المسلمون والعرب وأزمة الاندماج في المجتمع الألماني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سأحاول في هذه الورقة تقديم خطوط عريضة لأزمة اندماج المسلمين والعرب في المجتمع الألماني، فالموضوع واسع ومتشعب والزمن المتاح لا يسمح بالتفاصيل، كما أن هناك محاور أخرى هامة سوف يتعرض لها المؤتمر.
لقد مرت فترة طويلة حتى اقتنع الشعب الألماني بأن بلادهم أصبحت بلداً للمهاجرين. وفي ثمانينيات القرن السابق بدأ النقاش حول مفهوم مجتمع التعدد الثقافي Mutikulturelle Gesellschaft والذي أثار خلافاً شديداً حول الأسس التي يقوم عليها المفهوم وقابليته للمجتمع الألماني مما أدى في النهاية الى اهماله ليختصر فقط في النهاية في الشكل الفلكلوري Multikulti مثل الأكل والملبس وأحياناً حتى الى رفض هذا المفهوم بحجة أن المانيا ليست دولة مهاجرين كلاسيكية مثل أمريكا وكندا واستراليا. ثم جاءت بعد ذلك مفاهيم جديدة مثل :
Parallelgesellschaft - المجتمع الموازي
- التفرقة الكاملة ( اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً )
komplette Segregation
- الثقافة التحتية
Subkultur
- الأحياء الآثنية ( الجيتو)
Ethnische Kolonien
- الاقتصاد البديل
Alternativ Ouml;konomie
- الزواج القسري
Zwangsheirat
- الزواج المرتب
Arrangierte Ehe
- والقتل لصيانة الشرف
Ehrenmorde
ثم ظاهرة الاسلامفوبيا أي الخوف من الاسلام والمسلمين
كل هذه المفاهيم سواء كانت اجتماعية أو ثقافية لها علاقة مباشرة مع مشكلة الاندماج والوجود الأجنبي في بيئة متغيرة . ثم جاءت الأحداث الارهابية الدامية في مدريد ولندن واغتيال المخرج الهولندي " تيو فان جوخ"
Theo van Gogh لتحدث هزة عنيفة داخل المجتمعات الأوروبية كونها المرة الأولى التي تتعرض فيها أوروبا لمثل هذه الأحداث مما أدى الى زيادة الممارسات العنصرية والمشاعر العدوانية تجاه العرب المسلمين في مختلف دول أوروبا. وكشفت الأحداث التي تمت من أفراد من الجيل الثاني و الثالث من المهاجرين الذين يعيشون منذ فترة طويلة بل أحياناً ولدوا في تلك المناطق التي يعيشون فيها بأن هناك خللاً وأخطاءاً وقصوراً فاضحاً في سياسة الاندماج التي تتبعها البلدان الأوروبية حيال المهاجرين .
مما أدى الى نقاشات واسعة في ألمانيا من خلال وسائل الاعلام والمفكرين والكتاب والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبدأ التفكير بصورة جديدة لتفادي تفاقم الأزمة نتيجة لعدم الالتفاف سابقاً الى مشاكل الاندماج الحقيقية.
يمكن رصد علاقة المسلمين بالمجتمعات الأوروبية بصورة مختصرة من خلال عدة مراحل:
مرحلة 1900 - 1972
بدأت هذه المرحلة مع توافد المهاجرين العرب والمسلمين منذ القرن التاسع عشر من خلال هجرة العمال من تركيا ومن المغرب العربي ، أو الطلاب من أبناء غير الميسورين من المغرب والمشرق العربي. فمثلا التعليم في المانيا مجانا وامكانية العمل متوفرة لسد متطلبات المعيشة وما يربو عليها. وهذه الفترة اتسمت بالهدوء ، فالتعامل معهم كان على أساس أنهم عمال مؤقتون وطلاب علم يعودون بعدها الى بلادهم.
مرحلة الجيل الثاني 1973 - 1988
بدأت في عقد السبعينيات مع تقاقم الأزمة الاقتصادية في ألمانيا و ايقاف الحكومة الألمانية استقبال عمال جدد ولكنها فتحت المجال للم الشمل العائلي منذ 1973 والتي تمنح العمال المهاجرين الحق في إحضار عائلاتهم الى ألمانيا، وأدى ذلك الى ظهور الجيل الثاني من المهاجرين الذي نشأ في أوروبا وبدأ في التعبير عن نفسه بقوة خلال الثمانينيات في ضوء تعرف أفراده على الثقافة الأوروبية بما فيها من حرية ليطالبوا ويعملوا من أجل الدفاع عن حقوق المهاجرين وعن ثقافتهم وعاداتهم .
الفترة 1989 - 2004
فترة التوتر بما فيها من مواجهات سياسية وثقافية ودينية ، كمثال فتوى الامام الخميني بإهدار دم الكاتب سلمان رشدي بعد صدور روايته أيات شيطانية ، وبروز قضية الحجاب تداعيات الصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي والانتفاضة الفلسطينية وأحداث حروب الخليج والحرب على العراق 1991 - 2003. وأدت افرازات الحرب اللبنانية الأهلية وحرب الخليج الأولى والثانية الى نزوح عدد كبير من اللبنانيين والفلسطينين والعراقيين طلباً للأمن والعمل مما أدى الى تزايد اعداد الجالية العربية بصورة واضحة
فلننظر الى بعض الاحصائيات:
يعيش في القارة الأوروبية حوالي 23 مليون مسلم بما يشكل 5% من أجمال سكان القارة وبانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي سوف يبلغ عدد مسلمي أوروبا الى 90 مليون مما يوازي 15% من اجمال سكان القارة ، 50% من مسلمي أوروبا حالياً ولدوا في المجتمعات الأوروبية.
عدد السكان العرب حالياً في ألمانيا 400 ألف تقريباً بدون االحاصلين على الجنسية عن طريق التجنيس أو الميلاد. 14% فقط من أبناء الأجانب يصلون الى اكمال المرحلة الثانوية . 41% منهم بين سن 20 و 29 ليس لهم أي تأهيل مهني وأكثرهم من الجيل الثاني والثالث.
في الملحق الأسبوعي الذي يصدر مع صحيفة البرلمان الألماني تعرض عدد يناير 2006 لمناقشة قضية المجتمعات الموازية . في هذا العدد دراسة ميدانية مطولة من جامعتي جوتنجن Gouml;ttingen وبيلافيلد Bielefeld ، شارك فيها الباحث الأكاديمي فلهم هايتمر Wilhelm Heitmeyer المعروف بأبحاثه حول قضايا الهجرة والأجانب ومدير معهد الدراسات المتداخلة (دراسات التماس) التابع لجامعة بيلافيلد لدراسة النزاع والعنف , جاء عنوان الدراسة في صيغة سؤال، عزل المسلمين من خلال تعميم نقد الاسلام ؟
Abschottung von Muslimen durch generalisierte Islamkritik?
وأود هنا أن أشير الى نتيجتين من نتائج الدراسة الميدانية ، تتعلق بالموقف أو وجهة النظر القائلة بما يسمى الاسلاموفوبيا أي الخوف من الاسلام ما فكانت الاجابات كالآتي:
1 ) هل أتى الاسلام بثقافة جديرة بالاحترام ؟ فكانت النتيجة بالرفض أي بالنفي
200520042003
49.7%44.0%36.6%
2) هل تتفق الثقافة الاسلامية بلا ريب مع عالمنا الغربي؟
وكانت النتائج بالنفي كالآتي:
200520042003
74.2%69.6%65.9%
تكشف نتيجة السؤالين عن جهل أو تجاهل الألمان أو عدم معرفتهم بالحضارة الاسلامية في عصرها الذهبي والذي أمتد تأثيرها الى أوروبا بما حملته من أفكار فلسفية وعلوم انسانية.
ان عنصر التنوير الذي بدأ من القرن الثامن عشر بالصراع الدامي مع سلطة الكنيسة وفلسفة الحداثة التي جاءت بمفاهيم وقيم جديدة للمجتمع الغربي مثل حقوق الانسان والديمقراطية والعدالة والحرية وحق المواطنة وبدأت أيضاً في بلادنا العربية بعد مرحلة الانحطاط حركة تنويرية في الفكر الاسلامي العربي في مطلع القرن التاسع عشر على أيدي مصلحين من رجال الدين مثل الطهطاوي محمد عبده وجمال الدين الافغاني وعلي عبد الرازق وعبد الرحمن الكواكبي ومن الليبراليين مثل طه حسين ، أحمد لطفي السيد قاسم أمين ومن العلمانيين مثل سلامه موسى تمثيلاً لا حصراً . ثم حدثت قطيعة لهذا التطور الهام في بلادنا نتيجة :
-لدخول الاستعمار
-النكسة بعد الهزيمة في حرب الأيام الستة 1967
-سقوط الاتحاد السوفييتي
-الأنظمة الاستبدادية الاسلامية والعربية التي تتحكم حتى الآن من رقاب أبناء وطننا, وبالرغم من كل ذلك فهناك نقاش جاد وعميق بين كل فصائل المجتمع من علمانيين واسلاميين ويساريين وقوميين حول الحداثة والعلمنة والديمقراطية ونحن هنا في ألمانيا نتابع كل ما يدور في بلادنا ونشير من نقاشنا مع الألمان حول النفاق والمكيال بمكيالين عندما تصتدم مصالحم مع القيم الانسانية التي ينادون بكونيتها.
ونشير ايضاً الى الكتب التي تصدر هنا باللغة الالمانية من كتاب اسلاميين وعرب اولئك الذين يستشهدون بالآيات القرآنية الكريمة أو الأحاديث النبوية الشريفة يفصلونها من سياقها أو يدمجون بعضها الى بعض ( الترقيع) قصدأً ليبرهنوا بها على أفكارهم السبقة في أذهانهم أو جهلاً وهم ليسوا من أصحاب الاختصاص في العلوم الدينية أو فقه اللغة وبذلك يقدمون صورة خاطئة عن الاسلام مما ينعكس في تصور الألمان على ثقافتنا وحضارتنا .
ما العمل الآن؟
قلت في البداية أن أحداث مدريد ولندن وهولندا والآن العنف المدرسي في مدرسة Ruuml;tli في نيوكولن Neukouml;lln والاعتداء الوحشي من قبل النازيين الجدد على الأثيوبي في بوتسدام ، دفعت الألمان بكل اتجاهاتهم السياسية والفكرية الى اعادة التفكير في السياسة المتبعة حتى الآن حول مشاكل الهجرة والاندماج وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة لمواصلة الضغط للحصول على مكاسب لتحسين أوضاعنا الاجتماعية.
-قضية تعليم اللغة الألمانية لا خلاف حول أهميتها وهي المشكلة الأساسية التي تعوق تقدم أبناء المهاجرين في المدرسة.
ان تشجيع تعليم اللغة الألمانية عن طريق مشاريع تتكفل الدولة بتمويلها قبل الدخول الى المدرسة هام جداً لتجاوز عائق التفاهم وخلق الثقة والتعامل الندي بين التلاميذ من جميع الجنسيات.
-تحسين فرص حصول الأجانب على أماكن للتدريب والتعليم المهني ليتمكنوا من الدخول الى سوق العمل.
-التركيز على أن قضية الاندماج قضية اجتماعية في المقام الأول وليست قضية أمنية كما تحاول تصويرها بعض الاحزاب السياسية الألمانية.
-لا خلاف من ناحية المبدأ حول استمارة الاختبار من أجل الحصول الجنسية الألمانية ، فمطالبة صاحب الطلب بأن يكون على قدر من الالمام بتاريخ وعادات وثقافة بلد المهجر لا غبار عليها على شريطة أن لا توجه بصورة عنصرية مثل اختبار ولاية بادن فورتمبيرج Baden Wuuml;rttenberg الموجه فقط للمسلمين أو اسئلة تعجيزية كما جاء في اختبار (100 سؤال) في ولاية هسن Hessen بجانب أنها كذلك تمس حرية الضمير وكرامة الانسان التي يحميها الدستور الألماني القائلة:
-كرامة الانسان لا تمس Die Wuuml;rde des Menschen ist unantastbar ( المادة الأولى الفقرة الأولى). أننا كعرب نحترم عموماً الدستور والقوانين الألمانية ونحترم القيم والمفاهيم الني أفرزتها الحداثة الأوروبية فهي قيم إنسية ( انسانية) مشتركة . البعض منا يقبلها بتفسير آخر وهناك من يرفضها وحتى يحاربها من منظور الخصوصية سواء كانت ثقافية أو فكرية أو عقائدية ولكننا جميعاً نود أن نعيش في هذا المجتمع بسلام وأن نشعر بأننا جزء منه ، ونشارك فيه كقوة فاعلة مع التمسك بتراثنا وثقاقتنا والتي هي مثل سائر ثقافات الاقليات إثراء لمجتمع الأغلبية ، فنحن نريد الاندماج Integration لا الانصهار (الذوبان) Assimilation في المجتمع الألماني مثل ما ينادي به بعض السياسيين الألمان.
-الزواج القسري مرفوض قانونياً وأخلاقياً لأنه ضد حرية الفرد وضد حقوقه الانسانية ولكن بعض الباحثين يخلطون بين الزواج القسري وترتيب الزواج وهو تقليد متبع في مجتمعاتنا العربية ويتم عادة بتوافق الأسرتين والزوجين.
ما نعاني منه في الأساس هو قضية الزواج المبكر وخاصة للفتيات ، فالزواج المبكر يحرم الفتاة الشابة من مواصلة تعليمها واكتساب خبرة في الحياة ، قبل أن تنخرط في الزواج وتبعاته.
-ان فتح كلية للدراسات الاسلامية في جامعة منستر Muuml;nster وتعيين الاستاذ محمد كاليش
( الماني) Prof. Mohammad sven Kalisch مديراً لها.
وكذلك تكوين مؤسسة علمية للديانة الاسلامية Stiftungsprofessur Islamische Religion في جامعة فرانكفورت خطوة هامة في دعم الحوار بين الثقافات وبين الأديان. ومساواة الدين الاسلامي في المؤسسات الأكاديمية مثل الديانة المسيحية واليهودية، وتفتح المجال للطلاب العرب والمسلمين للالتحاق والحصول على شهادات عليا في مادة الدين الاسلامي مما يؤهلهم للتدريس والبحث الاكاديمي مستقبلاً. كذلك لابد من الاعتراف بالمؤسسات الاسلامية من مدارس ومساجد وتقديم المساعدات المالية والاعفاءات الضريبية مثل ما تقدم الى الكنائس والمؤسسات المسيحية واليهودية ، فالمساجد تقدم بجانب الدروس الدينية دورات (كورسات) لتعليم اللغة العربية والحاسوب ( الكمبيوتر) . وعلينا أن نطور مناهجنا التعليمية بدلآً من الطريقة التقليدية التي تمارسها بعض المساجد بأسلوب الحفظ والتلقين الى أسلوب الشرح والتأويل.
إن القول بتزايد كبير لزوار المساجد بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 كما جاء في بعض التعليقات الصحفية الألمانية هو جزء من الحقيقة - فظاهرة العودة الواسعة للتدين الآن ليست مقصودة على الدين الاسلامي وليس لها علاقة باحداث 11 سبتمبر - والمجال لا يسمح بمناقشة وأسباب هذه الظاهرة.
تأتي بعد ذلك قضية من يقوم بتمثيلنا في الحوار المقترح مع الجهات الرسمية - والتي نادت به المستشارة ميركيل - وهي قضية قديمة -
هل يتم الحوار مع المؤسسات العربية والاسلامية المعترف بها كما تقترح المستشارة الالمانية ميركيل أم يقتصر الحوار فقط مع شخصيات اسلامية عربية كما يفضل وزير الداخلية شويبلا Schauml;uble . ان الدمج بين الأثنين هو الحل الأفضل والأمثل وعلينا أن نقدم لهم من الشخصيات التي لها معرفة واسعة بالتطورات السياسية والاجتماعية في المجتمع الألماني والقادرة على الحوار الموضوعي والاقناع.
هل نستطيع نحن العرب بمختلف منظماتنا الثقافية والاسلامية والاجتماعية وجاليتنا العربية التي لا تزال تتعثر وربما نحتاج الى عملية قيصيرية حتى ترى النور وكذلك الأكاديمية الاسلامية التي تكونت حديثاً وأشارك في عضويتها، أن نعمل متكاتفين لنلعب دورنا ونتحمل مسؤوليتنا في مجتمع الأغلبية ليس من أجل جيلنا فنحن في طريقنا الى دار العجزة وانما من أجل أبنائنا وأحفادنا - أم نبقى كما نحن عليه الآن كما قالت الكاتبة اعتدال سلامة في احدى تحليلاتها الصحفية :
الجالية العربية في ألمانيا كثيرة العدد قليلة التأثير.
في الختام أريد أن استشهد بكلمات لاربعة شخصيات ، أقوم فقط بنقل الفقرات الى اللغة العربية دون إضافة أو تعليق من جانبي تاركاَ ذلك الى النقاش. والفقرات تعبر عما تناقشه اليوم من قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة والعدالة الاجتماعية.
يقول أودو دي فابيو Udo de Fabio القاضي بالمحكمة الدستورية الألمانية Bundesverfassungsgericht في كتابه ثقافة الحرية Die Kultur der Freiheit ما يلي:
ان الثقافة المنفتحة للحرية سوف تدوم فقط عندما تتجاوز كبريائها وتكسب بدل ذلك وعيها الذاتي. أن تباكي الثقافة الرائدة السياسية على التعدد الثقافي ما هو في الواقع الا احتقار وأهمال له, في داخل الدول الدستورية المنفتحة يجب علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة وتحدياتها ، ليس بمعنى أن نجد كل ما هو آخر أيضاً جيداً.
يجب علينا أن نتعلم ممارسة التسامج القويم الذي يضع الحدود الموضوعية والتمسك بمؤسساتنا وبين الآخرين وأخذ أنفسنا بجدية. من يحترم (يصون) نفسه يرى أيضاً وجهه في كينونة الآخر.
ويقول الباحث الأكاديمي ومدير المعهد الألماني لحقوق الانسان في برلين Heiner Bielifeldt في مقالة عن المسلمين في دولة القانون العلمانية ما يلي:
لقد حان الوقت لوضع معلم . رغم كل المصاعب التي لا يمكن انكارها والأسئلة العديدة التي تنتظر الاجابة - ليس هناك أي دليل بديل مبدئي لمنح المسلمين فرصة المشاركة في تشكيل هذا المجتمع على أساس المساواة في الحرية.
ان الذي يرى خطراً في ذلك على نظام القانون العلماني لم يفهم بعد معنى علمانية دولة القانون.
يقول الطيب صالح الروائي السوداني في رائعته موسم الهجرة الى الشمال - والرواية تتعرض للاستعمار ، التقليد والحداثة ، الوطن والغربة- على لسان بطل الرواية مصطفى سعيد وهو يخاطب سيدة انجليزية:
ولكن الى أن يرث المستضعفون الأرض ، وتسرح الجيوش ، ويرعى الحمل آمنا بجوار الذئب، ويلعب الصبي كرة الماء مع التمساح في النهر ، الى أن يأتي زمان السعادة والحب هذا، سأظل أنا أعبر عن نفسي بهذه الطريقة الملتوية.
في قصيدة قصيرة للشاعر الألماني هاينريش هاينه Heinrich Heine الذي تجدد الذكرى المائة والخمسين على وفاته يقول فيها:
الغني يزداد غنىً
والفقير يزداد فقراً
أما اذا كنت معدماً
أيها الصعلوك
أذن فلتدفن حياً
فحق الحياة
فقط للذين يملكون شيئاً
ورقة قدمت الى المؤتمر الشعبي العربي الرابع برلين 13/مايو /2006