هل تسمونه تبشيرا..؟ يا له من تبشير جميل اذا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عندما كنت طفلا صغيرا، كان اهلي يحرٌمون على تهنئة احد بأعياد الميلاد المسيحية. كانوا يقولون ان ذلك كفر وهرطقة.
عندما كبرت، ظل التحريم قائما، لكني خرجت عن اطاره، فلم اكن بالمقتنع يوما ان تهنئة احد بعيد يقدسه هو أمر خارج عن الدين. بل أرى من صميم الدين ان تهنئ الآخرين في اعيادهم، والاكثر، ان تشاركهم فرحتهم بعيدهم.
من اجل ذلك اقول لكل مسيحي على وجه الارض كل عام وانت بخير، بمناسبة اعياد الميلاد المجيدة.
بالمثل اقول لكل المسلمين، كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الاضحى المبارك.
مناسبتان تلتحمنا سويا هذا العام، اعياد الميلاد المسيحية، مع عيد الاضحى الاسلامي. ليتنا نلتحم مثلهما، او نتقارب على الاقل.
وأنا أقول ذلك اتذكر خبرا قرأته على صدر جريدة 7 day's الصادرة في دبي يوم امس. يقول الخبر ان رجل دين مسيحي ايطالي يقيم في الامارات منذ اكثر من ثلاثة عقود سيقيم احتفالا كبيرا في كنيسة اقيمت في منطقة جبل علي في دبي. وانه سيشارك في هذا الاحتفال قرابة 4000 الآف عامل في دبي، من الذين لا يملكون قريبا لهم. في الكنسية سيكون الكل قريبا لهم. سيكونوا كأسرة واحدة. وستتم اقامة مأدبة عشاء تتكرر اربع مرات في اليوم لاستيعاب اكبر عدد من الزوار الذين ستخصص لهم حافلات لنقلهم الى منطقة الاحتفال.
المثير في الخبر ان المشاركة التي دعا اليها الأب الايطالي ايوجين أو يوجين، ان لم اخطئ في ترجمة الاسم، هي دعوة مفتوحة للمسيحيين وغيرهم من ابناء الديانات الاخرى: مسلمون، هندوس، بوذيون، وثنيون.. الخ.
احترم الأب يوجين، واقدر تماما ما قام به. ولمن يرى ان في عمله شيء من التبشير الذي يشبه البعبع الذي علمونا منذ الطفولة انه غول يأكلنا، أقول ياله من غول جميل ذاك الذي يسعي الى خلق المحبة في النفوس بين البشر على اختلاف الوانهم واديانهم ومذاهبهم.
نحن المسلمون يا سادة لا يهنئ السني فينا الشيعي، ولا يتقرب منه، بل ولا يدعوه الى داره في غيد او غير عيد، ناهيك عن دعوة المسيحيين ليشاركونا اعيادنا في مساجدنا او جوامعنا، او مراكزنا الدينية. فقد جعلنا الله لنا وحدنا فقط.
لنأخذ العبرة من الآب يوجين.. الذي يقول ان الله للجميع. وان الكنيسة بيت لله. وان اعياد الميلاد المجيدة مناسبة انسانية اكثر منها دينية. وان احدا في مناسبة كهذه لا يجب ان يكون جائعا او محروما او وحيدا، بصرف النظر عن دينه.
لو كان في الامر تبشير، فليتنا نبشر بالطريقة ذاتها، لا بالتكفير وقطع الرؤوس.
وكل عام والمسيحيون والمسلمون، والهندوس والبوذيون والبشرية بخير.