كتَّاب إيلاف

أبو المعاطى والتغيير من الداخل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سعيد أبو المعاطى المواطن الديموقراطى (14)

لم تصدق سعاد ما سمعته من هذا الشخص المجهول الذى عرض عليها فرصة العمر والتى جاءتها بأسرع مما كانت تتخيل، وأخذت تتسائل هل إبتسمت الحياة فجأة لإسرة أبو المعاطى، وأعطاها هذا الشخص المجهول (كارت) يحمل إسمه وإسم شركته وعرفت من الإسم أنها أحدى شركات العطور ومستحضرات التجميل الفرنسية المشهورة، وطلب منها أن تحضر لمقابلته فى مكتبه بالإسكنرية بعد يومين، وعرفت أن إسمه عادل كمال، ونظرا لإنعدام خبرتها، ولكثرة الذئاب من حولها لم تصدق كل ما قاله الإستاذ عادل حتى بعد أن أعطاها الكارت الخاص به وبشركته وعليه العلامة التجارية المشهورة لتلك الشركة، لذلك ذهبت لتوها بعد إنتهاء عملها إلى أقرب تليفون وإتصلت بسعيد فى عمله وزفت إليه الأخبار وسألته رأيه، وفوجئت بسعيد يتحمس لإشتراكها فى مسابقة ملكة جمال مصر، وقالت له :
- أنا خايفة الإستاذ عادل كمال ده يطلع راجل نصاب، بالرغم من إن شكله رجل محترم قوى.
وذكرت له إسم الشركة، وطلبت منه أن يتصل بتليفون الشركة لكى يتعرف على الإستاذ عادل، وفعلا إتصل به وعرض عليه الإستاذ عادل أن يحضر مع سعاد إن كان هذا يطمئنه وإعتذر سعيد لمشغوليته، وخاصة بعد أن إطمئن إليه، وأخبره الإستاذ عادل أنه لا بد أن يحضر فيما بعد لكى يوقع بعض الأوراق القانونية بالنيابة عن سعاد لأنها لم تبلغ بعد السن القانونى (21 سنة).
...
ذهبت سعاد حسب الموعد، وإرتدت أحلى ما عندها من ملابس، ملابس تظهر جمالها وأنوثتها بدون تبرج، وبهرت من فخامة مكتب الشركة والذى بدا أفخم وأكثر رونقا من بهو فندق الشيراتون نفسه وأخذت تنظر بإنبهارإلى الأرضيات الرخامية والسجاجيد العجمية واللوحات المعلقة على الحوائط والتى تعلن عن منتجات التجميل التى تنتجها الشركة، ووجدت موظفة إستقبال أنيقة تليق بشركة مستحضرات تجميل، وبدت وكأنها فى عالم من الأحلام وكأنها فى بلد آخر، وأحست أنها على وشك الولوج إلى هذا العالم المسحور والتى كانت تراه فقط فى التليفزيون وأخذت تقول لنفسها أنها سوف تجعل من تلك الأحلام حقيقة، وعرفت أن جمالها هوالذى قال لكل تلك الأبواب "إفتح ياسمسم" فإنفتحت تلك الأبواب المسحورة على مصراعيها، وأن جمالها هو الذى ضمن لها وظيفة الشيراتون، وأن جمالها هو الذى جعل رجل مثل حضرة العمدة يفقد وقاره ويطلب يدها فى ليلة أربعين وفاة زوجته، وفجأة وتذكرت أمها وتساءلت هل ياترى ستوافق أمها على ما تفعل؟، وقطعت صوت فتاة الإستقبال تأملات سعاد وسمعتها تقول:
- إتفضلى ياآنسة سعاد علشان تقابلى مستر عادل كمال.
(وتعجبت لماذا يطلقون عليه لقب مستر، ولكنها لم تأبه)
ودخلت إلى مكتب فخم، وقام الإستاذ عادل كمال من مقعده الوثير الجلد وطلب منها الجلوس معه فى إنتريه للضيوف الملحق بالمكتب.
- أهلا ياآنسة سعاد، المكتب نور.
- منور بوجودك ياإستاذ عادل
- إنتى عارفة أنا كنت بأراقبك من فترة طويلة، حتى أنى أخذت لك صور بالكاميرا الصغيرة إللى معايا، ولما المسئولين فى الشركة شافوا الصور، طلبوا منى إنى أجيبك الشركة فورا.
(وأخرج مظروف كبير من ملف أنيق، وأعطاها المظروف، وفوجئت أن بداخله صور خاصة بها مأخوذة كلها داخل فندق الشيراتون، ولأول مرة ترى نفسها فى صور ملونة كبيرة )
- تعرف والله ياإستاذ عادل أنا كنت فاكراك واحد من الناس إللى بيحبوا يعاكسوا.
- لأ من الناحية دى، ما تقلقيش أنا ما ليش فى الأمور دى.
- قصدك إيه ؟
- لأ... ما تاخديش فى بالك، خلينا فى الشغل دلوقت، عاوز أقولك إنتى مش الوحيدة إللى وقع عليك الإختيار، لكن فيه بنتين تانيين من القاهرة، وحنختار واحدة بينكم إنتو الثلاثة، لتمثيل الشركة، لكن أنا واثق إنك حتكسبى البنتين بتوع القاهرة.
- البركة فيك ياإستاذ عادل.
- نبدأ بأول حاجة ياستى، أنتى إسمك إيه بالكامل
- سعاد أبو المعاطى
- أبو المعاطى دى.. إسمحيلى إسم غير فنى خالص، فإحنا عاوزين نعطيكى إسم فنى.
- مش ممكن أغير إسمى.
- ياستى إصبرى علىّ بس، معظم الفنانات والنجوم إللى بتسمعى عنهم دول أسماؤهم مستعارة، عمر الشريف، عبد الحليم حافظ، نجاة الصغيرة، طيب أسمك إيه الثلاثى، يمكن نعرف نتصرف.
- سعاد بسطويسى أبو المعاطى
- بسطويسى دى أصعب من أبو المعاطى، إيه رأيك أنا حأقولك ثلاث أسماء وإنتى تختارى أكثر إسم يعجبك.
(وفكرت سعاد بسرعة، وإقتنعت أنه ربما من الأفضل لها أن تختار إسما مستعارا تدخل به إلى هذا العالم المجهول، لأنه هذا الأسم ربما يحميها ويحمى أسرتها من مضايقات هم فى غنى عنها، وخاصة فى عالم ما زال لايكن للمرأة نفس الإحترام الذى يعطيه للرجل)
- إيه الأسماء الثلاثة دى.
- بصى ياستى:" نور العيون"، أو "سعاد الرشيدى" علشان إنتى من رشيد، أو "سعاد الصغيرة"، تيمنا بسعاد حسنى.
وردت سعاد بدون تردد :
- أنا حبيت أسم "نورالعيون".
- خلاص ياستى "نور" ألف مبروك، وإن شاء الله، الإسم ده يكون فاتحة خير عليكى.
...
وأمضى معها عادل كمال بعض الوقت لشرح لها عملية الإختبار الفنى، وأنه عندإختيارها لتمثيل الشركة فى مسابقة جمال مصر وفى حالة فوزها فسوف تتعاقد معها الشركة بعقد إحتكار للظهور فى الإعلانات التجارية فى مصر والعالم العربى. وأنه سوف يحتاج سعيد بصفته ولى أمرها لكى يوقع على تلك العقود. ثم شرح لها خطوات إختبار الكاميرا والتى سوف تجرى لها، وعرفها على موظفة العلاقات العامة فى الشركة والتى سوف تشترى لها ملابسها وتقوم بتدريبها على إستخدام مستحضرات التجميل، وأحست سعاد بإطمئنان وثقة فى إخلاص الإستاذ عادل كمال وشعرت بأنها أمام إستاذ حقيقى سوف يعلمها الكثير....
....
أحدث غياب سعاد من منزلها بالقرية ضجة كبرى، وأثار غيابها التكهنات والشائعات، وقالت أمها للرد على الشائعات أنها سافرت لكى تعيش فى طنطا لدى بعض الأقارب ولدخول جامعة طنطا، ولكن كان قلب أم سعاد يتمزق، ولم يهدأ بالها حتى صارحها سعيد بحقيقة ما حدث وبتمثيلية هروبها، ورغم أنها عنفته بشدة على هذا التصرف إلا أنها تنفست الصعداء عندما عرفت أن سعاد بخير وأنها تعيش فى المدينة الجامعية بالإسكندرية، وأخذ سعيد أمه فى أول يوم جمعة إلى الإسكنرية للقاء سعاد وكان لقاء عاطفيا، ولكن أم سعيد باركت سفر سعاد للإسكنرية وفى عملها بالشيراتون وتمنت لها النجاح وهناء البال، وقالت لها:
- هدوء البال يابنتى أهم حاجة فى الدنيا.
(ولكن سعاد لن يهدأ لها بال لأنها دائما تنظرإلى "العلالى")
....
إستدعى الحاج عفيفى.. سعيد إلى مقر الحزب فى رشيد وذهب إلى مكتبه، ووجد عنده ضيف تبدو على ملامحه الأهميه، وبادر الحاج عفيفى تعرفة الضيف بسعيد:
- أعرفك ياسعيد بالدكتور نبيل نصيف، إستاذ فى جامعة الإسكندرية، وعضو الأمانة العامة للحزب فى الإسكندرية، الإستاذ سعيد أبو المعاطى إللى كلمتك عنه يادكتور رئيس لجنة السياسات عندنا هنا فى رشيد ومن الشباب إللى بنعتز بيهم جدا، وإسم شهرته عندنا أبو المعاطى الديموقراطى!!
- إهلا ياإستاذ سعيد، أنا سمعت عنك كثير من الحاج عفيفى.
- أهلا يادكتور، وسيادتك بتدرس إيه فى الجامعة؟
- أنا إستاذ العلوم السياسية.
- أيوة ياعم سعيد الدكتور نبيل معاك أهو، تتكلم معاه فى السياسة زى ما إنت عاوز، وتقوله الكلام الكبير إللى دائما بتقوله لىّ، وأنا ما باأقدرش لا أصد و لا أرد معاك.
- الحقيقة ياإستاذ سعيد أنا جاى من الإسكنرية علشان ندرس ترتيبات مؤتمر الحزب القادم فى الإسكنرية وخاصة إن فيه إحتمال كبير إن الريس يشرفنا.
- أهو سعيد بقى يادكتور هو إللى عمل لنا شوية هتافات ما تخرش المية!
- هتافات إيه بس ياحاج عفيفى إحنا عاوزين نتكلم مع الدكتور عن ضرورة الكلام عن التغيير مع الريس فى مؤتمر الحزب.
- تغيير إيه ياسعيد ياإبنى ما إحنا كويسين أهو بالصلاة ع النبى، وبعدين الريس جاى إسكندرية إسبوعين يتهوى شوية من حر القاهرة، حنقعد نقلب دماغه بالتغيير ومش التغيير، مش عارف إيه موضة التغيير والإصلاح إللى طالعين لنا فيها الأيام دى.
- إستنى بس ياحاج عفيفى، إيه التغيير إللى نفسك تتكلم عنه ياإستاذ سعيد؟
- تغيير كل حاجة ونبدأ بتغيير التعليم، لأن بدون تغيير البنى آدميين يبقى ما فيش أى فايدة فى الكلام عن الإصلاح والدساتير والديموقراطية والإنتخابات، التعليم الكويس هوإللى يخلى الناس تشعر بحريتها وبإستقلالها الحقيقى، الناس أهم حاجة يا حاج عفيفى، أنا فاكر مرة زمان كاتب ساخر كتب فى الجرايد بمناسبة إفتتاح مترو الأنفاق فى القاهرة، قال:"إحنا بنشكر الشركة الفرنسية على هذا الإنجاز الهندسى الرائع، وياريت كانت أحضرت الركاب أيضا من فرنسا"، كلام مهين، لكن حقيقى، الإنسان المتعلم هو إللى بيعمل الفرق بين الأمم المتقدمة والأمم المتخلفة، الإنسان إللى مش متعلم كويس.. ممكن تشترى صوته بتلاتة مليم.
- ماله التعليم ياسى سعيد، ما هو التعليم عندنا مجانى فى كل مراحل التعليم، وأديك إنت أهو إتعلمت ببلاش، وما فيش أحسن من كده، على أيامنا ما كانش بيدخل المدارس إلا أولاد الناس المقتدرين بس، مش تحمدوا ربنا.
- أنا ما أنكرش إنى إتعلمت ببلاش، لكن أنا إللى علمت نفسى بنفسى من خلال قراءة الكتب، لأن العلم والمعرفة فى الكتب، لكن التعليم فى مدارسنا كارثة، كان عندنا تلامذة فى آخر المرحلة الثانوية ما يعرفوش يكتبوا جملة مفيدة واحدة، إختى سلوى بقالها أربع سنين فى الإبتدائى وبتكتب إسمها بالعافية.
- إنت عارف ياسعيد إن الحكومة بتصرف على أكثر من خمس ملايين تلميذ فى التعليم الحكومى.
- تعليم حكومى إيه بس يادكتور، ياترى إنت تقدر تودى ولادك لمدرسة حكومية؟
(يصمت الدكتور)
- بذمتك يادكتور بتودى ولادك مدارس إيه، حكومية ولا خاصة ولا لغات؟
- الحقيقة ياإستاذ سعيد أنا ولادى بيروحوا مدارس لغات.
- طبعا... وده مش عيب، العيب إن معظم مدارسنا الحكومية أصبحت معامل لتخريج العاطلين وأنصاف الجهلة والأميين، طيب إنت يادكتور على أيامك دخلت مدارس حكومية ولا خاصة ؟
- الحقيقة أنا دخلت مدارس حكومية.
- طيب ليه ؟
- لأن المدارس الحكومية زمان كانت مستواها أحسن وما كانش فيها الزحام ده.
- بدون تطوير وتغيير التعليم، أقولكم بصراحة ما فيش فايدة، التخلف حيزيد واللجوء إللى الخزعبلات حيزيد، والإيمان بالخرافات حيزيد، والكفر بالعلم حيزيد.
- طيب إنت إيه رأيك ياسعيد فى المقولة إن التغيير لابد أن يتم بمساعدة الخارج ؟
- المهم يحصل، أنا أفكرك يادكتور بمقولة " تشرتشل" أيام الحرب العالمية التانية لما قال :"أنا مستعد للتحالف مع الشيطان من أجل مصلحة بريطانيا"، وإحنا مش عاوزين نتحالف مع الشيطان ولا حاجة، إحنا عاوزين نعلم ولا دنا تعليم كويس، لو التغيير جه من الداخل خير وبركة، لو مش قادرين وعاوزين نجيب ناس تعلمنا من برة.. إيه المانع؟.
- جرى إيه ياسى سعيد، إنت عاوز ترجع لنا الخواجات تانى علشان يعلمونا ويفسدوا أخلاق ولادنا وبناتنا، "التغيير يجب ألا يمس بالثوابت".
- إيه الكلام الكبير ده ياحاج سعيد، إيه حكاية الثوابت دى، جبتها منين ؟
- ما فيش داعى للإحراج ياسعيد ياإبنى... الدكتور مش غريب، أصل أنا كل ما أفتح التليفزيون ألاقى ناس بيتخانقوا مع بعض، واحد عاوز تغيير، والتانى يقول "التغيير يجب ألا يمس بالثوابت". !!
- ياحاج عفيفى التغيير ضرورى يشمل كل شئ، وبعدين مين حيقول إن دى ثوابت ودى مش ثوابت، كل إللى بيقولوا "التغيير يجب ألا يمس بالثوابت"، أساسا مش عاوزين أى تغيير، لأنهم إما مبسوطين بالوضع الحالى، أو لأنهم عارفين إنه من غير تغيير...الوضع حيبوظ أكثر وهم أكثر ناس مستفديين من بوظان الأوضاع، لأن فى ظل الفوضى الكاملة حيستولوا على الحكم ع الجاهز وإنت طبعا عارف أنا باأقصد مين.
- إيه الحماس ده كله ياإستاذ سعيد، أنا كده يعجبنى حماس الشباب، ياريت عندنا فى الحزب ألف واحد زيك.
- الحماس لوحده مش كفاية يادكتور، ضرورى يبقى هناك شغل جامد،بحيث الإنسان الغلبان فى بلدنا يحس بالتغيير أو على الأقل بأمل فى المستقبل، إنت عارف يادكتور أنا أمى فى البلد، ست طيبة ومش متعلمة، لما قلت لها إنى بقيت رئيس لجنة السياسات فى الحزب، عملت نفسها فرحانة علشان شافتنى فرحان، لكن هى ما عندهاش فكرة عن الفاصوليا، لا تعرف يعنى إيه حزب ولا تعرف يعنى إيه سياسات ولا تعرف يعنى إيه مؤتمر الحزب، وأمى مش أقلية، لأ دى هية الأغلبية، السياسة إتحولت لفيلم أو ماتش بايخ، إحنا بس إللى بنلعب وباقى الشعب بيتفرج.
- طيب إيه رأيك ياإستاذ نترجم حماسك ده لخطة عمل، عليك إنك تكتب الكلام الحلو ده عن التغيير فى ورقة عمل ونقدمها لمؤتمر الحزب الجاى.
- بجد يادكتور ؟
- أيوه ياسيدى، وعليك بس تديها للحاج عفيفى وهو حيوصلها لى.
....
وإستمر الحديث طويلا وإرتاح سعيد للكلام مع الدكتور نبيل برغم أنه لم يّكون رأيا نهائيا فيه هل هو حقيقة إنسان مخلص يؤمن بالتغيير أم أنه شخص أرزقى يطمع فى منصب الوزارة بصفته إستاذ علوم سياسية؟
وقبل نهاية الإجتماع أمسك سعيد بممحاة (أستيكة) وقلم رصاص على مكتب الحاج عفيفى وقال له:
- شايف دول إيه ياحاج عفيفى، أستيكة وقلم رصاص، شايف معمولين فين، فى الصين، لغاية النهاردة مش عارفين نعمل أستيكة وقلم رصاص، فوانيس رمضان ياحاج بنستوردها من الصين مش دى بالذمة فضيحة، وتقوللى ما فيش داعى للتغيير!، إنت عارف المسرح الرومانى طبعا يادكتور فى الإسكنرية ؟
- أيوه عارفه طبعا.
- إنت عارف ياحاج سعيد الرومان دخلوا مصر ليه؟
- إيه الحكاية دى يادكتور، هم الرومان دخلوا مصر بصحيح؟!!
- لأ ياسيدى دول دخلوا مصر من ألفين سنة.
- أنا إللى أعرفه ياسعيد يابنى إن أنطونيو كان بيحب كليوباترا وكان عاوز يتجوزها، وهم رفضت لأنها كانت بتحب الواد الكوافير بتاعها، علشان كده أنطونيو دخل مصر علشان يتجوزها بالعافية!
- الله يجازيك ياحاج، الرومان دخلوا مصر علشان كانوا بيعتبروا إن مصر هى سلة غذاء المنطقة، علشان يضمنوا تموين الجيوش بتاعتهم والبلاد إللى بيحتلوها، النهاردة ياحاج بنشحت القمح من البلد إللى بنشتمها يوميا، سلم لى ع المترو ياحاج !!
- الله يسلمك ياإبنى، أهو البركة فيك إنت إللى تجيب لنا الرومان تانى، ما هو ده إللى مخوفنى ياسعيد ياإبنى إننا لو صحيح بقينا كويسين زى زمان، مش بعيد الرومان والإغريق يطمعوا فينا تانى، إنما دلوقت إحنا والحمد لله ما حدش بيطمع فينا خالص، على رأى المثل : "إيش تاخد الريح من البلاط".
- الله إنت عارف المثل ده، دى إختى سناء طول النهار تقوله لأمى.
- الله يجازيك ياحاج سعيد والله ضحكتنا، والإستاذ سعيد قال نقط مهمة جدا.
- المهم يادكتور مش كلامى، المهم هل الحزب عنده الرغبة فى التغيير؟، وإذا كانت الرغبة موجودة؟ هل المقدرة موجودة ؟، وهل تتخيل حضرتك إن حزب حاكم أكثر من خمسين سنة يبتدى تغيير يمكن يشيله برة الحكم ؟ هل ده كلام يعقل برضه ؟
- أنا معاك صعب جدا إن ده يحصل، لكن زى ما إنت قلت من شوية، إذا العملية باظت خالص أكثر من كده ففيه إحتمال كبير إن الحزب برضه يخسر الحكم وده حيتم فى ظل فوضى عارمة.
- كلام جميل يبقى أفضل جدا للحزب ولتاريخه إنه يبتدى التغيير وأجره على الله، ويمكن تظهر منه قيادات جديدة تقدر تحافظ على وجوده، وإذا ما كانش يبقى خلاص عملنا إللى علينا.
- جرى ياسى سعيد إنت عاوز تقفل الحزب وتجيب ضلفه ولا إيه؟
- لأ يا حاج، بس لا بد من التغيير، علشان ما يصحش ألاقى على مكتبك أستيكة مستوردة!! حتى لو الرومان جم يحتلوا لنا تانى، صحيح أنطونيو مش حيلاقى كليوباترا علشان يتجوزها بالعافية، لكن على الأقل حيلاقوا بلد جميلة ينزلوها.. مش يلاقوا خرابة!!
.....
samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف