كتَّاب إيلاف

الحمار الأمريكي والجزرة السورية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ عام تقريبا طالعتنا بعض الصحف ووسائل الاعلام العربية، والتي تحكمها الرغبات السياسية أكثر من المهنية، بأنباء عن صراعات سورية داخلية توحي بأن النظام السوري على وشك السقوط خلال أيام. مضى عام، سقط فيه وزير الدفاع الأمريكي وترجل سفير المحافظين الجدد عن كرسيه في الأمم المتحدة وخسر الجمهوريون في الانتخابات، والنظام السوري لم يسقط. اكتشفنا أن هذه الصحف كانت "تأكل الحلاوة بعقول قرائها"!!.
إن الوضع القائم الآن في العلاقات السورية الغربية وبشكل خاص مع الولايات المتحدة- من وجهة نظر واقعية سياسية متخمة بالحذر الصحفي- هي صورة "حمار أمريكي يركض وراء الجزرة السورية"!

حاول الكثير من المراقبين التحدث عن العصا الأمريكية والجزرة السورية، لكن ما يحصل الآن يقول إن هذه النظرية خاطئة.
أولا، رئيس الحكومة الفلسطينية يزور دمشق في إطار جولة عربية لم ولن تكون لولا أن اسرائيل قررت أن تسمح له أن يقوم بهذه الجولة، والتي في نهايتها سيحل ضيفا على السوريين المتهمين من قبل واشنطن وتل أبيب بدعم "المنظمات الفلسطينية الإرهابية"، فكيف يتهمون دمشق بهذه التهم ويسمحون لـ"هنية" بزيارتها؟
ثانيا، أعاقت الولايات المتحدة خلال العام الماضي محاولات التقارب العراقي السوري من خلال ضغوطها لرفض زيارة أي مسؤول سوري إلى العراق، ولكن فجأة هذا العام لم تبد أي ممانعة إزاء زيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى بغداد والاتفاق على عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

ثالثا، رغم الضغوط الغربية على سوريا بشأن الملف اللبناني والمحكمة الدولية، يحط وزير خارجية ألمانيا الرحال في دمشق عاشقا مولعا بها ليخرج بتصريحات تنتقد بشكل خجول سوريا، إذن لماذا جاء إلى دمشق؟ ولماذا جاء مستشار بلير قبله إليها؟
لماذا يحج هؤلاء المسؤولون الغربيون إلى دمشق وهم في ذات الوقت يتهمونها بالكفر؟!
وبناء عليه، إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن، التي تسعى لحفظ ماء الوجه في العراق وفلسطين ولبنان حيث يتصاعد التوتر في هذه المناطق يوما بعد يوم،وجدت نفسها أمام جيمس بيكر (جيمس بوند الأمريكي!) العائد إلى الشرق الوسط بدهائه وخبثه.
وطالب بيكر في تقريره هذه الإدارة استبدال حصان الكابوي المجنون، التائه أمام الهنود الحمر في العراق، بحمار مخصي عاقل، وبالغ، دون أن يسوسه أحد بعصاه، ليمضي إلى الشرق الأوسط بحثا عن الجزرة السورية التي يلوّح بها السوريون بمهارة عالية طالما أنهم لا يستخدمون أي عصا!


hnayyouf@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف