كتَّاب إيلاف

انتفاضة المثقفين المصريين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قليلة هي الأخبار المفرحة التي تأتينا من مصرنا المحروسة،حكومة نظيف وعاكف. نظيف يحكم في الظاهر، ومهدي عاكف، زعيم المهربين الدينيين المصريين، يحكم من وراء حجاب، يحكم بتلامذته وأذنابه في الحكومة المصرية والبرلمان وأجهزة الدولة والنقابات ... ضد هذا التحالف غير المعلن بين الحكومة المصرية الفاسدة والعاجزة، وبين الإخوان المسلمين في مسألة الحجاب، انفجرت انتفاضة مباركة، إن شاء الله، هي انتفاضة المثقفين. انتفاضة ضد الحزب الحاكم وإخوان الشياطين"بعد أن انضم عدد كبير من هؤلاء [نواب الحزب الحاكم] إلى نواب الإخوان المسلمين في الهجوم العنيف على وزير الثقافة الواعي بروح عصره الفنان الملهم الأحاسيس فاروق حسني، بسبب تصريح اعتبر فيه" أن ارتداء الحجاب عودة إلى الوراء" (القدس العربي 24/11/ 2006) وفي البرلمان تنادي نواب الحزب الحاكم + نواب إخوان الشياطين بمحاكمته،وطالبوا الوزير فاروق حسني بالمثول أمامنا بشكل عاجل، لكن الوزير الفنان رفض هذا الإجراء الفاشي ـ الإخواني ، وتمسك بحقه في حرية التعبير المكفولة بميثاق حقوق الإنسان،الذي وقعت عليه مصر. وأنا أؤيد الوزير المثقف فاروق حسني في اعتبار الحجاب "عودة إلى الوراء" إلى عهد الحريم، واحتقار المرأة، وتكفينها بكفن الحجاب والنقاب، وسجنها في قبر البيت،وتخصيصها في الأعمال المنزلية، وإنجاب الأطفال كالأرانب،واعتبار جسدها عورة تستعيذ المرأة منه ويستعيذ الرجل منه بالله كلما رآه، والدليل على صحة ما قاله وزيرنا المثقف فاروق حسني، أنك لو شاهدت أي حفلة من حفلات كوكب الشرق أم كلثوم، ما وجدت أي من الحاضرات متحجبة، أليس ذلك من مفارقات مصرنا المحروسة، أم الحضارة، أن تكون مصر الستينات أكثر تفتحاً ووعياً بروح العصر من مصر 2006،وأن يكون الأجداد أكثر تفتحاً من الأحفاد، ألا يدل ذلك على أن مصر تسير إلى الوراء ومن سيء إلى أسوأ بفضل إخوان الشياطين، وألا يمثل ذلك "ردة إلى الوراء" كما قال فاروق حسني؟!.تحرير المرأة من هذا الاحتقار التاريخي الذي اكتوت بناره المرأة المسلمة ومازالت هو "مخالفة للشريعة الإسلامية والدستور" كما زعم نواب الإخوان المتأسلمين. أمام هذا الهجوم الإجرامي على الوزير الفنان صاحب القلم والريشة "انتفض المثقفون المصريون الذين ينتقد العديدون منهم سياسة "فاروق" حسني (...) دفاعاً عنه في مواجهة ما اعتبروه خطراً يهدد حرية التعبير. ووقع قرابة 500 من الكتاب والصحفيين والسينمائيين والمسرحيين والموسيقيين وأستاذة الجامعات بياناً يتهم الإخوان المسلمين (...) بالإرهاب الفكري، وأكد البيان أن "قوى سياسية دأبت على التحدث باسم الدين باعتبارها وصية على الإسلام (...) في محاولة لتحقيق أغراضها السياسية" (القدس العربي 24/11/2006) . واعتبر الروائي علاء الأسواني مؤلف رواية "عمارة يعقوبيان" أن هذه الأزمة "تعكس التحالف بين النظام وبين الإسلاميين لمنع المصريين من المناقشة والتفكير (...) إن حرية التعبير في خطر"أقول لأخي علاء الأسواني ليست حرية التعبير فقط هي التي في خطر، بل إن حضارة مصر التي عمرها 7 آلاف سنة ، وإسلام مصر المتسامح الذي عمره 15 قرن في ألف خطر من هذا التحالف الشرير والآثم بين الحكومة المصرية الفاسدة وإخوان الشياطين، الذين إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون إلى يوم الدين.
ونزل شيخ الإسلام الجليل جمال البنا ـ شقيق المرحوم حسن البنا ـ إلى المعمعة فنصح أعضاء مجلس الشعب بدلاً من مهاجمة الوزير فاروق حسني ظلماً وعدواناً "أن يقوموا بعمل نافع وهو مساعدة الحكومة في جمع الزبالة من الشوارع" ألم يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم:" إزالة الأذى عن الطريق صدقة" وأذى المزابل هو الحجاب الحقيقي الذي يغطي شوارع مصر، وربما لذلك لا يحتج ضده نواب الحزب الحاكم ونواب إخوان الشياطين. تم صدع صديقي وشيخي الجليل بفتواه المستنيرة:"المرأة التي تعتقد أن الإسلام هو الحجاب، والرجل الذي يري أن الإسلام هو اللحية، هذان يظلمان الإسلام ويدلان على قدر كبير من السذاجة. تربية اللحية كانت سائدة طوال العصور القديمة، ولحية ماركس وداروين تماثل اللحى التي نشاهدها في القنوات الفضائية، كل نساء العالم وكل رجاله كانوا يغطون رؤوسهم حماية لها من التراب والريح والمطر. إنها قضية زى ومناخ،وليست قضية دين وتقوى.وليس في القرآن الكريم نص يتعلق بالزي سوى الآية التي تقول" وليضربن بخمورهن"، وهي الآية التي تشير إلى الزي التي تلبسه العربية في الجاهلية، أي أن الإسلام لم يأت به ولم يأمر به لكن وجده" (القدس العربي 25/11/ 2006 )، ولحى الحاخامات تنافس في طولها لحى المتأسلمين، فلحية حاخام اليهود الشرقيين عبيدا يوسف الذي احتج على الله لأنه خلق العرب ، أطول من لحية يوسف القرضاوي الذي أفتى بقتل المدنيين اليهود الأبرياء ، بما فيهم الأجنة في بطون أمهاتهم . وحتى الآيات التي أولها المهربون الدينيون على أنها آيات الحجاب في القرآن، شرحها ووضحها توضيحاً عقلياً، هرم مصر الرابع ،صديقي الذي أعتز بصداقته، المستشار محمد سعيد العشماوى في كتابة الرائع "حقيقة الحجاب وحجية الحديث" بأنها آيات خاصة بنساء النبي ولم تكن لجميع نساء المؤمنين لقوله تعالي "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء" وأن نساء النبي كانت لهن أحاكماً خاصة بهن فقط، والدليل على ذلك أنه لا يحق لإحداهن أن تتزوج بعد موت الرسول ،في حين أنه يحق لأي امرأة يموت عنها زوجها أن تتزوج كما تشاء.
وفي جريدة المصري اليوم، كتب وحيد حامد مقال جاء فيه:" عندما قال المرشد العام للجماعة "طظ في مصر [وأهل مصر] لم يتحرك أحد من الإخوان ، ولا من مجلس الشعب الذي هاج وماج على رأي قاله وزير، وهو حر في أن يقول (...) إن مصر الآن بين فكي رحى الحزب (الحاكم ) وجماعة الإخوان المسلمين، إنهما عقرب وأفعي" عقرب الحزب الحاكم وأفعي الإخوان المسلمين.صدقت أخي وحيد وأكثر الله من أمثالك للوقوف في وجه هاتين الحشرتين الساميتين:الحزب الحاكم وإخوان الشياطين. إن مصر وشعب مصر مهددان بزحف هاتين الحشرتين المتحالفتين للقضاء على مستقبله وعلى الإسلام الذي يقدمونه للعالم كدين يكره الحرية، ويكره التقدم ، ويكره المرأة، ويكره الإنسان والإنسانية.
وا مصراه، وا إسلاماه !!!.
يا مثقفوا مصر ثوروا ... انتفضوا أمام هذا الزحف الإسلاموي الرجعي... وكل انتفاضة وأنتم بخير، ومصر والإسلام المتسامح معكم بألف خير. وصدق رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهوي حين قال في حديثه الكريم:" الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة".
Ashraf3@wanadoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف