سعاد أبو المعاطى سيدة القرية الأولى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سعيد أبو المعاطى المواطن الديموقراطى (11)
فجأة ماتت زوجة عمدة القرية وكانت لها جنازة مشهودة حضرها كل أهالى القرية والعديد من أهالى القرى المحيطة، وبدا التأثر جليا على وجه عمدة القرية أثناء تقبله للعزاء فى السرادق الكبير وتأثر الجميع لتأثره، أما خبثاء القرية فقد ذكروا فى مجالس "التحشيش" بعد إنتصاف الليل العديد من النكات عن العمدة، والتشنيعات ومن ضمنها:" أنه عندما مات كلب العمدة خرجت كل البلد فى الجنازة، ولكن عندما مات العمدة نفسه لم يخرج أحد فى جنازته"!!
وبعد مرور أربعين يوما على وفاة زوجة العمدة أقام العمدة سرادقا آخر فى ذكرى الأربعين، وذهب سعيد أبو المعاطى لتقديم واجب العزاء مرة أخرى، وأظهر العمدة حفاوة مبالغ فيها عند إستقباله لسعيد، وطلب منه أن يجلس بجواره، وإضطر سعيد أن يجلس حتى قرب نهاية العزاء وعندما هم بالخروج سلم على العمدة قائلا:
- البقية فى حياتك ياحضرة العمدة.
- حياتك الباقية ياسعيد، أنا عاوزك فى موضوع، إيه رأيك تقابلنى عند الجامع بعد صلاة المغرب يوم الجمعة الجاية.
- أنا تحت أمرك يا حضرة العمدة، خير.
- لأ... خير إن شاء الله... سلم لى على والدتك وإخواتك.
ولعب "الفار فى عب" سعيد، هل سيفتح موضوع "الخمستلاف جنيه" السلفة مرة أخرى أم أنه سمع بنشاطه الحزبى، والعمدة لم يكن له إهتمامات حزبية وقد تولى منصبه بالوراثة بعد وفاة أبيه العمدة السابق كما هو الحال فى العديد من القرى الصغيرة، وهو لا يتقاضى أى مرتب نظير خدمته كعمدة للبلد فهو مزارع ولأسرته العديد من الأفدنه يؤجربعضها لمزارعين قريتهم ولكن أغلبية أرضه يؤجرها لمزارعين من القرى المجاورة، وعرف عنه أنه يفضل تأجير الأرض لمزارعين القرى المجاورة حتى لا يضع نفسه فى مواجهه مع المزارعين الفقراء من أهل قريته وخاصة إذا إمتنعوا أو تلكأوا أو فشلوا فى دفع الإيجار، وكان العمدة بصفة عامة شخصية محترمة وحرص على أن يبقى هناك مسافة بينه وبين عامة الفلاحين فى القرية، ولكن أهالى القرية لم يسمعوا عنه إلا كل خير، وكان ما فعله مع سعيد وأمه هو خير شاهد، حينما أعطاهم سلفة الخمستلاف جنيه، وحينما رفض أن يأخذ "عوضا" عنها عندما فقدها سعيد، وخمن سعيد أن العمدة سوف يسأله عن نشاطه الحزبى فى رشيد.
...
وبعد صلاة المغرب يوم الجمعة إتجه سعيد إلى العمدة خارج المسجد، وإنتظر حتى إنتهى من تحية أهالى القرية والذين يكنون له الإحترام والخوف فى وقت واحد.
- حرما ياحضرة العمدة.
- جمعا ياسعيد.
- أنا تحت أمرك ياحضرة العمدة.
- ده عشمى برضه ياسعيد، تعالى بينا نتمشى شوية على الناحية التانية من الترعة بعيد عن الناس.
ولعب الفار فى عب سعيد أكثر، ومشى جانب العمدة فى صمت وشعر بأنظار أهل القرية تتجه إليهما، ثم عبرا الجسر الصغير إلى الناحية الشرقية من الترعة، وخرجا رسميا خارج زمام القرية، وبعد أن إبتعدا عن الأنظار بادره العمدة بالحوار:
- بص ياسيدى أنا حأدخل فى الموضوع على طول: أنا بعد المرحومة حسيت إن البيت فضى علىّ وخصوصا إن البنات والولاد إتجوزا وبقوا ملهيين بحياتهم، وأنا عاوز حد يملى علىّ البيت وإنت عارف البيت من غير ست ماهوش بيت، الستات همه إللى بيعملوا حس وقيمة للبيت.
(ولمجرد لمح البصر تذكر دولت، وتخيلها عندما تملأ عليه البيت وإبتسم داخل نفسه)
- والله ياعمدة أنت تستاهل كل خير والف واحدة فى البلد تتمنى تعيش معاك.
- ده كلام جميل، وأنا بقى ياسيدى طالب القرب منك بصفتك إنت دلوقت كبير عيلة أبو المعاطى.
- طالب القرب منى أنا؟ فى مين ياحاج؟ هو إحنا قد المقام ؟، تكونش طالب أمى، أمى مش ممكن تتجوز بعد أبويا الله يرحمه.
- إمك إيه ياسعيد الله يجازيك، إمك دى على عينا وراسنا كلنا، ست طيبة ومكافحة، وضرورى نسفرها الحجاز علشان ترجع لنا "الحاجة أم سعيد".
(القلق بدأ يزحف على سعيد وأخذ يشعر بخيوط العنكبوت تلتق حوله ب خمستلاف خيط، كل خيط ينطح خيط)
- إمال طالب مين ياحاج؟
- إختك سعاد ربنا يخليها لنا بنت عاقلة وهى صحيح إللى تقدر تملا علىّ حياتى مرة تانية.
- سعاد دى لسة صغيرة قوى ياحاج، وبعدين هى أسبوعين وتطلع نتيجة الثانوية العامة وتروح جامعة الإسكندرية، دى أمنية حياتى وإمنية حياتها إنها تروح جامعة الإسكندرية.
- جامعة إيه وبتاع إيه ياراجل، البنت من دول مالهاش إلا الجواز والبيت، كفاية قوى بقت تعرف تقرا وتكتب وتقرا الجورنال، ياسعيد ضرورى تحافظ على إخواتك البنات ده ربنا أمر بستر البنات.
(الشيطان بدأ يتحرك ويزحف لإغتصاب سعاد وقبل إرتكاب العديد من الجرائم نستخدم العديد من الأمثال الشعبية والآيات والأحاديث لتمرير جرائمنا ولكى نبلف البسطاء، ولكن سعيد كان متيقظا جدا، وقال لنفسه :"إذا كان فاكر حيشترى سعاد بالخمستلاف جنيه بتوعه وإنه يسفر إمى علشان تبقى "الحاجةأم سعيد"، ده بعينه"، وإذا كان سعيد قد عرف كيف يتعامل مع الحاج عفيفى فى الحزب ويضعه فى جيبه، فلا بد أن يجد طريقة للهروب من العمدة )
- والله ياحاج سعاد ما تغلاش عليك، لكنها بنت شاطرة قوى فى المدرسة والكل متنبأ لها بمستقبل كويس قوى، ويمكن تقدر تعمل إللى أخوها الكبير ما قدرش يعمله.
- إيه رأيك ياسيدى تدخل الجامعة إنتساب، من منازلهم يعنى، مش فيه حاجة إسمها إنتساب برضه؟
(الصياد لا يريد التخلى عن الفريسة، ولكن سعيد قرر أن يحميها ولو على جثته )
- أيوة طبعا فيه إنتساب.
- خلاص ياسيدى، يبقى إيه المشكلة ؟، دى سعاد دى نوارة البلد، وحتدخل عندى البيت وترجع النور له تانى.
- ياحاج دى سعاد صغيرة قوى.. دى لسة ما كملتش عشرين سنة.
- تكونش قصدك فرق السن يعنى، أنا عارف إن أصغر بناتى أكبر منها، وإن عندى سبع أحفاد، لكن كل ده مش مهم، ده أنا لسه شباب وفى عز صحتى، طيب ده أنا أقدر أغلب عشرة من الشباب إللى زيك، وبعدين أنا طالب الجواز على سنة الله ورسوله.
- ربنا يخليك بصحتك ياحاج، والله مش عارف أقول إيه.
- قول على بركة الله، ويلا بينا نقرأ الفاتحة (ومد يده للسلام على سعيد وإنهاء الصفقة، ولكن سعيد رفض السلام، وأمسك يده بكلتا يديي العمدة)
- ياحاج سلامك وفتحتك على عينى لكن الشرع برضه قال إننا ضرورى ناخد رأيها.
وبدأ العمدة يفقد صبره وغير لهجته:
- جرى إيه ياسى سعيد إحنا من إمتى بناخد رأى البنات، والله آخر زمن، وبعدين أمد لك إيدى وترفضها، ده رد الجميل برضه ياسعيد، الله يرحمه أبوك لو كان موجود ما كانش ممكن يرفض لى طلب زى ده
- ياحاج إنت بتطلب حاجة مش بإيدى أنا ما أقدرش أقرر مستقبل سعاد بدون أخد رأيها.
(وتراجع العمدة عن لهجته الحادة، وعاد "يجر" ناعم من جديد)
- طيب يا سيدى كله يهون علشان خاطر عيون العروسة، إمتى بقى تكلمها وترد علىّ.
- ارد عليك بعد أسبوعين.. ثلاثة.
- يانهارك أبيض أسبوعين.. ثلاثة ليه، يابنى خير البر عاجله.
(البربرضه يارجل ياضلالى، ولا خير الشر عاجله)
- خلينا بس ننتظر لغاية ماتطلع نتيجة الثانوية العامة، وبعد كده حأكلمها.
- حاضر ياسيدى أمرك، وقل لها إن لقبها الرسمى حيبقى "مراة حضرة العمدة: يعنى حتبقى "سيدة القرية الأولى".
(وإبتسم سعيد من غلبه، وقال لنفسه والله عال هو رئيس لجنة السياسات فى الحزب الحاكم وإخته سعاد حتبقى سيدة القرية الأولى!!)
ورجعا إلى القرية وخيم الصمت الكئيب كما زحف الليل بكآبته المعهودة فى القرية والأشباح بدأت تتحرك فى الظلام ولم يدر إن كانت أشباح آدمية أم أشباح عفاريت، ونظر إلى بعيد عند إلتقاء السماء السوداء المتلألأة بمصابيح خافتة بالحقول ، ورفع راسه إلى السماء وكاد أن يهتف :"فينك ياعم أبراهام لنكولن، لغاية إمتى حنفضل عبيد مش حرام نبيع سعاد الوردة المفتحة جارية بخمستلاف جنيه ومشوار للحجاز ".
وقطع العمدة أفكار سعيد وكأنه يقرأها .
- وخللى باللك ياسعيد.. سعاد دى تساوى تقلها دهب، مش عاوز أقولك مهرها حيكون إيه، ده حيكون مفاجأة كبيرة قوى، ومفاجأة ليه أنا أقولك من دلوقت، عارف العشر فدادين بتوعى إللى فى غرب البلد، دول ياسيدى حأكتب خمسة بإسم سعاد والخمسة التانيين بإسمك إنت.
- ياحاج إنت عارفنا إحنا ناس مش بتوع فلوس، عمرنا ماكان عندنا فلوس، ولا حيكون عندنا فلوس ولا أرض، إتولدنا فقرا وحنموت فقرا.
- ليه كده ياسعيد يابنى التشاؤم ده؟ إنتو ناس تستاهلوا كل خير.
- نستاهل كل خير صحيح، لكن عمرنا ما بنشوفه، ما بنشوفش غير الفقر والمرض والجهل، علشان كده أنا نفسى سعاد تدخل جامعة الإسكنرية وتتعلم كويس وتنفع نفسها بصحيح.
- إن شاء الله حتنفع نفسها وتنفعكوا بس إنت بس خليك واسطة خير.
- إللى يعمله ربنا كله كويس ياحاج.
وصافح العمدة سعيد بحرارة ولم يستطع سعيد أن ينافقه ويرد سلامه بنفس الحرارة.
ولم يرجع سعيد وقرر الإستمرار فى "التمشية" على الزراعية لكى يستجمع أفكاره، ولكى يرى مخرج لهذا المأزق الذى وضعه فيه العمدة : " الرجل الطيب قرر أن يشترى جارية، ومش أية جارية، أجمل بنات القرية، الله يخرب بيته، "يقع واقف"، والمزاد بدأ بخمستلاف جنيه ثم أضاف مشوار للحجاز للحاجة وبعدين فجأة قفز المزاد إلى عشرة فدادين مرة واحدة، فجأة سوف نصبح من ذوى الأملاك، بعد أن ظلت عائلة أبو المعاطى من المعدمين فى الخمسة آلاف سنة الأخيرة!! وود لو أنه يستطيع أن ينبش فى تاريخ عائلة أبو المعاطى هل كان هناك أحد فى جمال أخته سعاد، وهل ياترى قد تم بيعه وبكم ؟ أهو قدر للفتاة الجميلة الفقيرة أن يتم بيعها فى سوق النخاسة، أم هو حل ربانى لإعادة توزيع الثورة، وبعدين هل لا بد أن يكون مصير واحدة زى سناء إخته (لا مال ولا جمال ) أن يكون "الجهاد فى أفغانستان"، وبعدين العمدة رجل طيب صحيح لم تر القرية منه شيئا يغضب ربنا، وحتى طلبه للزواج من سعاد ربما لن يغضب أحد، ولكنه قطعا سوف يغضب سعاد، وأسوأ شئ فى الموضوع أن يقول "لأ" للعمدة، ولكن الأسوأ من الأسوأ أن يوافق على طلبه ليد سعاد، وماهى عواقب الرفض، هل سيطلب الخمستلاف جنيه (ع الجزمة القديمة) صحيح لا يدرى من أين سيقترضها ؟ الخيارات أمامه مريرة، ولكنه لن يقبل أن يكون عبدا للعمدة أو غير العمدة بعد اليوم، ولن يقبل أن تكون سعاد جارية لدى العمدة، وفكر هل يفاتح أمه أم سعاد، ونظر إلى السماء يشتكى إليها "يرضيك كده، يعنى خلقتنا علشان تفرض علينا العبودية، إحنا عبيد عندك إنت بس"!!، وفكر فى موقف العمدة، من حق الرجل أن يتزوج ومن حقه أن يتزوج من يشاء بشرط القبول، والعمدة لم يخجل أن يفكر فى الزواج بعد وفاة زوجته بأربعين يوما فقط، ومن يدرى ربما فكر فى الزواج قبل أن تموت، فقد كانت سنها يقارب سنه وأهلكتها الخلفة وتربية الأبناء، وماذا عن أولاده وكلهم قد تعلموا وتزوجوا ويعيشون بين الإسكندرية والقاهرة ورشيد وليبيا، وماذا عن العشر فدادين؟ لقد أصاب العمدة مس من الجنون لكى يدفع عشر فدادين فى سعاد (لقد كان العمدة محقا عندما قال أن سعاد تستاهل وزنها ذهب)، ولكن عشر فدادين حتة واحدة، عائلة أبو المعاطى ستصبح فجأة من أثرياء القرية، صحيح الجمال سلطان، ربنا يخليكى لشبابك يا سعاد.
وبينما هو مستغرق فى أفكاره المتضاربة، ظهر لديه حل عبقرى، وهو أن يسرب هذا الخبر لأبناء العمدة، ويدعهم يمنعوه من المضى فى مشروع الزواج، وتذكر الدكتور عبد الحميد أحد أنجال العمدة وهو يملك صيدلية فى رشيد وهو من سنه ويعرفه من أيام الدراسة الثانوية ولكن الأيام فرقتهم وخاصة بعد أن ذهب عبد الحميد إلى الإسكندرية لكلية الصيدلة، ولكن ماذا سوف يكون رد العمدة إذا واجهه أبناؤه بعد علمهم من سعيد وخاصة أنه إستأمن سعيد على الخبر أن يبقى سرا بينهما لحين سؤال العروسة (هه.. العروسة.. عروسة فى عينه).
وأخير قرر أن يتجاهل الموضوع لحين صدور نتيجة الثانوية العامة.
...
إستدعاه الحاج عفيفى فى مقر الحزب وبدا بشوشا أكثر من العادة:
- عندى ليك خبر هايل.
- خير ياحاج عفيفى.
- أنا حطيت إسمك الشهر إللى فات فى قرعة شقق الشباب، ولجل حظك فيه شقة جات من نصيبك.
- شقق شباب إيه ياحاج؟
- الشقق إللى الحكومة بتبنيها وتملكها للشباب.
- أنا حيلتى حاجة ياحاج علشان أشترى شقة.
- ياعبيط إنت بتدفع مقدم بسيط قوى وبعد كده بتدفع الباقى بالتقسيط المريح على 30 سنة
- أنا ما عنديش مقدم ولا مؤخر.
- ولا يهمك ياسى سعيد ممكن تاخد سلفة من الحزب .
(ياريت يكلمه كمان على خمستلاف جنيه سلفة بالمرة علشان يردهم للعمدة)
- وإيش معنى أنا ياحاج بالذات إللى حطيت إسمى فى كشف قرعة الشقق ؟
- ياسلام... إحنا عندنا كام سعيد، ده كفاية مجهودك فى الحزب وبالذات فى موضوع الهتافات وتحضير لافتات الترحيب إللى حنقابل بيها الريس، وبعدين إنت رئيس لجنة السياسات، وضروى تنقل وتيجى تعيش معانا هنا فى رشيد بدل بهدلتك فى المواصلات من بلدكم لرشيد ومن رشيد للبلد.
- أعيش إزاى فى رشيد وأسيب بلدنا.
- يعنى إنتو ليكوا فيها إيه ياخويا؟ لا عزب و لا أطيان.
(هاهو العنكبوت الآخر يبدأ فى نسج خيوطه ولا يدرى ماذا وراءه ومتى يبدأ فى إلتهام الذبابةالتى وقعت فى شباكه).
- طيب خلينى آخد رأى أم سعيد فى الموضوع وارد عليك بكرة .
وخرج سعيد مهموما وهو يفكر هل حقا بدأ فى الصعود إلى الهاوية، أم أنه يفعل ما يفعله كل الناس، وإلى متى يظل عبدا لكل شئ ولكل رغبة ولكل شخص، متى ينطلق ويطير مثلما كان يطير وهو بصحبة دولت، لم يبال بسعاد ولا العمدة ولا الحاج عفيفى ولا الحزب ولا حتى الشرب ولا الأكل، وكأنه وصل إلى مرحلة "النيرفانا" فى الديانة الهندية والتى قرأ عنها عند قراءته فى المقارنة بين الأديان، لماذا لا نكون فى "نيرفانا" دائمة نحب ونرقص ونغنى ونتحرر حتى من الجاذبية الأرضية.
.. وعاد إلى قريته بعد أن نام معظم أهلها، ولكنه رغم الهدوء الشامل، سمع صوت فتاة من بعيد (يبدو أنها على عتبة سن المراهقة) تغنى بصوت جميل:
"ع الزراعية.. يارب أقابل حبيبى
ع الزراعية.. ويكون ده بختى ونصيبى"