ليس البلاء في العراق وحده!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كتبت من قبل، وبتحفظ، كيف ان اطلاق سراح صدام حسين افضل من محاكمته الهزلية.
اليوم اسمحوا لي ان القي وراء ظهري بكل تحفظ، واقول صراحة: ليت صدام يعود!
فان كان ذلك مستحيلا، كما ارى، فليتنا نأخذ ما كان مفيدا في فترة حكمه!
ما كنا نخشاه في العراق قد حدث، فالحرب الاهلية قد بدأت.
سيقتل الشيعة الآف السنة.
وسيقتل السنة الآف الشيعة.
وستدخل اقليات كثيرة الآتون.. وقد تتبعها دول الجوار التي عاشت طوال سنوات بعيدا عن الطائفية.
الحرب الاهلية قد بدأت ليس لأن العراقيين يسعون لها، بل لأنهم يُدفعون اليها. فما عاد العراق للعراقيين.
العراق اليوم لثلاث جهات تتنازع عليه:
ايران التي تتهم اميركا بتأجيج الصراع. اميركا التي تتهم ايران بالسيطرة على الجنوب. والشيطان الذي سيرمي من تبقى سليما الى البحر!
لست اتكلم من عاطفة، بل من منطق.
سأقول انه يوم كان صدام في السلطة، ما كان احد في العراق يجرؤ على الحديث عن الطائفية. ليس لأنه كان عادلا، بل لأن بقاء الحكم واستقرار النظام يعتمد على المساواة للجميع، ولو في الظلم.
ان ادعي الشيعة ان صدام قتل منهم، فالسنة ايضا كانوا ضحايا.
سأقول ما هو اكثر: حتى لو ان صدام كان من الدموية كما وصف البعض، فسأستشهد بعراقي قال لاحدى المحطات التلفزيونية، وسط خرائب بيته الذي تهدم:
قتل لي صدام زوجة وطفل، رغم ذلك اقول: ليتك تعود يا صدام. عندما سألوه لماذا؟ قال: كي لا افقد من بقي من ابنائي في حرب لا اعلم من المؤمن فيها من الكافر!
الأمن قبل الخبز دائما. الأمن قبل الحرية.
وفي عراق اليوم لا أمن، ولا حرية، ولا خبز.
ما المطلوب اذا؟
هل ان نعيد صدام الى السلطة؟
اقول ان صدام لن يعود، وان كنت اتمنى. المطلوب اذا ان نستفيد من التجربة السياسية اثناء حكمه.
كان صدام مسلم الدين، لكنه علماني السياسة. وهذا هو المطلوب الآن على الاقل. ان نلغي الهوية الدينية لصالح الهوية الوطنية.
واقول الغاء الهوية الدينية، لا الغاء الدين. اي ان لا نعرّف الناس حسب دينهم، بل حسب انتمائهم.
اقامة دولة سنية في العراق غير ممكنة. اقامة دولة شيعية غير ممكنة. اقامة دولة مسيحية غير ممكنة. الوحيد الممكن هو دولة للجميع. ولكل ان يؤمن بما يشاء.
العلة في كل مكان، وليست في العراق وحده.
وعلتنا هي تشددنا. غلوائنا في الدفاع عن ديننا او مذهبنا امام آخر له الحق في الدفاع عن دينه ومذهبه بنفس القوة.
الطائفية موجودة في كل بلد اسلامي. لكنها نائمة، واتمنى ان لا يوقظها ضجيج العراق.
يجب ان نعترف بحقوق الآخرين، كمذاهب مختلفة عنا، او حتى كاديان.
حتى في دول الجوار الخليجي، يجب اعادة التأكيد على البعد الوطني باحتواء ابناء جميع المذاهب، في كل اجزاء الدولة. فهم في النهاية ابناؤها.
لا يجب ان تكون الاقليات مظلومة ومهمشة، بل ان تكون وطنية وفاعلة على قدم المساواة مع غيرها.
البارود في كل مكان. والنار قريبة!
وما يحدث في العراق يدفعنا كي نعيد حساباتنا. فنعترف ان الدين لله والوطن للجميع!