كتَّاب إيلاف

نحن مسكونون بالكره.. والتطرف في دمائنا!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كثيرا ما اتسائل عندما أرى بعض المتطرفين:
ما الذي يهدف اليه تطرفهم؟
ما الذي يريدونه؟
ان يؤمن العالم بما يؤمنون؟
لماذا؟
هل هو حب في الله، ام هو حب في الجنة؟
لنأخذ كل نقطة على حده..
المتطرفون لا يفعلون ذلك حبا في الله.. ليس لدي شك في ذلك. لأن من يحب الله، لا يكره ما خلق الله. ولا يكفرهم. ولا يقتلهم.
حب الله هو حب أسمى. ولا يمكن لمن يحب الحب الأسمى ان يعرف الحقد.
لا يمكن ان يجتمع حب الله والحقد على خلق الله في جسد واحد.
الله محبة في ذاته. والانسان مخلوق من روح الله. هي المحبة اذا فطرة في الانسان. وما يخالف الفطرة يكون دخيلا عليها.
النقطة الثانية..
المتطرفون مأسورون بنعيم الجنة، لا حب الله. وهذا صحيح.
فهم ليسوا اكثر من مجموعة محرومة من لذات كثيرة على الارض، فيطلبونها في السماء.
هو اذا حرمان الارض الممزوج بانتظار لذة السماء.. ذاك هو المحرك الرئيسي لتطرفهم.
لكنه ليس المحرك الأول..
المحرك الأول هو الكره..
هم مسكونون بالكره حتى للمسلمين انفسهم!
المتطرفون لا يعرفون شيئا عن الله، لكنهم يطلبون نعيم الجنة من خلال جهنم يصنعونها على الارض. لأنهم ممتلئون بالكره لكل شيء. حتى لرحمة الله.
لست اقتنع بأن شخصيا مثل بن لادن يقتل الآمنين لأنه يحب الله. فالله يحب كل ابناءه وكل عباده. ولن يكون حبه لابن لادن اكثر من حبه لأي مؤمن آخر، يؤمن به ويعبده، ولو كان مسيحيا او يهوديا.
بن لادن يطمع في الجنة، لكن يمكنه الوصول الى الجنة بالحب لا بالقتل. فلن تمتلئ الجنة بقتلة الابرياء.
بن لادن نموذج لآلاف غيره قد امتلأوا بالكره والرفض لواقعهم.
وهذا هو الدافع الاساسي للكره وقتل الآخرين باسم الله والدين..
التطرف اذا لا علاقة له بحب الله، ولا بالجنة، بل برفض واقع مفروض، فيتحول الرفض الى كره للآخرين.
الفقير يكره الثري فيحاربه باسم الدين..
المنبوذ يكره مجتمعه فيحاربه باسم الدين..
المهزوم يكره المنتصر فيحاربه باسم الدين..
التطرف اذا ليس اكثر من رفض لواقع ما، ثم يتحول الى كره للآخرين، ولا علاقة لحب الله ولا الجنة بالموضوع.
كم اتمنى لو كنت مخطئا.. لكنني لن اكون لو قلت ان ثلاثة ارباع العالم الاسلامي رافض لواقعه. من اجل ذلك فان شيئا من الكره لغيرنا يسبح في دمائنا نحن ايضا. وبالتالي شيء من التطرف.
في اكثر من مناسبة ادخل في حوار حتى مع بعض اقربائي، فأجد المتعلم منهم والمثقف يحمل فيروسا متطرفا بشكل ما.. اقله ايمانه بأن كل من هو غير مسلم في النار.. بل خالدا مخلدا فيها.
هم يرفضون حتى الترحم على موتى الآخرين..
هذا نوع من الكره.. من التطرف.. لا علاقة له بحب الله ولا بالجنة.
بل له علاقة بالاحساس بالهزيمة امام الآخرين.. فلا نملك سوى كرههم، واقناع انفسنا ان الله لنا وليس لهم، وان الجنة لنا وحدنا!
التطرف بشقيه: العلني كحال بن لادن، او الصامت كحال معظم المسلمين، ليس سببه حب الله ولا الجنة، بل هو كرهنا لمن هو منتصر علينا، لكننا نجعله، باسم الدين، ادني مرتبة حتى لدى الله، فنحاربه باسم الله.
الاسلام محبة. الايمان محبة، لأن الله تعالى محبة. فهو يحبنا كلنا، كما كلنا يجب ان نحبه..
لا ان ندعي حبنا لذاته، ونكره غيرنا بسبب ضعفنا وانهزامنا!
nakshabandih@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف