كتَّاب إيلاف

قضية مقتدى الصدر: التأهيل حسب عرف التوريث

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يكن مقتدى الصدر قبل سقوط النظام البعثصدامي سوى سكرتير قابع في احد زوايا تكية والده الشهيد الذي اغتالته عصابات النظام الساقط. ولم يظهر الرجل في حياة والده اي نبوغ فقهي او علمي او اجتهاد ديني او وضوح سياسي. وبعد سقوط النظام ودخول قوات التحالف إلى العراق مزيلة اكبر واعتى الانظمة القمعية في منطقة الشرق الاوسط منتقمة أيضا لدماء عائلته معيدة الاسم الساطع لعمه العالم الجليل والمناضل الفحل والعنيد في مقارعة الدكتاتورية محمد باقر الصدر الذي دق النظام المسامير في رأسه واغتصب ازلامه اخته الشريفة امام عينيه تنكلا به وبما يحمله من قوة وعناد ضد النظام المستلط. واول من حمل السلاح ضد أولئك الذين جاءوا لاعادة الحق لابناء عائلته كان مقتدى في عملية اغتيال عبد المجيد الخوئي في الصحن الحيديري سحل جثته، ومن ثم رفعت عصاباته التي شكلت من مخلفات فدائي صدام وجيش القدس، لتعيث ليس في مدينة النجف، وانما في مناطق مختلفة من العراق الفساد وان تسيل دماء العراقيين عبر فوهات اسلحتهم الآثمة. وليس مبالغا فيه إذا قيل ان احد اسباب الوضع الامني الحالي والتخلف في ممارسة العملية السياسة بشكل صحيح في عراق ما بعد التحرير يعود لمقتدى الصدر ومن يحيط به. وقد ضيع العراق من عمره، بعد التاسع من نيسان، فرص ذهبية في إعادة استقراره والمباشرة في عملية إعادة اعمار العراق بفضل صبيانية مقتدى الصدر واميته السياسية بالاضافة إلى فقدان عام كامل جراء حرب اهلية غير معلنة قادتها جماعاته وحلفائها من مخلفات البعثفاشي المقبور. وكانت مواقفه غير الوطنية في دعم العصابات الارهابية في الفلوجة مما حدى بها رفع صوره وهو اول من يعرف ان من اغتال والده واخويه تلك الجماعات وتنظيماتها الصدامية وهي التي حجرته في داره إلى ان حرر من قبل القوات التي يسميها " محتلة " ويطالب بخروجها دون ان يعرف ما ستؤول عليه اوضاع العراق بعد ان تخرج ودون وجود قوات وطنية عراقية حقيقية تقف للدفاع عن الوطن وامنه وامن مواطنيه وتحرس حدوده من التدخل الخارجي لدول الجوار، إلا اللهم هذا قصده ليجعل العراق مستباح منها وفي مقدمتها دولة مرشده الروحي من قم وموجهه السياسي كاظم الحائري. ففي الوقت الذي كان من الواجب تقديم مقتدى الصدر للمحاكمة جراء اشرافه المباشر على اغتيال عبدالمجيد الخوئي ورفاقه، كما اثبتت التحقيقات، وما قام به من اقام محاكم غير قانونية وسجون واعدامات في مقراته في مدينة النجف يهرع احمد الجلبي في اولى عمليات التأهيل من اجل ان يضع له قاعدة طبخ عبرها "شلة" قائمة الاتلاف العراقي التي اخرجت الجلبي من صفوفها بعد ان خرجت بحساباتها بان ليس للرجل قاعدة ما في الشارع العراقي وكذلك خارجه بعد ان تخلى هو عن رفاق دربه والمخلصين للقضية العراقية وكذلك لنقل تحويل ولاءاته ومن اجل "صفع" الامريكان كما قال للمقربين منه لانهم قاموا بتفتيش مكتبه بعد فضيحة تزويد إيران بمعلومات. ومن ثم جاء دور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء بعملية غير مدروسة اراد منها التوازن السياسي بعد لقاءات اياد علاوي بالقادة الاكراد في زيارة مقتدى اخرجتها عدسات التصوير وكانها بين رفاق درب. ومن ثم زواج المتعة المصلحي بين عائلتي الحكيم والصدر في تشكيل قائمة الاتلاف الثانية وادخال مناصري مقتدى الذين لم يكونوا مأهلين سياسيا ولا وطنيا للمشاركة في الانتخابات والحصول على مقاعد في البرلمان بفضل سلاح مليشيات جيش المهدي وارهابها بخبرتها العسكرية وتجربتها الماضية ضمن تشكيلات النظام السابق الاستخباراتية وفدائي صدام وجيش القدس وغيرها. وبذلك استطاع جيش المهدي ان يدخل إلى البرلمان العراقي ببازلام مقتدى الصدر مستغلين غفلة البسطاء وربطهم باسم محمد باقر الصدر، العالم، وكفاحه البطولي وتضحياته بحياته وكذلك اسم والده الذي اغتالته عصابات النظام السابق. جاء دور الانظمة لتأهيل مقدى في الوقت الذي اغلقت فيه ابوابها امام سياسيين عراقيين وطنيين ناظلوا بحق ضد النظام الشمولي وساهموا في اسقاطه. فيستقبل مقتدى من قبل اعلى المسؤولين في عدة دول عربية وفي إيران. ويمكن فهم استقباله في إيران " كزعيم" لحاجة إيران إليه في خلط الاوراق وتازيم الوضع السياسي كلما احتاجت له. وكذلك سوريا لفتح قنوات اخرى لتمرير خططها في العمل على زعزعة الوضع الامني في العراق واطالة عمر نظامها وكذلك من اجل تاهيل مجموعة ليس لها فكر عقدي ولا اجندة سياسية بالنسبة لمستقبل العراق سوى إعادة شعارات في خروج المحتل وغيرها لكي يخلوا الجو رجال كلا الدولتين في العمل بحرية على ابتلاع العراق بالكامل بعد ان تم ازدرارد اغلبه. ولكن السؤال يبقى عن هدف استقبال مقتدى في الدول العربية الاخرى ؟ فهل هذا جاء للاعتذار عن دعمها للنظام الساقط الذي اغتال الشهيد عمه وعمته ومن ثم والده واخويه؟ او لاعتبارات اخرى لا زالت عصية على فهم المتتبع للشأن العراقي؟ فمقتدى الصدر من يعرفه شخصيا ومن يسمع احاديثه الخاصة او المتلفزة يعرف مدى فقره المعرفي بكل الصناف وكذلك ضحالة قاعدته الفكريه الدينية ومستواه الشخصي. وفي حديث له مع احدى محطات التلفزة الخليجية ليلة السبت الثامن عشر الحالي قال:" ان الاقليم الكردي في شمال العراق اقيم بسبب المخاوف من قيام دكتاتورية في العراق، لكن لو خرج "المحتل" وعقدنا دولة وحكومة ليست دكتاتورية وانما ديمقراطية تقوم على حرية الرأي وحرية الشعوب لا مجال لقيام كردستان ولا قيام اقليم في الجنوب او الوسط او في اي مكان ". فهذه احدى رؤاه السياسية.

فهل خرج قادة الدول العربية التي زارها مقتدى بنفس القناعة التي لدي العراقيين الذين يعرفونه لكي يبكوا ايضا على العراق والعراقيين حضهم؟ او ان تاهيله جاء على شريعة التوريث التي تمشي عليها الانظمه العربية على اساس ان عمه قائد سياسي ورجل دين وعالم معترف به او ان والده رجل دين اغتيل، كما هو حال خلافة بشار الاسد والده والقذافي يحضر لإبنه سيف الإسلام والحبل على الجرار ؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف