كتَّاب إيلاف

رسالة عتاب إلى ضاحي خلفان!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

(الفضاء الفاضح) هو - على ما يبدو - هَـمُ الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، كما صرح سعادته مؤخراً.
غير أن هذا الفضاء، رغم إدانتنا لبعض ممارساته، وموقفنا الرافض لأخلاقياته،، لا يُروّجُ - يا سيدي - للإرهاب، ولا علاقة له بجَـز رقاب البشر، ولا يُهددُ بسَـبي نساء الكفار، ولا بالتبشير بالقاعدة والترويج لفكرها، والتطبيل لزعمائها، ولا بإثارة النعرات الطائفية، وشتم وسَب كل رموزنا السعوديين على رؤوس الأشهاد، في حين أنكم يا أهل دبي، أو جيرانكم في (رأس الخيمة)، تلك الأمارة المنسية على ضفاف الخليج، لا تألون جهداً، ولا تدّخرون مالاً، في دعم هؤلاء الإرهابيين، من خلال موقع (الساحات العربية) الذي يبث سمومه من أرضكم إلينا.
والسؤال الذي ربما نسيت يا سيدي أن تجيبَ عليه، أو على الأصح تتجاهلون الإجابة عليه : هل دعم منتدى (الساحات) الإماراتي، وتحريض رواده ومشرفيه على شتمنا، وشتم رموزنا، هو منهج يليقُ بدولة حققت في مجال التنمية المعجزات؟
وقبل كل ذلك هل السماح لمثل هذا المنتدى (العهر) ممارسة أخلاقية تواكب و تتناسب مع تنديدكم (بالفضاء الفاضح)؟
وهل الترويج لفكر القاعدة من خلال هذا المنبر، يستقيمُ منطقياً مع تجفيف منابع الإرهاب الذي هو أحد واجباتكم كقائدٍ عام لشرطة دبي ؟
إننا يا سيدي في حيرة من أمرنا، ففي الوقت الذي تنفتح فيه دبي على العالم أجمع، فتحقق التنمية والتحضر، تقوم بتأسيس موقع الكتروني ينطلقُ فكره، وتذهب رسالته، وتتمحور كل مواضيعه على الدعوة (للانغلاق) والتقوقع، وبث فكر الكراهية والبغضاء للأجانب غير المسلمين. وهو - كما هي رسالته - موجه بوضوح للسعوديين خاصة.
فلماذا نحن ؟
ولماذا الدعوة للانغلاق في حين أن دبي حققت المعجزات التنموية من خلال الانفتاح؟
ولماذا تحرصون كل هذا الحرص على إظهار هذا الوجه القبيح والمخزي للثقافة السعودية؟
وماذا اقترفَ السعوديون في حقكم حتى تضعوا لهؤلاء المتعفنين، وفكر القاعدة، ومن لف لفيفهم، هذا المنبر، وتدافعون عنهم بكل ما أوتيتم من قوة؟
هذا رغم أن الأطفال يُدركون أن رسالة هذا المنتدى، ورسالة القائمين عليه، تتناقض من حيث المنطلق والأهداف والغايات والتوجهات، وفي كل شيء، مع توجّه الأمارات، ودبي خاصة .. الأمر الذي يُثير - يا سيدي - من الأسئلة أكثر مما يُقدمُ من الإجابات!
فإذا كانت رسالتكم الأخلاقية، التي نذرتم أنفسكم لها، هي مكافحة (الفضاء الفاضح)، وهي مهمة نبيلة تشكرون عليها، أفلا يحق لنا أن نتساءل : هل ما يقوم به هذا (المنتدى الفاضح)، والذي لا يمت للأخلاق، ناهيك عن الإسلام، بأي صلة، يتناسب مع ما نذرتم أنفسكم له من الدعوة إلى الفضيلة والتحلي بالأخلاق؟
وهل مالكه (فارس) الذي تم تسجيل الموقع باسمه، وهو موظف صغير، يقبع في إحدى ردهات بلدية رأس الخيمة، يتناسب دخله كموظف صغير مع الدعم المالي و السياسي الكبير الذي يحظى به هذا المنتدى؟
الأمر الذي يجعلنا بحق نتساءل: منهم الذين وراء الأكمَة، ومن يقف خلف الموقع، ومن يُموله، ومن يحميه من الإغلاق؟
قد أفهم لماذا تصر قطر على قناة (الجزيرة) التي أصبحت - كدولة - لها قيمة منذ أن (وطأتها) أقدام فيصل القاسم، فعرفَ الناس من هو أميرها، ومن هي زوجته، ومنهم زوارها من بني إسرائيل، ومن هم أهل قطر وأنهم كغيرهم من بني البشر على كوكب الأرض يعيشون.. أما دبي فليست قطر، فهي غنية بمنجزها التنموي، وبموقعها التجاري العالمي، وازدهارها الحضاري، حتى أصبحت قبلة من يبحث عن أرض الذهب وموطن النجاح.
ولكي أكون صريحاً معك، فهناك من السعوديين الذين يؤمنون بفكر (المؤامرة) مَن يؤكدون أن دعم الفكر الأصولي المتخلف في السعودية، هو بالنسبة لحكومة (دبي) مسألة حيوية وتنموية في ذات الوقت .. فهذا الفكر هو الذي جعلَ آلاف الملايين من الاستثمارات السعودية تهاجر من بلادها لتصب في دبي .. كما أن أكثر من ثلاثمائة ألف فرد سعودي سنوياً يهربون من بلادهم، ومن تسلط ما يُسمى بهيئة الأمر بالمعروف في السعودية، وينفقون أموالهم في دبي، وهذه (الهيئة) هي الذراع الرسمي الذي (يكنسُ) السعوديين من بلادهم كنساً في الإجازات، كي يتنفسوا الهواء النقي في بلاد الله الواسعة .. فلماذا - إذن - لا يَدعمون هذا الفكر المتخلف - كما يقولون - إذا كانت ممارساته بمثابة (الأنبوب) النفطي الذي يتسرّب منه المال السعودي ليصب في دبي؟
ولا أخفيك أنني لا أومن إطلاقاً بفكر المؤامرة التي يقوم عليها هذا الطرح، غير أنني أوردت هذه الرؤية لتتلمسوا مدى (العتب) والمرارة التي تشعرُ بها النخبة في السعودية تجاه هذه الممارسات (الدبويّة) غير المسؤولة، والتي تتمثل في هذا المنتدى الإرهابي المتعفن حتى العظم.
وقبلَ أن أختم أقول : إنني أرسلُ لك هذه الرسالة لأنك أحد رواد العمل الثقافي والإنساني والأخلاقي في بلادكم، قبل أن تكون مسؤولاً أمنياً . وأنت إضافة إلى ذلك كاتب ومثقف يشار إليه بالبنان، وتدرك ما هي (الأخلاق)، وما هو الإرهاب. أريدك فقط أن تكلفَ أحد مساعديك، من غير المخترقين صحوياً، بمتابعة ما ينشر في منتدى الساحات ضد بلادنا، ورموزنا، وكبار مثقفينا، ولو لمدة يوم واحد، لتدرك لماذا نحن عاتبون ... وحكمك - يا سيدي - يكفيني، بل ويكفينا جميعاً.
وأخيراً أود أن أهمسَ في أذنيك قائلاً إن (الثعبان) الأصولي الذي تجدون أنه الآن لا يُؤذيكم، ولا علاقة لكم به، سيكبر، و يتضخم، وسوف يرتد عاجلاً أم آجلاً إليكم .. ولنا نحن السعوديون في التساهل مع هذه الثعابين السامة تجارب دامية، وتاريخ طويل تعلمنا منه الكثير. وسوف ترون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف