روسيا بين الغرب والثلاثي الممقوت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حملت التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الروسية بصدد دعوة الرباعي عدم الطلب من حماس تنفيذ مطالبه دفعة واحدة وانما بالتدريج ونفيه ان يكون مجلس الامن يجري اية مشاورات بصدد العقوبات على ايران، ودعوة روسيا للتريث بفرض العقوبات على كوريا الشمالية وتجنب حشرها في زاوية، حملت معها مؤشرات على ان موسكو بصدد اعادة النظر بمواقفها من الثلاثي الذي يصفه الغرب بالممقوت. وبدت روسيا مؤخرا كانها تساير الغرب في الموقف من تلك الملفات .ومن المرجح ان الموقف الروسي جاء بمثابة رد على مضي الغرب بسياسته الداعمة لجورجيا في المواجهة مع روسيا وتوسيع حلف الناتو والتضييق على المصالح الروسية في فضاء الاتحاد السوفياتي والضغط لسحب القوات الروسية من بريندسترفيه.
وبصدد حماس فان موقف لافروف ظهر مباشرة بعد انتهاء زيارة اولمرت التي حاول الطرفان خلالها الايحاء بانهما اتفقا على اغلاق الملفات الساخنة في علاقاتهما، بما في ذلك دعوة موسكو لقيادة حماس زيارتها وحصول حزب الله على اسلحة روسية.الى ذلك فان الموقف يمثل تجاوزا لاتفاقات لندن التي تشترط التعامل مع حكومة حكومة حماس ورفع الحظر عن وصول المساعدات الدولية للسلطة الوطنية الفلسطينية، باعتراف الحركة بحق اسرائيل بالوجود ونبذ الارهاب كوسيلة لتحقيق اهداف سياسية والالتزام بالاتفاقيات السابقة مع اسرائيل. فالاتفاق لم يتطرق الى شكل تطبيق تلك الشروط بالتدريج او دفعة واحدة الامر الذي استغلته موسكو. ودون شك فان موقف موسكو الجديد سيخلق مصاعب لصلابة موقف الرباعي الدولي.
وتراجعت موسكو في القضية الايرانية. فبعدما اشيع عن وجود مضاربات بين موسكو وواشنطن حول قرار يصدر عن مجلس الامن بفرض عقوبات على ايران لعدم استجابتها لمطالب السداسي الدولي بوقف الانشطة النووية صدرت من موسكو تصريحات تنتقد سياسة فرض العقوبات. ووفقا لمختلف المصادر فالحديث كان يدور حول مطالبة موسكو واشنطن الغاء العقوبات المفروضة على التعامل مع شركتين اتهمتها واشنطن بتسريب التكنلوجيات مزدوجة الاستخدام لايران، تساعد على تطوير برنامجها الصاروخي.ولاح قبل ايام ان الاطراف تقف على اهبة اعلان العقوبات على طهران الاسبوع المقبل. بيد ان لافروف فاجئ الراي العام الاثنين خلال مؤتمر صحفي بموسكو مع مفوض شؤون السياسة الخارجية للجنة الاوربية بينيتا فيروروفالدنير بقوله أن القرار الجديد بشأن البرنامج النووي الايراني لم يقدم بعد إلى مجلس الامن الدولي.وقال " لم تُقدم لحد الان أي مقترحات ملموسة لمجلس الامن، وان المشاورات متواصلة".واضاف " ان مجلس الامن لا يناقش الآن اي قرارات بشأن ايران".وتتواصل المشاورات التي من الضروري ان تتم في اطارها المهام التي طرحها السداسي الدولي+( روسيا واميركا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا) وفقا لقرارات الوكالة الدولية للطاقة النووية ومجلس الامن الدولي".وأوضح وزير الخارجية الروسية ان هذه المهام تنحصر بأهمية" العثور على الإجراءات الأكثر فعالية للتحركات اللاحقة، التي من شأنها ان تضمن عدم انتهاك نظام عدم نشر الاسلحة النووية، وتساعد على الحفاظ على إمكانية الشروع بمباحثات مع ايران وتعزيزها.مع الاخذ في الاعتبار حق طهران التام والمشروع في إطار معاهدة نشر الاسلحة النووية.واشار الى ان المشاورات الدائرة الان ستساعد كافة المشاركين فيها على فهم افضل بوجود إمكانات فعلية وفرص حقيقية على هذا الطريق ، التي ستفتح الطريق للمباحثات .منوها ب" ان روسيا تهدف إلى تحقيق ذلك، مستخدمة كل الامكانات المتوفرة لديها.وبهذه الصورة فان لافروف اعاد العجلة الى نقطة الصفر.
وكانت روسيا قد ابدت في مجلس الامن الدولي شئ من التنازل عند مناقشة العقوبات على كوريا الشمالية. وحسب المصادر المتوفرة فانها خففت من حدة العقوبات على شريكها التقليدي في الشرق الاقصى. وعزا بعض المحللين الموقف الروسي الى تقديم الجانب الامريكي تنازلات بدعمه قرار يدين جورجيا لانتهاكها اتفاقية بشان ابخازيا. بيد ان روسيا اجرت تغيرات على موقفها من العقوبات
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى إبداء مرونة في تسوية المشاكل المالية. وأكد على أهمية ذلك في خلق الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات.
وقال لافروف في مقابلة صحفية ": "إن تسوية المشاكل المالية في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تتميز بأهمية كبيرة في توفير الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات". وأكد على ضرورة أن تبدي جميع الأطرف مرونة في هذا المجال. يرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن من غير المجدي الاعتراف بكوريا الشمالية دولة نووية وبناء العلاقات معها على هذا الأساس. وذكر " أن روسيا لا توافق على ذلك. وأضاف: "نحن على قناعة بأن هذا الطريق خطر جدا". وأكد أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها من أجل وقف مثل هذه التوجهات الخطرة. ويستبعد نائب رئيس مركز الدراسات الجيو سياسية الجنرال ليونيد ايفاشوف ان تقوم كوريا باستخدام الاسلحة النووية ولايرى ان اية اخطار على الامن الروسي من جانب بيونغ يانغ. ويرى ان التفجيرات النووية في كوريا ستدفع المجتمع الدولي لوضع الية ضمانات امنية لكافة الدول. داعيا الى عدم حشر كوريا الشمالية في زاوية تتيح لها منفذا واحدا فالمطلوب ان يكون امامها عدة منافذ والاهم العودة الى طاولة المفاوضات.
ان موسكو تستخدم ورقة الثلاثي حماس وايران وكوريا الشمالية الممقوت من الغرب للاعلان عن قدرتها بانتهاج سياسة المستقلة في الشئون الدولية وتاكيد الاحتكام للقانون الدولي لحل المشكلات الدولية، وبالتالي فانها ورقة للمضاربة وحماية مصالحها والحصول على تنازلات من الغرب في القضايا المختلف عليها.