مذكرات مواطن أشول!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
(الأشول هو الأعسر باللغة العربية الفصحى)
دخل (حسن) الفصل فى زى المدرسة الجديد، وبعد أن جلس على مقعد الدراسة لأول مرة فى حياته أخذ يجفف دموعه بعد أن إفترق عن أمه على باب المدرسة، وكان يبكى بشدة وكره المدرسة التى أبعدته عن أمه، وتذكر كلمات أمه الأخيرة :"خليك شاطر ياحسن علشان أحبك، أنت بقيت كبير خلاص وضرورى تروح المدرسة، والولاد الكبار ما يعيطوش "، ولم يقتنع بضرورة ذهابه إلى المدرسة ولكنه وافق أخيرا لسببين أولا: الحفاظ على حب أمه، وثانيا: أن يثبت لها أنه خلاص أصبح ولد كبير.
وبدأ المدرس فى أول حصة وكانت حصة فى اللغة وأخذ المدرس يعلمهم كيفية إستخدام القلم الرصاص فى كتابة الحروف الأبجدية، وكان "حسن" متشوقا لهذا فقد علمته أمه فى البيت كيفية كتابة الحروف الأبجدية وكان يجيد كتابة أسمه، لذلك أخذ يستعرض مهارته أمام المدرس الذى إقترب منه وفجأة صرخ فى وجهه قائلا: "إنت بتهبب إيه"؟! ولم يعرف "حسن" كيف يجيب وأخذ يرتعد من منظر المدرس المرعب والذى أخذ يصرخ فى وجهه:"قم إقف وأنا بأكلمك"، ووقف حسن وكان على وشك البكاء، ولكنه تذكر كلمات أمه وتماسك . وإستمر المدرس فى الصراخ: "إنت بتكتب إيه؟"
- فقال بفخر: "أنا بأعرف أكتب أسمى، ماما علمتنى فى البيت أكتب وأقرأ"
- وبتكتب بإيه؟
- بأكتب بإيدى يإستاذ
- ما أنا عارف ياحبيبى إنك بتكتب بإيدك، أمال حتكتب برجلك، وليه بكتب بإيدك الشمال.
- ما هى دى الإيد إللى بأعمل بيها كل حاجة.
- يعنى حضرتك "أشول"؟ ده يومك مش فايت !
ولم يفهم حسن معنى الكلمة التى يسمعها لأول مرة:
- أشول يعنى إيه يإستاذ .
- أشول يعنى بتكتب بإيدك الشمال، بص للتلاميذ حواليك، كلهم بيكتبوا بإيدهم اليمين، ماعدا إنت.
- أيوه يإستاذ بس أنا بأعرف أكتب كويس قوى، وماما دايما بتقوللى إن خطك حلو قوى.
-- أنا ما يهمنيش خطك حلو ولا مش حلو، أنا مش ممكن أقبل تلميذ أشول عندى فى الفصل.
وذهب المدرس بخطى واسعة وهرول حسن خلفه بخطواته الصغيرة والسريعة على أمل أن يلحق به، ودخل المدرس غرفة ناظر المدرسة وخلفه حسن ينظر لأعلى يحاول أن يفهم ما يحدث حوله، وخاطب المدرس الناظر:"يأفندم إكتشفت إن فيه تلميذ أشول فى الفصل عندى".
ورد الناظر:" ياخبر أبيض إزاى حصل ده ...أنا كنت مانع قبول أى تلميذ أشول فى المدرسة". - إسمك إيه ياشاطر
- أنا أسمى حسن محمد حسن
- عندكم تليفون فى البيت ياحسن
- أيوه والنمرة 3456890
- شاطر ياحسن
وأخذ الناظر فى إستخدام التليفون: "ممكن أكلم ولى أمر التلميذ حسن محمد حسن" ....." لأ ما فيش حاجة إن شاء الله، ممكن حضرتك تشرفينا فى المدرسة بسرعة دلوقت" ....."لأ ... ياستى حسن إبنك بخير، بس فيه موضوع عاوز أكلمك فيه النهاردة " ... "طيب أنا فى إنتظارك" .....
وعاد حسن إلى البيت بعد الظهر إلى البيت مع أمه بعد أن قابلت الناظر وحدها، وسأل أمه التى كانت تغالب دموعها .
- أشول يعنى إيه ياماما، هو أنا صحيح أشول
- أشول يعنى إيدك الشمال بتكتب أحسن من إيدك اليمين
- طيب ليه المدرس وكل التلاميذ زعلوا لما عرفوا إن أنا أشول
- مش عارفة... بس ناس كثير نفسها كل الناس تكتب بإيدها اليمين
- طيب علمينى ياماما أكتب بإيدى اليمين، أنا مش عاوز أكون أشول
تقول وهى تحتضنه :"ياحبيبى إنت ربنا خلقك أشول ودى حاجة مش وحشة، وأنا بأحبك قوى"
- يعنى إنت مش زعلانة منى ياماما علشان أنا طلعت أشول
- لأ ياحبيبى، ده شاطر خالص والمدرس مبسوط من كتابتك، بس قاللى إنك ضرورى تقعد فى آخر الفصل لوحدك علشان تكون بعيد عن الولاد الأشقياء
- أهم حاجة ياماما إنك تفضلى تحبينى علشان أنا بأحبك قوى!!
......
وتمر أعوام ويتخرج حسن من الجامعة ويتقدم للحصول على وظيفة مهندس خالية بإحدى الشركات، ويتقدم إلى مدير شئون الموظفين الذى يعطيه طلبا للإلتحاق بالشركة، ويبدأ حسن فى ملء الطلب، وفجأة أوقفه المدير قائلا بصوت عالى :" إنت حضرتك أشول "، ورد حسن وحاول أن يستخدم روح الدعابة :"أيوة أنا أشول بس بأتعالج !!"، ولم يضحك المدير على دعابة حسن، وقال له :"إستنى شوية هنا "، ودخل مدير شئون الموظفين ومعه أوراق توظيف حسن إلى مكتب مكتوب عليه (المدير العام)، وخرج بعد فترة ليست بالقصيرة ، ووجه كلامه إلى حسن:" إنت حظك من السما، المدير العام بتاعتنا طيب، أنت أول واحد أشول يتوظف عندنا فى الشركة، وإللى نفعك إنك من أوائل الخريجين فى كلية الهندسة " ..
.....
قابلها فى المطعم وفى جو شاعرى جميل على ضفاف المياه والتى كانت تعكس ضوء القمر، وقرر أن هذا هو أنسب وقت لكى يصارحها بحبه، وأمسك بيديها وقبلها وإعترف لها بحبه، ولم تسعه الدنيا عندما قالت له :"وأنا كمان بحبك قوى ياحسن" . وجاء الطعام، وعندما بدأ فى الأكل فوجئ بحبيبته تنتفض من كرسيها وهى تصرخ:" يانهار أسود ياحسن إنت طلعت أشول ... ليه خبيت علىّ حاجة زى كده"، وأخذت فى البكاء بشكل لفت أنظار زبائن المطعم الشاعرى ....
....
- بابا مش موافق أبدا على جوازنا، بيقول مش ممكن أجوز بنتى لواحد أشول .
- معقولة ياحياتى نخللى أفكار زى كده تقضى على حبنا وعلى مستقبلنا.
- أنا مش ممكن أخالف أهلى فى حاجة زى كده .
- يعنى قصدك إيه ياحبيبتى .
- يعنى أنا من سكة وإنت من سكة ياحسن.
- أنا مش مصدق نفسى .. أنا حاسس إنى بأتفرج على فيلم حسن ونعيمة أو روميو وجولييت، مش ممكن الحب الوحيد فى حياتى ينتهى بالشكل ده.
...
- أنا مهاجر، يابابا
- إيه مهاجر على فين ياحسن؟
- أنا قررت أهاجر إلى أيرلندا الشمالية
- وإشمعنى أيرلندا "الشمالية" يعنى؟
- علشان هناك كلهم بيستعملوا إيديهم (الشمال)!!