كتَّاب إيلاف

تواطؤ حكومة لبنانيّة لا طوائف

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدوائر الإعلاميّة الكبيرة في الغرب ديدنها الدسّ واللّس وتشويه الحقائق، مثلما في الأطراف حتى أستراليا التي تقع في المقلب الآخر من الأرض، وفي هذه الأخيرة، وعلى رغم اعتدال صحيفة الهيرالد اليوميّة، بالمقارنة مع صحيفتي "دايلي تلغراف" و"أستراليان" اليوميّتين أيضاً، فالحقيقة كثيراً ما هي ضحيّة فيها جهاراً نهاراً.


وبتاريخ 17 \ 12 \ 2006 نشر مراسل الهيرالد في بيروت وهو "إد لوفلين" تحقيقاً عن الأوضاع المستجدّة في لبنان كثير المغالطات المتعمّدة، ما يؤكّد الإشتباه بديموقراطيّة الغرب المعلّبة من خلال ضخّ معلومات محرّفة بزخم طوفان، فإذا الإعلام تجهيل وليس تنويراً. ويرد في تحقيق لوفلين أن "حزب الله وأنصاره وهم عموماً شيعة متديّنون جنوبيّون فقراء يجزمون أن الحكومة السنيّة ـ المسيحيّة ـ الدرزيّة وقفت إلى جانب إسرائيل وأميركا في حرب تمّوز الفائتة" وفقرة كهذه فيها من التضليل والإفتراء القدر الكبير.


وفعلاً جرى اتّهام الحكومة اللبنانيّة بالتواطؤ خلال الحرب المذكورة بما تمثّل سياسيّاً، لكن أحداً في لبنان لم يتّهم المسيحيين بما أوحى به المراسل ـ فُضّ فوه ـ خصوصاً وأن أكثر من 75 بالمائة من هؤلاء بمعيّة ميشال عون وسليمان فرنجيّة وإميل لحّود وميشال المرّ وقيادات مسيحيّة أخرى كثيرة وقفوا بكلّ بطولة ضدّ العدوان الإسرائيلي الأميركي على لبنان. وأحد لم يتّهم الدروز وقطاعات واسعة منهم بقيادة طلال إرسلان ووئام وهّاب ومشايخ عقل وقيادات درزيّة كثيرة وقفوا ببطولة أيضاً ضدّ إسرائيل وأميركا وحلفائهما في لبنان خلال الغزو الذي دمّر تدميراً كاملاً مئات القرى والجسور ومحى أحياءً في بيروت الجنوبيّة وألقى باعتراف إسرائيل ذاتها أربعة ملايين قنبلة عنقوديّة فضلاً عن قنابل الفسفور الأبيض وقتل ما لا يقلّ عن 1400 مدني في مناطق كثيرة من لبنان. وأحد لم يتّهم السنّة بالتواطؤ، وكيف ذلك وجميع رؤساء الوزارات السنّة السابقين وفي الطليعة سليم الحصّ ورشيد كرامي ونجيب ميقاتي وقفوا بشراسة ضدّ الغزو، فضلاً عن القيادات السنيّة الكثيرة الأخرى الإسلاميّة والوطنيّة، ومثالاً لا حصراً فتحي يكن وأسامة سعد وزاهر الخطيب وكمال شاتيلا وعبد الرحيم مراد، وفضلاً عن الأحزاب اليساريّة والعلمانيّة التي تضم عناصر من كافّة الطوائف وفي الطليعة منها الحزب السوري القومي الإجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني وقوى ناصريّة بقيادة نجاح واكيم وغيره.


وكلّ مطّلع ولو بشكل عابر على مجريات الأحداث في لبنان يعرف ذلك حقّ المعرفة إلاّ على ما يبدو مراسلي الدوائر الإعلاميّة الكبيرة في الغرب والأطراف حتى أستراليا.
ثمّ هناك من يسأل عمّن يكون يحرِّض طائفيّاً في لبنان؟


Shawki1@optusnet.com.au

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف