كتَّاب إيلاف

أيتها المؤسسة الدينية.. انظري حولك!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لنقل ان احدنا مخطئ:
الاسلام، أو المسلمون، أو المؤسسة الدينية.
اقول ذلك لأني بت اجد نفورا عالميا كبيرا من الاسلام، حتى من المسلمين انفسهم.
هل هو سوء فهم للاسلام؟
ربما..
هل هو سوء فهم المسلمين؟
ايضا ربما..
لكن لا الاسلام، ولا المسلمين ملام بالدرجة الاولى، بل هي المؤسسة الدينية.
اقصد بالمؤسسة الدينية: رجال الدين والهيئات الدينية الرسمية، التي تصدر الفتاوى، وترسم طريق حياتنا وتضع كتب مدارسنا، وتحدد حتى ما نلبس ولا نلبس، ومن الكافر ومن المؤمن.
كان الدرس الاول الذي عملتنا اياه هذه المؤسسة ان الآخرين كفارا يريدون تدميرنا.
ثم.. وعندما كبرنا، وجدنا اننا نحن المسكونون بالرغبة في تدمير الآخر اكثر مما هي رغبة الآخر في تدميرنا.
كان الدرس الاول خاطئا اذا..
ثم كان الدرس الثاني بالمثل، فالثالث..
فجأة وجدنا العالم يتقدم، والنظرة للاسلام تتأخر..
والمؤسسة الدينية مربوطة بحبال طول الواحد منها اكثر من الف عام.
فجأة اكتشفنا ان العالم يتقدم، والنظرة للاسلام تتأخر..
والمؤسسة الدينية لا تعترف بشيخوختها التي ترفض ان تمتزج بدماء شابة هي في حاجة لها.
هي لا تعلم ما يدور في الشارع من وراء قلاعها التي لا تحمل سوى نافذة ضيقة ترى منها العالم الخارجي.
هي لا تعلم شيئا عن تطور العلم، من الفلك الى المنطق..
ورجالها لم يقرأوا يوما عن الفلسفة والتاريخ..
كل ما يعرفونه هو ابن تيمية وابن القيم وبخاري ومسلم.
كيف لأعضاء هذه المؤسسة ان يرسموا طريقا عصريا وقد تراكمت عليهم أغبرة التاريخ؟
كنا نقول ان الاسلام يتميز عن الاديان الاخرى باللا واسطة بين الانسان والله.
لكننا لم ندرك سوى الآن ان مؤسستنا الدينية اصبحت هي الواسطة بيننا وبين الله.
لا بأس لو كانت هذه المؤسسة اكثر استنارة وتطورا، لكن ان تكون بعيدة عن علوم الدنيا وتطورات الحياة، فلسنا في حاجة لها. فكل منا يعرف كيف يصلي ويصوم دون شيخ أو مؤسسة دينية لم تفتح ابوابها العتيقة لشمس المعرفة، منذ مئات السنين.
عندما انظر الى ما يحدث في العراق، وأتذكر ما حدث في افغانستان، استطيع ان ارى حجم الدمار الذي خلفته المؤسسة الدينية في مجتمعنا، بعد ان توقفت ساعة الزمن بقرب سريرها.
فهي في افغانستان لم تبن الانسان العصري، بل كبلته بفتاوى أثرية، وفرضت عليه حتى طريقة صنع الخبز التي كانت ايام الصحابة.
وبالمثل العراق، عندما اعلنت المؤسسة الدينية انها ممثل الله على الارض، فأفتت بتحريم هذا وسفك دم ذاك، فكانت النتيجة الف قتيل، ثم ثلاثة الآف قتيل، ثم عشرة.
ان شائت المؤسسة الدينية ان تحظى بمكانة مرموقة، فعليها ان تنفض عن اكتافها غبار الزمن، وان تنظر حولها، وتعيد فتح كتبها القديمة، فتأخذ بأحسن ما فيها، وتترك الباقي في سباته الازلى.
على المؤسسة الدينية ان تقرأ الواقع، وتعترف بأنها تأخرت عن اللحاق بركب الحضارة، وبأنها اخطأت، وبأن الناس باتوا اقرب الى الالحاد منهم الى الايمان بسبب تعلقها اللا معقول بالماضي..
كلنا مؤمن بالله بلا شيخ أو قسيس او كاهن.
وبلا مؤسسة دينية..
لكننا، رغم ذلك، سنقف معها ان طورت نفسها، وتخلت عن ثوبها القديم المهترىء، ولبست ثوبا جديدا وعصريا يعيد اليها جمالها، وقيمتها!

nakshabandih@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف