قناة الجزيرة غير العربية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من المتوقع نجاح قناة الجزيرة في العالم العربي نظراً لارتفاع نسبة الأمية، وتزاحم فكرة المؤامرة في جماجم العرب العاربة والمستعربة، لأنهم "عبر التاريخ" يظنون بأنهم أمة بلا أخطاء، وكل من حولهم يتربص بهم الدوائر والمربعات منتظراً فرصة الانقضاض عليهم.وهذا النجاح الجزيري يساير نجاح وانتشار "الشعر المحكي/ الشعبي" كما يشاطر نجاح كتب الطبخ وكتب التداوي بالأعشاب ومؤلفات السحر وقراءة الأبراج والحظوظ السعيدة والتعيسة، وطالما أن الدجالين السحرة ومفسرو الأحلام منتشرون ومتفوقون في العالم العربي فلابد للجزيرة أن تتفوق، لأنها تؤكد ما في عقل العربي من خزعبلات وأوهام ومؤامرات وأضغاث أحلام تنتشر مثل انتشار السرقة والفوضى في العالم العربي، هذا العالم الذي
قال عنه نزار قباني:
والعالمُ العربيُّ إمّا نعجةٌ
مذبوحةٌ أو حاكمٌ قصّابُ
يَا تُوْنُسَ الخَضْراءَ هَذا عَالمٌ
يُثْري به الأُمىّ والنَّصابُ!
ونعني بالفوضى أداء الجزيرة المضموني وإلا من حيث التقنية وآليات نقل الخبر فهي قناة احترافية بنسبة عالية من التفوّق، إنها أشبه ما تكون بقصر عامر مثل قصور كسرى يسكنه مجموعة من المرضى النفسيين والأشخاص المعاقين والناس ذوي العاهات المستديمة الذين يظنون أن العالم كله خلق للتآمر عليهم، والتشمت بعاهاتهم الظاهرة والباطنة،ولكن هذا التفوق للجزيرة بنسختها العربية، هل سيجعلها تنجح في نسختها الإنجليزية، وقد انطلقت قبل أيام؟ إذ المشاهد والمستمع هناك مختلف!
لقد نشرت صحيفة التايمز بتاريخ 12/2/2006م تقريراً للصحفي الصومالي راجح عمير، الذي انضم لفريق قناة الجزيرة، (وفي تقريره يبشر بأن القناة ستكون "صوت من لا صوت له" وقال إنها للجميع بغض النظر عن العنصر أو اللون أو الجنسية أو حتى العقيدة)!!!لكن السؤال الذي يطرحه المراقبون، هل ستكون الجزيرة الإنجليزية على شاكلة الأم "العربية"؟ وهل هي حاجة إعلامية، أم خطوة سياسية؟ ثم هل تريدها قطر قناة للأخبار والحوادث أم صوتا سياسيا ذا ملامح محدودة؟
لقد قال مرة الروائي الجزائري المتألق رشيد بوجدرة إن اللغة العربية "لغة عاطفة وحب وحنان" الأمر الذي سيفوّت فرصة النجاح لهذا المولود لأنها- كما يقول أحد المراقبين- "لن توّفر نفس الحنين والعاطفة" التي تحملها مفاصل وتقاطيع وهمسات اللغة العربية! ومن هنا تبرز أسئلة خطية خطابية تتعلق بصياغة الخبر في هذا المولود الإنجليزي الجديد، هل ستكون نفس المفردات مترجمة من العربية؟ بمعنى هل ستقول: "شهداء في فلسطين، أم قتلى"؟ وهل هي "عمليات استشهادية أم انتحارية"؟ وهل الجرائم في العراق "تحرير أم مقاومة أم إرهاب"؟ وهل الجنود الغربيين في العراق "قوات تحالف أم قوات احتلال"؟
ويعلّق الأستاذ توفيق رباحي في جريدة القدس بتاريخ 7/2/2006م على خطوة الجزيرة قائلاً: (هل سيوفر المراسلون في تقاريرهم "الإنجليزية طبعاً" معهم القدس أو رام الله نفس الحنين الذي توفره جيفارا البديري مثلاً؟ وهل سيدير المذيعون الإنجليز حواراتهم بنفس طريقة خديجة بن قنة؟ وهل سيوفروّن نفس الجرأة التي يوّفرها جمال ريان وهو يستنطق مسؤولين اسرائليين أو غربيين، يختلف معهم سياسياً وأيديولوجياً)! اسمح لي... اسمح لي.. اسمح لي، عفواً على المقاطعة.. أنت تقول كذا وكذا!!! اللغة لن تكون هنا مجرد أداة تعبير، إنها وعاء عاطفي، خصوصاً لشعوب تشعر بالظلم والاضطهاد منذ سقوط غرناطة، وتعوّدت التعاطي مع الهم الفلسطيني بلغة وأصوات الحب والحنين!
إنها أسئلة، وما المانع من السؤال!!! والجزيرة (الإنجليزية) قد بدأت منذ أيام وعند الجزيرة الخبر اليقين.
Arfaj555@yahoo.com