كتَّاب إيلاف

لو كنت اسرائيليا..!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحديث عن مؤتمر القمة العربية يصيب الانسان بالغثيان.. لكن لا بد من حالة الغثيان هذه لمن هو طافح بالخيبة!
إعتذر عدد من القادة العرب عن حضور قمة الخرطوم. وذاك افضل، وليت من حضر قد اعتذر.
لا اقول ذلك احتجاجا على القمة نفسها، بل احتجاج على المضمون. وان شئتم.. فيمكنكم اقول انه احتجاج على القمة نفسها!
العراق يريد من الخرطوم ان تحل مشاكله مع الفرقاء.. (حالة يأس)
فلسطين تبحث عن تمويل لحكومة حماس. (حرب جديدة)
السودان يبحث عن تمويل لقوة اسلامية في دارفور... (مهزلة)
لبنان يشارك بوفدين لا تعرف ما يريد اي منهما (مهزلة اخرى..)
واحب ان اذكر هنا بما قاله الامين العام للجامعة العربية قبل ايام، من ان قمة الخرطوم ستكون تاريخية! وما أراه انه قد حان الوقت لاعادة النظر في الجامعة العربية وفي الأمين العام ايضا.
كان يمكن لقمة الخرطوم ان تكون تاريخية حقا لو خرجت عن الخط السياسي لأول مرة في تاريخها.
ما كانت القمة في حاجة الى قضايا سياسية، نعلم مقدما انها اعجز من ان تعالجها.
ربما كان يمكن للقمة ان تناقش، على سبيل المثال، مرض انفولنزا الطيور الذي اصبح داخل بيوتنا.
اعتقد ان المرض لا يقل خطورة عن الحرب الطائفة بالعراق، والتطرف الديني في السعودية، والصراع العربي الاسرائيلي في فلسطين، ومشكلة دارفور في السودان.
واذا كان السيد الامين العام للجامعة العربية يملك وقتا للقراءة، فبإمكانه ان يرى كيف ناقش القادة الاوربيين لأكثر من مرة تبعات هذا المرض، اكثر من نقاش الامور السياسية!
على الجانب الآخر، أرى نفسي مجبرا ان اقارن وضعنا مع اسرائيل.
فبينما يجتمع قادتنا على ولائم لا تنتهي وقرارات لا تنفذ، نجد اسرائيل منصرفة الى انتخابات اقول بأعلى صوتي انها نزيهة.
نعم.. نزيهة. على الاقل مقارنة بالانتخابات التي نجريها نحن.
حتى العراق، وهو تحت احتلال اميركي، عجز عن اجراء انتخابات نزيهة!
ولو كان الأمر بيدي لفضلت ان اكون اسرائيليا اتمتع بكل حقوقي السياسية والانسانية، على ان اكون عربيا لم يسألني احد يوما ماذا تفضل.. ومن تريد؟
انا لم اختر احدا من المشاركين في قمة الخرطوم، لا رؤساء ولا وزراء. ولأنهم يعلمون انهم باقون، شئنا ام ابينا، فلن يأتوا بجديد.
وللمجتمعين في الخرطوم اقول، ان اردتم مناقشة شأن سياسي ولا بد، فيجب ان لا ينصرف الجهد على القضايا السياسية وحدها، فكلنا في حالة يأس وقرف.
أما ان كان ولا بد من تعاطي القمة الشأن السياسي، فأقول:
اولا، لتعلم حكومة الخرطوم ان نشر قوات من الامم المتحدة افضل الف مرة من نشر قوات اسلامية.
ثانيا، لتكن حماس اكثر عقلا مع اسرائيل، على ان تدفعنا الى حرب استنزاف، لسنا بقادرين عليها، ولا في حاجة لها.
ثالثا، بالنسبة للعراق، تجاوزوا الموضوع، فلن يكون لكم من الأمر شيء.
رابعا، اتمنى ان تكون قمة الخرطوم هي القمة العربية الأخيرة، طالما بقيت قممنا تطحن في الهواء منذ اكثر من نصف قرن!

nakshabandih@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف