المجتمعات المنافقة لاتتحمل الصدق وتكره الحقيقة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إذا، فضوهاسيرة ذاتية ومسلسلات مشاهير..
* فى الدراما الشعراوى لم يدخن سيجارة وسعد زغلول لم يلعب القمار وعبد الناصر لم يقبل زوجته!
* الإغريق أضفوا على آلهتهم صفات بشرية ونحن أضفينا على البشر صفات إلهية.
* الأديب المغربى محمد شكرى هو الوحيد فى العالم العربى الذى كتب سيرته الذاتية بصدق.
* إذكروا محاسن موتاكم لاتنفع فى المسلسلات ولكن تنفع فى السرادقات.
* مدحت العدل فى العندليب وعاطف بشاى فى السندريلا يكتبان بنصف قلم ويتحدثان بنصف لسان.
* السيرة الذاتية ليست صورة فوتوغرافية وإنما أشعة مقطعية!.
[ كتب وأفلام ومسلسلات السيرة الذاتية هى أضعف إبداعاتنا على الإطلاق، وإذا كانت المقدسات المحرمة والتابوهات المحظورة فى الفن هى ثالوث الفزع ومثلث الرعب المكون من الدين والسياسة والجنس، فقد أضيف إليها فى مجتمعنا مقدس وتابو رابع هو الذات أو الأنا!، فكما هو ممنوع أن تكتب بصراحة عن الدين والسياسة والجنس فى أى إبداع فنى، فممنوع أيضاً أن تكتب بصراحة عن ذاتك، وليجرب كل مصرى وعربى منكم أن يغلق باب حجرته على نفسه ويحاول أن يكتب سيرته بصراحة، وأراهن أننا كلنا بلاإستثناء سنفشل وبإمتياز، فبرغم أنك وحيد فى حجرتك، ومعك قلم وورقة بيضاء، ومباح لك أن تمزق الورقة بعدها، وكل الظروف مباحة بألا يفضحك أحد، إلا أنك ستجبن وتشل يدك على أن تكتب عن نفسك بصراحة لأنك ببساطة ولأننا جميعاً معك أبناء مجتمع أدمن النفاق والكذب والشكليات، وإغتال الصدق ومشى فى جنازته وأخذ عزاءه وأقام له سرادقاً بإمتداد الوطن.
[ الضجة التى تثار مع كل عرض فنى سواء فيلم أو مسلسل يتناول حياة نجم فنى أو زعيم سياسى أو شيخ أزهرى، هى ضجة ليس مصدرها خللاً فنياً ولكنه خلل إجتماعى ومرض ضارب بجذوره فى أعماق الشخصية المصرية والعربية، ومايثار حول مسلسلى السندريلا والعندليب من لغط وهجوم وقضايا وتهديدات ومصادرات، كل هذا عرض لمرض سرطانى عضال ينهش فى وجدان وعقل هذا الوطن، والمرض إسمه فوبيا الصراحة والصدق والحقيقة، فنحن مجتمع الأقنعة والفاترينات، فى كل سلوكياتنا نرتدى الأقنعة وكأننا فى حفلة تنكرية مدتها العمر كله، وخشبة مسرحها هى الحياة نفسها، ومكان عرضها هو مكان عملنا وبيتنا ومكان عبادتنا وشارعنا وحتى سرير نومنا فى أشد علاقاتنا حميمية!، نمثل طوال الوقت ولانخلع القناع حتى أمام أنفسنا، ونعشق الفاترينات، حياتنا فاترينة ثلاجة لامعة مصقولة بداخلها بضاعة بديعة من الطقوس، ولحوم وأطعمة من الشكليات، ولكن للأسف الفيشة منزوعة والكهرباء مقطوعة وكل مابداخلها عفن!.
[ السندريلا والعندليب ليسا بداية مشكلة السيرة الذاتية، وبالتأكيد لن يكونا نهايتها، فالمشاكل والقضايا والهجوم قديم منذ بداية التفكير فى إنتاج فن السيرة الذاتية، فالزعيم عبد الناصر أقيمت الدنيا ولم تقعد ثورة على إرتدائه للبيجاما ومنعاً لتقبيله لزوجته وغضباً على تباسطه وضحكاته، فالزعيم لايمكن أن يظهر درامياً فى صورة إنسان عادى طبيعى، وكأنه منحوت من صخر، ومنتمى إلى جنس الملائكة، ويحتل مرتبة نصف إله!، أما السادات فقد إعترضت بنات زوجته الأولى على صورة أمهم فى الفيلم وإهماله لها لحساب جيهان، وبالطبع كان مسلسل مبارك فى الإذاعة معقماً مبستراً خالياً من أى روح لأنه كان يتحدث عن نبى مرسل وليس رئيس دولة يصيب ويخطئ، ولو لم أكن أسمع إسم البرنامج العام قبل المسلسل لتصورت أنه من إنتاج هيئة الإستعلامات، وأم كلثوم فى المسلسل كانت كوكتيلاً من رابعة العدوية (فى مرحلتها الصوفية) والأم تريزا وجميلة بو حريد، وهى لم تكره أسمهان ولا عبد الحليم حافظ، وكانت تحب الجميع، ولاتتلفظ بألفاظ خارجة على الإطلاق، والشيخ الشعراوى رحمه الله بالرغم من أنه مات من مضاعفات التدخين إلا أنه لم يشرب سيجارة فى المسلسل!، والكاتب يوسف السباعى كان يحب الجميع ولم يغلق المجلات اليسارية نتيجة أوامر ساداتية، والصحابى الجليل عمرو بن العاص لم يمارس الخديعة فى مسألة التحكيم، وسيد درويش لم يدمن الكوكايين، وسعد زغلول لم يلعب القمار برغم أنه إعترف شخصياً بممارسته فى مذكراته، إلا أن مسلسلاتنا أدرى وأكثر معرفة من سعد زغلول نفسه!، وعبد الحليم لم يكن نرجسياً مع السندريلا ولم تصبه الغيرة من الأصوات الجديدة ولم يخطف الملحنين والأغانى منهم، والسندريلا لم يتلخبط مخها نتيجة تبنى شعارات يسارية فوق مستوى فهمها، دسها فى مخها بعض أصدقائها اليساريين التى تحولت إلى دمية أيدلوجية وببغاء تنظيرى ينطق بما لايفهم على أيديهم، ففقدت سحرها الفطرى وتلقائيتها الجذابة وبريقها الأخاذ فى نهاية الرحلة، ومن هنا كان إنهيارها النفسى وإكتئابها المزمن وإنتحارها الصادم.
[ الإغريق أجداد الحضارة الغربية أضفوا على آلهتهم صفات بشرية فى المسرحيات، أما نحن فقد أضفينا على البشر صفات إلهية فى المسلسلات!، والمشكلة ليست فى المسلسلات فقط ولكن فى أى سيرة ذاتية مصورة أو حتى مكتوبة، فلايوجد مبدع واحد فى الوطن العربى كتب سيرته الذاتية بمنتهى الصدق والصراحة إلا المغربى محمد شكرى فى رواية "الخبز الحافى "، واحد فقط من بين هؤلاء الملايين من الخليج إلى المحيط لم يخف وكان شجاعاً ولم ينافق فى سيرته الذاتية، وعندما تجرأ لويس عوض وتحدث عن عقم أسرته هاجمه أشقاؤه، وعندما تحدث نجيب محفوظ عن مغامراته العاطفية ونزواته الشبابية إنزعج محبوه وعشاقه، إننا للأسف نحول نجومنا من بشر نصدقها لأصنام نعبدها، وننكر الضعف الإنسانى والنزق البشرى والغرائز العادية، وننسى أنه لولا كل هذا ماأصبح النجم نجماً مبدعاً متألقاً، إنهم فى الغرب يكتبون سيرهم الذاتية بشجاعة تجعل من هذه السير درة أعمالهم، فهناك رسائل فان جوخ الرائعة إلى أخيه وخطابات كافكا إلى حبيبته، وإعترافات جان جاك روسو وجان جينيه وأندريه جيد وبيكاسو....إلى آخر هذه الإبداعات التى أضافت إلى التراث الإنسانى غنى وحيوية وثروة صدق لاتعوضها الآف الأطنان من الكتب التقليدية الناصحة الواعظة، عندهم الصراحة راحة وعندنا الصراحة وقاحة!.
[ أول الوصايا العشر لمن يريد كتابة سيرة ذاتية تحوز على إعجاب المصريين والعرب هى إكذب ثم إكذب ثم إكذب لكى تكسب السباق، وأول جملة فى كتاب "المرشد الأمين فى كتابة سير النجوم المحترمين " هى إنزع عن النجم بشريته وطبيعته وإجعله ملاكاً مجنحاً، فنحن أصحاب "خلى الطابق مستور " و" بلاش مسك السيرة " و" إذكروا محاسن موتاكم "، والدراما لاينفع فيها إذكروا محاسن موتاكم، فماينفع أمام المقابر وفى السرادقات لاينفع فى المسلسلات، والدراما ليست جملاً إنشائية بلاغية تكتب على شواهد القبور من باب التمجيد، ولكنها كشف حساب وجرد فنى ليس فيه "خيار وفاقوس"، والشخصية العامة صاحبة النجومية نحن جميعاً ورثتها، فالوراثة الشرعية للمسائل المادية مجالها المحاكم والمجلس الحسبى، أما الوراثة الإبداعية وكتابة السيرة الذاتية فهى مباحة وليست مستباحة، وتخضع لوجهات النظر وليست لقوانين المواريث.
[ مدحت العدل فى العندليب وعاطف بشاى فى السندريلا يكتبان بنصف قلم ويتحدثان بنصف لسان ويفكران بنصف عقل، كل منهما ليس مكبلاً بالتقاليد الفنية فقط ولكنه مكبل قبلها بالتقاليد والمواءمات الإجتماعية، والمماينة فى الفن لاتنفع، وإمساك العصا من المنتصف لا تجدى، والغريب أن كل فرد فى هذا الكون له واجهة ولكنه أيضاً يمتلك بير سلم داخلى لايراه الضيوف، وسندرة مختفية لايطلع عليها أحد، وفى المسلسلين لم يقدما للأسف إلا الواجهة الملونة النظيفة اللامعة، أما بير السلم والسندرة ومخزن كراكيب المشاعر فقد تم التغاضى عنها، لأن الورثة يعتبرون ذلك تجريساً، والمجتمع يعتبره فضيحة، والكل يعتبره خيانة، ويبقى البورتريه ناقصاً لأهم الرتوش التى تنفخ الحياة فى شرايينه، قدم كل منهما النموذج كما نحب أن يظهر لا كما يجب أن يظهر، وهما معذوران فى ذلك فهما يحاربان عاريا الصدر بلا دروع وبسيوف من كرتون، الورثة من أمامهم والمجتمع من خلفهم، والكاتب يؤلف ويبدع وليس المطلوب منه أن يقوم بعمليات إنتحارية، وكتابة السيرة الذاتية الصادقة بجد عندنا نوع من الإنتحار، على عكس كتابتها فى الغرب فهى نوع من الإنتصار، الإنتصار لقيم البهجة والحق والخير والجمال، فالشخصية الدرامية فى السيرة الذاتية ليست جثة باردة ولكنها روح فاعلة حتى لحظة الكتابة والفرجة، وأيضاً بعد الإنتهاء من الفرجة والمشاهدة، وإلا أصبحنا نتعامل مع سى فى للشخصية مطلوب تقديمه إلى شركة أو مؤسسة، الدراما ليست سى فى وإنما كرسى إعتراف، وليست صورة فوتوغرافية ولكنها أشعة مقطعية تغوص حتى النخاع، وتكشف حتى ماتريد الشخصية إخفاءه ومداراته.
[ شوه سمير سيف سيناريو عاطف بشاى الذى حاول التركيز على الجانب الإنسانى الثرى، وأنقذ جمال عبد الحميد سيناريو مدحت العدل الذى تاه فى تفاصيل تاريخية سياسية المفروض ان تكون خلفية هامشية للأحداث وليست واجهة الأحداث، الأول إختار الشخصيات المعاصرة للسندريلا باهتين لايمتون للواقع بصلة وحاول أن يثبت أنه الأجدر بحكى قصة سعاد حسنى لمجرد أنه إقترب منها وأعتقد أنه إستعان بالسيناريست تامر حبيب الذى يؤدى شخصية صلاح جاهين لتنفيذ وكتابة رؤيته الدرامية المشوشة فلم تظهر السندريلا الحقيقية بل ظهر مسخ السندريلا التى تخيل سمير سيف أنه يعرفها، ولكن جمال عبد الحميد راعى قرابة الروح والشبه فى العندليب وكل من أحاط بالعندليب وهذا هو الأهم، ولكن يبقى شئ أكثر أهمية وهو أننا لن نفلح أبدأً فى تقديم مسلسل سيرة ذاتية حقيقى ومتألق وإنسانى، لأننا نعشق الأقنعة والماكياج والفاترينات، فأرجوكم فضوها سيرة ذاتية ومسلسلات مشاهير حتى تريحوا وتستريحوا.
بعد برامج تفسير الأحلام والعلاج بالبردقوش وحبة البركة..المحور تبيع الوهم والخرافة وتروج لعضو مجلس الشعب الذى يطفئ حرائق الجن!!
* لاترقص عارياً ولاتضرب القطط حتى لايلبسك الجن!
* الشيخ الشعراوى إستعان بنائب البرلمان لطرد الجن!.
[ كنت أظن أن بيع الوهم والخرافة على شاشة قناة المحور سلوك عرضى وبالصدفة وليس مرضاً مزمناً، فقد تعاملت مع برنامج تفسير الأحلام على أنه مجرد تسلية، وإعتبرت برامج الطب البديل التى يقدمها مدلك رياضى يدعو لعلاج السرطان بالبردقوش والدرن بحبة البركة وهو لم يعتب فى حياته باب كلية الطب.. إعتبرتها مجرد بيزنس، ولكن عندما شاهدت ماعرضه برنامج " 90 دقيقة " تأكدت من أن الخرافة هى موقف وفلسفة وسيستم وإقتناع عند قناة المحور ولدى المشرفين عليها، وكان ماشاهدته كارثة بكل المقاييس، يجعلنى أتحسر على نافذة المفروض أن تكون مفتوحة لنسائم التنوير وللأسف أغلقت لترتع فيها أشباح التخلف والجهل وخفافيش الظلام.
[ الفقرة كانت من تقديم المذيعة مى الشربينى وهى وجه لطيف وهادئ ومريح وكانت قارئة نشرة جيدة فى قناة العربية قبل إنتقالها إلى المحور ولكنها للأسف إنتقلت من مكانها المناسب كقارئة نشرة إلى مكان غير مناسب كمحاورة، وكان ضيف الفقرة الأستاذ علاء حسنين نائب مجلس الشعب ووكيل لجنته الدينية، أما الموضوع فقد كان عن قدرته الخارقة على طرد الجن من أجساد البشر، وأنا لاأمانع فى عرض أى موضوع على الشاشة ولكن المهم كيفية عرضه، وهل أنت كبرنامج تتبناه وتروج له أم تمارس دورك الطبيعى فى أن تحلله وتفضحه إذا توصلت إلى أنه مجرد تخريف ؟، ومنذ أول دقيقة فى البرنامج أحسست أن هناك فخاً منصوباً للمشاهد، وأن الفقرة هى إعلان عن قدرات هذا الرجل، وأن القناة متعاطفة معه بل وتتبنى رأيه، فقد إستضافته منفرداً ليصول ويجول ويتحدث على كيفه، وأعتقد من شكل الفقرة أنه قد صدرت أوامر للمذيعة بألا تشاكسه أو تعارضه أو حتى تتساءل عن صحة هذه الخرافات، فقد كانت مى الشربينى مستأنسة جداً وأليفة جداً وكانت مجرد مستمعة زيها زينا، والأدهى أن التليفونات التى وصلت البرنامج مؤيدة وتحكى عن قدراته فى إطفاء حرائق الجن!، فتحدث صاحب منزل محترق طالباً النجدة من علاء حسنين، وتحدث صحفى من جريدة الأهرام مبشراً بفتوحات وخوارق علاء حسنين، وهكذا إستمر البرنامج على هذه الوتيرة من غسيل المخ وتزييف الوعى وبيع الوهم للغلابة، أما ماقيل فى هذا البرنامج فهو يعد من باب الكوميديا السوداء والميلودراما الفاجعة الأكثر سواداً والتى تدل على مدى التخلف والجهل وعمق قاع حفرة الدجل والشعوذة التى تردينا فيها.
[ تحدث ممثل الشعب المصرى فى مجلس الشعب عن إستعانة الشيخ الشعراوى به شخصياً لطرد الجن الذى يتلبس بنت لجأت إلى الشيخ لعلاجها، وأنه إستحضر الجن الذى كان خائفاً من دخول بيت الشعراوى ثم طرده من جسمها بعد ذلك، وفسر سبب تلبس الجن للنساء أكثر من سكنه فى أجساد الرجال بأن النساء ترقص عرايا فى الحمامات وتستفز الجن ولهذا تعاقب!، وتحدث النائب الهمام عن قدرته على تسخير كل أنواع الجن المسلم والمسيحى واليهودى منه، وأنه يمتلك قوة خارقة على إطفاء الحرائق بدون مياه فبمجرد أن يعزم على الجان تنطفئ الحريقة، وأحياناً تستدعيه دول عربية مجاورة لإطفاء النيران التى يفشل فيها رجال المطافئ، ومن ضمن النصائح الذهبية التى نصحنا بها ممثلنا فى البرلمان لكى لايتلبسنا الجن بالإضافة إلى عدم الرقص فى دورات المياه ونحن عرايا هى أن نمتنع عن ضرب القطط وعن دلق الزيت المغلى!!، ونكتفى بهذا القدر من المأساة التى جعلتنى أصرخ مافيش فايده، وأتحسر على أطنان الأوراق والأحبار التى أريقت من أجل التنوير المصرى، فعلاً مافيش فايدة إذا كانت قناة فضائية المفروض أنها لخدمة المستقبل تعيدنا إلى غياهب الماضى ألف سنة إلى الوراء حيث كهوف الجهل يعشش فيها عنكبوت الأساطير والأوهام والخرافات.
bull; إلهام شاهين..صعيدية من شيكاغو وفيفى عبده مراهقة على المعاش فى سوق الخضار!!
عنوان جانبى :متى تقتنع إلهام شاهين بأن شقيقها غير صالح للتمثيل فلا تفرضه على المخرجين ؟
[ معظم نجوم الدراما مازالوا مصرين على مخاصمة المنطق وإخضاع ورق السيناريو لأنانيتهم وتسخير المخرج للعمل فى حظيرة نرجسيتهم، وبالطبع الجزء الأكبر من اللامنطقية من نصيب النجمات، وأول مانصادفه من نرجسية فنية تخاصم المنطق هى مسألة السن التى بلغت حد الكارثة فى إصرار نادية الجندى على تمثيل مشاهد الفلاش باك لشابة فى العشرينات فى مسلسلها الجديد " من أطلق الرصاص على هند علام " والذى لم يعرض بعد، وبعد أن مثلت المشاهد تم هد الديكور وبنائه من جديد وصرف مئات الألاف مرة أخرى بعد أن ثبت إستحالة تصغير نادية الجندى التى تعدت سن المعاش بمراحل فقد كانت تمثل دور طنط لسعاد حسنى فى صغيرة على الحب منذ أكثر من أربعين سنة!، وهكذا تتكلف شركات إنتاجنا الملايين من أجل نزوة تصابى، ولم تستفد النجمات من فشل مسألة التقمص الشبابى التى حدثت للفخرانى فى "المرسى والبحار" فى العام الماضى، فقررت فيفى عبده هذا العام فى مسلسلها "سوق الخضار " أن تلعب دور الشابة المراهقة المفتون بها كل معلمين السوق، والأعجب أنها تتزوج وتنجب فى معجزة طبية إكلينيكية غير مسبوقة.
[ وإذا كنا نغفر لفيفى عبده نتيجة عدم الخبرة فقد دخلت مجال الدراما التليفزيونية كضيفة منذ فترة قصيرة، إلا أننا لايمكن أن نغفر خصام المنطق وتشوش رؤية إلهام شاهين راسخة القدم فى فن الدراما منذ عشرين سنة فهى بإختصار ليست ضيفة بل صاحبة بيت، وهنا خصام المنطق ليس مع السن ولكن مع الشخصية نفسها وتركيبتها وعملها، فالبطلة يختارها صعيدى( نبيل الحلفاوى) محترف قتل لكى تصبح قاتلة بالإيجار!، وأسألكم بذمتكم هل سمعتم أو قرأتم أو تخيلتم سيدة تستأجر فى الصعيد للقتل ؟!، هل هذا كلام يعقل ؟، صعيدية تذكرنا بعصابات شيكاغو، ولايشفع لها أنها تربت فى القاهرة، وبالطبع يمهد السيناريو المهلهل لسماح الحريرى لهذه القصة بأنها كانت تعمل فى نادى، وظيفتها كانت مجرد عاملة فى النادى وصارت بقدرة قادر بطلة فى التنشين بالبندقية، إزاى ماتعرفش ؟، وبعد مقتل زوجها نتيجة الثأر ومحاولة إغتصابها، هربت إلى الصعيد وشاهدها الحلفاوى وهى تنشن على حمامة فأصر على إختيارها كقاتلة بالإيجار، من مجرد حمامة سطعت الفكرة فى رأسه، ومش فاهم إزاى إلهام شاهين التى تنطق الحروف برقة مفتعلة تصبح خط الصعيد أو من مطاريد الجبل ؟، أما الكارثة فهى إصرارها المزمن على تسكين شقيقها أمير شاهين فى أى مسلسل تمثله، وبرغم فشله وعدم قبوله الجماهيرى وخصام الكاميرا له وعدم إستلطافها تجاهه، إلا أنها تعاند فى فرضه على أى مخرج تعمل معه، والمصيبة الأكبر أنها لم تكتفى بشقيقها فأهدت لنا هذا العام إبن شقيقها فوق البيعه أيضاً!، والسؤال متى تتخلى إلهام شاهين عن عنادها وتعرف أن أمير شاهين الذى لايطلبه أى مخرج فى أى عمل آخر لاينفع فى التمثيل، وأن المسألة مش عافيه ؟، وياريت تفهم ممثلاتنا إنهن ممثلات وبس، إنما النجمة تصبح مؤلفة ومخرجة ومهندسة ديكور ومونتيرة وحيدة فمن المؤكد أيضاً أنها ستصبح المتفرجة الوحيدة.
khmontasser2001@yahoo.com