كتَّاب إيلاف

البعثيون.. وخطوطهم الحمراء.. مهزلة عراقية جديدة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يكن البيان الذي أصدره بقايا حزب البعث العراقي النافق بمناسبة صدور حكم الإعدام الأول بحق قائدهم وزعيم عصابتهم السابق صدام التكريتي إلا بمثابة إعادة سخيفة للغة عدوانية بعثية منقرضة وتعبير عن حالة يأس قاتلة عبرت عن نفسها بألفاظ إرهابية مكررة سبق و أن ذاق مرارتها الشعب العراقي طيلة ما يقارب الأربعة عقود من الحكم البعثي العدواني الأهوج الذي كان المدخل الحقيقي لتدمير العراق و إستباحته بل وإعادة إحتلاله، فبيان البلطجة البعثية قد إبتدأ بترديد الشعار البعثي الإرهابي الخالد : (وطن تشيده الجماجم و الدم تتهدم الدنيا و لا يتهدم)!!، ومن هذه الإطلالة الإرهابية بدأ البعثيون كتابة بيانهم و بصيغ البلطجة و البطولة الفارغة المعروفة عنهم وهددوا و أرعدوا و أزبدوا ممنين النفس الكسيرة و الروح المهزومة بإنتصارات قد لا تحدث حتى في أفلام الرسوم المتحركة!، و الأعجب من كل شيء هو ذلك التهديد الأجوف الموجه للولايات المتحدة في حالة تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام!! وهو الذي إعتبروه (خط أحمر) لا يمكن تجاوزه!! ولم ينسوا أن يؤكدوا أن صدام المخلوع هو الرئيس الشرعي وهو القائد العام للقوات المسلحة!! ولكنهم في غمرة بيانهم الحماسي قد تناسوا حقيقة أن ذلك القائد هو قائد مهزوم وهارب من ساحة المعركة ولم يعتقل أو يؤسر في معركة حربية بل أعتقل و أخرج من حفرة فئرانية ما زالت معالمها قائمة تؤشر على كل معاني الجبن الحقيقية !، وهذا القائد المهزوم تاريخيا في (حواسمه) و (أم معاركه) و (قادسيته) وكل المعارك و الحروب العدوانية الفاشلة التي خاضها بدماء الشباب العراقي ليس سوى شقي من الأشقياء وأحد بلطجية البعث وهو هارب من الخدمة العسكرية كما أنه هارب من تنفيذ حكم للإعدام صدر بحقه منذ أكثر من 47 عاما على إثر مشاركته بعملية إغتيال اللواء عبد الكريم قاسم رئيس الوزارة العراقية في خريف 1959 ؟ أي أن الإعدام الذي صدر بحقه ليس جديدا بالمرة بل أنه تأكيد لجرائم تاريخية إقترفها صدام و عصابته من القتلة و الأشقياء، و الخطوط الحمراء التي تحدث عنها بيان البعثيين ليس سوى هراء و إستجداء واضح للإدارة الأمريكية للتعاطي مع البعثيين الذين لم يخجلوا من إعلان رغبتهم في عودة زعيمهم المهان و الذليل للسلطة!! في سابقة لم ولن تحدث ولو في أشد سيناريوهات الأفلام الهندية ميلودرامية!! لأن القضية ليست بيد الإدارة الأمريكية بل أنها قضية الشعب العراقي و التي عبر عنها الممثل الشرعي لإرادة العراقيين وهو (نعال أبو تحسين) !! الذي أنهى حقبة تاريخية مظلمة لن تعود مهما أشتد ليل العراق الحالك الحالي.. فلابد لليل من آخر.. ولا بد لشعاع شمس الحرية أن يغمر سواد العراق... و لابد للإرهاب و الغدر أن ينحسر ولا بد للطائفية المريضة أن تتوارى لتختبيء في جحور التاريخ و كهوفه المنسية.. أما قتلة البعث و مجرميه الذين يحاولون إعادة تسويق نموذجهم الفاشل القميء فليس لهم سوى الإحتماء بالجحور الإرهابية التي تحميهم في دمشق وغيرها من عواصم الجوار الذي نعرف و تعرفون، وصدام في النهاية كما كان في البداية مجرد دكتاتور مهزوم ضمن سلسلة طويلة من المجرمين الذين لفظتهم شعوبهم و أدخلهم التاريخ في مزبلته الواسعة، وأتذكر أنني بعد إعدام (الرفيق نيكولاي شاوسيسكو) فوق ثلوج بوخارست في ليلة عيد الميلاد عام 1989 كتبت مقالا بعنوان (اليوم شاوسيسكو... وغدا صدام)! كان إستشرافا مني لمصير الفاشية البعثية في العراق، فوقتها كان صدام قد خرج بسلام من حربه الإيرانية وكان لم يرتكب بعد جريمته التاريخية في (غزو الكويت)! وكانت المنطقة تحسب له حسابا ومع ذلك كان مصير الطغاة مرتسما على الدوام أمام عيون الأحرار... وبرغم زعيق البعث و (لطم) حواريه من أمثال عبد الباري عطوان و الرفاق في (قناة الجزيرة المناضلة) و المسعورين في (حماس) و المتخلفين من جماعة (الإخوان المسلمين) و المجرمين من العصابات الفلسطينية الإرهابية فإن مصير صدام و رفاقه من المجرمين و القتلة هو مصير محسوم تاريخيا وبشكل حاسم و نهائي لا جدل فيه، فالقاتل لابد أن يدفع ثمن جريمته مهما طال الزمن والدم يستسقي الدم، وضجة النفاق الإقليمية المثارة حول مصير الطاغية المهزوم ليست سوى فرقعة واهية سترتد على صدور مطلقيها من جوقة الفاشية والإرهاب... صدام أضحى من بضاعة الماضي الفاسدة وإسدال الستار عليه يعني مغادرة محطة تاريخ أسود عانى من آثامه العراق و العالم العربي... ليلطم دعاة الظلام و الغدر ماشاء لهم، فمصير الطغاة هو دائما نحو الجحيم بل في القعر الأسفل من النار.. أما عصابات البعث الديناصورية فستظل ملعونة ومعزولة كأية فايروسات ضارة، أما خطوطهم الحمراء فهي المهزلة الكبرى في تاريخ الغدر القومي.
dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف