كتَّاب إيلاف

ماذا حدث في لقائي مع القاسم وبكري؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجزيرة الرأي والرأي ذاته...

الزمان هو الثلاثاء 28 نوفمبر المنصرم المكان قناة الجزيرة القطرية البرنامج (الاتجاه المعاكس) الاشخاص فيصل القاسم ومصطفى بكري من استوديو الدوحة ضدي انا محمد حسن الموسوي - من لندن عبر الاقمار الاصطناعية. موضوع الحلقة (تداعيات استقالة رامسفيلد) وانعكاسات ذلك على الليبراليين العرب عامة والعراقيين منهم خاصة.

تعريف بالاشخاص- البدون السياسي:
فيصل القاسم ُمعِد ومقدم البرنامج المذكور(كما يفترض) وهو اعلامي سوري الاصل بريطاني الجنسية درس الاداب ونال شهادة الدكتوراه من جامعات بريطانيا عمل سنوات عديدة في القسم العربي لاذاعة البي بي سي في لندن. اتجاهه السياسي وكما تثبت كتاباته عروبي (متنور)( انظر مقاله المعنون بـ موسم تساقط الشعارات تجد انه ضد الاسلاميين والقوميين واليساريين ) ويتبنى الخطاب العروبي. في هذه الحلقة من البرنامج اثبت القاسم انه خصم لدود لليبرالية وبذلك يصح وصف اتجاهه السياسي بـ (البدون) لانه كما مر ضد الاسلاميين والقوميين العرب واليساريين الشيوعيين والماركسيين وكشف عن حقده على الليبرالية فهو بذلك (بدون سياسي) رغم تشبثه بالخطاب العروبي. وحري بنا التذكير هنا بالفرق بين العروبة والقومية العربية فالاولى انتماء اجتماعي طبيعي وهي بذلك كالكرودة (من الكرد) والفروسة ( من الفرس) اما القومية العربية فهي انتماء آديولوجي وسياسي مثل الحركة القومية التركية اوالفارسية اوالالمانية وهكذا فالفرق بين الاثنين واضح فالعروبة انتماء اجتماعي برئ اما العربية انتماء سياسي مؤدلج.

مسيلمة :
مصطفى بكري عضو مجلس الشعب المصري ورئيس تحرير صحيفة (الاسبوع) مصري من اصول صعيدية وهناك من يقول انه من جذور نوبية اي ينتمي الى القومية النوبية المنحدرة من السودان وصدق رسول الله حينما قال (ما تعصب الا دخيل). اتجاهه السياسي قومي عربي متهم بتعامله مع نظام صدام البائد وتلقيه أموالا في ما عرف في مصر بفضيحة (مثقفو كبونات النفط) التي اشتهرت بعيد سقوط نظام صدام الديكتاتوري حيث زار البكري العراق مرات عديدة وكما تذكر اوراق المخابرات العراقية السابقة والتقى خلالها ديكتاتور بغداد المهزوم ولا تزال صورته وهو يقف خلف وزير اعلام النظام البائد محمد سعيد الصحاف عالقة في اذهان العراقيين والعرب. البكري أدين مرات عديدة في القضاء المصري بتهمة القذف والسب والتشهير بخصومه السياسييين حيث القت اجهزة الامن المصرية القبض عليه وعلى شقيقه محمود بكري نائب رئيس تحرير صحيفة (الاسبوع) التي يملكها البكري في يوم 2 يونيو سنة 2003 تنفيذا لحكم صدر ضدهما بالسجن عام لكل منهما بسبب تشهيرهما وقذفهما بزعيم حزب العدالة المعارض (محمد عبد العال) الذي كان يدير صحيفة (الوطن العربي). وهذه واحدة من عدة احكام صدرت بقضايا من ذات النوع ضده وهو دليل على انه مدان من القضاء المصري وليس متهم فقط والفرق بين الحالتين جلي لكل ذي لب ومن له ادنى معرفة بلغة القانون.

الحزب الليبرالي:
محمد حسن الموسوي سياسي عراقي وكاتب. مهنيا يعمل في الحقل الاعلامي وطالب دراسات عليا علوم سياسية في مجال السياسات الامريكية في جامعة لندن. سياسيا من اعضاء المؤتمر الوطني العراقي (حزب ليبرالي عراقي يتزعمه الدكتور احمد الجلبي) والمتحدث باسم الحزب في المملكة المتحدة. أما في هذا البرنامج فقد تحدث بصفته الشخصية وهي سياسي عراقي وبصفته ليبرالي عربي من العراق. وهو الاتجاه السياسي الذي يتبناه، الأمر الذي أثار حفيظة كل من خصميه في البرنامج فيصل القاسم ومصطفى بكري لان الطبخة التي اعداها في كواليس الجزيرة هي الايقاع بالموسوي بصفته المتحدث باسم حزب المؤتمر العراقي الذي يتزعمه الدكتور الجلبي السياسي الذي كان وراء اصدار قانون تحرير العراق ومن ثم تجيش الجيوش لاسقاط نظام صدام والذي سبق وان لفقت له اجهزة المخابرات الصدامية بالتعاون مع دوائر اردنية معروفة تهمة سرقة بنك البتراء التي ثبت زيفها فيما بعد مما اضطر الاردن دفع تعويضا قدره خمسون مليون دولار للجلبي بعد ان قاضى الأخير الحكومة الأردنية في المحكمة الاتحادية الامريكية والتي اصدرت حكمها لصالحه لكنه رفض هذا التعويض واشترط على الحكومة الاردنية لاسقاط الدعوة المقامة ضدها عدة شروط منها الغاء الحكم الذي اصدرته بحقه محكمة عسكرية اردنية وتقديم الملك الاردني اعتذارا رسميا له بسبب التشهير به والاساءة الى سمعته والشرط الثالث هو تقديم تعويض قدره ثلاثمئة مليون دولار له ولعملاء بنك البتراء الامر الذي تفاوض عليه الاردن منذ سنوات.

عقدة الجلبي:
قد يستغرب القارئ من هذا الاسهاب في الحدييث عن الجلبي ولكن يوجد من وراء ذلك سبب وهو ان القاسم وبالاتفاق مع بكري ارادوا ان يدور الحديث عن حزب المؤتمر وزعيمه الجلبي وتوجيه الاهانة الى هذا الحزب باعتباره نموذجا لحزب ليبرالي وبأعتبار زعيمه يمثل المع ليبرالي عربي، هذا من ناحية، ولأنه السبب الرئيس وراء اسقاط نظام صدام وكشف المتعاونين معه من مثقفين وسياسيين عرب وتحدي المتعاونين من العاملين في الجزيرة حيث كان المؤتمر الوطني العراقي السبب في كشف تعامل مدير الجزيرة السابق مع نظام صدام وتلقيه أموالا منه مما ادى الى طرده من الجزيرة بعد افتضاح امره وامر اخرين فيها هذا من ناحية ثانية، لذلك فوجئ كل من مصطفى بكري وفيصل القاسم حينما أصررت على التحدث بصفتي الشخصية حيث اتصل بي مساعد القاسم قبل عشر دقائق من بداية البرنامج طالبا مني البقاء على عنواني الحزبي كناطق باسم المؤتمر فرفضت ذلك مما اثار حفيظة القاسم كثيرا الذي شعر ان ما فبركه مع البكري قد قضي عليه وذهب ادراج الرياح وهذا ما يفسر تهجمه عليَّ في بداية البرنامج متهما اياي وبقية الليبراليين ومنهم الجلبي بالصعاليك وكذلك بأيتام رامسفيلد وبجوقة المارينز. وهذا ما صرح به بكري حينما وجه كلامه الى القاسم قائلا انني كنت اتوقع من الموسوي ان يتحدث باسم المؤتمر الوطني ولكنه لايمتلك الشجاعة لذلك كما انه لايفتخر بحزب هو ناطق باسمه. أقول كل هذا الغضب من القاسم والبكري يؤكد ما زعمته من انني افسدت عليهم خطتهم يوم رفضت التحدث باسم المؤتمر الوطني العراقي.


الخلطة العجيبة:
في هذه الحلقة من برنامج (الاتجاه المعاكس) كشفت الجزيرة عن وجهها وحنينها الى الديكتاتورية كذلك تبين زيف شعارها (الرأي والرأي الاخر) بل ثبت انها (الرأي والرأي ذاته) اي انها لاتريد السماح للاخرين بإبداء الرأي الاخر المعاكس والمخالف لها والتي تزعم انها حريصة عليه وظهرذلك من خلال ما حدث في حلقة برنامج (الاتجاه المعاكس) هذه التي اصطفت فيها الجزيرة ممثلة بفيصل القاسم الذي يعد برنامجه الاهم من بين برامجها مع البكري ضدي وضد الليبراليين العرب اي انها فضائية تحمل اجندة معادية لليبرالية ولاتسمح بابداء الرأي المخالف لها وتحرص على ابداء رأيها الذي عبر عنه بوضوح البكري والقاسم وقد لا ابوح سرا اذا ما قلت انه العاملين في الجزيرة على قسمين هما قوميون عرب واسلاميون راديكاليون وقد كشف عن ذلك البرنامج الخاص الذي اعده احمد منصور (من الخط الاسلامي ) بمناسبة مرور عقد على انطلاقة القناة مع معدي ومقدمي برامج القناة ومع مسؤولي التحرير فيها واشهرهم ( احمد الشيخ) وهو من (الخط القومي ) ومهندس برامج الجزيرة والمسؤول الاول عن شريط الاخبار الذي يقطر سما ضد الاخرين.

هذه حقيقة الجزيرة ولقد صدمتنى رؤية ذوي اللحى الطويلة والدشاديش القصيرة من السلفيين ومعهم المحجبات المنقبات في اروقة الجزيرة التي زرتها مرتين وفي نفس البرنامج والذين ينتشرون كالجراد في ثناياها بين معد للبرامج الى محرر الى مخرج الى مصور الى فني اما الوجه الذي ترونه من الجزيرة بحسناواتها المعروفات فهو الظاهر ولا يكشف عن الباطن حيث يجلس كل من احمد الشيخ الى جنب احمد الجار الله وهو اسلامي اخواني والى جنبهما فيصل القاسم في مكتب واحد. ويشرف عليهم جميعا اخواني اخر هو مدير القناة في الظاهر وضاح خنفر. فعلى ماذا يدل ذلك ؟ وما هذه الخلطة التي جمعت بين عتاة القومية العربية وبين مردة التيار السلفي في قناة تدعى انها تناصر قضايا الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان العربي علما ان كل مصائب العرب أتت وتأتي من هذين التيارين الفاشلين كما أثبتت التجارب حيث كل الهزائم العربية جاءت على يدي التيار القومي ومعه التيار الاسلامي السلفي المتشدد؟

صاروخ بكري:
سأترك القارئ يتمعن بالكذب والدجل الذي سطره مصطفى بكري وهو يتحدث عما سماه بالمقاومة العراقية والارقام التي ذكرها عن ضحايا الجيش الامريكي حيث يقول حرفيا وكما نشرته (الجزيرة ) على موقعها* وهو يتحدث الى فيصل القاسم (والذي لم يكن بالطبع قاسما بيني وبين بكري بل كان معه على طول الخط يقدم له المعلومات ويذكره ببعض الأمور التي لم يفكر بها أساسا) وكان يمرر له كذبه ولا يستوقفه والذي شاءت الارادة الالهية ان تبان عورتهما وكذبهما حيث اطلق بكري صاروخا حينما قال (أنا أتحدث أقول إن المقاومة العراقية التي قتلت حتى الآن 32 ألف أميركي وجرحت 96 ألف وتقول لي الأرقام دي جبتها إزاي؟ أقول لك الأتي...حسب جمعية المحاربين القدماء اللي طلعت في سنة 2004 وقالت.. في منتصف 2004 قالت عندنا الذين تقدموا في طلب التعويضات 27 ألف جريح، في يناير 2005 بلغوا 48 ألف جريح وبالقياس إلى أن أعمال المقاومة تضاعفت يصبح العدد 96 ألف، نحن نعرف 96 على ثلاثة.. كل ثلاثة جرحى يقابلهم قتيل 32 ألف قتيل أميركي،..)

بالله عليكم هل سمعتم بمثل هذه الكذبة الكبيرة؟ اذ حسب كلام البكري فانه لم يعد هنالك وجود عسكري أمريكي يذكر في العراق لماذا؟ لانه قال ان المقاومة قتلت اثنيين وثلاثين ألفا وجرحت ستة وتسعين ألفا، وبجمع هذين الرقمين الى بعضهما تكون النتيجة مئة وثمانية وعشرين ألف جندي أمريكي هم عدد القتلى والجرحى الامريكيين في العراق ووفقا لهذا المنطق (الجزيراوي القاسمي البكري) لم يبق في العراق سوى الفي جندي امريكي لان العدد الكلي للجنود الامريكيين في العراق هو مئة وثلاثون ألفا فإذا قتلت وجرحت المقاومة الجزيراوية مئة وثمانية وعشرين ألفا فسيكون المتبقي منهم ألفين فقط! لم يندَ جبين فيصل القاسم لهذه الكذبة والتي مررها للبكري وقطع عليَّ الطريق للرد عليها لأنهم كانوا يتحكمون بصوتي كما تبين لي ذلك بعد نهاية البرنامج حيث قطع عني الصوت ثلاث مرات وانا ارد على أكاذيب بكري الذي فاق بدجله وكذبه مسيلمة الكذاب. واترك للقارئ اللبيب الحكم على زعمي هذا.

سقوط ورقة التوت:
اخيرا كشفت هذه الحلقة عن حقيقة الجزيرة كقناة تدعي انها تمثل ميثاق الشرف الصحفي حيث اثبتت انها غير جديرة بهذا الادعاء والذي يفتقر أصلا إلى الدليل إذ بان تحيزها إلى أعداء الشعب العراقي والشعوب العربية وظهرت لا حياديتها ولا موضوعيتها على لسان وسلوك فيصل القاسم الذي تجاوز اعراف المهنة الصحفية وراح يسبني ويشتمني بدلا عن ضيفه الاخر بحجة الدفاع عنه فأي موضوعية وحيادية هذه التي تجعله يميل الى ضيف على حساب آخر؟ لقد انطبق في فيصل القاسم قول القائل : فيك الخصام وانت الخصم والحكم. لم يعد خافيا على أحد أن فيصل القاسم ليس إعلاميا محايدا وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع والبرهان الساطع في حلقة الاتجاه المعاكس الأخيرة، وكل التدريب الذي حصل عليه في هيئة الإذاعة البريطانية قد ولى أدراج الرياح عندما غلب نزوته وهواه على مهنيته المزعومة. كل من لديه شك في هذا الكلام عليه أن يراجع برنامج الاتجاه المعاكس ليوم 28 نوفمبر المنصرم. لم يتمكن حتى من إخفاء حقده على الدكتور أحمد الجلبي رغم أنه ليس عراقيا ويفترض أن يكون محايدا في أمر يخص بلدا آخر غير بلده. وقد يقول قائل ولماذا اشتركت في البرنامج اصلا وظهرت قي قناة غير حيادية على الاقل فيما يخص العراق وهي الان ممنوعة من مزاولة عملها هناك؟ فإجيب بأنني استشرت إعلاميين آخرين ونصحوني بعدم المشاركة في هذه الحلقة بالذات حتى قال أحدهم "إن فيصل لن يكون محايدا لأنه ليس إعلاميا حقيقيا بل مهرجا" على حد قوله! لكنني أصررت على المشاركة انتصارا لليبرالية ودفاعا عن بلدي الحبيب العراق وتوضيحا للحقائق. وشاء الله ان تكون هذه الحلقة سببا في سقوط ورقة التوت عن عورة الجزيرة وفيصلها.

فيصل القاسم الذي أصمّت حججي وكلماتي في الدفاع عن الليبراليين العرب وعن انجازات الشعب العراقي مسامعه وأوهنته وهزمته ردودي خصوصا بعدما وضعته في زاوية ضيقة حينما استشهدت بمقالته التي يسب فيها ويشتم بطريقته المعهودة القوميين العرب متهما اياهم بتخلف الامة العربية فأسقطت بهذا الاستشهاد ما في يديه وجعلته وجها لوجه مع ضيفه القومي فما كان منه الا ان تعمد غمط حقي في الوقت ودار ظهره لي واعطى ثلثي الوقت لبكري الذي لم يستطع مع كل الدعم والمساعدة التي قدمها له القاسم من ان يطرح أي حجة مقنعة حتى اضطر القاسم ان يتدخل عدة مرات لصالحة ويُقوِّله ويعطيه الجمل ليتحدث بها اي انه حول البرنامج الى ما يشبه المونولوج حينما قرر بخس حقي في الوقت وعدم السماح لي بالرد من خلال كثرة مقاطعته لي طول وقت البرنامج. فهل هذه الحيادية والموضوعية يا قناة الجزيرة؟ هل يحق لكم بعد اليوم إدعاء الموضوعية والحيادية؟ هذا غيض من فيض عن قناة الجزيرة الذي لم يعد خافيا على احد. واقترح عليها استبدال شعارها من (الرأي والرأي الاخر) الى (الرأي والرأي ذاته) فهو الوصف الدقيق لها.

*ادناه رابط مدونة البرنامج كما نشرته الجزيرة في موقعها ومنه يتبين حجم الممارسة اللاموضوعية لمقدم البرنامج ومعده رغم أن المدونة تذكر الكثير من الكلام الذي قلته ولكن لم يسمعه المشاهدون بسبب مقاطعات القاسم وبكري المتواصلة لي ويتضح من المدونة ان البرنامج في الربع الاخير منه تحول الى حوار بين القاسم والبكري فقط ولم يمنحني القاسم حتى فرصة الرد عليه اخر دقيقة كما تقتضي العادة واكتفى برأي ضيفه والذي هو في الحقيقة رأيه ورأي الجزيرة:

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/1600D3D6-5FF2-4DB2-BF82-49F91808A4F9.htm#L1

almossawy@hotmail.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف