رستم غزالة يعود إلى بيروت سفيرا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ماذا لو خرج ناطق رسمي سوري، اليوم قبل غد، وأعلن أن سوريا سوف تبدأ تنفيذ المطالب الدولية الداعية لتبادل السفارات مع لبنان وترسيم الحدود، ولكنه بالمقابل شدد أن لسوريا الحق السيادي والقانوني في تعيين اي سفير تختاره في بيروت وربما يكون العميد رستم غزالة، وأن يتم ترسيم الحدود وفقا للخرائط التي كانت موجودة لسوريا قبل أن يسقط الجنرال غورو حكومة فيصل بدمشق؟
تساؤلات ليست في سبيل البحث عن أزمات لبنانية سورية جديدة، ولكنها تساؤلات مشبعة بالجدية تارة وبالسخرية تارة أخرى.
الجدية، من حيث تذكير الذين قرروا النسيان، بعد أن تبخرت منافعهم بخروج القوات السورية من لبنان، بأن الأخطاء السورية في لبنان يتحملها المسؤول اللبناني أولا، وخاصة ذلك المسؤول الذي كان يفكر دائما بملئ جيبه(وليس بملئ إرادته) ولم يقدم من هذا الجيب أية منافع للسوريين أو اللبنانيين. وتكفي العودة إلى أشرطة البرنامج اللبناني الساخر "بسمات وطن" ومعرفة الفضائح التي كان يرويها عن المسؤولين اللبنانيين.
وبقدر ما كانت تزعج أخطاء بعض المسؤولين السوريين في لبنان وتصرفاتهم الشخصية التي لم تعكس أصلا عمق المودة والتقارب المجتمعي السوري اللبناني، هناك "الفلتنة" والفوضى التي تزعج أكثر - وهي الفوضى التي تريد تحميل السوريين مسؤولية ما جرى ويجري في لبنان إلى درجة حولوا فيها سوريا إلى كرة نار تبث الإرهاب كل يوم إلى لبنان، متناسين تماما أن سوريا تصدر الكهرباء والغاز!.
لقد كان الجنرال عون المعارض الأول للوجود السوري في لبنان، والمتضرر الأول من هذا الوجود حيث قضى 15 عاما منفيا في باريس، ولكن بعد خروج القوات السورية برز الجنرال عون كأكثر الأصوات اعتدالا تجاه دمشق وأكثرها رغبة في الحوار مع النظام في بلادنا، لماذا؟ هل لأن عون ضد ما يطلقون عليه "الحقيقة"؟لا.. ربما لأنه الطرف اللبناني الأكثر احتراما وإيفاء لوعوده وخطاباته تجاه النظام السوري حيث أنهى انتقاده اليومي لهذا النظام مع خروج أخر جندي من لبنان. علما أن الجنرال عون لم يكن من الذين كانوا يحجون إلى عنجر لطلب الرضا!
والسخرية تتأتى من حيث "القيامة" التي قامت في لبنان ضد السواتر الترابية السورية. تحملوا غازي كنعان ورستم غزالة 29 سنة، وبكل احترام ومحبة للشخصين، أيام تنظيم كبار الشخصيات اللبنانية لسباق الراليات نحو عنجر، والآن أثارتهم حفنة من الرمال السورية داخل حدودهم في الوقت الذي يصل فيه طيران اسرائيل إلى بيروت!
لو كانت هذه الرمال السورية في فترة الوجود السوري هناك لكان حصل سباق محموم بين الكثير من المسؤولين اللبنانيين لجلب القليل منها ووضعه في قلاعهم وبيوتهم وصب المياه عليها من أجل " تمتين وحدة المسار والمصير"!
تساءلنا ماذا لو عاد رستم غزالة سفيرا إلى بيروت وماذا لو قبلت سوريا ترسيم الحدود وفق واقع الأراضي الذي كان قائما قبل إسقاط حكومة فيصل؟ قلنا ذلك للتذكير بأنه مهما تصاعدت خلافات البعض مع النظام السوري - وأحيانا أحقادهم على هذا النظام لأسباب عديدة ؛ فهناك حقائق تاريخية تتعلق بالأرض وعمق العلاقة المجتمعية الطيبة بين السوريين واللبنانيين يجب ألا تنسى، وهناك سياسة دولية تتغير وتتقلب وفقا للمصلحة والمنفعة وليس وفقا للحقيقة أو حقوق الإنسان أو العدالة، والقرار الدولي الذي طلب من سوريا إخراج قواتها من لبنان قد يطلب منها إدخال هذه القوات في بلد آخر لفك نزاعات أهلية هناك!...