إنفلونزا الطيور وجنون البقر وإرهاب الإنسان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل تذكرون مرض جنون البقر الذى جنن العالم منذ ثلاث سنوات وأدى إلى عزوف الكثير من "بنى الإنسان" عن أكل زملائهم فى الكرة الأرضية من "بنى بقر"، وتحولوا إلى أكل مخلوقات أخرى لم يصبها الجنون بعد وهى الطيور بأنواعها وبصفة خاصة الدواجن أو ما نطلق عليه "بنى فراخ"، وقيل وقتها أن السبب فى جنون البقر هو أن الإنسان قد غير فى نمط تغذية البقر من حيوانات نباتية إلى حيوانات تتغذى على مخلفات غيرها من الحيوانات، وحدث هذا بعد أن أضاف "بنو الإنسان" إلى علف البقر كل المخلفات الممكنة من مسالخ "بنى بقر"، وقد سربت المخابرات اليابانية إلى "بنى بقر" خبر مفاده أن العلف الذى يتلذذون بأكله ليل نهار عليه إضافات دموية ومخلفات ذويهم، وأنهم فى النهاية "بنو بقر" إنما يأكلون أجزاء من ذويهم، وعندها لم تتحمل بعض الأبقار صدمة الخبر وأصيبت بالجنون !! والحقيقة أن الخبر كان مبالغا فيه من قبل المخابرات اليابانية بهدف القضاء على صناعة اللحوم الأمريكية!!
والحمد لله تمت محاصرة مرض جنون البقر، وكان الضحايا من "بنى بقر" من المرض أضعافا مضاعفة خسائر "بنى الإنسان"، وتم إعدام الآلاف من الماشية جزاء لها على جنونها وتمردها على سيدها الإنسان. وفى الحقيقة لم تكن هناك خسائر بشرية أكثر من خسائر حادثة تاكسى بالنفر يقع بركابه فى ترعة. وتخيلوا معى لو أن "بنى بقر" كانوا فى الحكم بدلا من "بنى الإنسان" لأمروا على الفور بإعدام كل "بنى الإنسان" الذين تعرضوا لخطر الإصابة بالمرض، وأبقوا على "بنى بقر" وعالجوهم، ولكننا نعيش فى عالم تحكمه شريعة الغاب، والبقاء للأقوى!!
......
وما أن خلص العالم من جنون البقر حتى جاءتنا إنفلونزا الطيور، والتى بدأت الإصابات بها تظهر فى آسيا فى العالم الماضى ومنها إنتقلت إلى أوروبا وأفريقيا ومؤخرا ظهرت فى مصر، وما يقال حتى الآن هو أن الفيروس المسبب للمرض ينتقل من الطيور للطيور ومنها للإنسان عبر التلامس أو التنفس بالقرب من الطيور المصابة، وما تتخوف منه منظمة الصحة العالمية هو أن يبدأ المرض فى الإنتقال من "بنى الإنسان" إلى "بنى الإنسان" وعندها قد يصبح وباء يصعب السيطرة عليه وخاصة أنه لا يوجد فى العالم الآن مصل واق يكفى لكل "بنى الإنسان"، وخطورة هذا المرض أنه ينتقل من قارة إلى قارة عبر الطيور المهاجرة والتى تهاجر هربا من برد الشمال إلى دفء الجنوب، وعندما تعود مرة أخرى فى الصيف تهرب من حر الجنوب إلى إعتدال الشمال، وفى الإتجاهين ممكن أن تنقل المرض حيث لا تمر على جوازات أو جمارك أو حجر صحى فى الإتجاهين، وبالرغم من أن الحالات من "بنى الإنسان" التى إكتشفت على مستوى العالم لا تزيد عن مائة وخمسين حالة، ولم تزد الوفيات من المرض فى العالم كله عن ستة عشر حالة وفاة، إلا أنه مرة أخرى حدث هلع عالمى من إنفلونزا الطيور وتم إعدام مئات الآلاف من "بنى فراخ" بدون أى ذنب سوى أن قلة منهم إصيبوا بالمرض، ومن يدرى فقد يصل عدد ما سوف يعدم من "بنى فراخ" إلى الملايين.
......
والعالم يعانى منذ عشرات السنين من وباء أشد خطورة، وهذا الوباء حصد ملايين من "بنى الإنسان" ومازال يحصد يوميا العشرات، وهذا الوباء هو إرهاب "بنو الإنسان" لأخيهم" بنى الإنسان"، والإرهاب ليس صناعة إسلامية أو عربية كما يحاول البعض فى الغرب إلباس العرب والمسلمين تلك التهمة، والإرهاب قديم قدم الإنسان، وبلغ أوجهه قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، فقد مات الملايين أثناء الحرب، ومات الملايين بسبب الهولوكوست قبل وأثناء الحرب، ومات الملايين على يد ستالين فى روسيا بعد الحرب، ومات الألوف على يد اليابان فى مذابح إرهابية فى الصين و جنوب شرق آسيا، ومات الألوف على يد الأمريكان فى قنبلتى هيروشيما وناجازاكى باليابان، وكما ترون فإن الإرهاب الغربى تجاوز بكثير الإرهاب الحالى الذى يقوم به المتمسحون بإسم الدين الإسلامى، ولكن بما أنه البقاء للأقوى، وبما أن المسلمون هم الطرف الأضعف فى المعادلة، فقد تم إلباسنا تهمة إختراع الإرهاب بمهارة الميديا الغربية، وطبعا نحن لسنا أبرياء تماما، ولكن إرهابيونا (بن لا دن والزرقاوى وصدام) يعتبرون تلا ميذا فى المرحلة الإبتدائية مع مقارنتهم بإرهابيين مثل (هتلر وموسلينى و ستالين)، والموضوع الذى أطرحه اليوم هو: لقد لاحظت إهتماما عالميا منقطع النظير بمواجهة مرض جنون البقر ومرض إنفلونزا الطيور، هذا الإهتمام كان "عولميا" بمعنى أنه قد شمل كل العالم إبتداء من بكين وطوكيو إلى إسطنبول وزيورخ مرورا بشبين القناطر فى مصر وحتى لاجوس فى نيجيريا إلى تورنتو كندا، العالم كله قد توحد بشكل جميل فى مواجهة هذه الأمراض، وأتعجب لماذا يتوحد بنى "الإنسان" ضد "بنى بقر" وضد "بنى فراخ" ولا يستطيع التوحد ضد الإرهابيون من "بنى الإنسان" والذين يشكلون أكبر تهديد تعرفه البشرية ألا وهو قتل الإنسان لأخيه الإنسان، لم يستطع العالم التوحد ضد هتلر، ووجدنا من يؤيده فى إيطاليا واليابان وغيرها من دول المحور، حتى وجدنا المظاهرات تنطلق فى الإسكندرية والقاهرة وهى تهتف :"إلى الأمام ياروميل" (القائد الألمانى الشهير الذى كان متجها إلى الإسكندرية، حتى أوقفه المارشال مونتجمرى فى موقعة العلمين) وحزن الكثيرون فى مصر على هزيمة هتلر، ولماذا غض العالم البصر عن جرائم ستالين فى روسيا (الإتحاد السوفيتى سابقا) والتى راح ضحيتها ملايين الأبرياء مما وضع ستالين على قمة السفاحين فى التاريخ، ولماذا لم يتوحد العالم ضد إرهاب الزرقاوى وبن لادن حيث أننا وجدنا فى الشرق من يهتف بحياتهما ومن يدعو لهما بالتوفيق فى بعض دور العبادة، أعتقد أن السبب هو أننا نستطيع أن نتشطر على الحيوانات الغلابة (بنى بقر وبنى فراخ) ونخشى من مواجهة بنى "الإنسان"، وفى الوقت الذى يعتبر البعض بن لادن إرهابيا من الطراز الأول يعتبره البعض الآخر بطلا ومخلصا وربما المهدى المنتظر.
....
وأتساءل الآن، هل ياترى لو قامت مجموعة أخرى من الحيوانات القوية المفترسة مثل "بنى اسد" أو "بنى نمر" أو "بنى فيل" أو "بنى تمساح" بنشر بعض الأمراض والأوبئة "الإرهابية" هل كنا نستطيع أن نقف أمامهم بتوحد مثلما وقفنا أمام الغلابة من "بنى بقر" و"بنى فراخ"؟!!
وعلى رأى عادل أمام فى مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" :( ضرورى تكون أسد مش أرنب، الناس كلها بتاكل ملوخية بالأرانب، عمرك شفت حد بياكل ملوخية بالإسود)!!