كتَّاب إيلاف

(مذابح شيعة) العراق؟... كوميديا سوداء!.

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تصاعد حمامات الدم في الحرب الأهلية العراقية المستعرة منذ شهور قد رسمت على رمال العراق وقائع مفجعة هي أشبه بعالم الخيال السوريالي أو حتى بأفلام الرعب الهوليوودية؟ فما أن تنتهي مشكلة ويخبو نار فتنة حتى تندلع نيران فتن أخرى أشد هولا ومصيبة ودموية من كل سابقاتها، وليس سرا التأكيد على أن مصيبة شيعة العراق هي من المصائب التاريخية والمركبة والمتداخلة بشدة وقسوة، فمعارك الديوانية الشنيعة بين الجيش العراقي وعصابات مقتدى الصدر قد أكدت حقيقة الروح الوحشية والعدوانية التي يحملها أفراد العصابة الصدرية بكل عناصرهم الإرهابية والمجرمة التي تحمل فكر وروح ونفسية (أجيال البعث) البائد من الذين تربوا و نما عودهم في مؤسسات النظام البعثي الأمنية ومن محترفي الجريمة والسلب والنهب، فهم لم يترددوا عن إعدام إخوانهم من عناصر الجيش العراقي وبوحشية لا نظير لفرادتها، ولم يعاقب التيار الصدري ولا قادته من التافهين والمجرمين بل على العكس فقد حرص رئيس الوزارة (المالكي) على زيارة (شيطانهم الصغير)!! وطلب بركاته! والتمسح بعباءته؟ وهي فضيحة تتحملها جميع الحكومات العراقية السابقة التي إنحنت لأهل الأجرام وداست بالعدالة وقيمها نحو الحضيض؟ وبعد نهاية مجازر الديوانية إنتقل مشهد الرعب نحو مدينة (العمارة)!! وهي مدينة عراقية بسيطة و(شيعية) بالكامل وحتى النخاع ولا تضم تكفيريا أو سلفيا واحدا؟ ومع ذلك إندلع أشرس نزاع دموي بين فرق الشيعة (الصدريين) و (البدريين)الذين يشكلون عناصر الشرطة العراقية أي بصراحة أن التقاتل قد تواصل بين زعماء الشارع الشعبي الشيعي المغيب عن الكثير من الحقائق المفجعة؟ إنه صراع الأعيان والنخب البورجوازية الشيعية أي صراع (آل الصدر) و (آل الحكيم)!! وبقية عمائم السياسة والدجل التي تغزو العراق مهددة بتهشيمه وتدميره ما لم يخلق وضع سياسي جديد يحجم تلك القوى الطائفية المريضة؟ ويفرض وضعا وطنيا جامعا يحمي جميع قوى الشعب وطوائفه؟ لقد أفرزت نتائج معركة(العمارة) حول حجم الحقد الأسود المتبادل بين زعماء العصابات الطائفية الشيعية والعوائل المقدسة المتصارعة حول الهيمنة والنفوذ وهو حقد غبي لا يراعي الحد الأدنى من مصلحة شيعة العراق البسطاء وهم يتعرضون لمجازر يومية إرهابية مستمرة من فرق الموت التكفيرية وعصابات البعث القاعدية، ولعل مأساة ومعاناة أهل (قضاء بلد) تفصح عن حجم الكارثة المروعة التي يعيشها شيعة العراق، فأهل قضاء بلد يتعرضون لمجازر تصفية ونحر طائفية من قطعان التوحش التكفيري فيما جيوش عصابات أهل العمائم الشيعية تمارس القتل المتبادل من أجل ضمان (النهب المتبادل)!؟ أي أنه بصريح العبارة يمكن القول أن قادة الشيعة لم يراعوا دماء ومصالح أتباعهم بل يحرصون أشد الحرص على ديمومة مراكزهم وإشباع نهمهم وفتح مكاتبهم التجارية العامرة في (دبي) وغيرها من الأمصار؟ أما دماء أتباع أهل البيت فليس لها سوى الدعوات الصالحات بدخول الجنة والتمتع بمباهج الآخرة!!؟ وأعتقد أن فجيعة شيعة العراق بقادتهم هي أكبر كثيرا من فجيعتهم بجرائم عصابات التكفير الإرهابية المجرمة؟ فأولئك أعداء مشخصون جيدا ومعروفة دوافعهم ومنطلقاتهم وحاضناتهم الفكرية والآيديولوجية؟ أما تآمر القيادات والعمائم التي نصبت نفسها كزعامات وبيوتات مقدسة لتمارس النصب بإسم المظلومية الشيعية فتلك هي المعضلة الحقيقية؟ والطريف أن السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق وهو يدعو لفيدراليته الطائفية المريضة في الجنوب لم يستطع ضمان الأمن لأهل تلك المناطق التي يدعو للتزعم عليها وجعلها ضمن ولاياته المقدسة في المشرق وحيث يقيم ولايته الفقهية الخاصة ويشيد مملكته العائلية المقدسة برؤوس فقراء الشيعة من الذين كانوا يموتون في مزابل مدينة قم الإيرانية أو السيدة زينب الدمشقية من الجوع والعوز أيام الثمانينيات فيما كانت أعراس وحفلات زفاف آل الحكيم تقدم خلالها سبائك الذهب الإيرانية كمهور شرعية؟؟ إنها أيام مريرة عشناها وعايشناها مع إخوتنا الشيعة وهم ينتقلون من بلوى لمصيبة! ولا زالت المصائب والأهوال تتوالى على رؤوس شيعة العراق بعد دخول الأغبياء والمعوقين الفكريين على الخط من أمثال القيادات الصدرية التي تشكل قنابل وحقول ألغام حقيقية لتفجير العراق وتدميره بشيعته وسنته.

المشكلة اليوم وكما أفرزتها أحداث مدينة وقضاء بلد المروعة هي أن شيعة العراق يعيشون في حالة إنكشاف مروعة ومأساوية في ظل إصرار جماعات إرهابية عديدة على شحذ سكاكينها للإجهاز عليهم، وفي ظل عجز سلطوي واسع ومخيب للآمال في حمايتهم؟ ومع توالي مخططات (أعيان الميليشيات) للهيمنة والتوسع برؤوس الفقراء وعلى حساب مصالحهم المريضة، إنها المحنة الكبرى والمصيبة العظمى ولا أتردد عن القول : إلا من ناصر ومعين ينصر فقراء شيعة العراق ويحميهم... فهم الأهل وهم مادة العراق ولحمته الأساسية... وقاتل الله كل العصابات الطائفية المتاجرة بدماء الأبرياء.
dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف