضي. عندما كانت صفة الانسان المسلم تنطبق على افعاله. او تتقارب في اسوء الظروف.
لا يمكن ان يكون الانسان مؤمنا بعقيدة ما، ايا كانت، في البطاقة الشخصية فقط. بل يجب ان تلتصق الصفة بالفعل. فان غاب الالتصاق، ضاعت الهوية.
لذلك نجد الغرب يتخبط في التعامل مع العالم الاسلامي. وليس يلام في ذلك. فهو امام اكثر من هوية، واكثر من شخصية. سيما وان معظم ما يقرأه الغرب عن الاسلام، لايكاد يجد له اثرا على ارض الواقع.
هي مشكلتنا نحن اذا، لا مشكلة الآخر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف