كلنا تعرَى أمام نفسه!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منذ اعلنت ايران نجاحها في تخصيب اليورانيوم، انطلقت مجموعة اقلام تحذر من تنامي قوة ايران واطماعها التوسعية في المنطقة.
كانت تلك الاقلام عربية وخليجية في معظمها.. وكنت انا من بينها.
بل وشاركت في اكثر من حوار تلفزيوني حذرت فيه من ايران التي ستستغل قدرتها النووية لتصدير ثورتها وافكارها.
ما زلت اقول الشيء ذاته..
وما زال الكثيرين يكتبون الشيء ذاته..
بعضهم زاد الى ذلك ان ايران النووية ستدفع كل دول المنطقة الى سباق تسلح خطير.
آخرون قالوا ان الوضع أصعب.. فايران اليوم تستحوذ امام ناظرينا على جنوب العراق، والنووي في يدها يصيبنا بالخرس.
كل ذلك صحيح قطعا..
لكني اريد ان اضيف هنا شيئا آخر..
غضبتنا من قوة ايران النووية ليست كلها بسبب اطماعها التوسعية في المنطقة..
غضبتنا من قوة ايران ليست بسبب سباق التسلح الذي سينشأ في المنطقة..
فأي سباق وأي تسلح..؟
دول الخليج بالكاد تملك مجموعة اسلحة تقليدية ضعيفة الأداء، ناهيك عن سلاح نووي!
اذا السبب الحقيقي لغضبتنا من القوة النووية الايرانية ليست كل ما ذكرناه.
هناك سبب واحد رئيسي نحاول ان نتجاهله:
أن ايران كشفت، بالاعلان عن قوتها النووية، عن خيبتنا نحن العرب.. على الاقل دول الخليج العربي.
ايران كشفت كم نحن ضعفاء.. وكم نحن في العسل نائمون.
ايران، وهي التي عانت من حروب وثورات، تتفوق تكنولوجيا وعسكريا على الدول العربية والخليجية، الاكثر استقرارا وثراء!
خيبة ما بعدها خيبة..
هذه الخيبة هي سبب موقفنا السلبي من نجاحها النووي، لا الخوف من النووي نفسه.
لسنا نغضب من السلاح النووي الاسرائيلي لأننا نعزي انفسنا بأن اميركا هي وراءها. وان التكنولوجيا الغربية كلها رهن اشارة اسرائيل.
لكن مع ايران يختلف الوضع.
ايران اسقطت ورقة التوت الوحيدة عن اجسادنا المتخمة باللذة والجهل.
ايران كشفت كم نحن ضعفاء..
..كم نحن الف عام للوراء!
ما ازال اقول الشيء نفسه عن خطر القوة النووية الايرانية على المنطقة، لكني سأبقى اقول الشيء ذاته ايضا عن خيباتنا التي كشفتها لنا هذه القوة.
حتى لو لم تكن اسرائيل هي الهدف من تطوير ايران لقوتها النووية..
حتى لو لم تكن نصرة الاسلام ايضا هي الهدف..
فان ايران استطاعت على الاقل ان تثبت ان العقل المسلم قادر على ان يكون على نفس القوة والأداء مع الآخرين، بل ربما افضل.
في حين اكتشفنا نحن العرب المحيطون بايران كم هي عقولنا ما تزال في سباتها منذ مئات السنين، ويعلم الله الى متى..؟!