المرأة.. والمفهوم الأفيوني للدين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كلما قرأت مقالات بعض الأخوة ممن يحسبون أنفسهم علي التيار الأسلامي و من خلال متابعتى لبرامج الدعوة الأسلامية، اتضح لى ان المرأة من حيث أنها رمز جنسى و رمزا للعرض والشرف هى أهم كثيرا فى ثقافتنا ووجداننا نحن رجال هذا الوطن الأشاوس من قضايا أخرى كالوطن نفسه والحرية والعدل والمساواة وحقوق الأنسان.. فالضجة التى اثارتها تصريحات وزير الثقافة بشأن الحجاب وماحدث في مجلس الشعب و ما تبعها من مظاهرات قد تكون اكثر من الضجة التى من الممكن أن تثيرها اى قضية أخرى من قضايانا الملحة من انعدام الديمقراطية أو الظلم الأجتماعى وحتى الهجمة الأستعمارية الأخيرة علينا.
قد أكون مخطئا و لكنى أعتقد أن المرأة قد استخدمت دائما وبنجاح منقطع النظير من قوى القهر والأستبداد والرجعية الأجتماعية لتخويف عامة الرجال { الذين تسيطر عليهم أسطورة الذكورة وتفوقها} من الديمقراطية بحجة أنها ستجلب معها الفساد و الإنحلال الأخلاقى الذى هو دائما مرتبط بالمرأة وعورتها، وبالتالى تبعث هذه القوي الخوف فى نفوس الرجال من فقدان سيطرتهم على نسائهم أن هم قبلوا الديمقراطية وقبلوا حرية الرأي والتعبير.. مما يجعلهم اكثرا تقبلا للديكتاتورية وأقل كفاحا فى سبيل الحرية والديمقراطية.، ولا أدرى لماذا ندمن حكايات النساء التى تبيع اجسادها ولا نتذكر الرجال الذين يبيعون ضمائرهم وأقلامهم لمن يدفع أكثر وهى فى رأيى دعارة فكرية وفساد أخلاقى أشد اثرا وهدما للمجتمع من فساد عاهرة أو راقصة.
لماذا لا نتذكر النساء اللاتى حققن النجاح باستخدام عقولهن ونتذكر دائما النساء اللاتى يستعملن اجسادهن سواء اعجابا او لعنا..
إنى اتفق تماما مع الرأى القائل أن وضع المرأة هو ميزان تقدم الشعوب والأمم والحضارات، ولذا أهيب بالمرأة أن تنتشلنا من مستنقع التخلف الذى نعيش فيه فقد فشلنا نحن الرجال.
إن المرأة العربية اذا ثارت مطالبة بحقوق المساواة كاملة مع الرجل وحصلت على هذه الحقوق ستسحب البساط من تحت اقدام دعاة التخلف والردة الأجتماعية، ستسلبهم السلاح الذى يتحكمون به فى عقول الغلابة من الرجال الذين تتحكم فيهم اسطورة الذكورة الكاذبة.
لا أدرى لماذا لا تصر المرأة و تتظاهر مثلما تظاهرت من أجل الحجاب لكى تحصل على كافة حقوقها المنصوص عليها فى المواثيق الدولية التى كانت الدول العربية من أول الموقعين عليها ، فها هو الأعلان العالمى لحقوق الأنسان ينص فى مادته السادسة عشر أن المرأة لها نفس حقوق الرجل فى الزواج وعند انحلال هذا الزواج،، للرجل و المرأة متى أدركا السن القانونية حق التزوج و تأسيس أسرة دون أى قيد ولهما نفس الحقوق المتساوية لدى التزوج وخلال الزواج ولدى انحلاله.. كما ان الزواج لا يعقد الا برضى الطرفين دون اكراه،، فهل تحصل المرأة على هذه الحقوق فى الزواج فى معظم الدول العربية... هذا عن الزواج ، فماذا أيضا عن حقوقها فى الدراسة و العمل وحقها فى البحث عن سعادتها و تحقيق ذاتها و حقها فى العمل السياسى والترشح للمجالس النيابية ، بل وحقها أن تصبح قاضية أو وزيرة أو حتى رئيسة للدولة.. هل تحصل المرأة على هذه الحقوق فى غالبية الدول العربية... ألا تغضب المرأة من الرجل الشرقى؟ ذلك الرجل الذى ينظر لها كمخلوق أدنى ثم يحاول أن يقنعها أن هذا من الدين فتتبعه و لا تطالب بأبسط حقوقها المسلوبة فى كل الدول العربية و الأسلامية.
وعندما كتبت سابقا عن حرية المرأة وحقها في المساواة ومنها مقال وضعته في اطار ساخر واسميته.. تخاريف.. المرأة هي الحل..، وصلتني ردود وتعليقات ابسطها تتهمني بالعته و الخروج من الملة و احتوت علي العجب من النصوص الدينية والتراثية سأحاول ان انقل لكم أكثرها فكاهة ولكن قبل ذلك اقول للمرأة العربية انه لا امل لها في الحرية والمساواة و عدم الاضطهاد في ظل الثقافة السائدة والتي أسميها المفهوم الافيوني للدين وليس الدين نفسه أو الاسلام..
ولنضحك معا علي هذا الرد الفكاهي و المحزن في نفس الوقت من شاب يفترض انه يمثل أمل هذه الأمة في مستقبل أفضل..
...ماهذا الغباء والادمان على الافكار الهدامة للأسلام هل الاسلام قيد حرية المرأة ؟؟؟هل الاسلام كبت الحريات للنساء؟ ثم يبدأ صاحب الرد في تعداد ما تتمتع به المرأة في ظل ما اسميه المفهوم الافيوني للدين ويقول:
والاسلام غير وضعها وجعلها زوجة وأم وأخت وصلة رحم وجعل لها ميراث.. وكأن المرأة ليست زوجة وأم ولا ترث في المجتمعات الغير مسلمة.. ثم يكمل رده قائلا: وبعض الذين يتشدقون بالقول يجب أن تأخذ المرأة الحرية.... تتحرر من ماذا؟؟؟؟ من الحجاب أم من طاعة الزوج أو طاعة الاب او الاخ ؟؟؟؟ المرأة ليست مهمتها الحكم أو أدارة أي شيئ غير حكم وأدارة اسرتها الصغيرة و لو فكرنا قليلا أن كل الحكام تديرهم نساء ولكن بشكل غير مباشر أليس الحاكم أمه أمرأة
ويقول آخر :
"أي حرية هذه التي تبيح لها الخروج والدخول للمنزل بدون أذن او سابق أنذار أهذه حرية يا اشباه الرجال أن الله عز وجل خلق لكل مخلوق مهمة والمرأة ليست مهمتها ألا أن تلد وتنجب وتحمل الاولاد؟؟؟
ولوكانت العصمة بيد المرأة أقسملك بالله لما بقي رجل مع زوجته أكثر من سنة وسوف يقطع النسل البشري لأن المرأة لا تفكر بالامومة ألا بعد الانجاب ولما بقي بيت على وجه الارض بخير.. هذا هو رأي بعض من يصادرون حرية الرأي في بلادنا وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها علي وزير الثقافة بسبب رأي قاله في الحجاب..
ويقول آخر:
أخواني أخوتي كفوا وتوقفوا عن المطالبة بالحرية للمرأة، هل تريدون الحرية التي طالبت بها زوجة سعد زغلول.. حرية المرأة في خلع الحجاب حين دخلت النساء ميدان التحرير بمصر وخلعن حجابهن ودسن عليه بأحذيتهن ولهذا السبب سموه بميدان التحرير.
ثم لم يكتف بأحكام الاسلام بل استدل ايضا بحكمة الصينيين
إن المكان الذي تعمل فيه الدجاجة عمل الديك يؤول للخراب (مثل صيني)
ثم يزيد الطين بلة ويتقول علي سيدنا علي ابن ابي طالب::
قال سيدنا علي: "لا تطيعو النساء فأن عقولهم في فروجهم".
صدقيني ايتها المرأة العربية المهضومة كل حقوقها أنه لا أمل لك في ظل هذا المفهوم الافيوني للدين مهما علا صوتك و صوتنا معك للدفاع عن حقوقك التي أقرتها المواثيق الدولية و أهمها الاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي وقعت عليه جميع الدول العربية ولكن حكومات هذه الدول تعتبره مجرد قصاصة ورق رغم ان ديننا يقول ان العقد شريعة المتعاقدين وهذا الاعلان هو شريعة انضمام الدول لعضوية الامم المتحدة..
نعم أنى أحرضك ايتها المرأة العربية أن تثورى من اجل حريتك.. لأن حريتك هى البداية لكى نحصل جميعا على حريتنا.. رجالا ونساءا...