حماس تقتدي بتشرشل لا بمحمد!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قالَ خالد مشعل بعد أن تلقى الدعوة من روسيا لإنقاذه من ورطته: (شرف كبير لحماس أن تتلقى هذه الدعوة من بوتين) . كذا ورب البيت؟! فبمجرد أن وصل (الإخوان) إلى السلطة، أصبح الدليل (ميكافيلي) ، وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة؛ حتى وإن كانت الوسيلة الشيطان ذاته؛ وتحولَ أعداء الإسلام والمسلمين بالأمس، الملاحدة مقاتلي المسلمين في الشيشان، إلى ملائكة يمنحون (الشرف) لعباد الله الصالحين، ونسوا أو تناسوا أنهم رفعوا شعار الجهاد يوماً ما، واعتبروا فلسطين (وقفاً) إسلامياً لا يجوز التنازل عنه.. فسبحان من يُغيّر و لا يَتغيّر؟!
الماء يُكذب الغطاس ، والسياسة تكشف النوايا، والسلطة والبقاء فيها ، والعض عليها بالنواجذ، أسالت لعاب (الحماسيين)؛ وجعلت خالد مشعل يتحالف مع (الشيطان) من أجل المصلحة، مقتدياً بتشرشل هذه المرة لا بمحمد !
محمد أو تشرشل لا يهم، المهم السلطة، والفوز بالدولة، والتمتع بالمال والقوة والنفوذ . المرحلة - الآن - تقتضي تطبيق القاعدة الشرعية التي تقول: (أينما تكون المصلحة فثمّ شرع الله) كما يقول ابن القيم.. أما شرع الله والمصلحة فقد أصبحَت بقدرة قادر لدى (بوتين) في (موسكو) وليس لدى ابن تيمية الذي اقتدت به حماس في سالف الأيام، عندما أفتى مفتيها بجواز العمليات (الانتحارية/ الاستشهادية) إقتداء بفتوى ابن تيمية وقصة غلام أصحاب الأخدود!
المرحلة - إذن - ليست مرحلة ابن تيمية وفتاويه الثورية، وإنما مرحلة العقل و التؤدة، والحوار مع الآخر، فالإسلام - الآن - أصبح دين الحوار، والإسلام دين السلام ألم يقل جل وعلا: ( وإن جنحوا إلى السلم فاجنح لها وتوكل على الله)؛ ثم ألم يُفاوض الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم كفار مكة يوم صلح الحديبية، وأقام بينه وبينهم الصلح!؟
يروي الكاتب (العدل) فهمي هويدي - قدس سره - عن الكاتب العدل الآخر محمد حسنين هيكل، المتخصص في الرواية عن الأموات، وهي سلسلة (ذهبية) الإسناد، مصرية الجغرافيا، لا يرقى إلى صحة سندها أية سلسلة، ولا يُشكك في صحتها إلا جاهل؛ يقول: ( سمعت من الأستاذ محمد حسنين هيكل في الأسبوع الماضي أن عرفات زاره في منزله بعد توقيع اتفاق أوسلو، ليشرح له ملابسات العملية والآمال المعلقة عليها (كذا). وكان تعليق الأستاذ هيكل على كلام أبو عمار انه بتوقيعه الاتفاق أعطى للإسرائيليين كل ما يستطيعه، بحيث أنهم لم يعودوا بحاجة إليه بعد ذلك. الأمر الذي يعني انه أعطاهم صكاً يمكنهم من الاستغناء عنه، لأنهم سوف يعتبرونه عقبة بعد ذلك، إذا ما أرادوا الحصول على ما لم يستطع الرجل أن يمرره. وفي هذه الحالة الأخيرة ـ أضاف الأستاذ هيكل ـ فإنهم لن يترددوا في الخلاص منه.. وهذا ما فعلوه معه في نهاية المطاف، حين عزلوه وحاصروه ثم قتلوه بالسم! ) . نقلاً عن الشرق الأوسط اللندنية .
والشيخ فهمي - لا فض فوه - يُحذر هنا (أبو نهيه) من أن يكون أبو عمار آخر، فيعطي يهود كل ما يطلبوه، فيقتله أحفاد القردة والخنازير شر قتله مثلما فتلوا أخاً له من قبل ! . ولم يقل لنا ابن هويدي - قدس سره - كيف الحل، وقد سبق السيف العذل، وتورط القوم بالسلطة، وهي شهية لذيذه لا يقدر على مقاومتها عباد الله الصالحين، المقاومون منهم والمسالمون!
كانوا يقولون: ( ردة ولا أبا بكر لها) ، ويقول لسان حال الحمساويين: ( فرصة ليس لها إلا بوتين) .
لا شيء يبدو جديداً، هكذا هم القوم دائماً . فالإسلام - منذ نزوله - حَمّـال أوجه كما قال علي بن أبي طالب، والساسة الإسلامويون لهم (ألف وجه)، وهم يحملون فكراً، ويُبشرون بقيمٍ تحمل في سياقاتها الشيء ونقيضه. لا يتورعون في الدعوة إلى أمر في الصباح ويَدعونَ إلى عكسه في الليل . لديهم لكل ممارسة دليل، ومن كل ورطة مخرج مدعوم بنص؛ والتاريخ الإسلامي الذي يمتد إرثه لأكثر من ألف وخمسمائة عام كفيلٌ بإسعافهم بقول عالم، أو تخريج فقيه. و(القرضاوي) وألفٌ ممن هم على شاكلته، تحت الأمر، والمكتبات والكتب، لن تعجز عن دليل واحد يُبرر أنّ ارتماء حماس في أحضان بوتين: (مناط الـشريعة وعين العقل ونصرٌ لله ورسوله؛ فقد سخّـره الله لهم مثلما سخر الهدهد لنبي الله سُـليمان)، وفوق كل ذي علمٍ عليم!