أبو المعاطى يتذوق أول قبلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سعيد أبو المعاطى المواطن الديموقراطى (15)
..
كان سعيد يفكر فى دولت ليل نهار، وكان يقضى الوقت القليل مع إسرته لأنه كان يقضى معظم لياليه فى مقر الحزب فى رشيد بالقرب من دولت، وكان كل أعضاء الحزب يقدرونه على إلتزامه الحزبى، وهم لا يعرفون أنه إلتزام "غرامى" وإلتزام "دولتى"، وبالرغم من أن الجميع لا حظ وجود تلاطف ما بين دولت وسعيد، إلا الموضوع لم يخرج عن هذا، حتى بعد تكرار إصطحاب سعيد لدولت إلى منزلها وخاصة عندما تتأخر مساء فى مقر الحزب، وأحيانا كانت دولت تتأخر متعمدة بدون أن يكون لديها عمل حقيقى حتى يقوم سعيد بتوصيلها، وبالرغم أنه ليس للحب حدود إلا أن "للصبر حدود"، وسعيد يرغب فى أن يصبح هو ودولت كيانا واحدا، وهو يرى بأن توصيله لدولت ليس كافيا حتى لو تكرر هذا مرة أو مرتان فى الإسبوع، لا بد أن يقضى معها على الأقل يوم كامل، ولكن كيف؟ وأين ؟ فى مجتمع يطارد المحبين كما يطارد إنفلونزا الطيور، فى مجتمع يسمح برؤية أب يضرب إبنه ضربا مبرحا فى عرض الطريق ولا يسمح بأن يرى شابا ممسكا بيد فتاته، فى مجتمع يسمح بكل مشاهد العنف والقتل فى الأفلام ويحذف مشاهد الحب، فى مجتمع لابد وأن تكذب الفتاة وبدلا من أن تقول أنها ذاهبة لمقابلة حبيبها، تقول أنها : "رايحة للخياطة"، والكل يقبل الكذبة بصدر رحب برغم إنتشار الملابس الجاهزة!! لأنه لو كانت كل فتاة تخرج مع حبيبها تذهب حقيقة للخياطة لزاد عدد "الخياطات" فى البلد عن خمسة مليون خياطة!!
...
المهم أن سعيد مصمم على الخروج يوم بالكامل مع دولت، لذلك فكر أن أفضل طريقة أن يتقابلوا فى الإسكندرية يوم أجازة، لم لا فالإسكندرية يكثر فيها "الخياطات"!! ولكن دولت جاءت بحجة بين الكذب والحقيقة، فقد سبق أن أخبرها سعيد عن أن إخته سعاد تعمل فى فندق الشيراتون بالإسكندرية، لذلك أخبرت دولت إسرتها أنها ذاهبة لزيارة صديقتها سعاد والتى سوف تقضى معها يوما كاملا لكى تعرفها على الإسكندرية والتى تزورها لأول مرة، لذلك مهدت لتلك الزيارة مع أهلها من فترة طويلة، وحتى لا تشعر تماما بذنب الكذب إتفق معها سعيد أن يقوما بالفعل بزيارة إخته سعاد.
.....
إجتهد سعيد كثيرا لتحضير ورقة عمل يقدمها للدكتور نبيل نصيف العضو القيادى فى الحزب بالأسكندرية لعرضها بدوره فى مؤتمر الحزب القادم، وأخذ يقرأ كثيرا عن تجارب الديموقراطية فى العالم، وكان معجبا بأقصى حد بتجربة غاندى فى الهند، وكذلك كان معجبا بتجربةالنهضة اليابانية والألمانية بعد هزيمة مدمرة فى الحرب العالمية الثانية، وكذلك قرأ عن تجربة كمال أتاتورك فى تركيا بعد هزيمة تركيا (الدولة العثمانية) فى الحرب العالمية الأولى، وكذلك قرأ عن سر التنين الصينى والذى نهض من سباته الطويل بدون ديموقراطية حقيقية، وكيف حققت الصين معدلات تنمية إقتصادية مرتفعة جدا فى ظل نظام شمولى، وبرغم إدعائه الشيوعية إلا أنه فتح الباب على مصراعيه للشركات العملاقة لكى تفتح آلاف المصانع، وأصبحت الصين ورشة العالم الصناعية، كل من يرغب فى تصنيع أى سلعة يذهب بالتصاميم إلى الصين ويقومون بالتصنيع حسب الطلب ويعيدون تصدير السلعة إلى كل بلاد العالم كل حسب طلبه، وتذكر وهو يبتسم يوم أن ذهب إلى محل بيع ألعاب للأطفال لكى يشترى لعبة لأخته الصغيرة سلوى ووجد عروسة ترقص رقص شرقى على أنغام المطرب الشعبى شعبان عبد الرحيم، وفرح لوهلة تخيلا منه أن تلك العروسة قد تم صنعها فى مصر ولكنه فوجئ أنها مصنوعة فى الصين!!، وقارن بين التجربة الشيوعية فى الصين والإتحاد السوفيتى، لماذا فشل وإنهار الإتحاد السوفيتى ونهضت الصين ؟ هل بسبب الفساد أم بسبب عدم إنسجام جمهوريات الإتحاد السوفيتى والتى لم يكن يربطها ببعضها سوى الإحتلال الروسى ؟ وتساءل عن أسباب تماسك الدول وأسباب تفكهها، ولماذا تفككت يوغسلافيا وأصبحت عدة دول؟، ولماذا تفككت الهند واصبحت ثلاث دول بعدما كانت دولة واحدة تحت الإحتلال البريطانى ؟ وتساءل هل يمكن لدول عظمى مثل أمريكا أن تتفكك مثلما تفكك الإتحاد السوفيتى ؟ وتساءل عن علاقةالمواطن البسيط بالدولة، وما هو الأهم الأهم للمواطن العادى تحقيق أمنه وسلامته أم تحقيق الديموقراطية؟ وهل من السهولة بمكان التوفيق بين الحرية وبين سيادة القانون ؟ وتساءل هل لا بد من الحرية حتى يشعر الإنسان بسيادته ؟ أم أن شعور السيادة هو شعور داخلى قد يتمتع به الأحرار وهم داخل السجن؟ وكيف يمكن إيقاظ شعور السيادة عند المواطن البسيط الذى يقف فى "طابور العيش" لكى يحصل على رغيف خبز بسعر رخيص ؟ وهل سوف تحقق الديموقراطية الرخاء لهذا المواطن البسيط ؟ وتساءل كثيرا عن الديموقراطية وهل يصلح تطبيقها فى كل بلاد العالم؟، وتذكر قول أحد الساسة الغربيين حين قال : "الديموقراطية ليست بالنظام المثالى، ولكنها الأفضل حتى الآن، ومن لديه بديل أفضل فليتقدم "، وساءه معرفة أن نسبة المشاركة فى الإنتخابات حتى فى بعض البلاد الديموقراطية العريقة تقل عن %50 وهذا يفرغ الديموقراطية من أهم محتوياتها، وأحس بالذنب لأنه بالرغم من بلوغه السن الإنتخابى منذ سنوات طويلة إلا أنه لم يشارك أبدا فى أى إنتخابات، ولا يعرف أى من زملائه ممن شارك فى أى إنتخابات، كيف يمكن إقناع المواطن العادى بأن مشاركته فى الإنتخابات هى الضمانة الوحيدة لخروجه من أسر العبودية إلى رحاب التحرر ؟ وشعور السيادة هى الضمانة الوحيدة لكى يتحول المواطنون من رعايا إلى مواطنين ؟ وأيقن أنه لا يمكن التحرر من الدكتاتورية العسكرية أو الدكتاتورية الدينية بدون قوة شعبية هائلة، وأحس أن كل تلك الموضوعات أكبر كثيرا من طاقته، وأنه يفضل أن يقضى ساعة صفا مع دولت بعيدا عن كل هذا الهراء السياسى، وأنه يفضل كثيرا أن يلقب بابوالمعاطى مجنون دولت عن أبو المعاطى الديموقراطى، ولكنه وعد الدكتور نبيل نصيف والحاج عفيفى لكتابة ورقة العمل...ولكنه شعر بعبء ثقيل وشعر بأن المهمة أكبر من مستوى تعليمه وخبرته رغم أنه قرأ بنهم فى كل الأمور السياسية والتاريخية وقرأ عن صعود وزوال الإمبراطوريات، إلا أن هذا غير كاف فليس لديه أى خبرة سياسية تذكر، وكان يعزى نفسه بقوله :"ومن هناك حولنا لديه أى خبرة سياسية، كلنا كومبارس فى مسرحية أبطالها حكامنا "، وأخذ يقرأ بعض نشرات الحزب مما أعطاه بعض الثقة بنفسه عندما إكتشفت أن معظم نشرات الحزب لا تعدو كونها مجرد موضوعات إنشائية، ولذلك قرر أن يكتب موضوع إنشاء خاص به ويقدمه إلى الدكتور نبيل نصيف!!
...
فى اليوم الموعود للذهاب إلى الأسكندرية إتفق مع دولت على لقائها فى محطة قطار سيدى جابر بالأسكندرية وبرغم من أنهما ركبا نفس القطار المتجه من رشيد للأسكنرية إلا أنهما لم يجرؤا على مخاطبة بعضهما البعض وكلما حاول سعيد أن يقترب منها فى القطار تجاهلته، وكانت دولت تشعر بذنب شديد فى أنها لم تخبر أهلها عن السبب الحقيقى لذهابها للأسكندرية، وتذكرت كلام سعيد لها بأن هذا ليس ذنبها ولكن ذنب المجتمع الذى يطارد الحب ويعتبره عيبا برغم كل شعر الحب وكل أغانى الغرام وأفلام الحب والهيام إلا أن المجتمع لايعترف بالحب، ورفض المجتمع بإباء وشمم فتح أى سفارة للحب فى بلاده وغدا الحب وكأنه العدو الحقيقى!
وكان سعيد ينظر إليها من خلال زحام القطار ويقول لنفسه كم هى جميلة، "والله إنت ياواد ياسعيد إمك داعية لك علشان تقع فى حب واحدة بالحلاوة والأخلاق الجميلة دى " وكانت سعاد ترتدى أحلى ماعندها وتبدو كالعروسة، وكان يود أن يحضنها ويحميها من النظرات الطفيلية سواء من الشباب أوالنساء.
..
وبمجرد وصولهما إلى محطة سيدى جابر بالإسكندرية، حاول سعيد أن يمسك بيد دولت والتى سحبت يدها وهى تتلفت حولها، وتقول: " مش دلوقت ياسعيد أرجوك، أنا خايفة حد من أهالى رشيد يشوفنا ".
واخيرا ركبا الأتوبيس المتجه لحى المنتزة حيث جلس سعيد بجوارها وهو يقول:
- أخيرا بقينا مع بعض بصحيح، ياساتر ده لو كنا بنهرب مخدرات..كان أسهل!
- والله عندك حق، والله أنا من ساعة ما سبت رشيد لغاية ما ركبنا الأتوبيس ده وأنا حاسة زى ما يكون حد ماشى ورايا، يكونش البوليس عنده "مباحث الحب".
(وبمجرد أن سمع سعيد بوليس كلمة البوليس وجد تفسه يتحسس قفاه بشكل عفوى!!)
وبمجرد أن إتجه الإتوبيس ناحية البحر المتوسط شعر بالحياة تدب فى عروقه، دولت جالسة بجواره و منظر البحر فى خلفيتها وكأنها لوحة رائعة حية، وقال لها:
- إفتحى الشباك شوية، خلينا نشم شوية هواء البحر.
- لا ياخويا... أنا شعرى لسه عملاه عند الكوافير.
- أنت أجمل واحدة حتى لو من غير شعر خالص.!
ومضى يكلمها كلام العشاق برغم النظرات الغير مريحة من ركاب الأتوبيس الآخرين رجالا ونساء، وكأنهما على وشك أن يرتكبا الفعل الفاضح فى الطريق العام!
...
وعندما وصلا إلى فندق شيراتون المنتزة سأل سعيد عن إخته سعاد فى الكافيتريا، ووجدها هناك وحياها بشكل شبه رسمى أمام زبائن الكافيتريا، وعرفها بدولت، وقالت له سعاد:
- الله ياواد ياسعيد أنا ما كنتش عارفة إن ذوقك حلو كده وإن دولت بالجمال ده.
- سعيد حكى لى عنك كثير، بس ما كنتش عارفة إنه عنده إخت بالحلاوة ده، إيه ياسعيد ده، دى سعاد ولا بتوع السيما.
- إنتو بقى حتقعدوا تبكشوا على بعض، أنا واقع من الجوع، عاوزين ناكل.
- تعالوا هنا ياسعيد أنا عازماكم عندنا فى الكافيتريا.
- لا ستى سعاد أنا مش أد أسعار الشيراتون بتاعكم ده، إحنا نروح نشوف أى محل سندويتشات فول وطعمية قريب هنا.
- فول وطعمية إيه ياعديم الذوق، أول مرة تخرج مع دولت تأكلها فول وطعمية، إنت ما تخافش أنا حأقول للمدير بتاعى يعمل لكم خصم خاص، ويمكن يقبل إنكو تتغدوا على حساب الحاج "شيراتون نفسه"! وآدى ياسيدى المينيو أهه علشان تختار.
- مينيو إيه يابت ياسعاد، إنت نسيت إحنا جايين من رشيد من ورا الجاموسة، إختارى لنا حاجة على ذوقك كده، تعرفى والله يادولت البت سعاد دى فى البلد كانت ما ترضاش حتى تجيبى كباية مية، هنا بقى حتخدمنا خدمة معتبرة.
- كباية ميه إيه ياخويا، إحنا ماعندناش غير القلة، إوعى يكون بيسرح بيكى يادولت ويقولك إحنا عندنا تلاجة وبوتاجاز، لعلمك سعيد لغاية دلوقت بيستحمى فى الترعة!!
- وليه الفضايح دى ياسعاد.
...
وأمضيا وقتا ممتعا وإستمتعا بمأكولات لم يتعرفا عليها من قبل، ولكن الصحبة وجمال المكان وفى خلفيته منظر البحر وقصر المنتزة كانت اجمل من أى أكل، وشعر سعيد بأنه لو دخل الجنة فلن يطلب أكثر من هذا.
وفاجأ سعيد دولت بسؤال:
- إنما إزاى واحدة بجمالك وأخلاقك ما تتجوزش لغاية دلوقت؟
- فيه حاجة كنت مخبياها عليك، وكنت منتظرة الوقت المناسب أقولها لك، أنا الحقيقة كنت متجوزة قبل كده!!
(صدم سعيد من الإجابة قليلا، ولكنه تماسك وسألها)
- بجد كنت متجوزة، طيب وإيه إللى حصل؟ وفين الأولاد ؟
- لأ الحمد لله ما فيش أولاد، فيه واحد إتجوزنى من حوالى خمس سنين، وبعد الجواز مباشرة قاللى أنه مسافر ألمانيا يشتغل هناك، لأنه كان سافر هناك قبل كده وهو طالب فى الجامعة، والظاهر إنه سافر يشتغل عند نفس الشركة إللى كان بيشتغل عندها وهو طالب، وكان مسافر على أساس أنه حيبعت ياخدنى بمجرد ما يلاقى سكن مناسب لينا، وأنا كنت متحمسة قوى الحقيقة، مش بس علشان كان عريس كويس، لكنى كان نفسى قوى أسافر بلاد برة.
- وبعدين إللى حصل، سافرتى ألمانيا؟
- لأ ياسيدى... العريس فص ملح وداب، من ساعة ما سافر وإحنا ما سمعناش منه حاجة خالص، حاولنا نعرف مكانه عن طريق أهله أو أصحابه، ما عرفناش حاجة خاصة، وبعد كذا شهر سمعنا إشاعة إنه إتجوز واحدة ألمانية علشان تساعده إنه ياخد إقامة شرعية فى ألمانيا، وبعد مرور ست أشهر على سفره، أبويا قرر إننا نطلب الطلاق فى المحكمة وأهل العريس وافقوا على كده، والموضوع أخد وقت طويل، وبعد أكثر من سنة فى المحاكم أخدت حكم بالطلاق منه.
(وصمت سعيد مدة طويلة لم يعلق، وفى الحقيقة أنه لم يغضب منها لأنها لم تذكر تلك الحكاية من قبل، ولكنه غضب من ذلك الإنسان النذل الذى يتزوج فتاة وهو يعلم مسبقا أنه سيتركها، حتى بدون أن يكلف خاطره ويطلقها )
- إيه مالك ياسعيد، زعلت ولا إيه ؟
- لأ ما زعلتش منك أنا زعلت عليك، أكيد كانت فترة صعبة عليك.
- إسكت ياسعيد، ما تتصورش أد إيه كانت فترة صعبة علىّ وعلى أهلى، والناس إللى ما يرحموش، جابوا الغلط علىّ وقالوا إن العريس سابها، يبقى أكيد لقى حاجة مش كويسة فيها، زى ما يكون مثلا إتجوز بطيخة ولقاها قارعة فراح مرجعها.
- أنا عارف الست عندنا دايما الغلطانة، طيب وبعدين ما إتجوزتيش تانى ليه.
- أنا بعد تجربة أخينا ده بتاع ألمانيا، إتعقدت من الرجالة ومن الجواز، ورفضت كل الرجالة إللى إتقدموا لى، وقررت إن إللى حأتجوزه ضرورى يكون من إختيارى أولا، ويكون مش حيسافر المانيا ثانيا!!
- من ناحيتى إطمئنى، أنا ما سافرتش غير مالطة ، حتى رجعت من المطار بعد ما أذنت هناك.
(وحكى لها تفاصيل مغامرته فى مالطة).
...
- إنت عارف ياسعيد أنا نفسى أزور قصر المنتزة .
- عمرك أطول من عمرى.
(وودعا سعاد التى رفضت أن تتقاضى منهم ثمن الغذاء بعد أخبرتهم أن الفاتورة على حساب صاحب المحل بعد موافقة مديرها )
...
وأمسك سعيد يد دولت، وسارا فى شوارع قصر المنتزة، وشاهدا الجمال المعمارى وجمال وتنسيق الحدائق والأشجار الضخمة المعمرة، وصفوف النخيل المتراس وكأنها أعمدة معبد الكرنك، والتماثيل الجميلة، وإتجها ناحية البحر، وعبرا جسرا صخريا جميلا ، كان دائم الظهور فى الأفلام المصرية وكأنه جسر العشاق، وعلى صخرة عالية وجدا مقعدا خشبيا جميلا وسط خميلة مطله على البحر.
- تعالى نقعد نستريح شوية هنا ياسعيد قدام المنظر الجميل.
- والله عندك حق، وعلشان كمان نشوف منظر الغروب الجميل إللى قرب.
- أنا بردانة قوى ياسعيد.
وخلع سعيد جاكتته ووضعها على كتف دولت وهو يقول :
- مش معقولة تبقى بردانة وأنا معاكى.
- ربنا يخليك لىّ.
....
وأمضيا وقتا لم يشعرا بطوله، ولم يشعر سعيد إلا بإقترابه منها ويضع رأسها على كتفه ومضيا يستمتعان بمنظر البحر والشمس الذهبية تغطس ببطء فى المياه على مرمى الأفق وكأنها تريد أن تخفف من حرارتها بأن تلقى بنفسها فى البحر، ومع قرب إختفاء الشمس زادت لسعة البرودة، ووجد سعيد نفسه يحتضن دولت بقوة ويلف يده حول خصرها يريد أن يجعلها جزءا منه، وبرغم أن سعاد فوجئت بإحتضان سعيد لها إلا سعدت بذلك وبادلته حضنا بحضن، ووضعت خدها على خده فشعرت بدفء حقيقى داخلى، ومضى سعيد يتحسس بيده شعر دولت حتى إقتربت شفتاه من شفتاها وذاق القبلة لأول مرة فى حياته، وبادلته دولت بحرارة قبلته بقبلة أكثر خبرة، وأحس سعيد بأنه على وشك أن يغمى عليه من فرط النشوة، وحمد الله على أنه جالس على المقعد، ووجد نفسه يهمس وهو يقبلها فى إذنها:
- أنا بأحبك قوى يادولت.
....
samybehiri@aol.com