كتَّاب إيلاف

الصّبة المندائيون: برحي العراق العذب...

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دعوهم يحيون على الأرض!

الى الصديق الدكتور فاضل السعدوني في عشقنا الدائب
لمحمداويات الفنان الصابئي المبدع رياض احمد ـ رحمه الله ـ

مدخل
كنت قد وعدت صديقي الاستاذ عربي الخميسي ان اكتب في هذا " الموضوع " المهم من حياة مجتمعنا العراقي الذي يعاني كّله اليوم من ابشع هجمة تاريخية لم تمر عليه عبر تاريخ طويل وستكون لها نتائجها المدمّرة الكاسحة على حياة المنطقة كلها.. واصدرت قبل يومين هيئة الدفاع عن الاخوة الصبّة المندائيين العراقيين بيانها التي ناشدت فيه العالم الهجمة الشرسة التي يتعّرض لها المندائيون وشارحة اساليب الظلم والقسوة عليهم في ظل اوضاع سياسية واجتماعية مهترئة.. تفعل العصابات والميليشيات والجماعات الارهابية القاتلة افعالها النكراء وسط احتلال اجنبي وتعتيم اعلامي وجهل سياسي وغياب سلطوي واداري..
اصوات لا حصر لها تناهت الى سمعي تناشدني قول كلمة حق بحق جماعة عراقية عريقة من اهل العراق يمّثلها الصّبة ( = اللفظ العراقي للصابئة المندائيين ) القدماء وهم آخر طيف يتبّقى حتى يومنا هذا من اطياف الغنوصية عبر التاريخ.. هذه " الجماعة " السكانية الجميلة المسالمة النظيفة التي تجذرت في ارض العراق منذ الاف السنين وحافظت على عاداتها الاجتماعية وتقاليدها الثقافية وطقوسها الدينية.. تعاني اليوم من بشاعات قاتلة لا حدود لها ظلما وعدوانا اسوة ببقية الجماعات والاقليات الدينية العراقية كالمسيحيين السريان والكلدان والآثوريين ناهيكم عن اليزيديين وغيرهم من الذين يعانون جنبا الى جنب بقية ابناء المجتمع العراقي من هجمة كاسحة ضارية لا تعرف ابعادها، ولا تحدد مصادرها ولا تتوّضح مخاطرها..

اولا: المندائيون القدماء.. برحي العراق العذب
لقد كان العقلاء قد نبهّوا الى أخذ العناية والحذر من أي عدوان على هذه الاطياف الاجتماعية التي تعد من اقدم سكان ليس العراق والمنطقة لوحدهما حسب، بل من قدماء سكان العالم أجمع.. وهي التي تحمل مواريث تاريخ عريق وخصوصا في العراق الحضاري الذي سكنوا فيه منذ القدم وتحملوا كل التحديات والالام والمعاناة فيه.. بل واندمجوا مع كل السكان وعايشوا كل الاطياف في المجتمع وشاركوا في صناعة المزايا والقيم والخصال العراقية.. ان مجرد بقاؤهم على ارض العراق هذه الاحقاب الطوال من السنين من دون انقراض يجعلنا نفكّر مليّا في كيفية تأقلمهم مع كل مرحلة تاريخية ومجابهتهم لتحدياتها واستجابتهم لمخاطرها.. واعتقد ان اصالتهم ولحمتهم مع المجتمع هي التي حمتهم، اذ ان تعايشهم معه هو الذي جعلهم يقابلون التحديات السياسية ويواجهون الاضداد التاريخية المريرة التي صادفتهم..
ان هذا الطيف الصابئي المندائي يتمتع بخصال فريدة وقد حافظ عليها كجزء من ميراث عراقي يمتاز بجمالياته وابداعاته.. اناس لا تعرف ابدا غير العمل المنتج.. ربما لا تعرف الزرع والرعي ولا التعامل مع الارض ومشاكل الري الصعبة، فتركتها لمن له القدرة في السيطرة عليها، ولكنها كانت عونا له في تهيئة مستلزماته الاساسية وأدواته الضرورية اليومية.. ان الصبّة من الحرفيين المهرة والصناع الاذكياء.. انهم اصحاب نظام اجتماعي وفكري وثقافي غاية في الدقة والحذاقة.. انهم من عشاق الماء والتطّهر به دوما في كل وقت.. اذ لا تمر ساعات من دون التطهّر به خلاصا من ملوثات الحياة واوصابها.. انهم يتمتعون بعلاقات مسالمة ونظيفة مع الاخرين.. انهم يتبادلون المحبة ويتوقدون بالعاطفة ويتحلّون بالمودة.. انهم لا يعرفون الكراهية والضغائن ولا يملأون انفسهم بالاحقاد.. انهم لا يمارسون الاذيّة بحق أي انسان او حيوان او نبات.. انهم لا يقتربوا من المشكلات العامة ولا الخاصة.. انهم عشاق حقيقيون للعراق.. ويكفي انهم طوال الاحقاب التاريخية يعملون بصمت ويأكلون مما ينتجون ويعيشون مما يصنعون او يصوغون وينتجون وقد خدموا الاخرين بعفة ومهارة وذكاء.. وعاشوا بعزة وكرامة نفس واباء سواء في مواطنهم وقصباتهم المحلية ام بعد هجرتهم الى المدن الكبيرة مثل بغداد والبصرة .. انهم كما يصفهم ابناء العراق الاخرين ببرحي العراق ورطبه.. ونحن نعرف كم هي عذوبة هذه الفاكهة العراقية السومرية القديمة والتي تنضج حلاوتها على مهل شديد.

ثانيا: الصبة المندائيون: كيف ندرك الرؤية الكاشفة؟
1/ المندائيون: بين الانغلاق على الذات والانفتاح على الحياة
لعّل من اهم ما يمكنني تسجيله هنا وانا استخلص بعض ما توغلت به من تحليلات في الكتاب الموّسع الذي اقوم بتأليفه اليوم عن " بنية المجتمع العراقي " ، ذلك ان المندائيين الصبّة النجباء في الجنوب لهم مفارقة غاية في الندرة كما هو حال اليزيديين الاعزاء في الشمال.. انهم برغم انغلاقهم على ثقافتهم الخاصة وطقوسهم الدينية وزيجاتهم الداخلية، فلقد اندمجوا مع الاخرين من العراقيين وانفتحوا على حياتهم وثقافتهم.. في اسمائهم في ادبهم وشعرهم في فولكلورياتهم واغانيهم.. في اكلهم وشربهم في اعيادهم ومناسباتهم.. في ازيائهم والبستهم.. بل ولقد اخذ الاخرون منهم بعض صفاتهم واخلاقياتهم.. ان الاذكياء والمبدعين منهم قد سجلوا بفخر واعتزازا بكل ما قدموه وانتجوه زادا ثريا للعراق والعراقيين، فلا يمكن لكائن من كان ان يلغي هذا الطيف الجميل من حياة العراق والعراقيين.. ولا يمكن البتة ان نسكت على أي اضطهاد يتعّرض له الصبّة المندائيون او غيرهم من الاطياف العراقية الجميلة، او ما تتعرض لهم معابدهم او كهنتهم او ابناءهم او بناتهم تحت أي شعار او واجهة او نص او فتوى..

2/ الدور التاريخي للخصب المندائي بين الحضارة والفناء
من جانب آخر، لا يمكن ابدا نسيان دور الصبّة المندائيين في تطوير حياة ما بين النهرين من الناحيتين الروحية الغنوصية او الفكرية الحضارية وخصوصا ابان العصور العباسية الثلاثة من خلال بروز شخصيات تاريخية وادبية من بينهم ساهمت بقسط مؤثر في الحضارة العربية الاسلامية، وكان من ابرز عمالقتهم ابراهيم بن اسحق بن هلال الصابي الذي اشتهر بأدبه ومساجلاته وحذاقة كتاباته.. ولكن هذا لا ينفي ان المندائيين عانوا اسوة ببقية العراقيين من موجات العنف والغزوات التي اجتاحت العراق في عصور متباعدة او متقاربة.. ولقد انكمش دورهم في بعض العهود نتيجة انغلاقهم في بيئتهم خشية من التبعثر والفناء، فاذا كانوا قد نجحوا في الحفاظ على انفسهم عبر التاريخ الطويل وتعايشوا مع كل العراقيين، فمن المعيب جدا ان نأتي ونحن في القرن الواحد والعشرين لنسكت على عملية ابادتهم وافنائهم وبعثرة وجودهم في العراق؟؟ ومن انعدام الضمير ان يسكت المرء على اي اضطهاد يتعّرض له العراقيون تحت اي واجهة او لافتة او دعوى مهما كان مصدرها.

3/ التحدي والاستجابة
يحدّثنا الاستاذ عزيز سباهي في كتابه عن الصابئة المندائيين، انهم كانوا يتعرضّون للاضطهاد المحلي من اجل ترك معتقدهم وما لاقوه من اضطهادات على الارض التي يحيون عليها او المدن التي نزحوا اليها، كما وتعرضوا للاوبئة والفيضانات ومحن الطبيعة.. ثم تعرّضوا لمحاولات التبشير من قبل البعثات الاوربية وتعرضوا لحملات على اعتناق الاسلام والمسيحية وتناقص عددهم كثيرا من 3400 عائلة كما تخبرنا خارطة تيفنو في العام 1664 الى 560 عائلة في العام 1854 كما اشار بيترمان، او قرابة 4 الاف نسمة بتعداد سيوفي الذي زار مناطقهم في العام 1875، ولكن عادت لتضاعف من سكانها اثر تحّسن ظروفها المادية والاجتماعية في النصف الاول من القرن العشرين. ولقد برز منهم في القرن العشرين العديد من ارفع المثقفين والشعراء والاكاديميين والفنانين الذين اسهموا في بناء النهضة العراقية المعاصرة.. والكل يعرف اسماءهم ومدى عشقهم للعراق وقوة ابائهم وعزة انفسهم.

4/ المعادلة القيمية لا العددية
ومن الجدير بالذكر لكل الناس ان هذه الطائفة المندائية برغم قلة عددها وبعد مواطنها عن المدن الكبيرة، نجحت بامتياز في ان تفرض حيويتها ونشاطها في المجتمع العراقي ابان القرن العشرين نتيجة استجابتها للتحديات وبراعة ابنائها وبناتها ومهارة رجالها ونسائها وبروز عدد من المبدعين العراقيين المندائيين ـ كما ذكرنا ـ. وعليه، فثمة معادلة لابد ان يدركها كل ابناء العراق ان مبدعا بارعا عراقيا واحدا مهما كان دينه او عرقه او طائفته او ملتّه ومذهبة.. وما يقدّمه للمجتمع يساوي في قيمته اضعاف مضاعفة للالاف المؤلفة من الخاملين والكسالى والمعتوهين والدجالين والتافهين والمنافقين والموتورين والمستهلكين الذين لا يعرفون الا الاكل والنوم والثرثرة وكراهية العالم واذية الاخرين..

5/ الوعي بالعراق والعراقيين
ان اهم ما يحتاجه اغلب العراقيين وكل من يحيطهم في وجودهم الجغرافي المكاني والتاريخي الزماني هو الوعي بالعراق والوعي بالعراقيين لكي ندرك تماما قيمة الذات وقيمة الاخرين.. ان العراق بكل مصنفاته وتنوعاته لا يمكنه ان يعيش ابدا ضمن اي هوية غير هويته ولا بأي ثقافة غير ثقافته، ولقد قلت في اكثر من مناسبة ان المجتمع العراقي بحاجة الى المزيد من الدراسات العلمية والكشوفات المعرفية ، وبحاجة الى اناس يدركون قيمة عناصره واطيافه ومكوناته ليصبحوا مستعدين للاجابة الدقيقة عن اسئلة يفرضها الزمن والمصير.. وينبغي ان يدرك الجميع ان الالوان الثقافية العراقية هي المعّبرة عن كل منتجات المجتمع وتواصل الاجيال، ومدى قدرة كل جيل على الاحتفاظ بموروثاته وطقوسه وعاداته وتقاليده..

ثالثا: نداءات صارخة من يستجب لها؟؟
ان الاوضاع المأساوية التي يعيشها العراق اليوم جعلت الصبة المندائيين يعيشون قلقا وخوفا عارما اسوة بكل الاقليات الاجتماعية العراقية والتي كانت على الدوام من الذين دعموا الوحدة الوطنية والتعايش والحفاظ على مصالح الاقليات داخل النسيج الاجتماعي العراقي الموّحد والمتنوع في آن واحد خصوصا وان كل ابناء العراق في المجموع العام قد ناضلوا وكافحوا وحاربوا في جبهة واحدة وامتزجت دماءهم على تراب واحد.. فانهم يطالبون بالحفاظ على حياتهم وطقوسهم ودينهم وان يسود التسامح والاخلاقيات العالية والتعايش الخلاّق بعيدا عن السلوكيات الهمجية وعن التعّصب الاعمى وعن اقصاء الاخرين.. بعيدا عن أي ممارسات دينية بالضد من الصبّة المندائيين او ارهابهم او تجاهل صيحاتهم ونداءاتهم.. ان العراقيين مدعوون حكومة ومجتمعا ان يحموا هذه الطائفة الجميلة من أي ارهاب فكري او أي اضطهاد ديني وردع كل من تسّول نفسه بايذاء من يختلف عنه في الدين او الطائفة او الملة.. وكم كانت ولم تزل مطالبنا بأن نبعد الدين بكل ثقله وتجلياته عن السياسة واوضارها.. ان المجتمع العراقي بكل خصوصياته وتنوع نسيجه وتعدد اشكاله لا يمكن ان يكون عرضة للمزايدات الدينية او الطائفية وان لا يتعّرض ابناء الملل والاديان الاخرى الى الابتزاز الديني والتعّصب الطائفي.. ان العراق لا يمكن ان يعيش ابدا باساليب التشدد والتطرف والتكفير والتحريض الديني.. انه بحاجة الى الانفتاح والتسامح وترسيخ مفاهيم العدل والاحسان والمساواة.. وان تتقدّم المواطنة العراقية على أي هوية كانت. وان يغدو التعاقد الاجتماعي مبدأ حقيقيا في احترام الاديان الاخرى والانسجام والمحبة بديلا عن التوحش والتطرف والكراهية والاحقاد..

رابعا: المخاطر المافيوزية للمجتمع العراقي
جاء في واحد من البيانات التي تناشد العراقيين وضمائرهم النداء التالي: " ان الصابئة المندائيين وهم القدماء في المكان .. كونهم السكان الأصليين، يتعرض العديد من أبنائهم في مدن الجنوب والوسط للقتل، وتختطف بناتهم اللواتي يتعرضن للاغتصاب، وتتعرض محلاتهم للسرقة والابتزاز المافيوزي، ويطلق عليهم تسمية أهل الذمة، وكأنهم يعيشون في عزلة كوكبية او قارية بعيدا عن وطنهم الذين سكنوه منذ آلاف السنين ". وجاء في البيان الصادر عن هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق الصادر في 15 نوفمبر 2006 حول تنشيط العمل من أجل إنقاذ رقاب الصابئة المندائيين من حبال مؤامرة تصفية وجودهم في العراق وإيران! ويتابع البيان: " إن ما يتعرض له المواطنون والمواطنات من أتباع الدين الصابئي المندائي يفوق التصور ويقع في باب مناهضة الجنس البشري ومعاداة الإنسانية [إذ تُعدّ على وفق القوانين والاتفاقات الدولية، جرائم ضد الإنسانية]. وهي جرائم منظمة مقصودة تمارسها جماعات مسلحة من أصحاب النفوس المريضة المنتشرة حالياً في العراق ".

خامسا: اين الضمير العالمي والاسلامي والعربي؟
ان مناشدة الضمير العالمي كله وضمير كل من العالمين العربي والاسلامي واجبة وضرورية، وخصوصا حول ما ورد في البيان اعلاه.. ويمكننا ان نجمل اساليب الخطة الخطيرة التي تستهدف الصبة المندائيين في العراق وايران وما يتعّرض له هؤلاء البشر من جرائم وحشية في جنوب العراق ووسطه، ومنها: فرض الدخول في الدين الإسلامي على أتباع هذه الديانة القديمة من أصحاب الكتاب بالإكراه والتهديد والقوة الغاشمة، واستخدام الأساليب والوسائل المقيتة، علماً بأن عدد العوائل التي أجبرت على ممارسة تغيير دينها بلغ حتى الآن 300 عائلة عراقية من الصابئة المندائيين في الجنوب والوسط. ويتّم اغتصاب النساء (إذ عندما تغتصب المرأة المندائية, لا يحق لها العودة إلى دينها المندائي). و ختان أعضاء الذكور بشكل قسري للأطفال والبالغين، ويتم الزواج القسري بالمندائيات بعد عمليات الخطف المستمرة، واتباع أساليب القمع والتخويف والتهديد بالاستيلاء على الأملاك المنقولة وغير المنقولة لحمل أرباب العوائل على تغيير عقيدتهم الدينية. وممارسة الخطف لأحد أفراد الأسرة لإجبار العائلات على دفع الفدية متمثلا بتغيير ديانتها إلى الدين الإسلامي. وتهجير المندائيين عن ارضهم واملاكهم بممارسة ابتزاز الأموال المنقولة وغير المنقولة والسيطرة عليها وتغيير ملكيتها عبر الرشوة المالية لأجهزة الدولة المعنية من قبل عصابات وميليشيات. وهناك التهجير القسري لمزيد من عوائل الصابئة المندائية من مناطق سكناها، ومن ثم من العراق بكل السبل المتوافرة. ووفقا للمعلومات المتوافرة فقد تم تهجير أو هروب 2300 عائلة مندائية حتى الآن من العراق, ولم يبق منهم سوى 1000 عائلة مندائية. وهي جريمة بشعة بحق هذه المجموعة الدينية المسالمة.

وأخيرا: من يوقف جحيم العراق؟
وهنا لابد من مناشدة كل العالم لوقف هذا الجحيم الذي يعّم العراق، مع مؤازرتنا لبيان الهيئة في الدفاع عن الصبة المندائيين.. والحفاظ عليهم وارجاع حقوقهم والاقتصاص من كل المعتدين والآثمين.. انني اناشد كل العراقيين الشرفاء ان يحموا كل اقليات النجباء، ولا يعتبروهم الا مثلهم من المواطنين لهم ما لهم من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات.. ان الصبّة المندائيين لابد ان يتمتعوا بكل حرياتهم الدينية والاجتماعية والثقافية اسوة بكل الاعراف العراقية التي ابقتهم منذ الاف السنين في ارضهم ومياههم.. وعملا بكل شرائع السماء والارض. ان الضرورة تقتضي ان يقف كل العراقيين سدّا منيعا امام هذا الجحيم الذي يعيشه العراق وان ينتصروا لارادتهم في الحرية والانعتاق بتأسيس تاريخ مدني حضاري نظيف تحدد فيه العلاقة الجدلية بين كل التناقضات التي تأكل العراقيين اليوم اكلا.. وهذا لا يأتي الا من خلال الوعي الجمعي وخلاصا من الجهلاء والمتوحشين والقتلة والمارقين والغوغائيين الذين لا يفقهون معنى الحياة ولا يدركون قيمة الفكر ولا يحترمون الناس ولا يقدرون الاخرين حق قدرهم.. اننا اذ نقف اليوم مع الصّبة المندائيين، فاننا نقف مع كل اطياف العراق، وان كتبت سابقا عن الاقليات الدينية العراقية وعن المسيحيين، فانني اعد القراء الكرام بدراسة عن كل العراقيين الاخرين.. من اجل مستقبل قادم وتاريخ جديد للعراق سيبدأ عاجلا ام آجلا على ايدي العراقيين المتمدنين الاحرار.

www.sayyaraljamil.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف