هل العرب (مو كفو) ديمقراطية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سألت صديقتي العراقية المهاجرة الى لندن، "هل الوضع الآن في العراق أفضل أم أيام صدام ؟"قالت لي :"الوضع الأفضل كان أيام الملكية!"وفي رأيي أن النماذج الديمقراطية الفاشلة في عالمنا ا لعربي لا يعود سببها الى أن الديمقراطية في حد ذاتها نظام فاشل، لكن تطبيقنا له بكل ما تحمله الشعوب العربية من ارث هائل من الفساد والتعصب المذهبي والديني والقبلي والأمية والى آخر ذلك من أبجديات التخلف هو الذي أدى الى غياب نموذج ديمقراطي عربي واحد يفتح النفس، وجعل الأنظمة الملكية والتي تعني بمعنى ما استقرارا في السلطة نماذج أكثر نجاحا من الديمقراطيات المزعومة، فمن جمهوريات يخلد فيها الحاكم حتى يأتي أجله ثم يؤرث الحكم لابنه واعتماد القمع والتخويف لاستمرارهذا الوضع، الى ديمقراطيات لم تفرق بين الحرية والفوضى وحولت بلادها الى مركب بمئة ربان ، تغرق بينما يظنها أصحابها غواصة لا أكثر!، وبين( ديمقراطيات) تطورت نسبة فوزالحاكم من نسبة التسعة والتسعين بالمئة الشهيرة والتي يتنافس فيها الحاكم مع نفسه، الى نجاح الحاكم بنسبة السبعين بالمئة مع الزج بالمنافسين في السجون !!، وفي العراق تقول لي هذه الصديقة أن جميع الذين يعملون في بيتها في بغداد صوتوا لقائمة واحدة وعندما سألتهم من هم أصحابها فكان ردهم :"أنهم لا يعرفونهم لكنها القائمة التي أفتى آية الله السيستاني بوجوب التصويت لها!!اودخول الفتاوى على الخط في عملية الانتخابات وابتزاز الناخب بعاطفته الدينية وسلاح الفتوى بالمناسبة لم يوفره أي مذهب من المذاهب المختلفة، وقد واجهناه في تجربة الانتخابات البلدية في الرياض حيث تم تداول قوائم أطلق عليها القوائم الذهبية على طريقة (صوت تؤجر).
واذاكانت الكويت تمثل نموذجا جيدا للديمقراطية العربية من حريات حقيقية ومجلس أمة بصلاحيات حقيقية وحرية صحافة فهي الأولى عربيا وفق تقرير مراسلون بلا حدود، الا أن أحد الأسباب الأساسية لنجاح النموذج الكويتي في رأيي هو وجود الأسرة الأميرية الحاكمة التي تمثل مرجعية معتدلة يلتف حولها الكويتيون، مما يجعل السلطة خارج الصراع، وقد جعل قانون النشر في الكويت المس بالذات الأميرية من المحظورات لأهمية هذه النقطة في استقرارالكويت.
العيب ليس في الديمقراطية لكن العيب فينا، وتطبيق الديمقراطية بنموذجها الغربي في بيئة ليست مهيأة لها لن يكون سوى تكريس للتخلف واعادة صناعته وأمامنا نموذجين طازجين في فلسطين والعراق، بينما نجد أن ترك الفرصة لقيادة النخب هو الذي سيدفع بعجلة ا لتقدم الى الأمام.