رسالة باتجاه الابيض: سعد، عن ماذا تعتذر....؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الى: الزميل: سعد الدوسري- جريدة الرياض
تابعتك قبل ان نتشارك في الكتابة لسنوات على صفحات الرياض الجريدة، وكنت دائما على اطلاع مستمر بكل ما يكتبه الزملاء ويفرد البعض من مقالاته للمتابعة او التعقيب على زميل هنا وهناك. كانت تقدم حراكا جيدا في الاعمدة الصحفية، موضوعاتك التى تميزت دائما باللمسة الشعبية و خطاب الجماهير باتجاه الابيض. كانت تحدث زوبعة مؤقتة، و احيانا يتسبب قارىء ارسل فاكس او بريد الكتروني باحراجك بعد ان تفرد له مساحة عمود كامل في استعراض رسالة قد تشكل هما شخصيا احيانا.. وهو امر طبيعي مع كاتب متحمس وشديد التوق للتفاعل والوصول الى شريحة اكبر من القراء..!!
قبل ذلك وفي وقت مبكر تداول الصحافيون والمثقفيون في السعودية روايتك واشهر اعمالك (رواية الرياض نوفمبر 90) وهي رواية قرأها عدد لا باس به من عام 1992 ميلادية الى اليوم -بالرغم من عدم نشرها، لكننا تنقلناها وقرأناها مصورة تكاد حروفها ان تتاكل، خصوصا وانها كما يبدو من طبيعة الاحرف مكتوبة من زمن (الالة الكاتبة!)، رواية ترددت كثيرا جدا في نشرها حتى فاتت عليك فرصة ريادية في تاريخ الرواية السعودية. ازمة لا شك ان لها تاثيرها،
بعد ان تحولت الى الكتابة الصحافية، لتصبح كاتبا صحفيا في جريدة الرياض السعودية، سعد الدوسرى الذي عاصر تجربة صحافية متنوعة رغم تفرغه للعمل الحكومي كمسؤل عن انشطة الاعلام والتوعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي، كان في وقت مضى اول من اسس لصفحات الاطفال بمجلة اليمامة سالفة الذكر.. لست متاكد ان كانت لاتزال تصدر الان؟!-، تجربة قربت سعد الى عالم الاطفال والكتابة فيه وحوله. هذا بعض ما نعرفه عن الاستاذ سعد الدوسري والذي ينشر بانتظام في جريدة الرياض منذ سنوات.
فضول صحفي..؟
بما يمكن ان نطلق عنه مجازا الان- انه اعتذار مفاجىء، كما جاء في عمودك اليومي بجريدة الرياض الاسبوع الماضي عن اعمال كتبتها ((... ، كتبت ما لا أرى اليوم أنه جدير بي أو جدير برؤيتي لذاتي. ومن هذا المنطلق، فإنني أعتذر لنفسي ولكل الذين قرأوا بعض أعمالي الأدبية والإبداعية التي أجزم أنها لا تعبِّرعني اليوم. "(..!!) ورغم اننى لست متاكدا عن ماذا تعتذر بالتحديد، الا ان لك كامل الحرية في تقرير ما ترى من خلال قناعاتك..
رغم ايماني المطلق بهذا الحق - الا ان السؤال لدي يبقى عالقا في منطقة ليست بيضاء ولا سوداء هذه المره، هى اقرب للاتجاه الرمادي.
. اسئلة تتعلق بالفضول الصحافي المطلق لقصة صحافية مركبة هنا اسمها.. (الاعتذار... ). كقصة غامضة تحدثك عن كل شىء ولاشىء في الوقت ذاته. وتجعل صوت الايقاع يصل الى اقصى مدى ممكن له، قبل ان يرتد باحث عن المعنى المتوارى خلفه.
تقول في مقالك المثير لعلامات الاستفهام والتعجب - كما انثرها هنا، ((.. أعتذر اليوم عن كل الأعمال الأدبية التي تداولها قرائي، ووجدوا فيها جهداً او اجتهاداً إبداعياً، راجياً منهم أن يعتبروها غواية شعر أو نثر، وأن يغفروا لي غوايتي لنفسي أو لهم. ... ))
اعترف اننى حاولت الاتصال باكثر من زميل وصديق ومتابع لعلي افهم ما ترمى له من هذا الاعتذار، الا انى لم اجد الا تبريرات متفاوته، لا يشير اى منها الى عمل محدد او موضوع بعينه، الحديث عن سعد في جانبه الادبي هو حديث محدد ومختصر ولا يحتاج لتقليب صفحات كثيره من انتاجه للبحث عن تلك الجمل او الفقرات او الاسطر التى اعتذر عنها...؟
عن ماذا تعتذر يا صديقى..؟
هل هو اعتذار عن اعمالك الادبية المحدودة للاطفال... لكن تلك الاعمال اعلنت في المقال تمسكك بها،
((.. سأتمسك اليوم بكل الأعمال الأدبية التي كتبتها للأطفال...!!).
ام تعتذر عن القصص القصيرة والاعمال المسرحية المذكورة التى قدمتها..
لكنك ايضا تتمسك بها ايضا، ((.. وببعض الأعمال الإبداعية التي كتبتها للكبار مثل المجموعات القصصية والمسرحية: "انطفاءات الولد العاصي" و"بلاط السيدة الأخيرة" و"عندما يكتب البطل هزيمته" و"شتات الظل"، و"مصابيح العزلة" و"رعدٌ يسابق برقَه"....!!)،
وتضيف في اخر المقال ((.. فالذي سبق ونشرته رسمياً مجموعتان قصصيتان "انطفاءات الولد العاصي" و"بلاط السيدة الأخيرة"، و13 كتاباً للأطفال، ومسرحية للكبار ومسرحيتان للأطفال، وكلها لا أعتذر منها، وأرجو الله أن ينفع بهذه الأعمال، كما أرجو أن يكون قد نفع وسينفع بمقالاتي الصحفية الاجتماعية الأسبوعية ثم اليومية التي ظللت أكتبها منذ عام 1397ه وحتى اليوم....!!)).
ماذ تريد ان تخبرنا تحديدا ياصاح..؟
.. كل من سمع اعتذارك ممن يعرفون انتاجك، كانت رواية نوفمبر 90، هى الوحيدة من بين ما قدمت او قد تقدم , التى تستحق ان تكون احد اسباب الاعتذار.. لكنك للمرة العاشرة تخذل توقعات من حولك، وئؤكد ايضا تمسكك بهذه الرواية واستثناءها من الاعتذار..!!
((.... ومثل رواية "الرياض نوفمبر 90"، وكل هذه الأعمال سأقدمها إن شاء الله للإعلام الداخلي لطباعتها طبعة أولى أو ثانية، )).
ورغم ثقتك المفعمة بالوصول الى الطبعة الثانية من الان، الا انك لم تبق لنا في اعتذارك شىء يمكن فهمه.
عن ماذا تعتذر يا سعد...؟
هل يفترض بكل صحفي وكاتب ان يقوم بنفس الدور ويعتذر عن كل شىء ولاشىء.. هل تتحول الصحافة يا حبيبنا الى اعتذار في اعتذار.. هل تصبح الكتابة اقرب للتهمة التى تستوجب التوبة، في وقت ما، في مرحلة ما، في عمر ما..؟
تتلذذ بوضعنا في حيرة... وتكمل مقال اعتذارى بمزاج حاد او غامض (... أما ما عدا ذلك من روايات أو قصص قصيرة أو نصوص منشورة في صحف أو مجلات أو مواقع الكترونية او حتى في بطاقات شخصية،..!!
غريب هذا الاعتذار عن البطاقات الشخصية. اخشى ان يتطور الامر لنعتذر بعدك عن لحظة ابداع، وعن كتابة بيت شعر او عبارة على الجانب الخلفي لابواب حمامات مدرستنا المتوسطة والثانوية، حينها لم يكن متاح لنا الكتابة في اى مكان، ولم تكن لدينا انترنت او رسائل هانفية نصية...؟.
تجريم الابداع.. نرجسية صحفية..؟!
الاكثر جدلا في اعتذرك هو الاعلان عن ((... تاسيس رابطاً الكترونياً على الشبكة الإلكترونية، أوْدِع فيه كل الأعمال التي أرى اليوم أنها تعبر عني، ))، دائما من حقك ان تمارس الرقابة على اختيارتك لما تضعه في موقعك الجديد، لك الحق دون الحاجة ( للاعلان) عن ذلك...!
بالتاكيد فالمقال حقق فرصة لاعادة سرد اعمالك التى لم تعتذر عنها- وهي مجمل اعمالك، او هي فرصة لتسويق موقعك الجديد ايضا... وتسويقك... على حساب قيمة الاعتذار و والمشاركة في تجريم الابداع!،
بالرغم من انك لم تقل لمن تخاطبهم بمقالك انك لن تقف موقفا ليبراليا بعد اليوم، او انك تخلع لباسا فكريا لتكتسي باخر.. قل لهم مايريدون سماعه لا ما تريد ان تحدثه. لا تتهم لابداع.. ولا تجعله رجس من عمل الشيطايين،
وانت تعلن اعتذار عن اللاشىء.. ، وتمارس نرجسية عجيبة في مقالك هذا، كما في بعضها الاخر...
اعتقد ان اكثر ما يضعف مهنة الصحافة هي نرجسية الصحفيين انفسهم.. ذوبانهم في ذواتهم، تحريفهم لكل الهم العام ليصبحوا محور الكون ومركزه او كذلك يعتقدون. لان من يقرأ مقالا او يتابع قصة صحفية لن يعنيه ما كتب من قبل، هو يقرأ عن ما يكتب الان.. عن ما بين يديه، ومنه يتخذ الموقف..!!
ببساطة قل لنا عن اى شىء تعتذر...؟، اخبرنا عن شىء كتبته ويستحق الاعتذار، حتى ولو كان على بطاقة شخصية او رسالة بريد الكترونيا خاصة...؟
سنحتفل بانتاجك القادم.. وبما ستطبع من اعمال حتى ولو جاءت متأخرة خمسة عشر سنة او اكثر..!!
لكن نطلب منك ان تقول لنا عن ماذا تعتذر وانت ستواصل الكتابة، وستتجه للطباعة، وتؤسس لموقع...؟!!
قل لنا هل هو اعتذار ام توبة؟حتى نفهم حاجة الاعتذار لمن سيستمر في الكتابة اليومية.. ويعلن عن مشاريع جديدة.!!
امنياتى لك بالتوفيق في قادم الايام،
المخلص:ناصر صالح الصرامي
ايلاف- دبي دبي-4-2006
nsarami@gmail. com