العدالة الكندية في زمن الاستبداد العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس من فراغ أن تأخذ كندا البلد رقم واحد في تصنيف الأمم المتحدة للرقي، ليس من الطبيعة الخلابة، ولا من التقدم العلمي، فأمريكا حصدت كل جوائز نوبل لعام 2006م ، كما منح من قبل مناحيم بيغين وإسحاق رابين وبعض العرب جوائز نوبل لاعتبارات سياسية؛ ولكن بسبب العدالة والضمانات والحريات، فقد تقدم مجلس العموم الكندي باعتذار رسمي مع نهاية سبتمبر 2006م للسوري (ماهر عرار)، وأعلنه طاهرا من كل ذنب وخطيئة، نقيا من كل تهمة نسبت له عن علاقته بالإرهاب.
والرجل اعتقلته السلطات الأمريكية على الرغم من حمله الجنسية الكندية، فتم اعتقاله ظلما، واتهم بريئا أن له نسب وصلة بمنظمات إرهابية، وكان ذلك أثناء مروره ترانزيت قادما من الغابة التونسية إلى نيويورك في 26 سبتمبر 2002م، بعد أن ودع الغابة الشامية وهو غلام صبيا، ثم أرسل مخفوراً من أمريكا بطيارة خاصة إلى ظلمات أرض البعث، ولم يكن ليخرج إلى يوم البعث، مثل دخول النبي يونس بطن الحوت، فلولا أنه كان من المسبحين ومن الكنديين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون..
وقصة ماهر عرار فيها جوانب عجيبة: الأولى أن يعتقل بيد الأمريكيين، ثم يرسل بالبريد المضمون، إلى أهله في بلد ثوري عربي، يحقق معه، وهم يعلمون علم اليقين، أن مصيره كما فعلت روما مع (بن هور)، في إرساله إلى السفن الحربية مربوطا بالسلاسل حتى الغرق في أحد المعارك وهو يجدف.ولأن النظام الثوري (نزيه) لا يتعامل مع أمريكا بشكل مباشر، وإنما من تحت الطاولة، على طريقة السوق السوداء، من بيع الهيروئين والمارغوانا، فقد تم إدخاله من بوابة خلفية عربية، فوصل إلى سوريا عبر الأردن..
ومن يقرأ موقع (ماهر عرار) على الانترنت، ويتابع كرونولوجيا الأحداث في أيام نحسات استمرت أكثر من سنة، منها عشرة أشهر وعشرة أيام في الانفرادية، التي هي أشبه بالمدفن بدون كفن، وأنا أعرفها تماما؛ لأن البعث أكرمني بها، ولا أتمناها للجلادين الذين كنت أراهم يضربون أبشار الناس بأذناب الخيل..
في الحقيقة قرأت مذهولا باللغة الإنجليزية قصته يوما بيوم، وكيف أن الأمريكيين لم يضربوه كفا واحدا في مدى 12 يوماً من التحقيق، بل سمحوا للقنصل الكندي بالوصول إليه مع محامية، وكيف أنه بمجرد وصوله إلى بلاد العروبة، تحول جلده إلى (دربكة)، وعلى يد رجال الأمن الأردنيين، الذين كانت وظيفتهم تسليم البضاعة فقط للنظام الثوري (Delivery).؟؟. فضربوه وكذبوا عليه أنه في طريقه إلى مونتريال، وهو كان في طريقه لضيافة الحجاج بن يوسف الشامي..
وقفت متأملا مذهولا محبطاً متألما؛ كيف أن العربي تسلمه الأيادي الأمريكية للتعذيب على يد أهله العرب؟؟ واحترت في التفسير؟؟ ولكن في فهم القاريء الكفاية عن هذا التعاون والتواطؤ المعلن الخفي؟؟؟ فالوطن لم يعد وطنا، والطواغيت الصغار يأخذون شرعيتهم من هبل الأعظم أمريكا..
ومن أراد أن يعرف التفاصيل لكرونولوجيا الأحداث؛ فليراجع موقع ماهر عرار على الانترنت، ليتأمل الرسمة السريالية، عن تتابع الأحداث الحزين، عن زمن البؤس والتيه والخوف والإحباط العربي..
والمهم في هذه الواقعة التي أصبحت مضرب المثل عند الأمن الأمريكي والكندي، أن عذابات (عرار) أصبحت راحة وخلاصا لنا الكنديين من أصول عربية، فخلاصه هو خلاصنا، وبراءته هي براءتنا، وعلى الأمريكيين أن يحكوا رأسهم جيدا قبل أن يمدوا يدهم لإنسان كندي من أصول عربية و(سورية) بوجه خاص..
وأهم ما في فصول هذه الدراما التي دفع ثمنها عرار موتا بطيئا، هي قصة أن لا يتهم بريء، وتتدخل العدالة لتبرئته، وهي تذكر بقصتين من التاريخ؛ الأولى قصة اليهودي (زيد السمين) في مجتمع المدينة الأول، الذي نزل القرآن لتبرئته، في عشر آيات من سورة النساء(105 ـ 115) أن من يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا..
والقصة الثانية هي تلك التي عرضتها قناة ديسكفري، عن (جزيرة الشيطان) على سواحل غويانا الفرنسية، في أمريكا الجنوبية، حيث اخترع (نابليون الثالث) جهنماً على وجه الأرض، التهم عشرات الآلاف من الفرنسيين، ولم تقفل أبواب جهنم حتى فاحت رائحتها، ومثلتها هوليوود في فيلم، بعد أن استطاع الفرار أحد المسجونين، ومعه رسمات تصور سقر في الأربعينات من القرن العشرين، وما أدراك ما سقر؟ لا تبق ولا تذر. لواحة للبشر عليها تسعة عشر؟؟
وفيها اعتقل (دريفوس) الضابط اليهودي، بتهمة خيانة الجيش الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر، وبقي هناك سنوات يرسف في الأغلال والأصفاد، حتى تدخل الأحرار في موضوعه، وكتب (إيميل زولا) الكاتب الفرنسي مقالة صاعقة بعنوان: (إني أتهم JE ACCUSE)، وقاد هذا إلى حملة شعبية، أدت إلى إطلاق سراحه، وإعادة الاعتبار له..
وبين عامي 1852 و1947 م رحّلت فرنسا إلى غوايانا الفرنسية في أمريكا الجنوبية 70 ألف معتقل مات ثلثاهم في تلك الجزر الجهنمية، حيث تطلق صواريخ ارتياد الفضاء الأوربية حالياً.
وكان القضاء الفرنسي في القرن التاسع عشر قريب من الإجرام؛ كما جاء في قصة البؤساء لفكتور هوغو، فيلقي القبض على من سرق دراجة ووجبة طعام، ثم يجمعهم في طوابير على وجبتين في السنة، ويرحلهم إلى سان مرتين، الميناء الفرنسي الشمالي، ثم يزربون زربا في ناقلات المحيط لمدة عشرين يوما، حتى تنتهي بهم الرحلة على شاطيء غوايانا الفرنسية، وغالبا ما كانت إقامتهم دائمة ولو كان حبسهم محدودا. وهو يذكر بقصة الكونت (دي مونت كريستو) فمن دخل السجن نسي. وهناك تصفد أقدامهم ويجبرون على الأعمال الشاقة. يلسعهم البعوض، وتعضهم الثعابين الخطيرة، وتقرصهم العناكب السامة، ومن عصا فله العصا؛ فيلقى المتمرد في الإفرادية لمدة ستة أشهر، وإذا أظهر عدم الانضباط ولم يحترم الشرطي، زادت عقوبته على شكل تصاعدي، ومن حاول الهرب فضبط زادت مدت حبسه سنتان، فإن عاد زيدت إلى خمس سنوات؛ فإن أظهر صلابة نقل إلى واحد من ثلاث جزر قريبة من غوايانا، وبالتدرج حتى يصل إلى جزيرة الشيطان.
هكذا سماها من استطاع الفرار، وحمل رسومات الفنان الذي قبع في سجنها، لتزويره بعض اللوحات، وهناك من ضرب الرقم القياسي في مكثه في الإفرادية، وأنا شخصيا ذقتها في بلدي، ولا أتمنى لأحد دخولها، وهذا السجين الفنان كان (بول بورساك) الذي بقي فيها 11 سنة متواصلة، فلما خرج لم يطق الحياة؛ فألقى نفسه في النهر وانتحر.
وكان الفرار من الجزيرة بين خطرين عظيمين: المحيط الغادر، والغابات القاتلة، ومن خلفهم المقصلة، التي نقلت من فرنسا إلى هذه الجزر الجهنمية، وفي النهاية نجح اثنان في الفرار، نقلا الخبر للعالم فارتج رجا.
وكان آخر حبيس غادرها عام 1947 م وأغلقت جهنم أبوابها، بعد أن التهمت عظام وأحلام عشرات الآلاف من البؤساء، وجرت دموعهم من المحاجر أنهارا، حسرات على ماض لم يعود قط، من ذكرى الأهل والأحباب؛ ففي جزيرة الشيطان دفنت كل الآمال مع بقايا عظام المسجونين وآهاتهم وحسراتهم.
واليوم هي منصة إطلاق صواريخ وشاطيء تنزه وعبرة للسائحين.
إن في ذلك لآيات للمتوسمين.
وأما قصة اليهودي (زيد بن السمين) فهي ملحمة قرآنية في معنى العدالة، لكل الناس في المجتمع الإسلامي، أن لا يتهم بريء قط بدون بينة ودليل. وأن الإنسان بريء حتى تثبت إدانته، كما حصل مع تصرف (كندا) حيال ماهر عرار العربي السوري المسلم، المشبوه بعد أحداث سبتمبر. الذي دمره أهله في الغابة الشامية وأعادت كندا له الاعتبار، حتى يصيح في أول كلمة عند دخوله الأرض الكندية: إنني في وطني أشكر من ساعد في خلاصي من القوم الظالمين، ولم يشكر الحكومة الكندية بكلمة لشعوره بتقصيرها، مع أن القنصل الكندي زاره في محبسه الأموي عشر مرات؟.
وفي جو المستنقع هذا علينا أن نغادره لنستنشق رائحة طيبة من عطر القرآن..
تقول الرواية أن رجلا من الأنصار (بشير بن أبيرق) سرق درع رجلا من الأنصار(قتادة بن النعمان)، وهي مادة ممتازة للتشهير، في مجتمع نبوي، يسرق الصحابة بعضهم بعضاً؟
وحين تفوح الرائحة يقوم المدعو بشير برمي الدرع في بيت يهودي، ثم يأت إلى النبي يطلب تبرئة ساحته علنا بعد أن انتشر القيل والقال عنه، فليس من ثبت على جريمته، ويكون النبي له (خصيما) مدافعا ومحاميا عنه، وهو ما فعله النبي ص، واكتملت الصورة، فالآن يلقي القبض على اليهودي البغيض (كذا) وتبرأ ساحة الأنصاري؟؟
ولكن القرآن يفعل عكس ذلك تماما، فيعاتب النبي عتابا شديدا، ويبريء ساحة اليهودي، ويتهم الأنصاري السارق، فالمجتمع الاسلامي إنساني لحمته وسداه العدل، وليس شوفونيا عنصريا..
وهكذا تتنزل عشرة آيات تتلى إلى يوم القيامة، عن براءة اليهودي (زيد بن السمين)، لتكون درسا لكل مجتمع ينهض من غفوة العنصرية والإقليمية والطائفية والمذهبية إلى أفق الإنسانية كما فعلت كندا مع عرار..
وهو سر تدفق المهاجرين إليها، بمن فيهم الأصوليين، الذين يقسمون على العهد الكندي في قسم الجنسية، وهم يلعنون الكفار، ويضمرون كراهية الديموقراطية، ما لم تخدم مصالحهم اللا إنسانية.. وهم لا يشعرون..
لنقرأ الآيات" إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولاتكن للخائنين خصيما، واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما، ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول، وكان الله بما يعملون محيطا. ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا؟؟ ومن يعمل سوءً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما. ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا. ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك، وما يضلون إلا أنفسهم، وما يضرونك من شيء، وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما.
ألا أنه يوم عظيم لكندا رائعا مشرقا..وهو يوم أسود في التاريخ العربي الحديث أسودا مربادا كالكوز مجخيا..
وأنا فهمت كلمة (مراغماً) من آية الهجرة على نحو جديد، فالهجرة فيها سعة، (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة)وهو أمر حصلناه، وأنا قفز راتبي بين بلدي الذي نفضت يدي منه، وغسلتها إلى المرافق سبع مرات، بعد أن تحول إلى مقبرة البعث، إلى يوم البعث، 15 ضعفا، حين دخلت بلاد الجرمان.
ولكن (المراغم) هو الذي فعله (عرار)؛ فهو سوف يرغم أنوف خصومه، واحدا بعد الآخر، بدءً من رئيس الشرطة الكندية (جوليانو زاكارديللي GIULLIANO ZACCARDELLI) الذي اعتذر له عن الكابوس، الذي شاركت فيه الشرطة الملكية الكندية (RCMP)، حين أعطت للأمن الأمريكي ذلك الانطباع السيئ عنه، حين سألت عنه جماعة بوش، ليتخذوا أفظع قرار لاحقا وأشنعه، في تسليمه لبقايا الجيوب الستالينية، المدربة بضراوة على يد (الستازي STASI) من ألمانيا الشرقية، وسيكورتات شاوسسكو، ولعله كان قرارا مليئا بالخير، وعسى ان تكرهوا شيئا، ويجعل الله فيه خيرا كثيرا، فقد خرج عرار طاهرا من السجن، قد صقلته المحن، وهذبته وطهرته من شوائب العنف إلى الأبد.. أو هكذا نأمل..
ولم يقف الأمر عند رئيس الشرطة الملكية الكندية، بل سوف يرغم أنوف كثيرين في الطريق فقد رفع دعوى على الحكومة الأمريكية، والحبل على الجرار للأنظمة العربية التي تورطت في تسليمه وتعذيبه..
وحاليا ينتظر (عرار) اعتذارا رسميا من الحكومة الكندية، لأن القضية تدور حاليا حول تعويض مالي كبير بالملايين، عن الأضرار التي لحقت بالرجل، قد تجعل من عرار مواطنا كنديا مليونيرا، يضع قواعد مؤسسة إنسانية، تعني برفع الضرر عن هؤلاء المغيبين في أقبية الأنظمة الثورية، أو المضطهدين في العالم عموما، ولعله السر خلف تردد الحكومة الكندية عن الاعتذار، خوف البدء بتطويق الرؤوس ومعاقبتهم، أولئك الذين ضللوا العدالة، وفوقها التعويض المالي المناسب كما فعل يهود الهولوكوست. فقد أدخلوا عرار في هولوكوست ثوري عربي رائع..
ومن مواعظ قصة عرار هو تدخل المنظمات الإنسانية للدفاع عنه، ومعهم زوجته (منية) المناضلة الرائعة، ووصول القنصل الكندي إليه في كل مرة في أمريكا أو عند الرفاق، مع كل ظروف الترويع والتخويف والجلد أن لا ينطق إلا بحسن معاملة الأهل في هذه الزيارة الودية، التي تذكر بالكرم العربي الحاتمي(كذا)؟ وهو درس كبير لنا من نال الجنسية الكندية، شعوره أنه غير ضائع في الغابة العالمية، وضواري الأمن العربية والعبرية والأمريكية، وأن هناك من يحميه في ساعة العسرة.
يعتبر ياسر العظمة خير من يعبر عن أوضاع الأنظمة الثورية، والواحد يتعجب أحيانا من جرأة النقد، ولكنها ماكينة إرهاب النظام الشمولي، بكل أذرعها من جيش من المخبرين، وأموال هائلة للإعلام الكاذب، وجوقات مدربة للطبل والزمر ونفخ البخور على مدار الساعة، من جيب مواطن مفلس، يمشي حافيا من أيام كافور الأخشيدي ، كما يقول النيهوم، وهي آلة تطور باستمرار، مع تقدم الظروف وتقلب الأحوال،
وهكذا فمن كان يسجن عشرين سنة سابقا، يدخل السجن الآن بنفس التهم، ولكن بحكم قضائي، بعد أن لبس رجال المخابرات مسوح القضاة، ومن ثمراتهم تعرفونهم كما يقول الإنجيل، حين سئل عن القضاة الكذبة والأنبياء الكذبة، قال من خارج عباءات سوداء وثياب حملان وقاعات يحضرها مدعي عام، ومن داخل ذئاب خاطفة، قالوا أيها المعلم: وكيف نعرفهم؟ قال المسيح: هل تنبت شجرة التين حسكا؟؟ قالوا لا؟؟ قال إذا من ثمراتهم تعرفونهم، الشجرة الخبيثة تقطع في النهاية وتلقى في النار، ولكن كم هو الطريق الرحب الذي يقود إلى الهلاك والكثيرون يسلكونه..
وياسر العظمة هو أحد أدوات النظام الجهنمي، على نحو قد لا يشعر هو بالذات فيه؛ فطنجرة البخار تسلق اللحم، ولكن لابد من تنفسيها إذا اشتد الضغط، وفي الأنظمة الثورية انسلق الناس وانطبخوا، ويحتاجون ياسر العظمة ينفس مشاعرهم بالكوميديا التافهة.
قال ياسر العظمة بعد أن أخذ دور حفّار القبور، وجاء رجل يريد دفن أباه، بعد أن سرق قبره وبيع، انظر أنا سلطان هذه المملكة، لا أحد يعترض؟ لا أحد يفتح فمه، لا مظاهرات ولا اعتراضات ولا منشورات؟؟ أليست مملكة رائعة؟ ألا ترى أنه مثال الشعب المطيع المريح..
وكذلك حال الأمم حين يأخذ الله القرى وهي ظالمة. إن أخذه أليم شديد. إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة. ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود. وما نؤخره إلى لأجل معدود. يوم يأت لا تكلم نفسه إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد.