كتَّاب إيلاف

هل تعرفون عم صالح؟!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعد زميلتنا في صفحة ايلاف الثقافية سلوى اللوباني استفتاء عن اهم الشخصيات العربية، الرجالية والنسائية، لهذا العام 2006. اي الشخصيات التي قامت بعمل يجعلها تصبح مميزة عن غيرها من رؤوساء او كتاب وكاتبات او رجال اعمال ومبدعين ومبدعات.. الخ.
فكرت ثم فكرت..
رحت وجئت..
ضربت ارباعا في اخماس..
قلبت الأمر في رأسي..
سألت عقلي..
راجعت ذاكرتي..
فوجدت ان الشخصية العربية المميزة لهذا العام هو عم صالح بواب العمارة التي تسكن فيها شقيقتي.
هو وحده اهم من كل الرؤوساء العرب، والكتاب العرب، ورجال الاعمال العرب.
لأننا اذا كنا نقصد بالتميز ان يعمل الانسان شيئا يتخطى ما هو مطلوب منه اصلا، فيكون بذلك متميزا، اما ان يقوم بعمل هو مطلوب منه بالطبيعة، فلا تميز في ذلك حتى لو ابدع فيما يعمل.
بمعنى آخر: لو قلنا ان الرئيس الفلاني او الحاكم العلاني يستحق ان يكون هو الشخصية المميزة لهذا العام باعتبار ما قدمه لشعبه من اعمال وتطور، فلست اراه حاكما مميزا لأن ذلك من طبيعة مهام اي حاكم خلقه الله.
حتى لو قال البعض ان حاكما كهذا يجب ان يكون مميزا، مقارنة بغيره من الحكام او الرؤساء اللذين لا يصنعون شيئا، فذلك ايضا لا يجعله في مصاف "المميزون" على اساس ان الآخرين "مقصرون"، فأن لا يكون مقصرا مثلهم لا يعني ان يكون مميزا.
وقس على ذلك رجال الاعمال، والفكر، والادب، والاطباء، والمكتشفون.. الخ الخ.
من اجل ذلك اجد عم صالح البواب افضل من كل هؤلاء.
عم صالح رجل يبلغ من العمر اكثر من 75 عاما (وفي رواية اخرى 78 عاما). وهو رغم ذلك ما يزال يعمل حارسا في عمارة كبيرة، وفي بعض الاحيان سائقا لمن غاب عنها سائقها من ساكنات العمارة، ويعتني بالحديقة العامة، ويبقى برفقة بعض اولاد العمارة عندما يغيب عنهم ذووهم لأمر ما.
عم صالح يعمل بنشاط في امور هي ليست من صلب عمله، بل يقوم بها عن طيبة خاطر ليس طمعا في المال، فهو لا يعيل احدا سوى نفسه، ولقيمات بسيطة تكفيه، بل انه يعمل حبا في العمل، وحبا في مساعدة الآخرين.
أزيد على ذلك واقول ان عم صالح اكثر كرما من معظم من رأيت من رجال الاعمال او الحكام او المسؤولين في حياتي. بل هو اكثر كرما منهم كلهم. ذلك انه يتبرع مطلع كل شهر بمائة ريال سعودي لجمعية البر والاحسان في الحي، وبمائة ريال اخرى لامرأة عجوز مريضة لا عائل لها تسكن في حي مجاور، ومائة ريال اخرى ينفقها على فقراء المسجد النبوي عندما يذهب للصلاة هناك كل يوم جمعة.
أي انه ينفق ثلاثمائة ريال كل شهر من اصل راتبه الذي لا يتجاوز ستمائة او سبعمائة ريال. بمعنى انه ينفق ما يعادل نصف ما يملك كل شهر على من يستحق. ولا اذكر ان رأيت أو سمعت ان رجل اعمال عربي أنفق اكثر من واحد في المائة مما يملك على عمل الخير. ولم ار حاكما عربيا واحدا يقوم بمهامه، بل واكثر من مهامه، بنفس الاخلاص الذي يبديه عم صالح.
الا يستحق برأيكم ان يكون هو الشخصية المميزة مقارنة بكل ما في عالمنا العربي من رؤساء على كثرتهم، وعلماء على قلتهم، وحكماء على ندرتهم، ورجال اعمال على بخلهم؟
nakshabandih@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف