فداء يسوع للبشرية وفداء الحريري للبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نشرة لبنان من إذاعة الشرق من بيروت كمثل مدرسة فريدة في الإعلام الموضوعي في "الوطن العربي" الغبي والمستبد. أستمع فيها إلى بشار الأسد بصوته يتوعد لبنان بأن تكون "أولي الضحايا" لغضبه سوريا المضرية ... وأستمع فيها إلى وليد جنبلاط يرد عليه بصوته أيضاً ... أستمع فيها لشهادة زور حسن نصر الله يعلن"براءة سوريا من دم الشهيد الحريري" وأستمع فيها لسعد الحريري يضع سوريا في قفص الاتهام عن جميع الجرائم منذ اغتيال أبيه إلى اغتيال جبران تويني.
لأنها مدرسة للإعلام الحر أحرص على الاستماع إليها رغم أن نشرتها لبنانية خالصة. لكن لا تنسوا أن هواي لبناني . في نشرة أمس 13/2/2006 استمعت فيها إلى نداء الرئيس أمين الجميل إلى أعضاء حزب الكتائب لإحياء ذكرى موت الحريري "فداء للبنان". فوراً تداعت إلى فكري رمزية "فداء المسيح للبشرية" وفداء الحريري للبنان.
في سالف الزمان وسابق العصر والأوان، كان الزوجان الأولان، جدنا آدم وجدتنا حواء، في جنة عدن ياتيهما رزقهما رغداً من ثمار أشجار الجنة الباسقة. ببعد نظر نهاهما يهوه عن الاقتراب من ثمرة التفاحة ... لكن الأفعي كانت هنا. تقدمت من الجدة الطيبة فأغرتها بمد يدها إلى تفاحة الخطيئة. بدورها أغرت الجدة - على عهدة سفر التكوين - الجد فأكل منها. فوراً نزل عليهما قصاص يهوه كالصارم المسلول. جردهما من براءتهما الأولي. فتراءت لهما عورتهما فغطياها بورقة تين - من أين أتيتم بورقة التوت أيها الرفاق؟! - ثم نوالي مسلسل العقوبات: عقوبة العمل، عقوبة مكابدة الآلام، عقوبة الولادة بالألم لحواء وعقوبة أن يسودها الرجل، وأخيراً سلط عليهما يهوه عقوبة الموت بعد أن كانا خالدين. وسلطتها أيضاً على من تناسل منهما من هابيل وقابيل إلى العبدلله الحي نصفاً والميت نصفاً: دماغ ولسان حاضران أما يمناه فقد نسته ... صعد يسوع طائعاً إلى الصليب ليفدي بموته البشرية الخاطئة المعذبة. فغسل بدمه المقدس الخطيئة الأصلية ... أعاد إلى البشرية براءتها الأولي.
الخطيئة الأصلية اللبنانية. كان لبنان جنة عدن لسياح الشرق الصحراوي ... وملاذاً آمناً أو يكاد للمطاردين أمثالي. ذات يوم تقدمت ثلاث أفاعي، إسرائيل، سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية، من آدم اللبناني لتغويه بأكل تفاحة الشقاق الطائفي فأكل باليسار واليمين ... حتى التسمم الغذائي ...حاول العبد لله أن ألعب دور يهوه فنهيته [انظر ما قلته لآدم في "الفتى الأحمر، فواز طرابلسي، وفي مقدمة كتاب "من كوموته باريس إلى مجازر عمان 1971] ولكن لا حياة لمن تنادي...
نيابة عن يهوه قررت الولايات المتحدة عقابه ونسله بألام الاحتلال السوري الذي استباح جنته، مشت الدبابات على أشجارها الباسقة ... وركلت زهورها الأحذية العسكرية ... سقى الاحتلال أرضه بدماء أعز أبنائه... وحولها إلى مقبرة جماعية لذويها ومزرعة للمحتلين وعملائهم من حسن نصر الله إلى إميل لحود...
يوم 14 شباط 2005 صعد الحريري إلى الجلجلة. في اليوم ذاته عاد إلى حوارييه، ملايين اللبنانيين، يستنهضهم لطرد آخر الأفاعي الثلاث ... منذ ذلك اليوم دشن لبنان مسار عودته الظافرة إلى جنته الجميلة حراً مستقلاً. منذ 2006 سنة مات يسوع لتحيا البشرية ومنذ سنة مات الحريري ليحيا لبنان واللبنانيون ومعهم العبد لله ومن لف لفه من الأموات الأحياء.
مبروك على لبنان دم الحريري الذي لن يذهب هدراً.