كتَّاب إيلاف

انتفاضة القاهرة الجنسية: الكبت الجنسي يورث الانفجار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أقدم هنا محاولة لفهم أسباب "انتفاضة القاهرة الجنسية" كما سماها الأستاذ حسنين كروم، مراسل "القدس العربي" من القاهرة، وكذلك لكيفية تفاديها في المستقبل، وعلى بركة الله أقول:الجنس مكون أساسي وهام في حياة الإنسان، وبما أنه من المسكوت عنه، فلا يريد أحد أن يخوض في هذا المحرم(TABOU)، لأننا كعرب ومسلمين نعتبر الكلام في الجنس عيب (قلة أدب)، ولا نتحدث عنه إلا همساً بين الرفاق، وننسي أن الجنس ثقافة وعلم وفن،وأننا حتى عندما نمارسه لا نعرف فنونه، ولا نعرف عنه إلا الإيلاج، أو "لحس الرجل فرج زوجته، ومص المرأة لذكر زوجها" كما سبق وشرح ذلك شيخنا الفاضل يوسف القرضاوي في حلقة إيروتيكية في قناته "الجزيرة" من منطلق "أن لا حياء في الدين". يقول فرويد، المؤسس الأول لعلم النفس، أن أول حاجات الإنسان الأساسية هي الأكل والشرب، وحاجته الثانية هي الإحساس بالأمن، وحاجته الثالثة هي الجنس. وبما أننا نتبع سياسة النعامة في كل أمورنا الحياتية بل والسياسية والدينية والثقافية والجنسية، ولا نحب تسمية الأشياء بمسمياتها،فلا نتوقع إلا الكوارث، قرأت أن هناك شبه "ثورة جنسية" اجتاحت شوارع قاهرة المعز، ذات الألف مئذنة في أجازة عيد الفطر المبارك، وقرأت كيف كان الشباب يتحرش جنسياً بالفتيات المارات في وسط البلد سواء كن سافرات أ و متحجبات، محولا اغتصابهن في وضح النهار.علام يدل ذلك؟ يدل على بوادر أزمة جنسية تداهم المجتمع المصري، أزمة كانت تكمن فيه منذ وقت طويل، ولا يهتم بها أحد ، وما حدث ما هو إلا مقدمة مرعبة لانفجار بركان الكبت الجنسي لدي الشباب المصري، و لحالات اغتصاب ستحدث علنية وجماعية في وضح النهار.علينا أن ندرك أن هناك أزمة جنس في مصر والعالم العربي، ففي ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر، وفي ظل البطالة المستشرية في قطاع كبير من الشباب العاطل البائس والمحبط ،والمحروم جنسياً الذي يعيش على الاستمناء والاحتلام، وفي استمرار سياسة الفصل التام بين الجنسين في المدارس والمساجد وأماكن العمل، وحتى في وسائل المواصلات. ماذا ننتظر غير هذا الانفجار المدوي للكبت الجنسي؟ والكبت الجنسي كما يقول علم النفس يورث الانفجار. ففي بلدي مصر التي وصل عدد سكانها 76 مليون نسمة، بمعدل زيادة مليون كل عام، وصل سن زواج الفتاة 30، 35 عاماً، أما الشباب فبلغ سنه 40 و 45 عاماً لكي يستطيع توفير شروط الزواج.العوانس في مصر والعالم العربي أصبحن بالملايين،وبما أن عدم ممارسة الجنس تشكل خللاً نفسياً وفكرياً للشخص الذي لا يمارسه، لذلك فكل شبابنا وشاباتنا في حالة عدم استقرار فكري و نفسي وفي اكتئاب جماعي،بل إن كل فتى وفتاة بركان جنسي يغلي. والكل يري ولا يتكلم، وأرجح أن هذا الخلل الجنسي هو العامل الأساسي للجماعات المتأسلمة للمطالبة بفرض الحجاب على النساء، فالمتأسلمون في شرقنا التعيس وفي مصرنا المحروسة، مهووسون جنسياً وعبارة عن بركان من الغرائز، ولا يريدون أن يروا صورة امرأة سافرة لأنها ستفتح فوهة البركان لتنطلق غرائزهم المكبوتة بعنف من مكمنها، لذلك يلحون ليل نهار بسجن المرأة داخل المنزل، أو داخل كفن متحرك يسمونه تارة حجاباً وتارة نقاباً،بل وجعلوه ركناً سادساً من أركان الإسلام، كما يدعي عمرو خالد. لقد أدرك المسلمون الأوائل أهمية وخطورة الجنس، وحلوا مشاكلهم الجنسية بمقاييس عصرهم، فأشبعوا شهواتهم حتى الثمالة، وتحت الآية الكريمة"وما ملكت أيمانكم" كان يمتلك كل صحابي،زيادة على الـ 4 نساء، عدد لا يحصى من الجواري التي يتسري بهن،ويقول الطبري أن الخليفة المتوكل كانت له 800 جارية وأنه نكحهن جميعاً!!! والدليل على أن الجنس ليس عيباً كما يدعي المتأسلمون الذين نصّبوا أنفسهم ناطقين باسم الله، وباسم مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي تحب الإزدواجية في العيش، بمعني أن تكون للشخص حياة سرية خاصة يمارس فيها نزواته ورغباته، وحياة علنية يظهر فيها بمظهر التقي الورع، فلنخلع نقاب التقى والصلاح الكاذبين، ونعيش حياتنا كبشر نخطئ ونصيب، فلقد تزوج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم 20 زوجة وجمع بين11 زوجه، بخلاف ما كانت تملك يمينه، وكان يقول:" حبب إلى من الدنيا الطيب والنساء"،والدليل على قوة الجنس أيضاً وخطورته وأثره في المجتمع، أن نجح المهربون الدينيون في استخدامه في تجنيد الشباب العربي المسلم في فلسطين، وجعلوا من الشباب العاطل والمحبط والمكبوت جنسياً قنبلة يفجر نفسه في المدنيين الأبرياء، بعد أن غسلوا مخه، و أوهموه بأنه بمجرد موته سيسكن قصر في الجنة، وسيكون له 72 حورية، من حوريات الجنة ليفتظهن، كل ليلة ليعدن أبكاراً من جديد وهكذا دواليك،وهذا يتجاوب مع سادية الإنسان الذي لا تحلو له العملية الجنسية إلا إذا صاحبها إيلام وبكاء ودم ...لهذا يحب كل رجل الاغتصاب، ولكن ليس كل رجل يرتكب جريمة الاغتصاب والحمد لله. واعترف للقراء إنني كنت أود - في الفترة التي كنت فيها إسلامياً - أن أنفذ أي عملية لأفوز بالقصر والـ 72 حورية، هذه الحورية التي كان يصفها لي شيخي بأنها" لو أطلت من السماء بوجهها لأنارت الأرض بجمال ونور وجهها". فتخيلوا كيف سيكون ضياء 72 حورية، إنني ادعوا القراء مشاركتي في التفكير لحل هذه الأزمة؟و في اقتراحي المتواضع لكيفية الخروج منها،أقترح للخروج من هذه الأزمة بوسيلتين متكاملتين: الأولي هي ضرورة اختلاط الجنسين، كي لا يعود الجسد الأنثوي غريباً واستفزازياً بالنسبة للذكر الذي أصبحت الأنثي بالنسبة له مرغوبة كجسد ومرهوبة كإنسان،الوسيلة الثانية كمخرج من هذه الأزمة الجنسية المتفجرة، هي إباحة نكاح المتعة، كما طالب بذلك مربي الأجيال جمال البنا ، وكما هو الحال لدى الأخوة الشيعة، خاصة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث حل الشباب الشيعي المسلم كبته الجنسي بإباحة نكاح المتعة للجميع، حيث يلتقي الرجل مع المرأة فيتفقان على زواج متعة بالصيغة التالية:" زوجتك نفسي لمدة ثلاثة أيام" وإذا قررا الانفصال فوراً عن بعضهما، يقول الرجل للمرأة"وهبتك ما بقي من الوقت".15 مليون إيراني مسلم شيعي يعيشون بزواج المتعة. زواج المتعة لدي الأخوة الشيعة في إيران،ولبنان، والعراق،والبحرين، والسعودية ... إلخ ، من صميم الإسلام. وإليكم ما قال المفسر السني الطبري عند تفسيره للآية الكريمة:"فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن" بعد أن يذكر الطبري روايات من قالوا أن الآية خاصة بالزواج المعروف، يذكر بكل نزاهة رأي الفقهاء الآخرين الذين قالوا إنها جاءت في نكاح المتعة قائلاً:"وقال آخرون بأن معنى ذلك فما تمتعتم به منهن بأجر، تمتع اللذة، لا بنكاح مطلق على وجه النكاح الذي يكون بولي وشهود ومهر (...) قال سألت ابن عباس عن متعة النساء، فقال أما تقرأ سورة النساء؟ قلت: بلي. قال: ألم تقرأ فيها فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمي؟ قلت:لا. ولو قرأتها ما سألتك. فقال فإنها كذا (...) قال:والله فإن الله أنزلها كذلك ثلاث مرات" (وهي في مصحف أبي ابن كعب الذي حرقه عثمان رضي الله عنه) ويختم الطبري رواياته عن نكاح المتعة نهاية ذات دلالة، وتعطي الحق للأخوة الشيعة وللعلامة جمال البنا:"قال علي رضي الله عنه لولا أن عمر نهي عن المتعة ما زني إلا شقي"، هذا هو كلام الإمام علي الذي قال عنه رسولنا الكريم "أنا مدينة العلم علي بابها". وها هو شباب مصر في غياب الاختلاط ونكاح المتعة الضروريين يقع في منتهي الشقاء،الذي هو التصريح بالرغبة في الاغتصاب على قارعة الطريق.المعروف تاريخياً أن طلبة الدين ورجال الدين الشيعة يمارسون نكاح المتعة إلي أن يتزوجوا، فالإمام الخميني بقي يعيش بنكاح المتعة إلى سن 31 سنة. والشيخ حسن نصر الله عندما كان طالباً في النجف الأشرف، عاش بنكاح المتعة سنوات إلى أن تزوج... نكاح المتعة الذي يسميه القرضاوي إحدى "البدع الشيعية المنكرة". فكيف يكون الخميني وحسن نصر الله بطلين إسلاميين وفي الوقت نفسه "مبتدعين منكورين" لأنهما مارسا نكاح المتعة الذي مارسه الصحابة رضوان الله عليهم حتى نهي عنه عمر؟ وأسأل ابن بلدياتي الشيخ يوسف القرضاوي: تعرف أنني أيدتك ، ضد الأستاذ عبد الواحد بنغضرا، في فتواك في المجلس الإسلامي الأوربي للإفتاء، للتجار المسلمين ببيع الخمور ضد الحديث القائل"شاربها ملعون وبائعها ملعون"، وأيدتك أيضاً في فتواك بأكل لحم الخنزير إذا وضع في الملح القاتل للميكروب الخطير الذي يقال أنه فيه.لأن سبب الحرمة هو الضرر وقد زال الضرر بالملح. كما أفتي فقهاء الإسلام بجواز شرب الخمر إذا غليت على نار فذهب منها الكحول الذي يسبب السكر.ومعروف في فقهنا الإسلامي أن التحريم معلل، بمعني أنه إذا زالت العلة زال التحريم ،إذا كان تحريم الخمر يزول بزوال سببه وهو الاسكار في الخمر المطبوخة على النار، فإن سبب تحريم الزنا هو اختلاط النسب، فلا يتزوج الأخ مثلاً اخته وهو لا يعلم انها أخته ... لكن العلم الحديث أزال هذه العلة باستخدام المرأة لحبوب منع الحمل وباستخدام الرجل للعازل الطبي. القاعدة الشرعية تقول:" إذا زالت العلة زال المعلول"، علة تحريم الزنا هي اختلاط النسب التي تزول باستخدام الحبوب والعازل الطبي. وهكذا ينعدم الزنا، وتصبح العلاقة بين الشريكين شرعية لا غبار عليها. سؤالي للشيخ القرضاوي: كيف يشتم الأخوة الشيعة على نكاح المتعة، ولكنه يقبل بنكاح الجواري "مللك اليمين"؟ وهو يعرف أن نكاح الجارية التي اشتراها مالكها اغتصاب ... لأن المسكينة ما كانت تقبل أن يركبها شخص لمجرد أنه اشتراها وهي لا تحبه ولا استشارها أحد في اغتصابه لها؟ وكيف لا يقبل نكاح المتعة الذي حللته الآية المذكورة أعلاه من سورة النساء وهو يعلم أن الفتاة في نكاح المتعة تقبله بكل حرية، ولم يفرضه عليها أحد ولا رائحة للإغتصاب فيه؟ كيف تلغي عقلك هكذا بجرة قلم يا شيخ؟ على كل حال أنا أدعوك للمناظرة في هذا الموضوع سواء في "الجزيرة" أو على صفحات "إيلاف" جريدة الحرية والأحرار في أمة الإسلام. وكما قال صلي الله عليه وسلم" الخير باق في أمتي إلى قيام الساعة" والخير الآن هو "إيلاف" الحرة ... جازي الله الأستاذ عثمان العمير عن أمتنا كل خير، ومتعه الله بالصحة والعافية ودوام النعمة ولو كره "ثعلب تونس" المسعور الذي سيكون أول من يبدأ في "الردح" ضد هذه الفتوى الفقهية القائمة على آية كريمة وعلى القياس الشرعي وممارسة الإخوة الشيعة بمن فيهم الإمام الخميني وحسن نصر الله لنكاح المتعة.
يا شباب مصر توقفوا إلى الأبد عن التحرش بأخواتكم وأمهاتكم، لكن كسروا حواجز منع الاختلاط في المدارس والجامعات والجوامع والمواصلات، ومارسوا نكاح المتعة الذي أحله لنا ديننا السمح، ولا تنتظروا فتوى من أحد، فالله قد أباحه لكم وللأخوة المسلمين الشيعة قد سبقوكم إليه منذ 15 عشر قرناً، ولكم في الصحابة الذين مارسوه المثل الأعلى، فكونوا خير خلف لخير سلف، فإلى نكاح المتعة على بركة الله.
Ashraf3@wanadoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف