كتَّاب إيلاف

(الأهواز).. حتمية الحرية.. ونفاق النظام الإيراني؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في تاريخ كفاح الشعوب الحرة في القرن العشرين وهو عصر التحرر الوطني لشعوب العالم الثالث، لم تتعرض قضية تحرر وطني للظلم والإستغلال وسوء الفهم والتحريف والتشويه، مثلما تعرضت له قضية الشعب العربي في (الأهواز)! والتي دخلت تاريخ المنطقة بإعتبارها القضية الأكثر نسيانا وإهمالا بين مئات الملفات والقضايا الدولية الساخنة أو الموضوعة في (ثلاجة) الأزمات الدولية، فحجم التشويه والتخريب والتصفية العنصرية والتطهير العرقي والطائفي الذي تعرض له (الشعب الأهوازي) عبر تاريخ الإحتلال والهيمنة العسكرية الإيرانية لا يقاس بحجم أي ملف دولي أو إقليمي !، كما أن حجم ومساحة النهب و الإستغلال وإمتصاص خيرات ومقدرات الإقليم قد تجاوز كل الحسابات؟ فإذا كان الشعب الفلسطيني قد نكب منذ عام 1948 وتعرض للتهجير والتشريد والإحتلال، فإن الشعب الأهوازي لا يختلف عن شقيقه الفلسطيني في شيء؟ بل أن معاناة الأهوازيين ربما تكون أشد وطأة ومذلة!، فهو غريب في وطنه، وفقير معدم في رزقه رغم أنه يصحو وينام على خزين هائل من البترول والخيرات الزراعية التي يمتصها المستعمر والمستوطن الإيراني والذي يسهل هجرة المواطن الأهوازي لدول الجوار الخليجي ليعمل ك(غسال للسيارات) ومهن شريفة بسيطة أخرى !! لكسب لقمة العيش المغمسة بالدم والدموع ومعاناة الغربة وحر الصيف وزمهرير الشتاء فيما يشفط (رجال السلطة الإيرانية) من معممين حاليين أو (شاهانيين) سابقين كل مقدرات الإقليم ويتركون أهله نهبا للعوز والبطالة والجهل والتخلف وفرض الرؤى الظلامية والمتخلفة والمغرقة في بدائيتها، وإذا كانت تلك الوضعية البائسة والتي إستمرت زمنا طويلا ومسروقا من تاريخ الشعب العربي الأهوازي قد سادت لفترة من الزمن نجحت خلالها الأنظمة الإيرانية المتعاقبة في طمس ملف جهاد ونضال الشعب الأهوازي، وفرضت ظلها الثقيل في ظل سيادة واقع الجهل والتخلف الفكري والسياسي والإجتماعي، فإن رياح الحرية التي إجتاحت العالم، وبروز الجيل الشاب والمتجدد والحيوي من الشعب الأهوازي قد قلب كل المعادلات وصحح الموازين المختلة، وفرض الحقيقة التاريخية الغائبة والتي إجتهد المستعمرون الإيرانيون في طمسها والإلتفاف عليها وهي أن حرية الشعب الأهوازي قد أضحت واحدة من أهم الملفات الإقليمية والدولية الساخنة، وإن دماء الأهوازيين ليست رخيصة لكي تتلاعب بها فئة من الدجالين والطامعين والمستعمرين الإستيطانيين تحت شعار الدين أو المذهب أو العقيدة... فقد تلاشت كل البراقع المزيفة، وأتضح حجم الحقد السلطوي الإيراني على شعب الأهواز العربي المسلم الأصيل الذي تمسك بثقافته القومية وبإنتماءاته وجذوره العربية رغم الضغوط النفسية والثقافية الرهيبة، ورغم كل حملات القمع والإستئصال والتقتيل والتشريد، وهي جميعها عناوين ومميزات فترة حكم (الملالي) الذين يمارسون نفاقا سياسيا بشعا عرفوا فيه وتميزوا عبر كل مراحل الصراع؟، فالسلطة الإيرانية وهي ترفع شعارات (تحرير القدس) في كل بياناتها وخطاباتها الدعائية والتسويقية ترفض الإعتراف بما جنته أياديها في الأهواز وتعتبر قضية ذلك الشعب الحرة مجرد مؤامرة إنفصالية وصهيونية حاقدة على الإسلام!! وهو خطاب تعبوي ودعائي بائس وسقيم إنتهت صلاحيته ولم يعد يقنع أحدا، فالإستعمار هو إستعمار والإحتلال هو إحتلال لا فرق بين محتل يهودي وبين محتل مسلم!!، وفي الوقت الذي تصرف فيه حكومة الولي الفقيه ملايين الدولارات على تمويل نشاط (حزب الله) اللبناني ونشر دعاية النظام الإيراني في العالم العربي فإنها تغمض عيونها عن حقائق الحياة اليومية المعاشة لعرب الأهواز الذين لا يجدون الماء النظيف ولا الكهرباء ولا الخدمات الأخرى والذين وهذا هو الأبشع يحرمون من حقهم الثقافي والحضاري في تعلم لغتهم والتي هي في النهاية لغة الدين والمذهب الذي يدعي حكام إيران الإنتساب إليه !! وتلك واحدة من أبرز صور النفاق السلطوي الإيراني الذي ما زال يصر على خطاباته العنصرية ولغته الإنتقامية ضد عرب الخليج، وما زال يطلق التهديدات الحمقاء؟ ومازال متشبثا بإحتلاله للجزر العربية الإمارتية الثلاث وفق منطق عنصري بليد وحاقد يثبت على الملأ مدى زيف الشعارات التي تطلقها الماكنة الدعائية المنهارة لذلك النظام البائس الذي لا يعيش إلا على تسويق وإختراع الأزمات، ولا يتنفس إلا من خلال أساليب الحقد والتآمر.
إن دماء الشعب الأهوازي التي تسفك اليوم يوميا في دروب الجهاد التحرري الشاق هي المصداقية والعربون الحقيقي لإنتماء الشعب الأهوازي لأمته، وهي الحقيقة الخالدة الذي لم يستطع حكام الإستيطان الإستعماري الإيراني بكافة صورهم وأشكالهم على إلغائها أو تشويه معالمها، فمع شهادة كل مجاهد تترسخ تلك الحقيقة، ومع ظلال المشانق تتباعد الرؤى وتتكرس إلى الأبد معالم فجر الحرية الأهوازية القادم القريب... فلينافق سادة النفاق ما شاء لهم حظهم، فقد إنبلج فجر الحرية، وشعب الأهواز على موعد قريب مع حريته وأن أنفت أنوف أقوام، ومهما بدت الظواهر معاكسة لذلك... فحرية الأهواز ستبدد كل أكاذيب القتلة والمنافقين.

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف