آراء متعارضة في إعدام صدام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف: تم اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قبيل الساعة السادسة من صباح السبت 30 كانون الأول 2006، وذلك بعد أن أيدت محكمة التمييز هذا الاسبوع حكما باعدامه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية فيما يتعلق بمقتل 148 شيعيا. وبهذه المناسبة، توجهت إيلاف إلى عدد من الكتاب والمثقفين والمفكرين العرب لأخذ رأيهم في هذا الحدث التاريخي... وها هناطائفة من الأجوبة التي وصلتنا:
د. رجاء بن سلامة/ تونس: يحبّون طغاتهم أكثر ممّا يحبّون أنفسهم
للدّين عندما يمتزج بالسّياسة والقانون قدرة عالية على تغذية الأوهام وتشويه كلّ شيء، وما الطّائفيّة سوى وجه من وجوه هذا الامتزاج. وقد ساهم الجميع في عمليّة التّلبيس هذه : محاكمة صدّام تصبح أخذا شيعيّا بالثّأر لدى أعداء صدّام، وإعدام المجرم في حقّ الإنسانيّة يتحوّل إلى شهادة في سبيل اللّه لدى محبّيه، أو ذبيحة في عيد النّحر. كلّ شيء اتّخذ بعدا دينيّا عاطفيّا لدى كلّ الأطراف، وغابت المعاني الأخرى.
لماذا تمّ اختيار يوم العيد حتّى يلتبس الجزاء القانونيّ بالأضحى الدّينيّة؟ أين الدّولة وحيادها؟ أين الدّولة التي كان ينبغي أن تتكفّل بعمليّة تنفيذ الحكم، لكي تعطي لهذا الإعدام مدلول الجزاء على الجريمة؟ للمواطنين العراقيّين من ضحايا صدّام أن يعبّروا عن التّشفّي وأن يقيموا الاحتفالات، فذلك من حقّهم وقد عانوا الأمرّين منه، أمّا الدّولة، فلا.
الطّريقة التي تمّ بها الإعدام، والاستخدام الإعلاميّ لمشاهده لبّسا الدّرس الذي كان ينبغي أن يقدّمه تنفيذ الحكم، رغم المآخذ على حكم الإعدام في حدّ ذاته، وهو أنّ القانون يعلو ولا يعلى عليه، وأنّ القاتل لا بدّ أن يحاسب، والدّكتاتور الطّاغية لا بدّ أن يحاسب، وعهد قانون الغاب ولّى وانتهى. التبس الدّرس إذن، ولكن إلى أيّ حدّ؟
ولكن لو فرضنا أنّ المحاكمة لم تكن منقوصة، والملفّات التي تدلّ على تورّط الدّول الغربيّة في جرائم صدّام لم تطو، وتنفيذ الحكم تمّ على أحسن وجه، فهل النّخب العربيّة والشّعوب مستعدّة لتقبّل هذا الدّرس؟ منذ تنفيذ حكم الإعدام في صدّام حسين وصلتني عبر البريد الألكترونيّ الكثير من البيانات السّياسيّة التي تؤبّنه ومن القصائد التي تبكيه وترثيه. فالعرب يحبّون طغاتهم، أكثر ممّا يحبّون أنفسهم. (يحضرني قول فرويد عن المرضى النّفسانيّين إنّهم "يحبّون هذيانهم أكثر ممّا يحبّون أنفسهم".) إذا كانت الأحزاب السّياسيّة التي تصف نفسها بـ"الدّيمقراطيّة" تنعى البطل الشّهيد صدّام حسين، والأحزاب الإسلاميّة التي تدّعي أنّها تريد الدّيمقراطيّة تنعى هذا البطل الذي كان نموذجا لغياب الدّيمقراطيّة ولسيادة قانون الغاب، فأيّ ذهنيّة سياسيّة لهذه النّخب؟ وأيّ مستقبل سياسيّ ينتظرنا؟
****
حميد الكفائي (سياسي وكاتب) : خطأ تحويل إعدام صدام إلى مناسبة سياسية
لم يكن مناسبا وانه لخطأ جسيم وجود متفرجين، بينهم وزراء ونواب ومستشارون، يهتفون بشعارات سياسية وأسماء قادة سياسيين أثناء تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين المدان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
إن هؤلاء الأشخاص ما كان يجب أن يكونوا داخل غرفة الإعدام وما كان عليهم أن يتشفوا برجل مدان يصعد إلى حبل المشنقة ليلاقي مصيره المحتوم. واستغرب أشد الاستغراب أن تسمح الحكومة لهم بالدخول إلى غرفة الإعدام وتوجيه كلمات مهينة إلى شخص مدان يعيش لحظات حياته الأخيرة والهتاف بأسماء رجال دين ما كانوا ليُقِرّوا مثل هذه الأعمال التي تتنافى مع الذوق العام والقيم الإنسانية. كما انه خطأ أن يسمح نواب ومستشارون ووزراء في الحكومة لأنفسهم بأن يحضروا عملية الإعدام التي كان يجب أن تتم كإجراء قانوني بحت وليس مناسبة للتشفي وإطلاق الهتافات السياسية.
إن المحكمة الجنائية العليا هيئة قضائية مستقلة لكننا رأينا مسئولين في الحكومة يصرحون باسمها ويعلنون قراراتها وجدول أعمالها ونتائج تحقيقاتها قبل أن تعلنها هي عبر ناطقها الرسمي، وهذا أمر يخل بحياديتها ويعرّض أحكامها العادلة للشبهات والشكوك وإن على المحكمة أن لا تسمح بذلك وتحاسب من يتحدث باسمها دون إذنها، كما إن على رئيس الوزراء أن يحاسب المسئولين في حكومته الذين يطلقون التصريحات في كل قضية وفي أي اتجاه دون اعتبار للاختصاص وللضوابط المهنية . يجب التحقيق فورا في هذه المسألة ومحاسبة المسيئين وإعلام الشعب العراقي والعالم بنتائج تحقيقاتها.
ان العراقيين جميعا يعرفون صدام جيدا وقد ذاقوا الأمرين في ظل نظام صدام الدموي ولن ينسوا مطلقا الجرائم الشنعاء الكثيرة التي ارتكبها بحقهم، لذلك فإن من المستبعد جدا أن يتحول قبره إلى مزار لأحد، إلا اللهم قلة من الناس الذين لديهم صورة مشوهة عنه .
***
اقبال الغربي جامعة الزيتونة تونس:
انا ضد حكم الاعدام الهمجي و البربري وعلى الانسانية ان تتجاوز هذه العقوبة البدائية. صدمني و افزعني تنفبذ الحكم صباح عيد الاضحي و لا اعرف ماهي حكمة هذا التوقيت. المقارنة مع مصير بينوشي ديكتاتور الشيلى تطرح نفسها .الجديد في هذا العصر هو ان الحاكم العربي اصبح يحاسب و يقف متهما امام المحاكم بعد ان كان متعاليا عن كل هذه الاليات و لا يعترف بها عسى ان تكون محاكمة صدام عبرة لجلادي الشعوب..
***
عادل جندي (مصر):
بالنسبة لإعدام صدام: برغم كل إدانتي لما فعله ويمثله لكن أنا الحقيقة معترض لعدة أسباب
ـ من ناحية المبدأ أنا ضد أحكام الإعدام
ـ التسرع في تنفيذ الحكم يدل على رغبة "انتقام" عند الحكومة ذات الأغلبية الشيعية
ـ الإعدام سيحوله لشهيد بدون داع وسيجعل الأمر أصعب على السنة للدخول في العملية السياسية
ـ كان الأفضل الانتظار حتى تتم محاكمات أخرى، على الأقل الخاصة بالأكراد
ـ من الناحية القانونية البحتة، كنت أظن أن حكم الإعدام ينفذ "بعد" ثلاثين يوم وليس خلال ثلاثة أيام، مما يلقي بظلال الشك على قانونية الإعدام الخ
****
فيفيان صليوا، شاعرة عراقية:
لاشك ان صدام كان دكتاتوريا وأرتكب أفظع الجرائم بحق ابناء العراق وليكون اليوم عبره لجميع حكام العرب ودرسا قاسيا لهم. الحكومة العراقية تحكم العراق بالنهج الصدامي ذاته وان لم تكن اسوء. انظر بحيره الى هذا الواقع المخزي حبل المشنقة يحل قانونا على بلدنا منذ بداية الستينات حتى يومنا هذا. كان من الضرورة التحرر من الهمجية والبربرية لكن شعبنا اصبح رهينة المظالم والإبادة الجماعية، اود هنا في معرض حديثي بالإشارة الى عملية الانفكاك عن الهمجية وتلاشي الحقد بكل اشكاله. رغم ان صدام قتل جميع افراد اسرتي تحت التعذيب ومثل بأجسادهم الطاهرة بظاهرة وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيل بفصل الرؤوس عن الأجساد، انا على يقين ان عقوبة الإعدام هي اقل ما كان يستحقها هذا الجزار ولاكنني من الناحية الانسانية لايجوز ان نمارس الهمجية المثيلة لهمجية صدام حسين او نقوم بما قام به. ان السلطة العراقية اعدمت صدام حسين لا للتخلص منه وإنما لثبت أقدامها ووجودها في السلطة حتى تنهب ثروات شعبنا، ان السلطة الحالية هي صورة مستنسخة من سلطان البعث ولكن هل بأمكانها ان تفلت من عقاب الجماهير العراقية، التي نفذ صبرها وترفض بقوة الأنظمة الشمولية الدكتاتورية. امريكا اتت الينا باشباه صدام حسين. صدام اباد الملايين من ابناء العراق ، لكن هؤلاء يمارسون القتل الجماعي ويذبحون العراق كل يوم. لكنهم سيواجهون المصير ذاته.
****
يحيى البطاط شاعر عراقي: نهاية رجل الهاوية
أنا ضد الإعدام قطعاً ، لقد أفزعني وأفزع أسرتي مشهد إعدام صدام في صبيحة أول أيام العيد . ورغم أنني سمعت تسريبات خبر الإعدام قبل ذلك بساعات ، لكن بث صوره وهو يتقدم إلى حبل المشنقة كانت قاسية إنسانياً ، بالإضافة إلى أن توقيت الإعدام في صبيحة عيد الأضحى ينطوي على رسائل مقززة ، وسخيفة وشيطانية .. بإعدامه حولوا مجرماً ودكتاتوراً بشعاً إلى بطل . لقد عاش صدام طيلة حياته عند تخوم الخطر، وكان يتلذذ بالقفز عند حافات الهاوية.. ويقفز العراق كله معه، وها هو ينزلق إلى ظلمتها إلى الأبد. كنت أتمنى أن يحكم عليه بالسجن المؤبد ليرى عراقاً جديداً مشرقاً ينهض من رماد حروبه العبثية . بإعدامه الإعلامي هذا علينا أن نتوقع عشرات بل مئات من الدكتاتوريين الشبيهين بصدام يطلعون من كل زقاق وحارة عراقية ، وها هي نذرهم تلوح في الأفق
عبد المالك اشهبون ناقد مغربي
يعد إعدام صدام حسين حدثا استثنائيا بكل المقاييس في مجال الممارسة السياسية في عالمنا العربي، ويبدو أن الرجل انتهى نهاية مأساوية لم تكن في متخيل أي منا ..والنهاية كانت يوم سقوط بغداد وانهيار تمثاله الشهير وسط العاصمة...أما بقية الأحداث فهي حلقات مضافة في مسلسل الموت المؤجل لصدام مروراً بإخراجه من مخبئه وهو في حالة إنسان بدائي، وصولاً إلى المحاكمة المفبركة والرديئة الإخراج، وانتهاء بلحظة الإعدام التي اتسمت بكثير من الحيطة والحذر من الشارع العراقي والعربي لدرجة برمجتها صبيحة عيد الأضحى المبارك...نهاية مأساوية لرجل سلطة أثار الكثير من الجدل، وما يزال والتاريخ لوحده سيقول كلمته الأخيرة في حق الرجل...وإنا لله وإنا إليه راجعون.......
***
د. سلمان مصالحة ، شاعر وباحث فلسطيني من القدس :
السؤال المطروح لا يتعلّق بمسألة وجوب فرض العقاب على سفّاح العراق في العصر الحديث، فالإجابة على هذا السّؤال في غاية البساطة، وهي أنّه يستحقّ عقابًا على كلّ جرائمه الّتي اقترفها بحقّ أبناء العراق على جميع مللهم ونحلهم. إنّما القضيّة الّتي نحن بصددها هي قضيّة أخلاقيّة بالدّرجة الأولى. فالإعدام هو جزء من هذه الثّقافة الّتي كانت أساسًا لنظام حكم البعث، وربّما أساسًا لجميع الأنظمة الّتي حكمت العراق على مرّ تاريخه قديمًا وحديثًا. العالم العربي على العموم، والعراق على وجه الخصوص، بحاجة إلى إيجاد السّبل والطّرق للخروج من هذه الثّقافة الدّمويّة. قد تكون مشاعر الفرح لإعدام هذا السفّاح لدى ضحاياه من العراقيين مفهومة، لكنّ المجتمعات العربيّة بحاجة إلى الارتقاء فوق مشاعر الثّأر والانتقام النّابعة من الطّبيعة البرّيّة، هذا إذا رغبت هذه المجتمعات في الخروج من هذه المآزق الأخلاقيّة البرّيّة. إنّها ذات المآزق الأخلاقيّة الّتي كان نظام السفّاح العراقي الممثّل الأبرز لها وفي أبشع صورها. لقد تحوّلت محاكمة سفّاح العراق إلى مهزلة قضائيّة حيث لم تستوف هذه المحاكمة الاستحقاقات الّتي تستوجبها محاكمات من هذا النّوع. وقد يكون السفّاح صدّام التّكريتي ذاته هو أحد أهمّ الأسباب لخراب هذا القضاء العراقي. على المثقّفين العرب الّذين ينشدون ويطلبون ثقافة التّغيير أن لا يقبلوا باستمرار هذا الخراب القضائي في العالم العربي. فهنالك حاجة إلى إلغاء هذا النّوع من الأحكام، واستبدالها بآليّات أخرى تليق بمجتمعات أخلاقيّة معاصرة.
****
أحمد أبو مطر: إعدام الطاغية صدام حكمة إلهية
تنفيذ حكم الإعدام شنقا بالطاغية القاتل صدام حسين بالنسبة لي حكمة إلهية لقوله تعالى: ( وما للظالمين من أنصار) و ( فانظر كيف كانت عاقبة الظالمين )!!. إن إعدام هذا المجرم هو أقل ما يستحقه كي يشرب من نفس الكأس التي سقاها ظلما لمئات إلآلآف من العراقيين العرب و الكرد في مجازر جماعية من الصعب نسيانها.ا المجرم يبدأ حكمه بقتل ما لايقل عن سبعة عشر من أعضاء قيادتة القومية في اجتماع حزبي و يقتل زوج ابنته المعجبة به و ييتم أطفالها.
هكذا مجرم إعدامه شنقا تنفيذ لحكم الله تعالى في المجرمين، كي يكون عبرة لغيره من الطغاة العرب و غير العرب، ألم يلحق الشعب الروماني بالطاغية تشاوشيسكو وهو هارب عبر الحدود وتم إعدامه بعد محاكمة دامت ساعتين، أما المجرم صدام فقد دامت محاكمته أكثر من سنة ، استعرض فيها كذبه وضحكه على الجماهير وهو يدخل حاملا القرآن الكريم،هذا القرآن الذي يحتوي على كل ما يدينه و يبيح قتله...إن يوم إعدامه من أسعد أيام حياتي ، وهو عيد جديد لذوي الضحايا ،فلا رحمة الله عليك أيها الطاغية فليس كل الموتى تجوز عليهم الرحمة كما نكرر في ثقافتنا الشعبية.
****
فالح الحمـراني (صحافي عراقي): يوم العــراق
شكل تنفيذ حكم الاعدام بطاغية العراق حدثا وطنيا وعربيا واقليميا حدثا ستكون له مؤثرات بالغة الاهمية. فصدام اول حاكم في المنطقة يحكم قضائيا على مارتكبه من جرائم بشعه بحق شعب العراق وشعوب الدول المجاورة، وبوجود اطراف اتهام ودفاع من محامين ونيابة عامة وشهود وفي محكمة عرضت وقائعها على شاشات التلفزيون. لقد كان يجري الاطاحة بالزعماء بانقلابات قصر ومؤامرات قتل، وصدام نفسه مارس ضد هذا الاسلوب بنفسه. ولكن التاريخ في المنطقة بعد اعدام الطاغية يفتح صفحة جديدة, وحتما سيكون مؤشر للساسة بان التاريخ لن للتجاوزات وان القانون سيحكم كل من تسول له اللجوء للجريمة بحق شعب البلاد التي يحكمونها.انه حقا يوم العراق، لانه هناك الكثير من العرب الذين خدعتهم الخرافة التي صنعها صدام لنفسه، واقتنعوا بانه بطل قومي، لانه بذر اموال العراق واقام الولائم والضجة الاعلام الفارغة وامطرهم بوابل الاساطير، واطلق شعارات فارغة وجدت اصداءها بعقلوهم، فبرروا لهم جرائمه ضد الشعب العراقي.
واستقبل غالبية العراقيين اعدام صدام بفرح غامر، واتيح المجال للذين ينعاطفون معه التعبير عن مشاعرهم دون المساس بهم. ان اعدام الطاغية سيمهد لخلق الاجواء للعراقيين الشرفاء المخلصين لبلدهم اللذين يسعون لازدهاره واحلال الامن فيه للبحث عن وسائل للتفاهم واقامة نظام حكم يكون فيه مجال للجميع وفق قواعد متفق عليها، وتسوده العدالة وعدم التفريط بحقوق أي مواطن عراقي، وعدم محاسبة الناس على اساس الهوية القومية او المذهبية. وينبغي دفن هذا التفكير مع الطاغية المخلوع.
وابتهج غالبية العراقيين في الجنوب والوسط والشمال وفي المنافي باعدام صدام، وامضي الكثيرون منهم الليلة مستيقظين ليكون ل منهم الاول الذي يسمع الخبر. ليس تشفيا بدم وانما تهللا لاحقاق حق.
ان الجرائم التي ارتكبها صدام ونظامه بحق الملايين وتشريد الاخرين مازالت طرية في الذاكرة الجمعية. وتعقد الامال اليوم على أن يؤدي إعدام صدام حسين إلى فتح صفحة جديدة بين مكونات شعب العراق الدينية والاثنية والسياسية، وانهاء معاناة المواطنين الأبرياء. وليس ثمة من يعتقد انه وباعدام الطاغية فان السلام والامن سيحلان بالعراق. لكنه من دون شك سيكون عاملا جديدا في العملية السياسية. وان المهمة الملقاة على الحكومة والساسة العمل للبحث عن سبل جديدة من اجل تصفية الجماعات التي تمارس الارهاب والعنف من اية طائفة كانت. ان المطلوب الان ازالة أي طابع طائفي للسلطة، والاعتماد على القانون والدستور لتسوية القضايا.وعدم تهميش اية قوى مخلصة. والمهم اشراك الجماهير العريضة في العملية من خلال مؤسسات المجتمع المدني.لقد فتح اعدام صفحة جديدة في تاريخ العراق الحديث فهل سيتثمرها اهل العراق من بناء دولة عصرية تقوم على القانون في ظل نظام ديمقراطي فعلا؟.
****
أبو خولة (تونس):
من ناحية المبدا: انا شخصيا رئيس سابق لفرع تونس لمنظمة العفو الدولية وهي منظمة تناهض الاعدام مهما كانت الاسباب لانها تعتبره اسوا انواع التعذيب من ناحية مدى تطابق المحكمة مع مقتضيات المحكمة العادلة: يمكن الطعن في بعض النواحي الاجرائية، و هذا متروك لمنظمات مثل العدل الدولية و هيومن رايتس واتش المعروفة بمصداقيتها، وهو ما لا ينطبق للاسف على عديد المنظمات الحقوقية العربية.
اما من الناحية الشخصية لقد كان النبا بالنسبة لي سارا جدا لان صدام اجرم كثيرا بحق العراق و العراقيين، و توفرت له ظروف الدفاع عن نفسه، بينما رفض هو ذلك للعراقيين العاديين عندما كان في الحكم، و على هذا الاساس لا استبعد ان يفاجا عديد العراقيين بادانة المنظمات الحقوقية الدولية للمحاكمة، و ربما فضل عدد هائل من العراقيين اعدام صدام دون عناء و تكاليف المحاكمة اما من ناحية اهمية صدام و البعث فاعتبر ان طلقة الرحمة على الحركات القومية بدات منذ الــ 67 و على هذا الاساس فلم يعد لفلول البعث اية اهمية و لن يكون للمتمردين التابعين للبعث القيام باكثر مما قاموا به في الماضي.
****
أسعد الجبوري شاعر وروائي عراقي مقيم الدانمارك:
لم يكن الحكم بالشنق موفقاً بالتأكيد . كان على حكومة المالكي إما أن ترسله لأحد رياض الأطفال من أجل إعادة تأهيله إنسانياً. أو أن تقوم باستنساخه ، وتوزعه إلى عشاقه في اليمن والأردن وسوريا وفلسطين ولكل من يتمتع بكراهية الحرية في العالم. فهو سلطة نادرة. ومن الجريمة أن لا تنتقل تجربته في الحكم إلى غير شعوب العراق. كذلك ..فصدام مفيد كالزهايمر ومشتقات الأوبئة المثالية لصحة عوام الحيوانات ، انه معلم فذ لتحويل البلدان إلى مدافن لا تصلح إلا للجثث التي يكتبها رصاص الديمقراطيات الأكولة. لقد كنت واحداً ممن حكمهم صدام بالإعدام غيابياً عام 1974 . والسبب :الانتماء للشمس.
***
حسين سليمان كاتب وروائي سوري مقيم في هيوستن:
هاهم قد أعدموا صدام ، هم الذين وضعوه في القفص وهم الذين أقدموا على إعدامه . أن يكون الشعب العراقي هو من قام بهذه المهمة ، إلقاء القبض على صدام وزعزعة النظام الديكتاتوري الحاكم والذي مثله أمثال ؛ أن يكون ذلك .. فسنكون فرحين مهلهلين . لكن أن يكون بأيدي الاحتلال فهو عار بحق العرب وأن يفخر من يفخر بأن ساعة الظلم والديكتاتورية العربية قريبة فهو برأيي جهل بحركة التاريخ- لم يعدم صدام لأنه عدو الشعب العراقي بل أعدم لأنه عدو النظام الأمريكي ولم تكن المحاكمة سوى غطاء وعباءة للعم سام . نعم .. إن ما حدث صباح يوم السبت لهو عار واهتزاز لما بقي من كرامة العالم العربي وليس فقط من كرامة العراق . إن ماحدث يؤكد دون شك أن العرب غير قادرين على تكوين أمة ولا دولة . وما نراه اليوم ليس سوى عشائر وقبائل مسورة بمدن . نعم نريد الأوربي والأجنبي المتطور عقلياً وروحيا عنا كي يعلمنا كيف نتعايش .
****
جاكلين سلام: شاعرة و كاتبة سورية، مقيمة في تورنتو كندا .
ضد حكم إعدام الإنسان : "العين بالعين ويصبح العالم أعمى" قال غاندي . نعم أسعى أن أحافظ على إيماني باللاعنف وبشريعة حقوق الإنسان مهما بدا الواقع غارقاً في الدم والنار واستباحة الحقوق والبشر. لا خلاف أن صدام مجرم بحق التاريخ والشعب العراقي، لكن حكم الإعدام لن يعيد البلاد جنة، ولن يقيم القتلى من المقابر الفردية والجماعية، ولن يعيد ضحايا حلبجة أصحاء إلى ذويهم.
ولكن لماذا يطلب من المثقف أن يقول رأياً فيما يجري! وهل عادة يسمع الحكام والطغاة وقادة الحروب أصواتنا. هل تحركهم النداءات الإنسانية أم مصالحهم الآنية وغطرستهم! رغم كل هذا الغباء والبربرية والسواد الذي يحيط بإنسان العصر، إلا أنني لا أستطيع إلا أن أتمسك برومانسيتي وأحلم بموت الطاغية متفسخاً في سجنه الأبدي، في جحره، في عرائه الشنيع. صدام ليس آخر الطغاة، فهل سيشنقونهم كلهم جميعاً، لتصبح الأعياد أعياداً.
****
د . عمر عبد العزيز ، ناقد وكاتب وإعلامي يمني مقيم في الإمارات العربية المتحدة :
ما جرى ويجري في العراق منذ عقود من الزمن تعبير صارخ ، بل الحالة الأكثر فولكلورية لتوهان النظام العربي وإقامته في الاستبداد ، الأمر الذي شكل مقدمة ناجزة لكامل البلايا الماثلة ابتداء من الإلغاء للآخر والتنافي العدمي وصولا لتمزيق أواصر الجغرافيا والتاريخ الخاص للمنطقة ، وحتى الاحتلال وكل استتباعاته الباهظة على الأرض والإنسان ، والمشهد الاكروباتي الغرائبي المعجون بالدماء والدموع ليس إلا إفرازا لتلك العقود الخسيسة من سوء الحال والمآل، وما نراه في العراق بروفة قصوى لاحتمالات عربية موازية طالما ظلت الأمور على حالها واستمر النظام العربي في التأبي والمناورات قصيرة النظر .اللحظة تراجيدية ، والإعدام تعبير وجودي عن الزمن السياسي العربي ، فالقابعون في المنطقة الخضراء لايختلفون جوهريا عن صدام وهم أكثر المخلوقات تعطشا للحل بالإعدام ، تماما كما كان ديدن المعدوم ،وتلك واحدة من سخريات القدر ودهاءا لتاريخ .. التاريخ الذي سيطال الجميع بإحكامه الجبرية الصاعقة .
***
استبرق أحمد قاصة كويتية :
جاءني الخبر المذهل في الساعة الـ 6 و النصف صباحا تقريبا ، لم تكن قد غادرتني غفوة النوم بعد المرض الإنفلونزي يغمسني في متاهاته و أقبيته ، ، ليأخذني الخبر لمشاهدات من حلقات متواترة من أراضي 2/ أغسطس /90، استباحتني ذكريات الدمار العراقية في مرارتها ، حين كنت أبلغ ال 18 والجندي العراقي يفرض رؤية رئيسه الصدامي و أزلامه على بلدي الكويت، حين كنا كمرابطين حتى التحرير في خندق الخوف اليومي خاصة إزاء سمعة الدكتاتور في استخدامه المفرط و المسرف للقوة و الوحشية إزاء شعبة العراقي ، حكايات كثيرة وردت إلينا و رأيناها عيانا حيث شاهدت في مصادفة غريبة إعدام شقيقين من عائلة" الضامر" الكويتية في منطقة "مشرف" كانا من المقاومة الكويتية، حين أحاطني الخبر الناخس للمشاهدات الماضوية و أنا على ما كنت عليه من إعياء شملتني صحوة النشاط و القوة، لكنني رأيت أيضا في داخلي التشكيك في كل شيء من موت أبناء الطاغية إلى إعدامه ، إذ رحل جنون الطاغية مدحورا في 26/فبراير /91 لكنه أبقى جيوش اللاتصديق و اللاثقة في ما يحدث من حولنا قائما ، خاصة إزاء انقسامات و طائفية لا يخمد سعارها في بلد توقعنا أنه سيغادر تاريخ التقتيل ليركن أخيرا للراحة و السلام و البناء بعيدا عن حقبة البعث واللا إنسانية و صدام..إلا أن العراق المدهش بتركيباته و مشهده الثقافي و العرقي غالبا _للأسف الشديد_ يلوذ بدائرة العنف و الحرّاك الدموي سواء بيديه أو بيدي عمرو ، نعم أقولها و بغبطة كبيرة سعيدة لإعدامه لكنني حزينة لما يحدث بالعراق وما يحدث من مثقفين يغادرون عقولهم ومنطقية الإستنتاجات والنتائج ليركنوا لتفسيرات باطلة تضفي المزيد من الضلال و الباطل على الوقائع الصريحة و تلوي عنق الحقيقة.***
حليمة الإسماعيلي، شاعرة وروائية من المغرب :
المهزلة التي رأيناها طوال محاكمة الرئيس السابق صدام حسين شيء، وما حد ث اليوم شيء آخر. كيف يعدم الرجل قبل أن تنتهي محاكمته هذا أصلاً إن كانت هناك محاكمة حقيقية و قانونية . ثم لماذا اختيار هذا التوقيت بالضبط : عيد الأضحى المبارك هل هو إمعان آخر في تحقيق ذلنا كعرب و مسلمين و كسر فرحة العيد ...ثم لماذا لم يعدم ضرباً بالرصاص كما كان قد طلب لماذا لماذا..أسئلة كثيرة تهزكيان أي عربي مسلم . لو كان المخطط عراقي مائه بالمائة فلاعجب الجميع سيعتبره شيئاً خاصا بالعراق ، و سيعتبره انقلاباً على نظام ديكتاتوري- نعلم جميعا أنه ليس الوحيد في العالم - لكن بالتدخل الأمريكي الحاقد و السافر باسم حقوق الإنسان هو الأكثر وجعا .. و تأتي النكبة من الموقف العربي خاصة بعض الدول التي تبادل أبناؤها التهاني بإعدام صدام بدل تبادل التهاني بالعيد.. و هنا يحضرني مثل عربي حكيم يوم كان للعرب رأي حكيم : أكلت يوم أكل الثور الأبيض !
****
سعد الله خليل: عراق الصدام يعدم صدام
دارت الأيام، والزعيم الذي ملأ العراق، وشغل العراقيين والعالم، وملأت صوره وتماثيله وكلماته كل ساحات وقرى ومباني العراق، يُعدم اليوم في العراق بأيدي أهل العراق، شنقا حتى الموت.
بغض النظر عن رأينا بحكم الإعدام، إلا أنه لا يجوز النظر إلى إعدام صدام على أنه عقاب المنتصر للمهزوم، أو أنه ثأر وانتقام قام به شيعة وأكراد العراق ضد حاكمهم الذي أذاقهم عقودا عديدة، الموت والهوان، وإن تملكت عوامهم هذه المشاعر.
كما لا يجوز النظر إلى إعدام صدام على أنه نيل من السنة العرب العراقيين، وانتصار عليهم، فما كان هؤلاء يوما دعاة قتل وظلم واضطهاد، وقد ذاقوا من شر صدام ما ذاقه الآخرون.
يجب النظر إلى إعدام صدام على أنها العدالة الشعبية الوطنية، والنهاية الطبيعية لكل طاغية روّع شعبه، واستطاع هذا الشعب في نهاية المطاف الوصول إليه، ومقاضاته.
إن الظلم والطغيان الذي مارسه صدام وأركان حربه ضد شعبه، هو ظلم وطغيان غير مسبوق. فلم يعرف القرن العشرين- بالرغم من شهرة هتلر وستالين و تشاوشيسكو- طاغية أشد فتكا وأكثر ظلما. ولم يذكر تاريخ القرن العشرين شعبا عانى من حاكمه، كما عانى شعب العراق. فمن حرب إيران التي حصدت مئات الآلاف من الأرواح، إلى احتلال الكويت التي أعادت العراق والعراقيين عشرات السنين إلى الوراء. ومن دفن الأحياء في المقابر الجماعية، إلى إبادة الأطفال والنساء بالأسلحة الكيميائية، ومن قطع الآذان إلى قطع الألسن. عقوبات ما أنزل الله بها من سلطان.
لم يستطع طاغية أن ينجو من حكم شعبه عليه، وإن لم يستطع مقاضاته حيا فسيقاضيه ميتا. ولعلها مناسبة لبعض حكام العالم الثالث كي يعيدوا النظر بممارساتهم وأفعالهم، وعلاقاتهم بشعوبهم. ولعلها مناسبة أيضا توحد العراقيين على أساس المواطنة، وتحفزهم على قبول بعضهم بعضا، من أجل حياتهم ومستقبل أبنائهم، فالحياة قصيرة، وتستحق أن تُعاش بأمن وهناء.
***
خلف علي الخلف (سوريا): يا أيتام صدام البقية بحياتكم
كنت دائما مؤمنا بمفهوم العدالة، قد تتأخر لكنها لا بدَّ تأتي.. حين سمعت الخبر لم اهتم كثيراً فلم يعد يعنيني بشخصه منذ يوم التاسع من نسيان عام 2003. يومها انتهى بالنسبة لي كمتابع لأحداث المنطقة.. إلا أن اعدامه الان هو حدث مهم للضحايا ليس ضحايا صدام من الشعب العراقي فقط، بل ضحايا كل الديكتاتوريات والانظمة الشمولية.
كنتُ أكثر فرحاً عندما رأيته في حفرته الشهيرة.. كان هذا يكفيني بشكل شخصي كي يعيد لي ثقتي بمستقبلي الشخصي الذي مضى في ظل هذه الانظمة، وكان يكفي كي أبتسم بشماتة لانظير لها هازئاً من مستقبل الطغاة.
من حيث المبدأ ضد الاعدام كفكرة.. وكنت أريد له أن يرمى بسجنه حتى يموت هو واعوانه! لكن من حيث التحليل كان يجب اعدام صدام بسبب الوضع الذي في العراق وبسبب ما سببه للعراق.. إن اعدامه سيطوي حقبة من تاريخ العراق المعاصر ويفتح أفق عراق المستقبل. وقد يكون إعدامه هو أقل ما يمكن أن يقدم لأسر ضحاياه ومشرديه من العراقيين.. إنه معنى رمزي ونفسي لهم، فقد تلتئم بعض الشروخ التي حفرها في أرواحهم وأجسادهم وذاكرتهم. ولايقلل من أهمية إعدامه أنه تم في ظل وجود قوى احتلال في العراق، بل إن هذا بالذات هو ما يجعل الحدث أكثر أهمية في المنطقة، إذ أنه رسالة على أن العالم أصبح عابراً لسلطة الدكتاتوريات، ولم يعد سجن الشعوب بحجة السيادة لتظل تحت بطشهم أمراً معيقاً لإزاحتهم.
إن إعدام صدام مؤشر مستقبلي يوحي بالتفاؤل ليس لأنه حاكم ينفذ فيه حكم الاعدام لان هذا حدث عبر الانقلابات الوطنية التي سميت ثورات وكان كل من يستلم الحكم يعدم من قبله كعدو للثورة وباسم الشعب.. الاختلاف أن محاكمته تمت على الشاشات أمام العالم، واتيح له ان يشتم النظام القائم وقوى الاحتلال.. واتيح لمناصريه أن يدافعوا عنه...
لستُ مبتهجاً ولستُ متأسفاً. لكن إعدامه منحني شحنة كبيرة أخرى من الثقة بالحياة. ونعيه من قبل (أيتامه) إلى شعوب (الامة) العربية يجعلني أعزيهم صادقاً وأقول لكل أيتامه: البقية بحياتكم حقاً وإنّا لله وإنا إليه راجعون.. وأتمنى أن أعزي قريباً وصادقاً أيضاً كل محبي الطواغيت في كل بقاع الأرض
***
صالح زيتون: اعلامي اردني
اتحدث عن مفهوم الاعدام اولا فهذه العقوبة تنبذها الاعراف ولا تستسيغها النفوس الحرة مهما بلغت درجة استحقاق المجرم للاعدام وانا يستوقفني في اعدام صدام مدى النفاق الذي تظهره انظمة الغزاة التي تدعي نبذ الاعدام في قوانينها وتمارسه اجراما ونهبا في حقوق الشعوب بما يفوق حالة اعدام فردية صدام ذهبت روحه الى ربه وهو الذي يجزيه بما يستحق ولا يستساغ ان يتولى موتورون حاقدون من صنائع الاحتلال امسكوا بزمام الامور ،تنفيذ القانون بتعسف وتلفيق وهم احرى بأن يحاكموا امام شعوبهم جراء ما اقترفوه بحق العراق والامة العربية والاسلامية من جرائم نهب وقتل واثارة للفتن الاهلية
اذا كان صدام يستحق الاعدام فلتنصب الاف المشانق لورثته في الحكم الذين استباحوا العراق وسلموه لقمة سائغةلاعدائه ودكوا من خلال ذلك اركان الامة
خاصة وانهم لم يحترموا ادنى الحرمات المتعلقة باحتفال المسلمين بعيد الاضحى
بعد مسلسل الاستباحات التي استهدفت مقدساتنا ومثلنا وشعوبنا الحرة على ايدي الاعداء الظاهرين والمستترين
***
الروائي جميل عطية ابراهيم (مصر)
يوم تنفيذ حكم الاعدام في الرئيس السابق صدام حسين يوم تراجيدي حزين في تاريخ أمتنا لأن صدام حسين سلك سلوك الفرسان في شجاعة منقطعة النظير وعدم أخذ وجهات النظر الاخرى محل الاعتبار فارتكب كل الأخظاء التي تبلغ حد ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية اعتمادا علي أن عظمة الأهداف تبرر ارتكاب الجرائم ولم يتعلم صدام حسين من تجاربه وتابع مسيرته من حرب إلي أخري في شجاعة ــ للأسف ــ منقطعة النظير ولم يدرك الرجل حتى آخر لحظة ان الدول المتقدمة تقوم بحملة لتعليم أبنائها حتى يعودوا ويختلفوا مع الآباء ولم يول صدام حسين الرأي الآخر أية أهمية وكأنه امتلك الحقيقة فقوله مقدس وفعله غير قابل للنقدوسار في حزم وشجاعة علي الطريق الخاطئ للأسف مثل بطل تراجيدي بعين واحدة وهذه ماساة البطل العنيد الطيب.
***
مجدى خليل: انا ضد عقوبة الاعدام
السؤال المطروح فى هذه المناسبة، هل يستحق صدام حسين الاعدام؟ واجابتى ان كل جريمة صنعها صدام حسين تستحق اكثر من اعدام، فما صنعه تجاه الكويت او للاكراد او للشيعة اولمعارضيه ...جرائم كثيرة يندى لها الجبين الانسانى وتثبت ان الانسان هو اقسى الحيوانات. ورغم كل ذلك انا ضد الاعدام كعقوبة لانها فى تصورى عقوبة قاسية يجب ان تلغى من سجل العقوبات الانسانية، ومن هذا المنطلق انا ضد اعدام صدام ليس لانه يستحق الرافة عن ما جلبته يداه وانما اعتراضا على العقوبة ذاتها.
السؤال الاخر هل حصل صدام على فرصة عادلة للمحاكمة؟ اجابتى نعم بل تحولت ساحة القضاء الى منبر لترويج سخافاته وشعاراته وبطولاته الوهمية ولم يستفد العراق كثيرا من المحاكمة فى ادانة عصر باكمله ملطخ بدماء العراقيين ،ولهذا ففى رايى انها كانت محاكمة غير موفقة.
السؤال الاهم هل سيوقف اعدام صدام نزيف الدم فى العراق؟
فى تصورىالاجابة بالنفى، فالعنف فى العراق مرتبط بقوى اقليمية تلعب اوراقها السياسية على ارض العراق ،ومرتبط ايضا بمليشيات عراقية تابعة للسياسيين والتى تردد انها 36 مليشيا تمارس العبث والفوضى فى ظل نظام امنى هو الاخر مقسم طائفيا ويتستر على بعض الجرائم ونظام سياسى طائفى وايدلوجى دينى وضعيف. وفى ظل عالم اسلامى مستعد دائما لتصدير الخراب والدمار والعنف الى مناطق الفوضى والاضطرابات فى العالم ، فعلها فى افغانستان وفعلها فى الشيشان ولمساندة المحاكم الاسلامية فى الصومال ويفعلها بكثافة فى العراق. وقد استمعت الى الرئيس العراقى لقناة العربية يقول انه بعد سقوط صدام كان يدخل العراق حوالى 200 ارهابى يوميا تراجع هذا العدد الى حوالى 40 ارهابيا حاليا ... وبالتالى فان العراق ما زال مسرحا للكثير من المخربين الاقليميين ومبعوثى الاسلامية الدولية من الاهابيين الجوالين.
العنف فى العراق سيستمر طالما بقيت اسبابه الكثيرة التى لن يغيرها رحيل صدام
***
شربل بعيني:
أولاً: أنا لست من مشجعي عقوبة الإعدام على الاطلاق. فالانسان لا يحق له الفتك بأخيه الانسان مهما كانت الأسباب، وإلا لكنا وافقنا على جرائم كثيرة بحق الانسانية ترتكب بأعذار عديدة، كالتفجيرات العشوائية التي تغتال الأبرياء كل يوم في العراق، والاغتيالات المجنونة التي تحصد اللبنانيين في كل شارع، والغزو الاسرائيلي للمدن الفلسطينية وتدميرها على أبنائها كما دمر لبنان. ولهذا أعتقد أن إعدام صدام حسين بالطريقة التي سيعدم بها، سيؤجج الخلافات المذهبية في الوطن العربي، وستكون له آثار سلبية قاتلة على الشارع العراقي. صحيح أن صدام، كجميع الزعماء والرؤساء والملوك والأمراء العرب، قد ارتكب الكثير من الجرائم بحق شعبه، ولكن من الأفضل أن لا نرتكب نحن جريمة قتله. آخر ما يسمح به العقل البشري هو السجن المؤبد.. الذي هو أقرب ما يكون الى الانتحار البطيء بعرف علماء النفس.. فلماذا لا نبدأ بتجربته على زعمائنا؟.
***
إبراهيم المصري (مصر): العدالةُ والمستقبل
هل صعد صدام حسين حقاً إلى حبل المشنقة؟ وبماذا كان يفكر؟ وهل كان ثمة غير الجلافة التي وسمت شخصيته، كما هي الحال مع جميع الأجلاف الذين استولوا على مصائرنا وحياتنا وأيامنا في لحظاتٍ مشوهة من ثوراتٍ وخيبات.
أعلم أنَّ ثمة ـ حزانى ـ بالملايين في العالمين العربي والإسلامي على إعدام صدام حسين، وهؤلاء وبلا شك يحملون صفات الجلافة هذه التي وسَمَت خمسين عاماً من تاريخنا الحديث، جلافة أحزاب وثورات وانقلابات عسكرية سمَّمت كل شيء في حياتنا حتى القدرة على الأمل.
كنت قد كتبت في الديوان العراقي عام 2004:
يعتبرونه .. سجينَ حرب
ويجندون فرقةً من محامين
للدفاع عن حقه في العدالة
يا إلهي ...
لا أعرف كيف سيقف هؤلاء
في محكمة
يقف فيها الشعبُ العراقي
خِصماً لهم.
وكنت أقصد هؤلاء الذين تطوعوا من العراقيين والعرب والأجانب للدفاع عن صدام حسين في محاكمته التي قالوا عنها إنها ـ مهزلة أمريكية ـ بالرغم من أنْ هذه المحكمة لم تفعل شيئاً أكثر من محاكمة صدام حسين وأجلاف نظامه بالقانون الذي كان سائداً أيام حكمه السوداء الطويلة.
إنَّ ثمة ما يَعبْر الحاضر ليؤسس قيمةً دائمة في المستقبل، وما يَعبْر من حاضر محاكمة صدام حسين وإعدامه هو ـ قيمة العدالة ـ التي طالما افتقدناها في هذه المنطقة من العالم وفي تاريخها الموغل لآلاف السنين، وقد تحققت العدالة في عقاب حاكم عربي، بدأ حكمه على كومة من جماجم رفاقه الحزبيين الذين أعدمهم بدم بارد.
لم تعد ثمة رهبة إذن، والعدالة ستطال كل من أساء إلى الشعب العراقي العظيم، من قادته السابقين أو الحاليين، وإنْ طالت مهلكة الدم الراهنة أو قصرت، فسوف يخرج منها العراق حيَّاً وقادراً على وضع رقاب ظالميه في حبل المشنقة.
***
شاكر النابلسي (الأردن):
صدام حسين، تم الحكم باعدامه في وعي الشعب العراقي منذ زمن، وربما قبل فجر التاسع من نيسان 2003 يوم أن سقط تمثاله الضخم (كصنم هُبل) في ساحة الفردوس.
صدام حسين، صدر الحكم باعدامة في وعي الشعب العراقي قبل هذا التاريخ. ولكن الشعب العراقي كان ينتظر الجهة والقوة التي تستطيع تنفيذ حكم الإعدام هذا.
وما قامت به المحكمة العراقية، انها أصدرت أمراً بتنفيذ حكم الإعدام، وليس بحكم الإعدام. فالحكم قد صدر قبل سنوات كما قلنا، وهو حكم الشعب العراقي، الذي لم يخلُ بيتٌ من بيوته من ضحية من ضحايا الديكتاتور.
وأعتقد بأن هذا العيد سيكون عيدين للشعب العراقي: عيد الأضحى، وعيد الثأر للضحايا.
ولا شماتة بالموت. ولكن هذه الحقيقة المرّة للأسف الشديد.
تحياتي وكل عام وانتم بخير
****
د. عبدالله المدني (البحرين)
قرار المصادقة على الحكم الصادر بإعدام صدام حسين أعادني إلى سنوات طويلة خلت حينما كنت في بداية مشواري الجامعي في بيروت في أوائل السبعينات من القرن الماضي. وقتها كنا كثيرا ما نسمع من أقراننا العراقيين عما يموج به العراق من رخاء ونهضة اقتصادية وتنموية غير مسبوقة، مع الإشارة دائما إلى "سيادة النائب الرفيق صدام حسين" وليس إلى رئيس الجمهورية احمد حسن البكر كصاحب الفضل الأول في ذلك. فراحت شخصية صدام الكاريزمية بحسب ما كانت تظهره المجلات البيروتية المحسوبة على البعث و التي كانت تصل إلى أبواب مساكنا مجانا و دون أن يطلبها احد، معطوفة على ثراء وبذخ العراقيين الوافدين إلى لبنان للاصطياف والذي اعتبرناه دليلا على ارتقاء مستويات المعيشة في عهد نظام 17 تموز، تؤسس في مخيلاتنا الطرية سياسيا وفكريا و روحنا الباحثة دوما عن الزعيم الكاريزمي المقدام المهموم بمستقبل شعبه، لصورة جميلة عن الرجل. غير انه سرعان ما تغيرت النظرة رأسا على عقب لما تكاثرت البراهين على ديكتاتوريته وطغيانه ودمويته المستمدة من دموية وديكتاتورية حزبه، وخاصة وإننا كنا في بيروت، عاصمة الدنيا وقتذاك، التي كان المرء ينام فيها على رأي ويصحو فيها على موقف آخر بفضل حرياتها وتنوع مكوناتها وانفتاحها على كل الأفكار والتيارات السياسية.
تذكرت كل هذا وغيره كثير مما حدث لاحقا من مآسي وويلات وجرائم لم تطل العراقيين فحسب وإنما جيرانهم أيضا على يد رجل كانت أمامه فرصة ذهبية ليوظف خيرات العراق الكثيرة وألمعية شعبه اللامحدودة في بناء صرح إقليمي يشار إليه بالبنان، لكن نزعته الدموية ونرجسيته المتجذرة وغباءه السياسي قادته إلى ارتكاب الحماقات تلو الحماقات، ليقف اليوم وحبل المشنقة تتدلى أمامه.
الكثيرون ممن استرزقوا من وراء حكمه أو ممن يحملون عقلية الإقصاء و نزعة الطغيان، أو ممن لا يزالون مخدوعين بشعارات الخمسينات و العقدين التاليين الفارغة ولكأنما لم تتغير الدنيا من حولهم، سوف يولولون بطبيعة الحال ويعتبرون إعدام صدام انتهاكا لكرامة الأمة وكبريائها. لكني اعتقد أن تطبيق عقوبة الإعدام بحق رئيس سابق من بعد محاكمة علنية طويلة شهدها الملايين عبر القارات، يؤسس لشيء جديد لم نعتده في عالمنا العربي، ويرسل رسالة مفادها انه لم يعد في عالم اليوم فرصة أمام الطغاة للهرب مما اقترفته أياديهم من جرائم دون عقوبة. ففي تاريخنا العربي المعاصر قضى الطغاة في اغلب الأحايين في انقلابات دموية سريعة مما فوت مثولهم أمام القضاء، أو أطيح بهم ليغادروا إلى المنافي دون محاكمات. وفي المرات القليلة التي قيل فيها أن محاكمة أجريت لزعيم سابق، كانت تلك المحاكمة هزلية أو سرية أو بعيدة عن المعايير القانونية المعروفة.
***
الأب رفعـت بدر (الأردن):
صدق البابا يوحنا بولس الثاني القائل قبيل الحرب على العراق: ان الحرب مغامرة لا رجعة فيها . الحرب تدمير كامل ليس لرئيس عراقي سابق ، بل للشعب العراقي برمّته، وهذا ما نشهده يوميا . الحرب من أساسها غير عادلة ولم تكن لها أية أسباب مبرّرة ، لذلك فانّ حكم الإعدام الصادر بحق صدّام يأتي ضمن سياق اللا -أخلاقية لا للحرب ولا لنتائجها . بلا شك، صدّام مسئول مباشر عن قتل العديد من الأشخاص ، ولكن هل يعالج الخطأ بخطأ والجريمة بمثلها ؟
تعلم الكنيسة واجب احترام الحياة البشرية منذ لحظة الحبل بها الى لحظة مفارقة الحياة بشكل طبيعي. الإعدام يشكل "جريمة" ضدّ الإنسانية وعلى الدول، والعربية خصوصا، العمل على إنهائها من القوانين والتشريعات.
****
د.خالد شوكات (تونس): كلمة حول "إعدام صدام"
كمناضل حقوقي لا يمكنني أن استسيغ إعدام شخص، أي شخص، حتى لو كان صدام حسين. كنت أقول - ولا أزال- أن الأهم بالنسبة للعراق الجديد، العراق الديمقراطي، هو إعدام مشروع صدام حسين السياسي، من خلال شعور النخب العراقية، ساسة ومثقفين بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولجم نزعاتهم الفئوية والطائفية، والتنافس في التنازل لصالح عراق يسع كل العراقيين ويهزم الإرهابيين والديكتاتوريين والطائفيين. محاكمة صدام يمكن أن تكون عادلة، لكن الحكم عليه لن يكون عادلا حتى لو كان الإعدام. كيف يمكن أن تعوض روحه البشعة، أرواح ملايين الأبرياء من العراقيين الذين عذبوا وسحلوا وشنقوا وذبحوا وشردوا ظلما وعدوانا وسادية طيلة أربعة عقود من حكمه الأسود؟.
***
كمال غبريال (مصر): خواطر حول إعدام صدام حسين
لا أحب القتل، ولا أطيق منظر الدماء، شعورياً أيضاً لا أحب القصاص، وإن كنت أشحذ مشاعري كي لا أعادي أيضاً الردع الذي نحتاجه لنعيش في أمان، "إعدام قاتل محترف" هذا هو العنوان، جريمة أخرى تسجل في صفحة الإنسانية الحافلة بالجرائم، يخطر ببالي كإنساني الديانة أن أرفع صوتي بالاعتراض على قتل محترف للقتل، يداهمني شعور بالتفاهة، أين كنت أنا يوم حول هذا الصدام أرض الرافدين لمقبرة جماعية؟ اكتفيت بتسجيل جرائمه في رواية تبحث حتى الآن عن ناشر، هذا كل ما استطاعت إنسانيتي المدعاة تقديمه، ربما لو كنت أكثر إيجابية تجاه الملايين التي أرسلها إلى الردى، لكان من حقي اليوم أن أناشد الإنسانية، كي لا تضيف بقعة سوداء أخرى إلى صفحتها الحالكة!!
***
سليمان يوسف يوسف(ناشط سوري): مصادقة حكم إعدام صدام حسين...
لم يكن مصادقة حكم الاعدام مفاجئاً لأكثر من سبب، أولاً: لمسؤولية صدام المباشرة عن جريمة الدجيل . ثانياً: أن الأوضاع السياسية والأمنية التي يمر بها العراق تدفع باتجاه الإسراع بتنفيذ حكم الاعدام، على أمل أن يشكل اعدامه خيبة أمل لدى مناصريه المنخرطين في العمليات الإرهابية،ويقطع أملهم بالإفراج عنه وعودته الى السلطة ثانية،وبالتالي قد يلقون السلاح أو يخففون من هجماتهم الإرهابية داخل العراق ولو بعد حين من اعدامه.ثالثاً: أن القضاء العراقي ومن خلفه بالطبع الحكومة العراقية وخاصة الطرف الشيعي فيها فضلوا إعدام صدام في قضية الدجيل التي تخص الشيعة على اعدامه في قضية الأنفال التي تخص الأكراد لأن تقديرات الحكومة العراقية أن ردة فعل عرب السنة ستكون أخف حدة بكثير من أن يعدم على خلفية قضية الأنفال الكردية. أرى أن المهم ليس نوعية الحكم على صدام وإنما هو أن يجد العالم دكتاتوراً بحجم صدام قد دخل قفص العدالة وحاكمه شعبه على جرائمه،أتمنى أن تشكل نهاية صدام عبر لغيره من الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة والعالم، وإن لم تأت هذه النهاية على أيدي الشعب العراقي وإنما بتدخل خارجي وهو ما أضعف القضية من زخمها الوطني.
****
دلور ميقري (سوريا) إعدامُ صدّام
سيحلّ إذاً عام 2007، الجديد، بدون صدّام حسين. سيكون عاماً أفضل بدونه، ولا شك. العجب، فعلاً، أنّ الطاغية هذا، بقي كل هذه المدة بعيداً عن حبل المشنقة، بعدما هوى صنمه في التاسع من نيسان، الأغر، لعام 2003؛ الحبل نفسه، الذي يُقال أنه تمّ الإحتفاظ به ـ كذكرى من عهده، الميمون. لطالما إرتفعت هامات أحرار العراق، وأفضل أبنائه، على مشانق هذا العفلقيّ، الغاشم : الآن، سيكون هؤلاء هناك، شهوداً على نهايته المخزية.
غداً عيدُ. سيصحو أطفالُ بغداد، وغيرها من مدن الرافدين، على تهليلة مختلفة نوعاً؛ تهليلة المظلومين على الأرض، المتصاعدة إلى عنان السماء : " الله أكبر الله أكبر الله، أكبر.. لا إله إلا الله "؛ تهليلة المستضعفين، المُبَشرين بملك الأرض. لأول مرة، عيدٌ بلا طاغية،