كتَّاب إيلاف

نعم انا من الغوغاء ان لم اكن اغوغهم جميعاً!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فنتازيا عربية

في عدد من مقالاتي السابقة جاء ذكر الغوغاء والدهماء عدة مرات. وقد وصلتني رسالة من احد الاصدقاء الذين تابعوا تلك المقالات فهمت منها بانه وصل الى قناعة كاملة بأنني من هؤلاء الغوغاء، ولكن على الرغم من ذلك فهو يسأل اولاً عن معني الغوغاء والدهماء، وثانياً يريد ان يتأكد ما إذا كنت انا منهم ام لا...
بالنسبة للسؤال الاول اقول له انني بصراحة لا اعرف المعنى تحديداً، ولكن من كُثر ما سمعته عنهم فهم يشبهون تلك السوائم التى يحركها الراعي متى شاء وحيث شاء، وبناءَ على هذا فانا من هولاء الغوغاء والدهماء، ان لم اكن أغوغهم وادهمهم جميعاً. والدليل على ذلك انك لو سالتني عن عدد المظاهرات التي خرجت فيها نابحاً، صائحاً وهاتفاً حتى بحَّ صوتي وسال الدم من لُوزي، فانها لا تحصى. وعندما اراجع عدد الخُطب البلهاء التي سمعتها، وصفقت فيها حتى انسلخ جلد كفي وتقطعت احبال صوتي، فإنها ايضا لا تحدها حدود. اما اذا سألتني عن معنى تلك الشعارات والهتافات التي رددتها في تلك المظاهرة، او عن سبب خروج المظاهرة اصلاً وموضوعها فسوف لن تجد اجابة على كل ذلك اذ ان هذا ليس مهمتي،فعندما تمت "غوغوتي" و "دهممتي" للخروج في المظاهرات، انتفت عندي خاصية التفكير والتساؤل. وعندما تسألني : ماذا قال ذلك الخطيب الذي صفَّقت وهتفت له، فأيضاً لن تجد اجابة، لأنه ليس من مهمتي ان أفهم، بل مهمتي هي ان أعفر الجو بالصياح والهتاف والتصفيق. وعندما تصلني التعليمات من الزعيم (سياسياً كان ام دينياً) سرعان ما امتطي المظاهرة المطلوب من إمتطائها بعد ان اكون قد حفظت الهتافات والشعارات التي سوف اصدح بها، وبعد ذلك ما عليَّ الا ترديد تلك الهتافات في المظاهرة وحرق او تحطيم ما يُطلب مني حرقه وتدميره، خاصة الاعلام والدمي وهذه معروفة و جاهزة ومناسًبة لكل المناسبات. وكما قلت ليس مهما ان اعرف سبب المظاهرة. اذ انه لا فرق بين مظاهرة خرجت لكلمة فالتة قالها شخص هنا او هناك، او بسبب كتاب ظهر في الواق واق، ولن اسال عن اسم ذلك الكتاب لانني اعرف ان من حمل اليَّ تعليمات الذهاب الى المظاهرة هو ايضاً لا يعرف اسم ذلك الكتاب ومحتواه، لانه بالطبع لم يُخْبر بذلك، وسر هذا الكتاب فقط في بطن الإدارة العليا التي حركتنا !! والى مظاهرة اخرى دمتم في رعاية الله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف