هل تستجيب حماس لدعوة معسكر السلام من الطرفين..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
.. الفلسطيني والإسرائيلي
تتعارض وجهات النظر العربيه والدوليه فيما إذا كان انتخاب حماس سيعيق تقدم المسيره السلميه وسيؤخر إنشاء الدوله الفلسطينيه المنشوده كما قال الرئيس الأميركي جورج بوش...أو أن انتخابها سيخدم القضيه الفلسطينيه حين تجد إسرائيل نفسها أمام مفاوض صلب لا يهادن في أصل الحقوق.. ولديه الإستعداد التام للإنتظار إلى مالا نهايه في سبيل إحقاق الحق ولديه الإستعداد البشري الهائل من منطلق الدفاع عن العقيده ليؤرق إحساسها بالأمن .. وهو أيضا ما يهدد وجودها كدوله على المدى البعيد.. وما يؤرق المجتمع الدولي حرصا على الدوله الإسرائيليه على المدى القصير والبعيد.. إلى جانب الخوف من وصول الإسلاميون في دول عربيه أخرى إلى الحكم.. مما يهدد مصالهم وخاصة النفطيه..
وجهة النظر العربيه...
من المسلم به بأن الأنظمه العربيه فشلت في التعامل مع شعوبها ومصالحهم وفي ذات الوقت فشلت في التعامل مع الحركات الإسلاميه.. حيث إستمرأت إبقاء الحال على ما هو عليه.. والتغاضي عن تغلغل هذه الحركات في المجتمعات ولم تحاول تبيان فيما إذا كان هدف هذه الحركات إنشاء مجتمع إسلامي يلتزم بتعاليم الإسلام من سماحة. وصدق.. وإحترام ومحبه للآخرين أم الإطاحه المطلقه بالسلطه وتأسيس الدوله الإسلاميه وتطبيق الشرائع والتعاليم الإسلاميه.. وهنا نرى التعارض في التعامل مع فوز حماس مابين... موقف الحكومات العربيه.. وموقف الشعوب العربيه.فموقف الحكومات هو موقف المتربص والحذر التابع لكيفية تعامل الحكومات الغربيه مع الحكومه الفلسطينيه الجديده.. في ذات الوقت الذي يحاولوا فيه ايجاد طرق للضغط على حماس... ومدى التأثير السلبي على مصالحهم في حال دعمهم لحماس حاليا بدون التأكد من أن منظور حماس والدوله الإسلاميه لن تنتقل عدواه إلى دولهم وإلى نجاح حركات الإخوان المسلمون في دولهم والإطاحة بهم.. هذا إلى جانب أن الإعتراف بإسرائيل كدوله وشعب أصبح واقع لا محالة منه..لقبول أي دوله كعضو في المجتمع الدولي الذي يلهث وراء الأمن العالمي.. بعد أحداث نيويورك ولندن ومدريد وبالي. وغيرها العديد.....
أما بالنسبة للشعوب العربيه فهي تجد المتنفس الوحيد لها في غضبتها ضد أنظمتها وحكامها.. في تأييد القضيه الفلسطينيه بدون التمعن في مدى هذا التأييد.. فمثلا.. من الطبيعي مؤازرة الحقوق الفلسطينيه.. ولكن هل تتعدى هذه المؤازره حدود 67.. بمعنى هل حقا تؤيد هذه الشعوب فكرة إزالة إسرائيل من الوجود.. وهو ما تتأرجح فيه هذه الشعوب ما بين مؤمن كليا بإزالة إسرائيل... مستندا إلى العقيده.. ومابين.. إنهاء النزاع في حدود 67.. وذلك بإقامة دوله فلسطينيه ضمن هذه الحدود..
الموقف الدولي واضح وصريح
ويستند إلى العقيده الدينيه أيضا والتي تؤمن بحق الوجود الإسرائيلي في فلسطين نابعا من تعاليم الإنجيل نفسه...وإن كان هذا التعاطف الدولي على المستوى الشعبي إستيقظ إلى أن إنتهاكات الدوله الإسرائيليه للمبادىء العالميه المعترف بها في حقوق الإنسان .. يهدد المصلحه العالميه في الأمن الدولي .. ومن منطلق المفهوم العلماني أصبح الكثيرون من الغربيون واليهود أنفسهم ينادون بالحقوق الفلسطينيه غير آبهين باالعقيده الدينيه لإنهاء النزاع الذي يرونه يؤثر سلبا على الأخلاقيات الغربيه.. ويبين مدى الإزدواجيه في التعامل مع هذه الحقوق بحيث أصبح العديد من حكومات الدول الغربيه تحت المساؤلة القانونيه من شعوبهم لكل هذه الإزدواجيه وفيما إذا كانت هذه السياسه الخارجيه تعرض مصالح الشعوب لأخطار سواء في دولها نتيجة العدد الهائل من المهاجرين العرب الجدد إلى هذه الدول.. أو في الدول العربيه كما حدث في الغضبة الإسلاميه ضد الرسوم المسيئة للرسول..
أما بالنسبة لموقف حماس.. فبالرغم من أن نجاحها الساحق كان ثمرة فشل السلطه في كل معايير المسؤوليه الفلسطينيه.. إلا أن حماس تقف الآن على مفترق طرق.. فإما الإعتراف الصريح والواضح بحق إسرائيل في الوجود.. وإما العمل على إضعافها بحجب الأموال الدولية عنها..
الثمن في الحالتين كبير فثمن الإعتراف ينسف كل المبادىء التي بنتها حماس في ميثاق الحركه..الذي يؤكد بأن..
1- أن أي تفريط في جزء من فلسطين هو تفريط في جزء من العقيده.
2- تتعارض المبادرات وما يسمى بالحلول السلميه والمؤتمرات الدوليه لحل القضيه الفلسطينيه مع عقيدة حركة المقاومه الإسلاميه.. وما تلك المؤتمرات إلا نوع من أنواع تحكيم أهل الكفر في أرض فلسطين...
وهنا ينبع مكمن الخطر على إسرائيل نفسها وعلى الغرب برمته.. حيث أكدت الحركه وبما لا يدع مجالا للشك بأن كل من لا يؤمن بالإسلام إنما هو كافر..
أما بالنسبة لحجب أموال الدعم.. فهنا سنجد أن حماس لن تعجز في الحصول على أموال.. بداية من تقصي ومصادرة أموال الفاسدين من السلطه السابقه.. سواء نصفها أو ثلاثة أرباعها.. إضافة إلى اللجوء إلى ايران..
وفي كلتا الحالتين فإن التشدد في أي منهما سيعرض الحكومه الجديده للضغط و حتى العزله الدوليه.. ورقة الضغط الوحيده الرابحه التي أتمنى بأن تلعبها الحكومه الفلسطينيه الجديده..حماية لمصلحة الإنسان الفلسطيني وكسبا لمصداقية دوليه... هي فعلا الإعتراف بإسرائيل..
ولكن مع إبقاء هذا الإعتراف كليا ضمن الشرعيه الدوليه.. وفي حدود 67.. أي ضمن النطاق القانوني الدولي والشرعية الدوليه للقرار 242.... وقبل فوات الأوان..
إسرائيل أشرفت على إنهاء العمل في جدار الفصل والذي كررت مرارا أمام المجتمع الدولي أنه من الممكن إزالته أو حتى تغيير مساره في حال توصلت إلى إتفاقيه مع حكومه فلسطينيه تضمن لها الأمن.. وعدم اللجوء إلى أعمال عنف....
ولكن الأخبث منه هو ماتقوم به إسرائيل ولم يتوضح على المستوى الدولي حتى الآن.... هو العمل على ضم أراضي أغوار الأردن.. والتي تمثل ثلث مساحة الضفه الغربيه.. وتمتلك الأرض والمياه....
وبهذا الضم للأغوار تحقق إسرائيل الخمسة أهداف الإستراتيجيه كما بينها السيد خليل تفكجي رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربيه في القدس.. والتي تتمثل في..
السيطره على المياه الجوفيه في الناحيه الشرقيه من الضفة الغربية..
مصادرة مناطق التوسع السكاني والعمراني المستقبليه للدوله الوليده..
منع إمكانية التواصل الجغرافي بين الضفة والأردن..
القضاء على إمكانيات التوسع الإقتصادي والزراعي والصناعي..
حرمان الفلسطينيين من مدخل على البحر الميت قد يمكنهم من تطوير نوع من السياحه العلاجية كما هو حاصل في الأردن..
بمعنى آخر قتل وخنق الإقتصاد الفلسطيني.. ومحاوله تهجير غير معلنه للفلسطينيين.. وخلق واقع جديد على الأرض ومستوطنات جديده يصعب معها إمكانية الإنسحاب منها كما هو حاصل في المستوطنات الأخرى.. بهذا تقضي إسرائيل على آخر مقومات الدوله الفلسطينيه..
فهل هذا ما تنشده حماس لإعادة الصراع إلى نقطة الصفر أم حقا الخروج من دائرة العنف وبناء حياه فلسطينيه آمنه وإعطاء الإنسان الفلسطيني فرصه للحياة بأمن والتطور لملاحقة التطور المجتمعي في العالم كله....
ورقة الضغط الأخرى ه والتي ستعطي مصداقيه لأي حكومه فلسطينيه..إلى جانب ما سبق.. هو الإصرار على جعل منطقة الشرق الأوسط منطقه خاليه من أسلحة الدمار الشامل.. للحرص على أرواح الجميع بما فيهم الإسرائيليون أنفسهم من خطر الإشعاعات النوويه الصادره من مفاعل ديمونه القديم ومفاعل سيروك قرب تل أبيب...
هناك نسبة كبيره من الإسرائيليون أنفسهم يروا أنه لا بد من التعامل والتفاوض مع أية حكومه فلسطينيه.. ويعتقدون بأن حماس قد تكون أقدر من كلا القيادتين السابقتين لأنها تملك الشرعيه الشعبيه.. التي أعطتها الصوت الإنتخابي الحر.... وإلا فإن إستمرار الصراع يعني باستمرار جدول الحرب.. وسيقتل الروح الإنسانيه لدى الطرفين...... فهل تستجيب حماس لدعوة معسكر السلام من الطرفين؟؟؟
أحلام أكرم - باحثه وناشطه في حقوق الإنسان - لندن..