حرية الأهواز.. بين الإرهاب والحقيقة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ثمة مغالطات تاريخية وفظائع إنسانية يكسوها الغبار ويعلوها الصدأ وتتردد حولها أكاذيب وأقاويل تشوه نضال الشعوب المستلبة وكفاحها التاريخي ضد الظلم والإستغلال والعبودية، والشعب العربي في الأهواز كان على الدوام عرضة للنسيان والإهمال، وكانت قضيته العادلة من القضايا الهامشية بل والمنسية رغم أنها تاريخيا وواقعيا لا تقل أهمية ولا ستراتيجية عن القضية الفلسطينية إن لم تكن أخطر بكثير في بعض جوانبها، وقد حاولت بعض الأطراف (الصفوية) أو الموالية حد العمالة والخضوع للنظام الحاكم في إيران تشويه مواقفي الشخصية من قضية (حرية الأهواز) بإعتباري من المؤيدين لما يقولون إنه (إرهاب) يمارسه الأهوازيون من خلال بعض التفجيرات التي حدثت هنا وهناك! وهي تفجيرات قد تكون غير ذات جدوى لأنها تصيب المدنيين وتشوه حقيقة الكفاح الأهوازي الحر وتعطي للفئة الحاكمة والمتسلطة بإسم المذهب والدين في إيران مبرراتها لتوسيع سياسة القمع والتقتيل والتشريد ومصادرة الأرض و تفريس المجتمع والإستمرار في سياسة النهب وتصدير الخراب للعراق ولدول الخليج العربي المجاورة والتي ظلت على الدوام ضمن قائمة الإهتمام الستراتيجية لأجهزة المخابرات الإيرانية، وصفحات الحرب العراقية/ الإيرانية تعطينا دليلا تاريخيا موثقا على طبيعة المخططات الإيرانية السرية في الخليج العربي.
الشعب العربي في الأهواز لم يكن يوما من دعاة العنف والتقتيل ولا أي شكل من أشكال الإرهاب بقدر ما كان هو ذاته ضحية رئيسية ومباشرة لإرهاب وتسلط أجهزة الدولة الإيرانية منذ عهد الشاه وحتى العهد الجمهوري الإسلامي الذي مارس من التقتيل والتشويه والإفقار ما تفوق على نظام الشاه بكثير وبمراحل متعددة، وسكوت النخب الثقافية والسياسية والإعلامية العربية عن مناصرة ونصرة حق الشعب العربي في الأهواز في الحرية وتقرير المصير أسوة بكل شعوب الأرض الخاضعة للإحتلال هو وصمة عار في جبين دعاة الحرية ومناصريها، فالإحتلال له لون واحد لا يتغير ولا يتبدل عبر التاريخ والعصور ولا فرق بين إستعمار إستيطاني صهيوني لفلسطين وبين إستعمار إستيطاني إيراني فارسي متخلف لأرض الأهواز رغم أنه من الناحية الستراتيجية الصرفة والتي لم ينتبه لها الكثيرون للأسف تعتبر الأهواز أكثر أهمية من كثير من القضايا الساخنة في عالم اليوم، فبحرية الأهواز سيحسم أمر العديد من الملفات الحساسة والخطرة في المنطقة من طائفية أو سياسية أو حتى عسكرية!، وبحرية الأهواز سيتحدد وإلى الأبد مصير السيادة على (شط العرب) وتكريس عروبته الأبدية التي يصر الإيرانيون على رفضها ويستقتلون من أجل ذلك! ويمارسون من العنصرية والتجني وقتل حرس الحدود العراقي دون تحرك عملي وفاعل من قبل أجهزة السلطة العراقية الحالية التي يهيمن عليها أتباع إيران وحلفاؤها من الذين تربوا في أجهزة مخابرات حرس الثورة الإيرانية ومقرات التعذيب التابعة لها!!، في حرية الأهواز سيفشل المخطط الطائفي لتقسيم العراق وتفتيته، وسيتعزز السلم الإقليمي في الخليج العربي، وستنشأ دولة حرة وحديثة وغنية وطموحة يتخلص شعبها العربي الحر من العوز والفاقه و الحرمان والعمل في الوظائف والمهن التي لا تليق بكرامته ولا بثروته المنهوبة التي ينهبها الأغيار والمستوطنين والغزاة!، من حق الشعب العربي في الأهواز إنتهاج وسلوك مختلف الطرق والوسائل التي تؤمن له الوصول لهدفه بأسرع الطرق وأقل التكاليف والتضحيات، فحرية الأهواز تبقى في النهاية أكبر من الحلم لأنها واقع متجسد برزت إرهاصاته وتحددت معالمه وما ينقصه حقيقة هو وحدة فصائل الشعب الأهوازي الحرة وضرورة تنسيق نشاطها الإعلامي والسياسي وحتى العسكري بشكل موحد وجبهوي شامل يعيد اللحمة للمكافحين ويرسم خارطة جديدة للمنطقة بعيدا عن المخططات الطائفية وغيبيات الدجل والخرافة التي يعتاش منها النظام الإيراني ونجح للأسف في تصدير قيمها وأشكالها لبعض دول الجوار !، نعلم أن المهمة صعبة والملفات متداخلة، ولكن التاريخ قد علمنا إن إرادات الشعوب الحرة هي التي ترسم الملفات وتوجه التاريخ وليس دجل الطغاة وكتائبهم الإعلامية المزيفة... في حرية الأهواز كسب حقيقي للمستقبل وتصحيح لغلطة ستراتيجية إرتكبها الغرب في عالمنا العربي قبل ثمانية عقود وقد آن الأوان للشعب العربي في الأهواز لأن يقوم بدوره بتصحيح الخرائط والإحداثيات في ظل الوضع الدولي الجديد والذي يحاصر أنظمة القمع والموت التي إنتهت صلاحيتها مهما بالغت في أساليب الدجل.. حرية الأهواز قد باتت اليوم هي الحقيقة الغائبة الكبرى والتي ستفرض أجندتها على العالمين مهما بدت الظواهر عكس ذلك!! فالرهان الحقيقي هو على تضحيات الشعوب... وقد حسم شعب الأهواز قراره ولبى نداء الحرية المقدس.. وسنرى وترون.. والعاقبة للأحرار.