كتَّاب إيلاف

نساؤنا، الفرص، والطريق إلى المستقبل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شيء من الحق

معظم الوفد "المدني" الذي سبق زيارة الملك عبدالله تألف من النساء، وكان من بينهن فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها، الجوهره السديري، تجيد اللغة الصينية بطلاقة. وقد أدهش الوفد "المثقف" الصينيين بعمق فكره وتنوع ثقافته وحسن أدائه وترك انطباعا مجيدا عن بلادنا وحضارتنا.
وقد سبقت الزيارة الملكية جولة الأميرة ريم الفيصل، المصورة الفوتغرافية الدولية، في ولاية "ينان" لعرض صورها عن الحج في ست من مدن هذه الولاية الجنوبية. ولم تكن هذه هي التجربة الأولى لريم، فقد استطاعت خلال عشر سنوات أن تجول العالم بصورها عن منجزات المملكة، وتقيم معارضها في أكثر من عشر حواضر أوروبية وآسيوية وعربية.
الصحف التي تابعت إنجازات ريم كثيرة، ويكفي أن نذكر منها صحفا دولية كبرى، كالليموند والفيجارو والقارديان والبيبراسون وكانفاس والديلي ستار وماري كلير. وفي كل هذه التغطيات كانت صورة المرأة السعودية العاملة تزداد تألقا، وينعكس ذلك إيجابا على المجتمع السعودي ككل.
وفي جدة كان ربع المشاركين في المنتدى الاقتصادي من النساء، وأكثر المنظمين من أستاذات وطالبات كلية عفت. وقد كان للمرأة حضور قوي ليس في مجال الأعمال فحسب، ولكن أيضا في مجالات الاجتماع والتعليم والإعلام والثقافة.
رانيا باجسير، منسقة لجنة العلاقات الدولية في الغرفة التجارية بجدة، كانت واحدة من الناشطات في لجان التنظيم. ولأنها تحمل ماجستيرا في الإدارة من الجامعات السويسرية، وتتحدث ثلاث لغات دولية بطلاقة، فقد اختارتها إدارة المنتدى لتتولى "تحضير" كبار المتحدثين في القاعة الرئيسية نفسيا لإلقاء مشاركاتهم. وقد كان الانطباع الذي تركته في نفوس الذين مروا عليها في غرفة التحضير وراء الكواليس عن البلد وعن المرأة السعودية قويا.
رجاء الصانع، الروائية الشجاعة، التي رفعت أمامنا في روايتها "بنات الرياض" مرآة فرأى كل منا فيها عيوبه، صدمتنا وأيقظتنا وحركت المياه الراكدة فينا تجاه أمراضنا الاجتماعية، بدءاً من التعصب الديني والمناطقي، ومرورا بالأقنعة التي نبدلها كما نبدل ثيابنا، وانتهاء بـ"فراغة" عين كثير من الرجال، وسطحية كثير من النساء، وتفلت كثير من الشباب، خاصة في المدن.
رجاء كانت ضيفة على جدة، لأول مرة، رغم أنها عبرت عن حبها لعروس البحر في روايتها، وزارت مركز خديجة بنت خويلد في الغرفة التجارية، والتقت بثلاث من عضوات مجلس الإدارة، مضاوي الحسون، ولمى السليمان، والفت قباني، ومؤسسة ومديرة المركز د. نادية باعشن، واستمعت لشرح عن أنشطة التدريب في التخصصات التي يحتاجها المجتمع وسوق العمل أكثر من تلك المبادئ النظرية التي يتخرج بها الطالبات من المدارس التقليدية.
كل هؤلاء الفتيات والسيدات نماذج مضيئة شعرت بأن الملك عبدالله أراد لهن أن يخرجن إلى دائرة الضوء والعمل وإثبات الوجود، فخرجن وأثبتن، ونجحن.
لقد صبرنا طويلا في انتظار هذه الفرصة، أما وقد جاءت فسيكون من سوء الفطن أن نضيعها. (تنشر بالتزامن مع جريدة المدينة)

kbatarfi@al-madina.com.sa

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف