كتَّاب إيلاف

إعادة تشريح جثة سعاد حسنى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إعادة تشريح جثة سعاد حسنى ضجة مفتعلة


* إعادة تشريح جثة سعاد حسنى ضجة مفتعلة وهروب من حقيقة الانتحار
* أحمد عكاشه: مريض الإكتئاب المنتحر ليس كافراً !
* يوجد منتحر كل عشرين ثانيه، ودواء سعاد حسنى لم يعالجها بل على العكس شجعها على الانتحار.
* نسبة 20% من المكتئبين ينتحرون، وضحايا الإنتحار أكثر من ضحايا الحروب والزلازل.
* مريض الإكتئاب الجسيم غير مستبصر ولذلك لايحاسب.
* المنتحر فى مصر لايبلغ عنه لخوف الأسرة من إتهامات الكفر وعنوسة إخواته البنات!.
* نحن نتعامل مع مريض الإكتئاب على أنه مجرم، والمريض النفسى على أنه مجنون، والعلم على أنه تحدى للمقدسات.

طالبت عائلة سعاد حسنى أو تحديداً شقيقتها جانجاه بإعادة تشريح الجثة نظراً لظهور دلائل جديدة فى القضية، وتحركت الأسرة ومحاميتها ورفض النائب العام إتخاذ هذا الإجراء، وبرغم مرور كل هذا الوقت على وفاة السندريلا إلا أن شقيقتها مازالت مصرة على فتح الملف وإثارة القضية، كل هذا برغم أنه ليس هناك ملف ولا قضية من أصله، فسعاد حسنى عاشت مكتئبة وماتت منتحرة، يعنى المسألة فى غاية البساطة والوضوح ولاتحتاج لكل هذا اللغط والضجيج، والعيش فى الوهم وإدعاء وجود مؤامرة سرية من صديقتها ناديه يسرى، أوجريمة قتل من الموساد الإسرائيلى، أو النكتة الكبرى أن هناك شخصيات كبيرة فى مصر خايفة من كتابة مذكراتها وإفشاء أسرارهم !!.

كل ماسبق ينتمى إلى عالم الكوميديا ولايصمد لأى مناقشة موضوعية، وسببه الأساسى هو رفض المجتمع لقبول فكرة أن المكتئب المنتحر هو شخص مريض وليس بنى آدم يائس كافر ملفوظ من المجتمع ومدان من الناس وخارج عن الناموس والشرع ومطرود من الجنة !، والسندريلا كان من المعروف أنها تعانى إكتئاباً شديداً، فهى شخصية مهيئة لذلك، وجاءت الظروف الضاغطة كعامل مساعد لكى تفجر بركان الإكتئاب عندها وتوصلها إلى درجة الإنتحار، ومفتاح فهم مشكلة السندريلا كان فى رسالة الأنسر ماشين التى تقول "أنا زوزو..."، هى مازالت تعيش نفسياً فى مرحلة زوزو الرشيقة المتألقة معبودة الشباب ولكنها جسدياً تعيش خريف المرض والبدانة والإختفاء عن العيون فى ضباب لندن حيث الهروب من أعين المتطفلين الذين كانوا فى الماضى " المعجبين " !، هذا الصراع القاسى بين النموذج والواقع، وتناقض صورة المجلات الفنية والأفيشات مع صور المرايا والأشعات، جعل السندريلا تعيش مرحلة قاسية لمريضة إكتئاب بعيدة عن بلدها ودفء أهلها، تحتضنها صديقة مهما كان عليها علامات إستفهام إلا أنها فتحت بيتها لها فترة طويلة فلماذا تفكر فى قتلها يكفى أن تطردها فقط خاصة أنها لم تكن مليونيرة!، تعانى من الجفوة والإنكار وسخرية الصحافة التى وصفتها فى مقالة شهيرة بالهمجية وهى التى كانت يوماً ما الملكة المتوجة على عرش قلوب شباب مصر المحروسة، فضلاً عن فقدانها لأبيها الروحى صلاح جاهين الذى إنتحر هو الآخر بإبتلاع كمية هائلة من أقراص التجريتول التى لاتغسل من الدم إلا بمنتهى الصعوبة !!، كل ماسبق ألا يؤدى بمريضة مكتئبة لاتواظب على الأدوية وليست تحت رعاية طبية كاملة إلى الإقدام على الإنتحار، أعتقد أن المقدمات تؤدى بشكل شبه قدرى إغريقى إلى نتيجة واحدة هى ماحدث من إنتحار سعاد حسنى والذى إنتهت إليه تحقيقات سكوتلانديارد والمحاكم الإنجليزية.

حملت تساؤلاتى إلى د.أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسى، وطلبت منه إجابة مباشرة عن سؤال محدد : هل مريض الإكتئاب الجسيم المنتحر كافر ؟، ورد الدكتور عكاشه بحسم وبدون تردد : لا..ليس كافراً، وحكى لى د.عكاشه أنه كان فى ندوة مع شيخ الأزهر والبابا شنوده حول القتل الرحيم، وجاءت سيرة المكتئب المنتحر، وإتضح أن فهم مرض الإكتئاب يشوبه بعض الغموض والخلط عند رجال الدين، وقال د.عكاشه أنه وضح لهما أن إنتحار مريض السكر بالإمتناع عن الإنسولين يختلف عن إنتحار المكتئب المريض، فالأول مستبصر وعارف ومدرك، والثانى غير مستبصر وغير مدرك وغير مقدر لعواقب الأمور، إنه على حد تعبير د.عكاشه مريض فاقد الأهليه فكيف نحاسبه على هذا التصرف ونكفره بدعوى أنه يائس من رحمة الله!.

الأرقام التى ذكرها لى د.عكاشه صادمه فقد قال أن نسبة الإنتحار فى مايسمى الإضطراب المزاجى ثنائى القطب من 15 إلى 20 %، وقد نحت صلاح جاهين لهذا النوع من الإكتئاب لقباً خاصاً فأطلق عليه البسط إكتئابى، وفى كل 20 ثانيه فيه واحد بينتحر فى منطقة ما من العالم، و 70% من المنتحرين لديهم إكتئاب، وعدد ضحايا الإنتحار أكثر من ضحايا الكوارث والزلازل والبراكين، يعنى ببساطة بالعلاج الصحيح نستطيع أن ننقذ 70% من ضحايا الإنتحار، ويعد الإنتحار فى مصر من وصمات العار، ومازالت ثقافة التعامل مع ضحايا الإكتئاب من المنتحرين يشوبها الجهل والإدانة والتكفير، فالمفروض أن تبلغ وزارة الداخلية بحالات الإنتحار ولكن مازالت الأسرة المصرية ترفض إتخاذ هذا الإجراء لعدة أسباب منها كما يذكر د.عكاشه، حتى لايوصم المكتئب المنتحر المريض بأن إيمانه قليل، وأن الأسرة لم تعطه الحماية والأمان اللازمين وماعرفوش يربوه، وحتى لايقال عنه أنه يتحدى مشيئة الله، ومن ضمن الأسباب أيضاً أن الجيران والناس لو عرفت إن البنت إنتحرت لن تتزوج أختها وستعانى من العنوسة المزمنة !.

يظل خبر الإنتحار مختفياً عن الأعين والأذهان ولاتعرف الأسرة أسباب إنتحار المكتئب المريض الذى إنتحر لأنه أحس بالعجز واليأس والخوف من الإستمرار فى الحياه، ويمنحه الإكتئاب هبوطاً حركياً وصعوبة فى الكلام وعدم إهتمام بماحوله، وعدم إستبصار بعمق المرض، وعندما سألت د.عكاشه عن الدفع الذى يقوله المدافعون عن نظرية قتل سعاد حسنى بأنها كانت تأخذ العلاج فكيف تنتحر ؟، قال مؤكداً على أن بعض العلاج من الممكن أن يستعيد من خلاله المريض وبجلسات الكهرباء مثلاً قدرته على النشاط الحركى والتواصل ومن الممكن أن يزيد إستبصاره بعض الشئ، ولكن مازال محتوى المريض الفكرى عاجزاً، وبعد ماكان لايستطيع حركياً الإقدام على شئ من الممكن جداً بعد هذا العلاج أن يقدم عليه، ومن الممكن جداً أن ينتحر وهو تحت العلاج، ولذلك لايعد تناول سعاد حسنى العلاج دليلاً على أنها لم تنتحر، والدليل على عدم صحة إدعاءات أن العلاج الجزئى يمنع الإنتحار تماماً هو حادثة إنتحار الروائى الأمريكى أرنست همنجواى الحائز على جائزة نوبل، والذى كان فى المستشفى وتعرض لأربع جلسات كهرباء وخرج لينتحر بالبندقية، إذن شفاء وتحسين الهبوط الحركى لايستلزم بالضرورة تخفيف وشفاء محتوى الإكتئاب.

من الأرقام الصادمة أيضاً أن 15% فقط من مرضى الإكتئاب هم الذين يأخذون العلاج المناسب بالمدة المناسبة وبالكمية المناسبة، ومعظمهم يتعاملون مع أطباء الباطنة العامة الذى يمضى معه إلى ربع الطريق من خلال طرق فرعية جانبية لا تصل إلى الهدف مباشرة، ولذلك تزيد نسب الإنتحار حيث لاتنفع معه نظرية نصف العمى أفضل من العمى كله !.

إن مايحدث مع قضية إنتحار سعاد حسنى هو تلخيص لطريقة تفكير شعوب تتعامل مع مريض الإكتئاب على أنه مجرم، والمريض النفسى على أنه مجنون، والعلم على أنه تحدى للمقدسات، إننا لانشجع على الإنتحار ولكن نناقشه بطريقة علمية حتى نفهمه، ونفهم معه لماذا وصف صلاح جاهين الإنسان بأنه الكائن الوحيد القادر على إتخاذ قرار الإنتحار عندما تساءل.. حد عمره شاف حمار بينتحر ؟؟!!.


غزوة الإخوان وحرب الختان وهياج البرلمان !


* لماذا تحولت المرأة إلى صداعنا المزمن، ولماذا نعكس عليها كل عقدنا النفسية وكلاكيعنا الإجتماعية؟

نريد بترالمرأة وإستئصالها ونتخيل أن فى هذا السلوك حلاً لجميع مشاكلنا وننسى أننا مجتمع معوق فاشل منافق يحاول أن يبرر شلله الذهنى والسياسى والإقتصادى بأى مبرر وبالطبع ليس أسهل من جسد المرأة كمبرر جاهز يرضى أذواق مجتمع يستورد إبرة الوابور من الصينيين والقمح من الأمريكيين والفضيلة من بوتيكات الوهابيين !.
*مفتى الإخوان يؤيد الختان ويقول أنه يصون عفافها ويحافظ على شرفها.
*إخوان أون لاين يؤيد ختان الإناث وإسلام أون لاين يرفضه.
* هل نأمر بوأد البنات لكى يستريح الإخوان والبرلمان ؟!

ختان الإناث مرشح لأن يكون قضية الموسم بعد قضية الحجاب والفستان، وتصريحات المفتى وشيخ الأزهر ستكون هى مرمى الرماية وهدف التنشين بعد تصريحات فاروق حسنى وفستان يسرا، وهكذا تحرك الإخوان ومن ورائه البرلمان فى غزوة جهادية بطريقة تنازلية من أعلى إلى أسفل ومن منطقة الرأس حيث الطرحه إلى منطقة الحوض حيث اللامؤاخذه !!، ولاأعرف السبب الغامض وراء تحول المرأة إلى صداع مزمن فى دماغ التيارات الدينية، والأخطر تحولها إلى كالو مؤلم فى مزاج المجتمع المصرى ككل بعد أن أصبح التزمت والتطرف هو قاطرة الوطن الإجتماعية والثقافية والسياسية أيضاً، لماذا أصبحت المرأة هى القربان الذى لابد أن يضحى به عند كل مشكلة ؟، ولماذا باتت تشكل أزمة وعورة ومصيبة وكارثة متحركة تمشى على قدمين وغواية مشتعلة تحرق الأخضر واليابس ؟، إننا بإختصار بدأنا نعكس عليها كل عقدنا النفسية وكلاكيعنا الإجتماعية، نريد بترها وإستئصالها ونتخيل أن فى هذا السلوك حلاً لجميع مشاكلنا وننسى أننا مجتمع معوق فاشل منافق يحاول أن يبرر شلله الذهنى والسياسى والإقتصادى بأى مبرر وبالطبع ليس أسهل من جسد المرأة كمبرر جاهز يرضى أذواق مجتمع يستورد إبرة الوابور من الصين والقمح من أمريكا والفضيلة من بوتيكات أولاد سعود و عبد الوهاب !.

مفتى الإخوان المسلمين الشيخ محمد عبد الله الخطيب والذى أفتى من قبل بتحريم بناء الكنائس، خرج علينا بفتوى نارية فى موقع الإخوان المسلمين على الإنترنت ونشرتها كل المنتديات الإسلامية كوثيقة دامغة على تحليل ختان البنات، وإحتفى بها نواب الإخوان فى مجلس الشعب الذين يستعدون لحرب داحس والغبراء الختانية وتحويل الفتوى فى ماكينة الإخوان إلى إستجوابات وطرح ثقات، وإستغلال الفرصة لسحب البساط من مؤسسة الأزهر التى يتهمونها فى الموقع هى ودار الإفتاء بأنها إحتضنت ورعت مؤتمراً يجرم الختان بتمويل ألمانى مشبوه !.

يقول مفتى الإخوان فى فتواه ومقالته المنشورة على الموقع " الختان.. الختان.. أين حقوق الإنسان؟!، غريب أمر المؤتمرات التي تُعقد هذه الأيام، والتي يعرف الجميع ما وراءها؟ ماذا تريد منا هذه الألاعيب وتلك المخططات؟ ماذا تريد ببناتنا؟ وبعفافِ أسرنا؟، وتُروج في هذه المؤتمرات الأحاديث عن الأضرار الطبية والنفسية التي تصيب الفتاة بسبب الختان، وتأتي الصحافة فتعلن للقراء أنَّ المؤتمرات النسائية الدولية تقرر أنَّ ختان البنات انتهاك لحقوق الإنسان، ولا بد من حث الدول على إصدار قرار يمنع ختان البنات، وتضخم هذا الأمر، وتزعم أنه انتهاك بدني لحقوق الإنسان، وهو بعيد عن الشريعة، وأنَّ الدين الإسلامي بريء منه... إن الختان في الإناث مكرُمة، ويرى بعض الأطباء أنَّ عدم ختان الأنثى يؤدي إلى إشعالِ الغريزة، وقد تندفع إلى ما لا يجوز ولا تُحمد عقباه، إذن، فالختان واجبٌ في حقِّ الرجال وسنة ومكرمة في حقِّ النساء، هو وقاية لشرفِ المرأة، وحفظًا لعرضها وعفافها، أما إثارة الغرائز والشهوات الدنيا فإنَّ الإسلامَ يحرص على إشاعةِ العاطفةِ النبيلةِ والارتقاء بالرجل والمرأة، قول الرسول- صلى الله عليه وسلم -: " خمس من الفطرة: الاستحداد- أي حلق العانة- والختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر " ( أخرجه البخاري، ومَن يراجع كُتب الحديث يجد أنَّ الختان حقًّا من سنن الفطرة، كما في الأحاديث التي رواها الإمام مسلم، ثم إنهم إذا كانوا يحتجون بأنه "لا يزال يمارس في القرية والمدينة بوحشية، بعيدًا عن الأساليب الحديثة الطبية، وأنَّ الدايات هُنَّ الفئة التي تسيطر على الموقف، وتؤكد قيمة الختان، فإنَّ السنةَ أكدت الابتعاد عن ذلك، بقوله- صلى الله عليه وسلم - للقابلة التي جاءت تسأله عن الختان : " اخفضي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج " رواه الحاكم في المستدرك.

وتستمر مظاهرة تأييد ختان الإناث فى موقع الإخوان بمقالتين ناريتين تشيران بأصابع الإتهام إلى الأزهر الذى قبل التمويل الألمانى المشبوه، الأولى بعنوان "لماذا صمتت المؤسسات الدينية في أزمة الحجاب؟ ولماذا تبحث الآن تحريم الختان؟"، والثانية بعنوان " علماء الإسلام: تحريم الختان باطل"، وبالطبع الإخوان لم يحتكروا الدين وليسوا هم وكلاء الله فى الأرض والمتحدث الرسمى بإسم الدين أو سماسرة الفردوس، ورأيهم فى هذه القضية بالذات رأى شاذ ولايعبر عن إتجاه دينى بقدر مايعبر عن كبت إجتماعى ونظرة ذكورية متعنتة تؤمن بدونية المرأة، بدليل بسيط وهو أن كل ماقاله موقع إخوان أون لاين يكذبه موقع إسلام أون لاين !، وماقاله القرضاوى الإخوانى القديم فى المؤتمر الذى يهاجمونه ويتهمونه بالعمالة يناقض ويهدم تماماً ماقاله مفتى الإخوان المسلمين، فقد قال القرضاوى " "لا يوجد في القرآن الكريم دليل واحد على الختان عامة"، وأضاف " "لا يجوز الأخذ بختان الإناث من باب سد الذرائع كالقول بأنه لا بد أن تختن الفتاة من أجل حمايتها من الشهوة الزائدة عند بلوغها"، مشيراً إلى أن هذا الأمر ثبت علميا خطؤه، واعتبر القرضاوي أنه يجوز منع ختان الإناث استناداً لقاعدة "تقييد المباح إذا ترتب عليه ضرر أو مفسدة"، أو من باب "منع تغيير خلق الله" الذي اعتبره القرآن الكريم من عمل الشيطان، أما المفكر محمد سليم العوا فقد فند بشكل مفصل ومفحم جميع الأحاديث التى إستند عليها مؤيدو الختان وقال " بالنسبة للحديث الذى يقول : الختان سنة للرجال مكرمة للنساء، ليس فى هذا النص حجة لأنه نص ضعيف، مداره على راوٍ لايحتج بروايته، فكيف يؤخذ منه حكم شرعى بأن أمراً معيناً من السنة أو من المكرمات، وأقل أحوالها أن تكون مستحبة، والإستحباب حكم شرعى لايثبت إلا بدليل صحيح "، وحديث إلتقاء الختانين يقول عنه العوا " لاحجة فى هذا الحديث الصحيح على ذلك، لأن اللفظ هنا جاء من باب تسمية الشيئين بإسم الأشهر منهما، أو بإسم أحدهما على سبيل التغليب، ومن ذلك كلمات كثيرة فى صحيح اللغة العربية منها العمران (أبو بكر وعمر) والقمران (الشمس والقمر) والعشاءان (العشاء والمغرب)..الخ، فلفظ الختانين لادلالة فيه على مشروعية ختان الإناث، والحديث وارد فيما يوجب الغسل وليس وارداً فى أمر الختان أصلاً "، والحديث الثالث الشهير وهو حديث إخفضى ولاتنهكى فإن العوا يرد قائلاً " حديث أم عطية بكل طرقه لاخير فيه ولاحجة تستفاد منه، ولو فرضنا صحته جدلاً، فإن التوجيه الوارد فيه لايتضمن أمراً بختان البنات، وإنما يتضمن تحديد كيفية هذا الختان إن وقع "، وسأحاول أنا تقريب المعنى الذى قصده د. العوا، وهو أننى لو أمرت مريضاً عندى بأن يخفض السجائر التى يدخنها إلى خمس سجائر فقط بعد أن كان يدخن علبتين، فهل يعنى هذا أننى قد أمرت بتدخين السجائر وأدعو إليها ؟، أم أننى أتماشى مع عرف سائد وأريد تخفيفه على مراحل !!.

لن أتحدث فى هذا المقال عن الأضرار الطبية والإنسانية والمحاذير القانونية للختان فقد تحدثت عنهم من قبل فى مناسبات أخرى، ولكنى حاولت أن أؤكد أن بعض التيارات التى مهما إختلف خطابها السياسى وتقدم وإستنار بعض الشئ إلا أن موقفها الإجتماعى مازال متخلفاً ينتمى إلى العصور الوسطى، ومفاهيم حزام العفة والإستمتاع بالجوارى ونساء قاع جهنم الناقصات عقل ودين، ومازلت أتساءل فى نهاية المقال لماذا لاتقطعون ياإخوان رؤوس البنات والستات أيضاً لكى تستريحوا من صداعهم المزمن ؟، أعتقد أنه يجب أن يضاف إلى شعاركم وأد البنات هو الحل!.

khmontasser2001@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف